يتم التحميل...

إمامة الأئمة الاثني عشر

دروس في أصول العقيدة الإسلامية

تحدثت كتب عديدة لأهل السنة والشيعة عن خلافة "الاثني عشر إماماً وخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه و آله ". هذه الأحاديث مروي عجل الله فرجه الشريف ة في أهم كتب أهل السنة، مثل "صحيح البخاري" و"صحيح الترمذي" و"صحيح مسلم" و"صحيح أبي داود" و"مسند أحمد" وأمثالها. وفي كتاب "منتخب الأثر" مئتان وواحد وسبعون حديثاً بهذا الشأن، معظمها منقول من كتب أهل السنة وسائر المصادر الشيعية.

عدد الزوار: 73

روايات إمامة الأئمة الإثني عشر

 تحدثت  كتب عديدة لأهل السنة والشيعة عن خلافة "الاثني عشر إماماً وخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه و آله ".

هذه الأحاديث مروي عجل الله فرجه الشريف ة في أهم كتب أهل السنة، مثل "صحيح البخاري" و"صحيح الترمذي" و"صحيح مسلم" و"صحيح أبي داود" و"مسند أحمد" وأمثالها. وفي كتاب "منتخب الأثر" مئتان وواحد وسبعون حديثاً بهذا الشأن، معظمها منقول من كتب أهل السنة وسائر المصادر الشيعية.

وكمثال على ذلك نقرأ في "صحيح البخاري"، وهو من أشهر كتب أهل السنة، ما يلي: يقول جابر بن سمرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: "يكون اثنا عشر أميراً" ثم قال كلمة لم أسمعها. فقال أبي إنه قال: "كلهم من قريش" 1.

وقد ورد هذا الحديث في "صحيح مسلم" هكذا: قال جابر: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:  "لا يَزَالُ الإسلامُ عَزيزاً إلى اثنيْ عشرَ خليفة، ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: كلهم من قريش" 2.

 وفي "مسند أحمد" عن عبد الله بن مسعود، الصحابي المعروف، أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه و آله بشأن الخلفاء، فقال: "إثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل" 3.

محتوى هذه الأحاديث

هذه الأحاديث التي يرى بعضها أن عجل الله فرجه الشريف "عزة الإسلام" منوطة "بالاثني عشر خليفة"، ويرى بعضها الآخر أن حياة الدين وبقاءه إلى يوم القيامة موقوفان عليهم، وأنهم كلهم من قريش، وفي بعضها كلهم من بني هاشم لا تنطبق على أي مذهب سوى المذهب الشيعي عجل الله فرجه الشريف، وذلك لأن توجيهها بسيط وواضح بحسب معتقدات أهل الشيعة، في الوقت الذي يصل فيه علماء أهل السنة في توجيهها إلى طريق مسدود.

 هل المقصود هم الخلفاء الأربعة الأُوَل إضافة إلى خلفاء بني أمية وبني العباس؟

 نحن نعلم، بالطبع، أنه لا الخلفاء الأوَل كانوا اثني عشر، ولا بانضمام خلفاء بني أمية وبني العباس إليهم بلغوا هذا العدد. إن العدد اثني عشر لا ينطبق على أي منهم.

ثم إن من بني أمية خلفاء مثل "يزيد" ومن بني العباس مثل "المنصور الدوانيقي" و"هارون الرشيد"، ممن لا يشك أحد فيما ارتكبوه من جرائم وظلم وطغيان، فلا يمكن بأيّ حال من الأحوال اعتبارهم خلفاء للنبيّّ صلى الله عليه و آله ومدعاة لعزّة الإسلام ورفعته، مهما تساهلنا في تبسيط الموازين.

 وإذا تجاوزنا عن كلّ ذلك، فإنّنا لن نجد العدد اثني عشر يتمثّل في أيّة مجموعة منهم سوى في أئمّة الشيعة الاثني عشر.

تعيين الأئمّة بالاسم

يقول الشيخ سليمان القندوزي، العالم السنّي المعروف، في كتابه "ينابيع المودّة"

 جاء رجل يهودي يُدعى نعثلاً إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، وكان من بين الأسئلة التي ألقاها عليه أنّه سأله عن أوصيائه وخلفائه من بعده، فقال رسول لله صلى الله عليه و آله:

 "إنّ وصيّي عليّ بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين تتلوه تسعة أئمّة من صلب الحسين.

 إذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجّة محمّد المهديّ، فهؤلاء إثنا عشر
".

 وفي الكتاب نفسه، نقلاً عن كتاب "المناقب"، حديث آخر جاء فيه ذكر الأئمّة الاثني عشر بالاسم واللقب، ويشير إلى غيبة الإمام المهديّ وإلى نهضته "وأنّه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما ملئت جوراً وظلماً" 4.

 أمّا الأحاديث الواردة بهذا الخصوص عن طرق الشيعة فكثيرة تفوق حدّ التواتر، فتأمّل!. بالإضافة إلى الطريق المذكور فإنّ إثبات إمامة كلّ إمام يتمّ بطريق النصوص والروايات الواردة عن كلّ إمام سابق بالنسبة للإمام اللاحق، وكذلك عن طريق معجزاتهم.

الأفضليّة دليل على الإمامة

يحكم العقل الإنساني بتقديم الأفضل على الفاضل, ويُعتبر الرجوع إلى الأفضل في كلّ المجالات سيرة للعقلاء. وقد عبّر الإسلام من خلال القرآن الكريم والروايات عن معايير الأفضلية، نذكر هنا بعضاً منها:

 العلم: قال تعالى: ﴿... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ... 5.
 التقوى: قال تعالى: ﴿.. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ.. 6.
 الجهاد: ﴿... وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا 7.
وقد مُلئت كتب السيَر والتاريخ شهادات من الصديق والعدوّ، عن علم الأئمّة عليهم السلام وتقواهم وورعهم وزهدهم وحلمهم وكرمهم و...

* دروس في أصول العقيدة الإسلامية، سلسلة المعارف الاسلامية,نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية،كانون الثاني 2010م، 1431هـ،ص 137 - 142


1- المجلسي ، محمّد باقر، بحار الأنوار،ج36، ص 266.
2- المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار،ج36، ص 362.
3- الأنصاري، محمّد حياة، المسانيد، ج1، ص 198.
4- السبحاني، الشيخ جعفر، رسائل ومقالات، ص 406.
5- سورة الزمر، آية 9.
6- سورة الحجرات، آية 13.
7- سورة النساء، آية 95.
8- سورة الشورى، الآية 23.

2010-06-25