كيف نعالج أنفسنا من القنوط؟
أخلاقنا الإسلامية
عدّ علماء الأخلاق القنوط من رحمة الله من الذنوب الكبيرة التي تستوجب العقاب، ولذلك ينبغي على الإنسان أن لا يفقد الأمل من الرحمة الإلهيّة مهما تعاظمت ذنوبه.
عدد الزوار: 1374عدّ علماء الأخلاق القنوط من رحمة الله من الذنوب الكبيرة التي تستوجب العقاب، ولذلك ينبغي على الإنسان أن لا يفقد الأمل من الرحمة الإلهيّة مهما تعاظمت ذنوبه.
قال تعالى: ﴿إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾([1]).
وقال تعالى: ﴿قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ﴾([2]).
وقال تعالى: ﴿وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ﴾([3]).
قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: "ما أكبر الكبائر؟ قال: الأمن من مكر الله والإياس (أي اليأس) من روح الله، والقنوط من رحمة الله"([4]).
واعتبر القنوط من الكبائر لأنهّ نتيجة سوء الظنّ بالله، وهو من صفات المشركين والمنافقين، قال تعالى: ﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ﴾([5]).
المقنّط في النصوص
حذّرت الشريعة من ثقافة القنوط واليأس من رحمة الله، مؤكّدة ضرورة فتح باب الأمل للناس، بل لا يجوز إقفال باب فتحه الله، فلولا الأمل في الحياة لما سعى أحد إلى أيّ عمل أو مشروع، ولجلس على حافّة قبره ينتظر الموت.
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "الفقيه كلّ الفقيه من لم يقنِّط الناس من رحمة الله، ولم يؤيسهم من روح الله ولم يؤمنهم مكر الله"([6]).
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدم.... لا تقنّط الناس من رحمة الله وأنت ترجوها لنفسك"([7]).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "يبعث الله المقنِّطين يوم القيامة مغلّبة على وجوههم غلبة السواد على البياض فيقال لهم: هؤلاء المقنِّطون من رحمة الله"([8]).
علاج القنوط
1- الاستغفار: عن الإمام علي عليه السلام: "عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار"([9]).
2- حسن الظن: قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا﴾([10]).
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الفاجر الراجي لرحمة الله تعالى أقرب منها إلى العابد المقنط"([11]).
3- اليقين بالحكمة الإلهيّة: أي أن يعزّز الإنسان ثقته بالله، فقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إعلم أنّ الذي بيده خزائن السموات والأرض قد أذن لك في الدعاء وتكفّل لك بالإجابة، فلا يقنّطك إبطاء إجابته فإنّ العطيّة على قدر النيّة"([12]).
* زاد المبلغ في شهر الله، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) يوسف، 87.
([2]) الحجر، 56.
([3]) فصّلت، 49.
([4]) كنز العمال، خ 4325.
([5]) الفتح 6.
([6]) نهج البلاغة، الحكم، 90.
([7]) عيون أخبار الرضا، ص28.
([8]) مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي الشهرودي، ج8، ص613.
([9]) نهج البلاغة، الكلمات القصار، 87.
([10]) الشورى، 28.
([11]) ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج3، ص2632.
([12]) موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)، الشيخ هادي النجفي، ج9، ص 365.