ولادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام
ربيع2
نبارك لصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وللإمام القائد مدّ ظلّه العلي ولجميع المجاهدين ذكرى ولادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام. في ربوع المدينة مهبط الوحي، وموطن الملائكة الهداة ومدرسة أهل البيت عليهم السلام ولد الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام.. وكانت ولادته في الثامن من شهر ربيع الثاني سنة 232هـ. ولقّب بالعسكري نسبة إلى محلّة كانت تسمّى عسكر في مدينة سامراء التي كان يسكنها هو وأبوه الإمام علي الهادي عليه السلام.
عدد الزوار: 825
بسم الله الرحمن الرحيم
ولادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام
المناسبة: ولادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام
نبارك لصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وللإمام القائد مدّ ظلّه العلي ولجميع المجاهدين ذكرى ولادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
في ربوع المدينة مهبط الوحي، وموطن الملائكة الهداة ومدرسة أهل البيت عليهم السلام ولد الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام.. وكانت ولادته في الثامن من شهر ربيع الثاني سنة 232هـ. ولقّب بالعسكري نسبة إلى محلّة كانت تسمّى عسكر في مدينة سامراء التي كان يسكنها هو وأبوه الإمام علي الهادي عليه السلام. فقد قال الشيخ الصدوق قدس سره: " سمعت مشايخنا رضي الله عنهم: أنّ المحلّة التي كان يسكنها الإمامان علي بن محمّد والحسن بن علي عليهما السلام بسرّ من رأى كانت تسمّى عسكر فلذلك قيل لكلّ واحد منهما العسكري".
نشأ الإمام العسكري عليه السلام وتربّى في ظلّ أبيه الإمام علي الهادي عليه السلام الذي عُرف بغزارة علمه وزهده وجهاده. حيث عاش معه ثلاثاً وعشرين سنة وأشهراً،، فكان كآبائه في العلم والعمل والجهاد والدعوة إلى الإصلاح في أمّة جدّه محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويربّي أصحابه على مكارم الأخلاق، وقيم الإسلام.
صفاته:
قال أحد المتشرّفين بلقاء الإمام الحسن العسكري عليه السلام : "دخلت سرّ من رأى وأتيت إلى الحسن العسكري عليه السلام فرأيته جالساً على بساط أخضر، ونور جماله يغشى الأبصار، فأمرني بالجلوس فجلست وأنا لا أستطيع النظر إلى وجهه إجلالاً لهيبته". ويذكر أحد الذين تشرّفوا بخدمته: "إذا نام سيدي أبو محمّد العسكري رأيت النور ساطعاً من رأسه إلى السماء".
عبادته:
عبَّر أحد أصحاب الإمام عن عبادته قائلاً: "كان عليه السلام يجلس في المحراب ويسجد، فأنام وانتبه وهو ساجد". وروي أنّ العباسيّين أرادوا التضييق على الإمام عليه السلام وهو في السجن فأمروا آمر السجن بذلك فأجابهم: "ما أصنع به، وقد وكلت به رجلين شرَّ من قدرت عليه، فقد صارا من العبادة والصلاة إلى أمر عظيم"، ثمّ أمر بإحضار الموكلين به فقال لهما: "ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل" ؟ فقالا له: "ما نقول في رجل يصوم نهاره، ويقوم ليله كلّه، لا يتكلّم، ولا يتشاغل بغير العبادة، فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا، وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا".
فقد ورد في وصيّته عليه السلام لأتباعه وشيعته:" أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم صلوا عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدوا حقوقهم، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسن خلقه مع الناس، قيل هذا شيعي فيسرّني ذلك، اتقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جرّوا إلينا كلّ مودة، وادفعوا عنا كلّ قبيح، فإنّه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك، لنا حقّ في كتاب الله، وقرابة من رسول الله، وتطهير من الله، لا يدعيه غيرنا إلاّ كذاب. أكثروا ذكر الله وذكر الموت، وتلاوة القرآن، والصلاة على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فإنّ الصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عشر حسنات. احفظوا ما أوصيتكم به واستودعكم الله واقرأ عليكم السلام".
ومن وصيّة له عليه السلام لعلي بن الحسين بن بابويه القمي والد الشيخ الصدوق قدس سره:"أوصيك بتقوى الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإنّه لا تقبل الصلاة من مانع الزكاة، وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة الإخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، والحلم عند الجهل، والتفقّه في الدين، والتثبت في الأمور، والتعاهد للقرآن، وحسن الخلق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: ﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾، واجتناب الفواحش كلّها.. وعليك بصلاة الليل، فإنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أوصى علياً عليه السلام فقال: يا علي، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، ومن استخفّ بصلاة الليل فليس منّا، فاعمل بوصيّتي وأمر جميع شيعتي بما أمرتك به، حتى يعملوا به، وعليك بالصبر، وانتظار الفرج، فإنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: "أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج".
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2010-03-17