خصائص الاعتقاد بالمهدي عجل الله فرجه الشريف في كلام القائد دام ظله
شعبان
نبارك للإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وولي الأمر في غيبته الإمام الخامنئي مد ظله العالي وسائر المؤمنين والإخوة المجاهدين يوم ولادة منقذ البشرية,وفيما يلي شذرات من خطبة ألقاها سماحة ولي أمر المسلمين السيد علي الخامنئي مد ظله العالي في هذه المناسبة المباركة
عدد الزوار: 190
نور الأسبوع: خصائص الاعتقاد بالمهدي عجل الله فرجه الشريف في كلام القائد دام ظله
المناسبة: ذكرى ولادة الإمام المهدي عجل الله فرجه
نبارك للإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وولي الأمر في غيبته الإمام الخامنئي مد ظله العالي وسائر المؤمنين والإخوة المجاهدين يوم ولادة منقذ البشرية,وفيما يلي شذرات من خطبة ألقاها سماحة ولي أمر المسلمين السيد علي الخامنئي مد ظله العالي في هذه المناسبة المباركة (15/شعبان/1418طهران ):
" أهنئ بمناسبة هذا العيد الكبير والمبارك ـ ولادة خاتم الأوصياء ولي العصر وصاحب الزمان أرواحنا له الفداء وعجل الله تعالى له الفرج جميع الأخوة والأخوات وكل الشعب الإيراني والشيعة في العالم، وكل من يعاني في أية بقعة في العالم من جور الحكومات المستبدة ويتطلع إلى بصيص من الأمل.
يعتبر يوم النصف من شعبان واحداً من أهمّ أيام السنة والذي تصادف فيه ذكرى ولادة بقية الله أرواحنا فداه، إضافة إلى كون ليلة ويوم النصف من شعبان من الأيام والليالي المباركة. ليلة النصف من شعبان ذات بركة كبيرة جداً، وتلي في أهميتها ليالي القدر، وهي من أوقات التوجّه والتوسل إلى الله والابتهال إليه. ولهذه الليلة أعمالها وادعيتها الخاصة، إذا وفقتم لأدائها لعلكم تحظون بالقبول عند الله، وعلى من أغفلها ولم يلتفت إليها أن يتذكّر ويغتنمها في الأعوام القادمة في كل سنة.
كما تكتسب قضية ولادة الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام وعجل الله تعالى فرجه الشريف أهمية أخرى حيث ترتبط بمسألة الانتظار، والعهد الموعود الذي بشّر به مذهبنا، بل وبشّر به أيضاً الدين الإسلامي الحنيف. وعلينا أن نستذكر هذا العهد الموعود به في آخر الزمان، وهو عهد المهدي، ونؤكد عليه على الدوام ونجري بشأنه دراسات دقيقة ونقدّم بحوثاً مفيدة.
لقد تعرّضت جميع العقائد البنّاءة لهجمات من خصومها. اعلموا أيّها الأخوة والأخوات أن هذه النقطة في غاية الأهمية! لاحظوا كم يجب علينا أن نكون متيقّظين اليوم! إذ أنهم نقّبوا حتى في تعاليم الإسلام وأحكامه وحيثما وجدوا في الشرع المقدَس مُعتقداً أو حكماً له تأثير إيجابي واضح وكبير في حياة ومستقبل الفرد والمجتمع والأمة الإسلامية وقفوا بوجهه وقاوموه بشكل أو آخر؛ لعلهم يستطيعون القضاء عليه، فإن لم يصلوا إلى غايتهم حاولوا التلاعب بمحتواه.ولعل البعض يتساءل مستبعداً: وما شأن العدو، وكيف يتسنى له تجريد العقائد الإسلامية من فائدتها للناس؟ وهذا التصور خاطئ طبعاً. فالعدو قادر على ذلك ولكن لا على المدى القصير، بل على امتداد فترة طويلة قد تمتد إلى عشرات السنين حتى يستطيع طمس بؤرة مضيئة فيها أو إفراغها من جوهرها، أو إبراز نقطة مظلمة. لقد تعرضت مُعتقدات المسلمين للكثير من أمثال هذه الأعمال، كما حصل مع عقيدة التوحيد، وعقيدة الإمامة، وكذلك المفاهيم الأخلاقية كمفهوم الصبر، والتوكّل، والشفاعة.
هذه كلها نقاط بنّاءة بارزة لو استوعب المسلمون حقيقتها لكانت بمثابة المحرك الذي يسهم في تقدم المجتمع الإٍسلامي نحو الأمام.
كما أنّهم حاولوا كثيراً ذلك مع عقيدة المهدي الموعود التي تنص على ظهور رجل في آخر الزمان من آل بيت الرسول يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويقضي على الظلم والتمايز والاستغلال والطبقية. وهذه العقيدة لا تختص بالشيعة وحدهم، بل يؤمن بها المسلمون كافة، ولكن لبعض الفرق كلاماً آخر في تفاصيلها وتفريعاتها، إلا أن أصل القضية ينص على أن رجلاً من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيقوم في وقت ما بحركة إلهية جبّارة و"يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً". هذه القضية متواترة عند جميع المسلمين، ومقبولة لديهم كافة.
هذه العقيدة ذات قدرة كبيرة على حل المعضلات. ونتيجة لما تتصف به هذه العقيدة من قدرة وفاعلية؛ فقد حاول الأعداء، والأصدقاء الجهلة أحياناً، إفراغها من محتواها ـ وقد تكون الضربة التي تأتي من الصديق الجاهل أكثر إيلاماً من ضربة العدو العاقل ـ إلا أن محور حديثنا يدور هنا حول محاولات العدو العاقل ضد هذه العقيدة.
إن الاعتقاد بالمهدوية، وبفكر المهدي الموعود أرواحنا فداه، يحيي الأمل في القلوب، والإنسان الذي يؤمن بهذه العقيدة لا يعرف اليأس طريقه إلى قلبه أبداً؛ وذلك لثقته بحتمية وجود نهاية مشرقة، فيحاول إيصال نفسه إليها بلا وجل من احتمالات الإخفاق.
ومن الطبيعي أنهم حينما يفشلون في استلاب هذه العقيدة من النفوس يحالون تشويهها في الأذهان. ولكن كيف يتم تشويه هذا المعتقد؟ يتم ذلك عن طريق القول: أن المهدي سيظهر وهو الذي يصلح جميع الأمور، وليس علينا شيء! هذا تشويه لهذه العقيدة، وتحويلها من محرّك دافع إلى إطار لا فاعلية فيه، ومن دواء مقو إلى داء مخدّر ومنوّم.
أدعو الباري تعالى أن تضمحلّ وتزول جميع هذه المشاكل والمعوّقات وكل هذه المصاعب والآلام بفضل هذه الصلة المتبادلة مع صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف وبفضل الله وقدرته."
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
2011-07-19