يتم التحميل...

الموضوع: وجوب المشاركة في الانتخابات وصفات النواب‏

نداء

المخاطب: الشعب الإيراني‏

عدد الزوار: 84

التاريخ 9 مرداد 1358 هـ. ش/ 6 رمضان 1399هـ. ق‏
المكان: قم‏
المناسبة: اجراء انتخابات مجلس الخبراء
المخاطب: الشعب الإيراني‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

السادس من شهر الصيام 99
عشية بدء انتخاب مجلس الخبراء الذين سيقومون بدراسة مسودة القانون الأساسي للجمهورية الإسلامية، أرى من الضروري اطلاع الشعب الغيور المجاهد على بعض الأمور.

أولًا: إن شعبنا النبيل وبفضل نهضته العظيمة وثورته الشجاعة، وتضحيات أبنائه وتقديمه عشرات الآلاف من الشهداء الأعزاء وعشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين، استطاع أن يطهر البلاد من دنس الأجانب والخونة. كما أنه ومن خلال الاستفتاء المنقطع النظير الذي أجراه هذا الشعب حول نظام الجمهورية الإسلامية وتأييده الساحق لهذا النظام أثبت أنه شعب مؤمن بحكومة إسلامية عادلة، تستمد قوانينها من الأحكام الإسلامية الراقية السامية. ولأن هذه الجمهورية هي جمهورية إسلامية مئة في المئة فإن قانونها الأساسي أيضأً يجب أن لايتعارض مع الأحكام الإسلامية بأي شكل من الأشكال. ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف ينبغي على كل امرأة ورجل، كباراً وصغاراً، أن يتوجهوا باشتياق وحماس إلى صناديق الاقتراع ليسجلوا نصراً آخر كالنصر الذي حققوه يوم الاستفتاء. صحيح أننا الآن في شهر الصيام وقد يتعب المرء قليلًا ولكن هذا الأمر يعتبر من العبادات الكبيرة.

ثانياً: إن الخبراء الذين ستوكل اليهم مهمة دراسة القانون الأساسي للجمهورية الإسلامية يجب أن يكونون المطلعين على الشؤون الإسلامية وخبراء فيها، ويجب أن يكونوا مؤمنين بدين الإسلام وملتزمين وأمناء ومحبين لوطنهم وموضع ثقة وأتقياء ويجب أن لايكونوا منحازين إلى المعسكر الشرقي أو الغربي.

أيها الشعب العزيز سلموا مصيركم إلى الذي يسير في طريقكم، طريق الإسلام. وفي كل مدينة ودائرة انتخابية تقع مهمة دعوة الشعب إلى وحدة الكلمة والمشاركة في الانتخابات على عاتق علماء الدين الثقاة في تلك المناطق، وأتمنى أن يستفيد أفراد الشعب الغيور من إرشادات ونصائح علمائهم وأن يراعوا الإسلام ومصالح الدولة الإسلامية في إنجاز هذا العمل‏ الإنساني الإسلامي المقدمين عليه. وسأشير إلى بعض الأمور المتعلقة بالقانون الأساسي والخبراء فيما بعد.

ثالثاً: يشاهد هذه الأيام في بعض اللقاءات والحوارات الصحافية موضوعات تتحدث عن أخطار محدقة، وما ذلك إلّا جزء من الحرب النفسية والدعايات الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة، ولكن شعبنا الذي استطاع التغلب على القوى الشيطانية واستلام زمام الأمور وإزالة النظام الشاهنشاهي من التاريخ لاتقلقه هذه الدعاية العارية المغرضة الواهية. فاليوم، وبمشيئة الله أصبحت القوة في يد الشعب، وتحول الشباب الإيراني الغيور إلى سد عظيم في وجه دسائس ومؤامرات الطامعين، ولهذا فنحن لا نخشى أبداً هذه الجذور المتعفنة وسنبطل كل المؤامرات حتى قبل أن تولد. وأنا أؤكد للشعب المجاهد أنه لايوجد أي خطر يهددنا وأوصيه بأن يتعامل مع الدسائس بحكمة وحذر لأن القوة كل القوة في يده، وأن يقطع الطريق على خونة البلاد والشعب ويحافظ على وحدة كلمته، وأن لايخشى من هذه الدعايات المغرضة، لأن الله معنا ويحمينا.

رابعاً: إني أنصح أرباب الصحف ووسائل الإعلام والكتاب بالكف عن نشر الشائعات، وأن يمتنعوا عن نشر الأكاذيب والأشياء الفارغة التي لاطائل منها إلا زيادة مبيعاتهم، لأنه في حال إثبات سعي البعض لبث التفرقة بين الناس فإن الشعب سيتعامل معهم بشكل آخر. فلا تسيئوا استخدام الحرية ولاتتخذوا طريقاً لأنفسكم غير الطريق الذي اتخذه الشعب لنفسه، واحذروا من تضخيم الأمور واعملوا لما فيه خير البلاد وخير الشعب. وفي الختام أسأل الله تعالى أن يعز الإسلام والمسلمين.

روح الله الموسوي الخميني‏


* صحيفة الإمام، ج‏9، ص: 199

2011-05-02