يتم التحميل...

الموضوع: الحفاظ على الكرامة الإسلامية والإنسانية

خطاب

الحاضرون: أعضاء وفد الجمهورية الإسلامية إلى مؤتمر البرلمانات الذي يعقد في روما، وهم: السيد محمود دعائي، السيد محمد خامنئي، عباس دوز دوزاني، سبحان إلهي، مرتضى الويري، موسوي لاري، منتجب نيا، أحمد عطاري، روحاني، آقا محمدي، أبو الفضل صلواتي، عباس زائري، عطاء الله مهاجراني، صباح زنكنه وصديقة رجائي‏

عدد الزوار: 104

التاريخ 21 مهر 1361 هـ. ش/ 25 ذي الحجة 1402هـ. ش‏
المكان: طهران، جماران‏
الحاضرون: أعضاء وفد الجمهورية الإسلامية إلى مؤتمر البرلمانات الذي يعقد في روما، وهم: السيد محمود دعائي، السيد محمد خامنئي، عباس دوز دوزاني، سبحان إلهي، مرتضى الويري، موسوي لاري، منتجب نيا، أحمد عطاري، روحاني، آقا محمدي، أبو الفضل صلواتي، عباس زائري، عطاء الله مهاجراني، صباح زنكنه وصديقة رجائي

بسم الله الرحمن الرحيم‏

مقاومة الشعب الإيراني في مواجهة أميركا
إني أعجب للانحطاط الذي تدنى إليه حكام بعض البلدان، وأعجب أيضاً من ممارسات حكومات المنطقة وخنوعها إلى هذا الحد. ففضلًا عن خنوعها أمام أميركا وتقديمها كل ما لديها، فإنها تتصرف بذلّ وخنوع في مقابل إسرائيل أيضاً.

إن ما يخشاه العالم المتزلزل هو الإسلام. إن هؤلاء يخافون من الجمهورية الإسلامية، وعلينا أن نرسخ موطئ أقدامنا وأن نعد أنفسنا لمواجهة المشاكل والمعضلات المحتملة في المستقبل. إننا لا نستطيع التخلي عن كرامتنا الإسلامية- الإنسانية، والحمد لله فإن شعبنا يعي ذلك تماماً ويقف على أهبة الاستعداد للتضحية، وأنتم ترون بطولات جيشنا وحراس الثورة وقوات التعبئة وسائر القوات المسلحة في جبهات القتال. إنهم وهم يتقدمون إلى الخطوط الأمامية لجبهات القتال، يبدون وكأنهم يتقدمون في هودج عرس. اننا قلّما نشاهد مثل هذا الوضع حتى في صدر الإسلام. بيد أن البعض لا يطيق رؤية كل هذه التضحيات وهذا الإيثار ويتجاهلون المكاسب التي تحققت.

ومهما يكن، لا بد لنا أن نتحلى باليقظة وأن نكون متأهبين، وعلى الشعب أن يدرك طبيعة الأوضاع التي تمر بها البلاد وانشغالها بالحرب المفروضة، ومعاداة القوى الكبرى لنا. على الجميع أن يقدروا موقف الحكومة والمعضلات التي تواجهها، وان لا يتصوروا أن بمقدورها تحقيق كل تطلعاتهم.
كلنا يعلم أن هذا العداء ليس بالشي‏ء الجديد، فكم من التهم والمعاناة التي تجرع مرارتها الرسول الأكرم ، غير أنه صلى اللله عليه واله وسلم لم يتخل عن نشر الإسلام. وإذا كانت هناك نواقص في‏ البلد فنحن نتألم لذلك، وإن الحكومة والمسؤولين يبذلون كل ما في وسعهم لإزالة هذه النواقص، وقد تم إنجاز الكثير من الأعمال وآمل أن ينجز المزيد أيضاً بعون الله تعالى.

فلو كنا استجبنا لرغبات أميركا والقوى الكبرى، ربما توفر لدينا الأمن والرخاء في الظاهر، ولم تمتلئ مقابرنا بشهدائنا الأعزاء، غير اننا كنا سنفقد استقلالنا وحريتنا وكرامتنا بالتأكيد. فهل بوسعنا أن نكون عبيداً لأميركا والدول الكافرة، كي لا نواجه الغلاء ولا نقدم الشهداء والجرحى؟ أبداً. إن شعبنا لن يقبل بهذه المذلة والخنوع مطلقاً.

إن الشعب الإيراني يقف بوجه أميركا، وهو منتصر بإذن الله تعالى. فقد أوصى سبحانه وتعالى كثيراً بعدم موالاة الكفرة 1، فهل من المعقول أن نضحي بكرامتنا كي نحصل على سلع رخيصة؟ فلا تتوقعوا أن يثني علينا هؤلاء. فلو كانوا قد اثنوا علينا، أنا طالب العلم وأنتم، لكنّا سقطنا في أعين الناس.
إن الشعب معكم، وإن هذه المنظمات هي صنيعة القوى الكبرى، وهمّها نهب ثروات الشعوب المستضعفة، لذا فهي تعارضكم. وفقكم الله تعالى جميعاً وسدد خطاكم. والسلام عليكم ورحمة الله.


* صحيفة الإمام، ج‏17، ص: 36


1-سورة آل عمران، الآية 28. سورة النساء الآيات 139 و 144. سورة المائدة، الآية 51.

2011-06-12