من ملامح عصر الإمام السجاد (عليه السلام)
الحياة السياسية
إن حياة الإمام السجاد (عليه السلام) مليئة بالحركة والجهاد العظيم تبدأ الرحلة من كربلاء من حضوره في ذلك المكان رغم مرضه الذي أصيب به، إلى مواقفه البطولية في مجلس ابن زياد ويزيد بن معاوية حيث خطب خطابه الشهير: "أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الرداء"
عدد الزوار: 662إن حياة الإمام السجاد (عليه السلام) مليئة بالحركة والجهاد العظيم تبدأ الرحلة من كربلاء من حضوره في ذلك المكان رغم مرضه الذي أصيب به، إلى مواقفه البطولية في مجلس ابن زياد ويزيد بن معاوية حيث خطب خطابه الشهير: "أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الرداء"([1]).
وعندما سأله بعض الناس من غلب فقال عليه السلام: "إذا أردت أن تعلم من غلب، ودخل وقت الصلاة، فأذّن ثم أقِم"([2]).
إن تحديد بعض الملامح الأساسية في عصر الإمام عليه السلام تجعلنا نفهم الأهداف التي رسمها بالإضافة لفهم الخطوات الإصلاحية التي قام بها طبقاً لهذه الأهداف.
1 - الفتوحات الإسلامية:
إن الفتوحات التي قام بها المسلمون قد تعبر عن نصر مؤزر للإسلام العظيم، غير أنها فتحت بعض التداعيات الخطيرة، باعتبار أن الاهتمام بهذه الفتوحات لم يرافقه تحصين داخلي للأمة، وبتعبير اخر تم الاهتمام بالجهاد العسكري المسلح الأصغر ولم يرافقه اهتمام بالجهاد الأكبر المتمثل بتعميق الثقافة والأخلاق السامية والتكامل المعنوي.
لهذا فإن الفتوحات عرّضت المسلمين لخطرين كبيرين خارج النطاق السياسي والعسكري وكان لا بد من العمل الحاسم للوقوف في وجههما.
أ - خطر التأثر السلبي بالثقافات الأخرى:
وهذا الخطر نجم عن انفتاح المسلمين على ثقافات متنوعة وأعراف تشريعية وأوضاع اجتماعية مختلفة بحكم تفاعلهم مع الشعوب التي دخلت في دين اللَّه أفواجاً بشكل كان يمكن أن يكون له اثار سلبية على فهم المفاهيم الإسلامية وتعرضها للتشويه.
ب - خطر الانهيار الأخلاقي:
وهذا الخطر نجم أيضاً عن موجة الرخاء التي سادت المجتمع الإسلامي في أعقاب ذلك الامتداد الهائل، لأن موجات الرخاء تعرض أي مجتمع إلى خطر الانسياق مع ملذات الدنيا والإسراف في زينة هذه الحياة المحدودة وانطفاء الشعور الملتهب بالقيم الخلقية والصلة الروحية باللَّه واليوم الاخر([3]).
2- انحراف الحكّام:
هذا بالإضافة إلى الانحراف الحاصل من الأساس في الحكام ويكفي النظر لما خلفته هذه الحكومات الظالمة سواء حكومة يزيد في الشام أو حكومة مروان أو غيرهما لنعرف المحنة الحقيقية التي واجهها الإمام عليه السلام .
والأخطر من ذلك كله أن هذه الانحرافات وجدت غطاء شرعياً وسياسياً ضمن لها الاستمرار في ظلمها وهذه الانحرافات تمثلت بعدة عناصر منها:
1- وعاظ السلاطين.
2 - بث مفاهيم عقائدية ودينية خاطئة.
3 - ابعاد الناس عن مفهوم الإمامة والخلافة الصحيحة.
4 - ضرب جبهة المعارضة الإسلامية وقمعها بكل أساليب العنف المتاحة.
* محطات من سيرة أهل البيت عليهم السلام، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) الأمين، محسن، لواعج الأشجان في مقتل الحسين، ص234.
([2]) الطوسي، الامالي، ص677.
([3]) الصدر، محمد باقر، مقدمة الصحيفة السجادية، ص11 و13 12.