يتم التحميل...

العزّة

ذو القعدة

العزة من الصفات الكمالية التي يحبها الإنسان ويسعى لها في حياته، فيلجأ بعض الناس لتحصيلها إلى المكامن التي يرى فيها القوة والمنعة كالعشيرة وأصحاب السلطة وما شابههما.

عدد الزوار: 401

نور الأسبوع: العزّة


العزة من الصفات الكمالية التي يحبها الإنسان ويسعى لها في حياته، فيلجأ بعض الناس لتحصيلها إلى المكامن التي يرى فيها القوة والمنعة كالعشيرة وأصحاب السلطة وما شابههما.

وتعرَّض القرآن الكريم للعزة مؤكداً أنها منحصرة بالله تعالى بالأصالة وبمن تعلَّق به بالتبع فقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاًالنساء:139 وقال تعالى ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ... المنافقون:8

وأكد أهل بيت العصمة عليهم السلام أن الاعتزاز بغير الله تعالى يوجب الهلاك، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "من اعتز بغير الله أهلكه العز"، كما تحدث عليه السلام عن سرِّ هلاك إبليس بأنه "اغترّته الحمية وغلبت عليه الشقوة، وتعزَّز بخلقة النار".

من موجبات العزِّ:

وتحدث النبي صلّى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام عمَّا يوجب عزة الإنسان فدعوا إلى:

1- طاعة الله: ففي الحديث أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: "يا داود، إني وضعت.. العزَّ في طاعتي وهم يطلبونه في خدمة السلطان فلا يجدونه". وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام: "إذا طلبت العزّ فاطلبه بالطاعة". وعن الإمام الصادق عليه السلام: "من أراد عزاًّ بلا عشيرة، وغنى بلا مال، وهيبة بلا سلطان فلينتقل من ذلِّ معصية الله إلى عزِّ طاعته".

2- قطع الطمع مما في أيدي الناس: فعن الإمام الصادق عليه السلام: "من وصايا نعمان لابنه: إن أردت أن تجمع عزَّ الدنيا فاقطع طمعك مما في أيدي الناس فإنما بلغ الأنبياء والصدِّيقون ما بلغوا بقطع طمعهم".

وعن الإمام الباقر عليه السلام: "طلب الحوائج إلى الناس استلابٌ للعز".

3- العفو عن مظلمة الناس: فعن النبي صلّى الله عليه وآله: "من عفى عن مظلمة أبدله الله عزاً في الدنيا والآخرة".

4- القناعة: فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "القناعة تؤدي إلى العزِّ" وقد ورد في كلماته عليه السلام: "من قنع نفسه عزَّ معسراً، ومن شرهت نفسه ذلَّ موسراً".

عزُّ الإسلام:

وتحَّدث أهل البيت عليهم السلام عن عزِّ الإسلام ومنعته فعن أمير المؤمنين علي عليه السلام: "فرض الله.. الجهاد عزاً للإسلام" وهذا ما وجدناه واضحاً في تاريخ الإسلام كيف كان الجهاد للإسلام والمسلمين عزَّاً، وكيف ألبس الله من ترك الجهاد ثوب المذلّة، كما لبسه مجتمع الكوفة التارك للجهاد مع الإمام الحسين عليه السلام بينما كان جهاد الإمام عليه السلام وأصحابه رضوان الله عليهم في كربلاء مظهراً واضحاً في العزِّة التي تجلّت في الشهادة الكبرى وإلى تلك العزة الحسينية في كربلاء وما سببته من عزة الموالين له الذين تعلموا درس ولده الإمام السجّاد عليه السلام القائل: "طاعة ولاة الأمر تمام العزّة".

والحمد لله ربّ العالمين

2010-10-25