نبي الله إبراهيم والعابد
ولادة النبي إبراهيم(ع)
كان على عهد إبراهيم عليه السلام رجل يقال له ما ريا بن أوس قد أتت عليه ست مئة سنة وستون سنة، وكان يكون في عيضة له بينه وبين الناس خليج من ماء غمر، وكان يخرج إلى الناس في كل ثلاث سنين فيقيم في الصحراء في محراب له يصلي فيه،
عدد الزوار: 137كان على عهد إبراهيم عليه السلام رجل يقال له ما ريا بن أوس قد أتت عليه ست مئة سنة وستون سنة، وكان يكون في عيضة له بينه وبين الناس خليج من ماء غمر، وكان يخرج إلى الناس في كل ثلاث سنين فيقيم في الصحراء في محراب له يصلي فيه، فخرج ذات يوم فيما كان يخرج فإذا هو بغنم كان عليها الدهن فأعجب بها وفيها شاب كان وجهه شقة قمر، فقال يا فتى لمن هذا الغنم؟ قال لإبراهيم خليل الرحمن، قال فمن أنت؟ قال أنا ابنه إسحاق; فقال ماريا في نفسه اللهم أرني عبدك وخليلك حتى أراه قبل الموت، ثم رجع إلى مكانه، ورفع إسحاق ابنه خبره إلى أبيه فأخبره بخبره.
فكان إبراهيم يتعاهد ذلك المكان الذي هو فيه ويصلي فيه، فسأله إبراهيم عن اسمه وما أتى عليه من السنين فخبره، فقال أين تسكن؟ فقال في غيضة، فقال إبراهيم إني أحب أن آتي موضعك فأنظر إليه وكيف عيشك فيها، قال إني أيبس من الثمار الرطب ما يكفيني إلى قابل، لا تقدر أن تصل إلى ذلك الموضع فإنه خليج وماء غمر، فقال له إبراهيم فمالك فيه معبر؟ قال لا، قال فكيف تعبر؟
قال أمشي على الماء، قال إبراهيم لعل الذي سخر لك الماء يسخره لي، قال فانطلق وبدأ ماريا فوضع رجله في الماء وقال بسم الله، قال إبراهيم بسم الله، فالتفت ماريا وإذا إبراهيم يمشي كما يمشي هو، فتعجب من ذلك فدخل الغيضة فأقام معه إبراهيم ثلاثة أيام لا يعلمه من هو، ثم قال له يا ماريا ما أحسن موضعك! هل لك أن تدعو الله أن يجمع بيننا في هذا الموضع؟ فقال ما كنت لأفعل، قال ولم؟ قال لأني دعوته بدعوة منذ ثلاث سنين لم يجبني فيها، قال وما الذي دعوته؟ فقص عليه خبر الغنم وإسحاق، فقال إبراهيم فإن الله قد استجاب منك، أنا إبراهيم، فقام وعانقه فكانت أول معانقة.
* بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج12، ص 9.
2010-10-28