يتم التحميل...

ما هي ثمرات التواضع؟

إضاءات إسلامية

هناك أمور يمكننا أن نستعين بها على التواضع وتشكّل أسباباً مهمّة مساعدة على الابتعاد عن التكبّر والاستعلاء الّذي كثيراً ما ينشأ من تولّي المسؤوليّات، ومخالطة وجهاء الناس،

عدد الزوار: 819

هناك أمور يمكننا أن نستعين بها على التواضع وتشكّل أسباباً مهمّة مساعدة على الابتعاد عن التكبّر والاستعلاء الّذي كثيراً ما ينشأ من تولّي المسؤوليّات، ومخالطة وجهاء الناس، ومعاشرة الأغنياء، وقلّة مخالطة الأكفاء, ومدح الناس، ونفوذ الأمر، ومحادثة النفس وإعجابها بكلّ ما يصدر عنها وغير ذلك من الآفات الخدّاعة الّتي تؤدّي إلى التشاغل عن الفضائل، بل ربّما إلى فعل الرذائل، مع أنّ المطلوب إذا زُكّي الرجل أن يقول كما ورد في خطبة المتّقين لأمير المؤمنين عليه السلام: "إذا زُكِّي أحدهم خاف ممّا يقال له، فيقول: "أنا أعلم بنفسي من غيري، وربّي أعلم بي من نفسي، اللّهمّ لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني أفضل ممّا يظنّون واغفر لي ما لا يعلمون"([1]).
 
والأمور المساعدة على التواضع هي:

1- سلامة الصدر:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "لا يُستعان.. على التواضع إلّا بسلامة الصدر"([2]).
 
2- العلم والتفقّه:
في الحديث: "التواضع ثمرة العلم"([3]).
ورُوي: "إذا تفقّه الرفيع تواضع"([4]).
 
3- تعظيم الخالق سبحانه:
يقول مولى المتّقين عليه السلام: "وأنّه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعظّم، فإنّ رفعة الّذين يعلمون ما عظمته أن يتواضعوا له"([5]).
 
ثمرات التواضع
إنّ اعتماد التواضع مسلكاً يؤدّي إلى نتائج فيها من الخير الكثير على أصعدة مختلفة نستعرضها ضمن البيان النورانيّ لأهل بيت العصمة عليهم السلام وهي:

1- انتشار المودّة بين الناس:
يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "ثمرة التواضع المحبّة، ثمرة الكِبْر المسبّة"([6]).
 
2- السلامة والأمان بين الناس:
عنه عليه السلام: "التواضع يُكسبك السلامة"([7]).
 
3- المهابة والاحترام:
في الحديث: "التواضع يكسوك المهابة"([8]).
وعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ التواضع يزيد صاحبه رفعة، فتواضعوا يرفعكم الله"([9]).
 
4- الصحّة والعافية:
فيما ورد: "مَن تواضع قلبه لله لم يسأم بدنه من طاعة الله"([10]).
 
5- انتظام الأمور:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "بخفض الجناح تنتظم الأمور"([11]).
 
6- حكمة القلب:
في الحديث: "إنّ الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبّر الجبّار؛ لأنّ الله جعل التواضع آلة العقل، وجعل التكبّر من آلة الجهل"([12]).
 
7- نشر الفضيلة:
عنه عليه السلام: "التواضع ينشر الفضيلة، التكبر يظهر الرذيلة"([13]).
 
8- الطاعة والشكر للخالق تعالى:
في الحديث: "بالتواضع تتمّ النعمة"([14]). ومن الواضح أنّ هذه الآثار ليست فرديّة فقط, بل تعني حياة المجتمع وعمرانه بالشكل الأفضل كما يشرحه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: "إنّ الله تعالى أوحى إليّ أن تواضعوا حتّى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد"([15]).
 
* أنوار السجاد، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


([1]) نهج البلاغة، ج2, ص162.
([2]) بحار الأنوار، ج75، ص7.
([3]) غرر الحكم: 301.
([4]) ميزان الحكمة، ج4, ص3559.
([5]) نهج البلاغة، الخطبة: 147.
([6]) ميزان الحكمة، حديث: 21860.
([7]) م.س. حديث: 21861.
([8]) م.ن. حديث: 21862.
([9]) م.ن. حديث: 21872.
([10]) م.ن. حديث: 21863.
([11]) م.ن. حديث: 21864.
([12]) م.ن. حديث: 21866.
([13]) م.ن. حديث: 21868.
([14]) م.س. حديث: 21867.
([15]) م.ن. حديث: 21870.

2024-07-31