من خلفيات المشروع الصهيوني في القدس
في رحاب الشهر المبارك
من الأمور التي لفت الإمام الخميني (قدس سره) الأمّة إليها هي المشاريع التهويدية للقدس، أي المحاولة الصهيونية الخبيثة لتحويل مدينة الإنسان والتاريخ والأديان إلى مدينة يهودية لا بالمعنى الديني وإنما بالمعنى الصهيوني.
عدد الزوار: 597من الأمور التي لفت الإمام الخميني (قدس سره) الأمّة إليها هي المشاريع التهويدية للقدس، أي المحاولة الصهيونية الخبيثة لتحويل مدينة الإنسان والتاريخ والأديان إلى مدينة يهودية لا بالمعنى الديني وإنما بالمعنى الصهيوني. وإذا كان الظاهر أو كانت الذريعة ذات بُعد ديني، فإن الحقيقة هي محاولة تخريب القدس وبالتحديد المسجد الأقصى من أجل اجتثاث هذا المعلم الذي يرمز إلى الكثير بالنسبة للموحدين وأتباع الديانات في العالم وبالأخص بالنسبة للمسلمين الذين سمّاهم إبراهيم (عليه السلام) بهذه التسمية.
فالنبي الكريم كانت محطته الأساسية في تلك الأرض المباركة، مضافاً إلى أن المسلمين يعتقدون بأن الإسلام جاء مصدّقاً ما كان قبله من الرسالات والرسل، وبعض هؤلاء أو أكثرهم كانوا في القدس أو حلوا فيها أو مروا عليها، والمسلمون يعلمون بأن القبلة الأولى التي صلى باتجاهها الأوائل منهم، لمدة من الزمن، كانت القدس. ومن دون إغفال أن المسلمين يؤمنون بأن نقطة الانطلاق للنبي الأعظم في رحلة المعراج كانت من القدس. كل هذه الأبعاد عمل اليهود على تغييرها من خلال محاولة هدم المسجد الأقصى وإزالته.
وقد عبّر الإمام الخميني (قدس سره) عن هذه الحقيقة بقوله: "لقد قامت "إسرائيل" بجريمة كبرى تمثّلت في مباشرتها عمليات الحفر في المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى الأمر الذي يستتبع احتمال انهدام قبلة المسلمين الأولى وحينها ستحقق "إسرائيل" هدفها المذكور".
وإن خلفية مشروع الصهاينة تكمن في العداء مع كل ما هو إلهي وديني وسماوي، فهم كصهاينة يعلمون أن أجدادهم طردوا من الأرض المباركة لعدم تماشيهم مع حقيقتها النورانية، فهم أنجاس والأرض طاهرة، وهم أرجاس والأرض مباركة، والأرض إلهية وهم شيطانيون، والأرض ربانية وهم عبدة الطاغوت، ولأجل ذلك سوف يحاولون تحدي الوعد الإلهي من خلال غزوهم لأرض الطهر في فلسطين والتي تتناقض حقيقتها مع ماهيتهم، وسوف يحاولون تجاوز السنن الطبيعية التي تحكم بعدم إمكانية اجتماعهم ووجودهم في تلك الأرض.
فهم مخلوقات ممسوخة بحسب تعبير الإمام (قدس سره) الذي قال: "ومع الأسف فإن هذه الحكومات وبدلاً من الثورة على هذه المخلوقات الممسوخة والاتحاد للوقوف بوجهها فإنها تمنع حتى من الاستنكار بل إنها تتحرك من أجل تثبيت موقع "إسرائيل".
وإن الصهاينة باحتلالهم للقدس يعبّرون عملياً عن تحدي وعد الله وكذلك عن تحدي الأمة الإسلامية التي ترمز لها القدس الشيء الكثير، وهذا هو المشروع الأساسي للاستكبار المساند لـ"إسرائيل" المتمثل بمحاربة الإسلام بمعناه الأصيل، بل نفس الإسلام بما هو هو، وقد أكد الإمام الخميني (قدس سره) هذه الحقيقة بقوله: "على المسلمين أن يعلموا بأن المخطط الأمريكي الذي يتم تنفيذه بواسطه "إسرائيل" لن يتوقف عند لبنان لأن المستهدف هو الإسلام أينما ظهر في كل البلدان الاسلامية".
وفي الختام يمكن القول بأن "إسرائيل" خططت للقضاء على المسجد الأقصى ولتهويد القدس وطرد المسلمين والعرب منها وجعلها عاصمة لكيانهم المصطنع وسوف لن تسمح السنن لهذا الأمر أن يتحقق لحالة التناقض بين قداسة المكان ورجس الصهاينة.
القدس في فكر الإمام الخميني (قدس سره) - بتصرّف، مركز الإمام الخميني الثقافي
2023-04-13