يتم التحميل...

علي عليه السلام والهجرة الى الطائف

ولادة أمير المؤمنين(ع)

لقد تراكمت الأحداث على الرسول، واشتدّت قريش في تحدّيه وإيذائه بعد وفاة عمّه أبي طالب، ولم يعد في مكّة من تهابه قريش وترعى له حرمة، حتى قال النبيّ صلى الله عليه وآله: "ما زالت قريش كاعّةً عنّي حتى مات أبو طالب" فكان عليه أن يُغيّر مكانه

عدد الزوار: 72

لقد تراكمت الأحداث على الرسول، واشتدّت قريش في تحدّيه وإيذائه بعد وفاة عمّه أبي طالب، ولم يعد في مكّة من تهابه قريش وترعى له حرمة، حتى قال النبيّ صلى الله عليه وآله: "ما زالت قريش كاعّةً عنّي حتى مات أبو طالب" فكان عليه أن يُغيّر مكانه ويستبدله بمكان أكثر أمناً يستطيع منه الانطلاق لنشر الدعوة الإسلاميّة الى أرجاء الجزيرة العربية والعالم أجمع، فأخذ يعرض نفسه على القبائل وابتدأ أوّلاً بالطائف، وبعد عشرة أيام من مكوثه هناك لم تتجاوب معه ثقيف، بل أغْرت به الصبيان والخدم والعبيد ليرشقوه بالحجارة، فوقف عليّ عليه السلام ومعه زيد بن حارثة يتلقّيان الضربات ويمنعان الصبية عن مواصلة الاعتداء حتى اُصيبا بجروح في جسدهما، ومع ذلك تعرّض رسول الله صلى الله عليه وآله للإصابة وسالت الدماء من ساقيه.

وروي أنّه كان للنبيّ صلى الله عليه وآله عدّة هجرات اُخرى تحرّك خلالها لعرض نفسه على القبائل لنشر الدعوة الإسلامية وتحصين دعوته، ولم يكن معه في حركته إلاّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام فخرج الى بني عامر بن صعصعة والى ربيعة وبني شيبان. وعليّ يلازمه في كلّ خطواته.

علي عليه السلام في بيعة العقبة الثانية:

وحين تمّ الاتّفاق على اللقاء التأريخي بين طلائع المسلمين القادمين من المدينة مع قائدهم الرسول صلى الله عليه وآله في بيت عبد المطلب سرّاً وقف الى جانب الرسول عمّه حمزة وعليّ والعباس، وتمّت البيعة على أفضل شكل.

وعلى رغم كلّ التدابير التي اتّخذت لسرّيّة اللقاء وإنجاحه إذ تمّ انعقاده دون علم أحد حتى من المسلمين، إلاّ أنّ أنباءه قد تسرّبت الى المشركين، فتجمّعوا وأقبلوا مع أسلحتهم الى مكان الاجتماع، فخرج اليهم حمزة ومعه عليّ عليه السلام بسيفهما، فسألوا حمزة عن الاجتماع فأنكر ذلك فرجعوا خائبين.

إنّ حضور عليّ عليه السلام في هذا الحدث الهام والاجتماع التأريخي يكشف عن دور عليّ عليه السلام في أهمّ لحظات الدعوة وتأريخ الرسالة، لأنّه كان يعطي الأنصار صورة جيدة عن رسول الإسلام وعن حماية بني هاشم له صلى الله عليه وآله فتزداد ثقتهم واطمئنانهم بالدعوة والرسالة الإسلامية.

وكان تخطيطاً مُوفّقاً وتدبيراً محكماً من النبيّ صلى الله عليه وآله، إذ استعان بأشجع رجال بني هاشم حمزة وعليّ عليهما السلام فهما اللّذان عُرفا بالبأس والشدّة في توفير القدر الكافي من الحماية للرسول وللرسالة معاً.


* أعلام الهداية _سيرة علي (ع)

2012-06-01