يتم التحميل...

الصّبر باب للسعادة والنّصر

إضاءات إسلامية

الصّبر باب للسعادة والنّصر

عدد الزوار: 48



قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾([1]).

إشارات:
‏- الآية الکريمة تطرح موضوع الصبر علی المکاره والمصائب علی أربع مراحل؛ المرحلة الأولی، الصبر في وجه الحوادث والأهواء الشخصية. «اصْبِرُوا»، المرحلة الثانية الصمود والثبات بوجه مضايقات الکفّار وضغوطهم. «وصَابِرُوا»، المرحلة الثالثة، حفظ الحدود الجغرافية والثغور من حملات الأعداء، وأخيراً صيانة ثغور العقيدة والفکر، وذلک عبر طرح البحوث العلمية وتحصين أسوار القلب بوجه الوساوس، «ورَابِطُوا«.
‏- "رابطوا" مشتقّة من مادّة "رباط" وتعني ربط الشيء في مکان، ولهذا السبب يقال للمضائف: رُباط لتوقّف القوافل فيها للاستراحة وإيداع أموالها من التجارة وخيولها وإبلها هناک. کما يقال: رُباط للقلب رابط الجأش، وهو المطمئن الذي شدّت نياطه إلی لطف الله. هذا وتعود الکلمات "ارتباط"، "مربوط" و"رباط" إلی أصل واحد.
‏- وقد ورد في الروايات أنّ "رابطوا" تأتي بمعنی انتظار الصلاة بعد الصلاة. وکأنّ المسلم يحکم من رباط قلبه وروحه في الصلاة([2]).
‏- يقول الإمام الصادق عليه السلام
‏"اصبروا علی الفرائض".
‏"صابروا علی المصائب".
‏"ورابطوا علی الأئمّة"([3]).
‏- کما نقل عن رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم قوله: "اصبروا علی الصَّلَوات الخمس وصابروا علی قتال عدوّكم بالسيف ورابطوا فی سبيل‌ اللّه‌ لعلّكم تفلحون"([4]).

التعاليم:
‏١ـ في ظلّ الإيمان نرتقي إلی الکمال، «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصَابِرُوا«.
‏٢ـ ما لم يصبر الإنسان علی الشدائد، لن يصمد أمام أعداء الدين. في البدء «اصْبِرُوا» ثمّ «وصَابِرُوا«.
‏٣ـ لا تتخلّفوا عن رکب الآخرين، فإذا کان الکفّار يدافعون عن کفرهم، ويُقتلون، وينفقون الأموال، فأولی بکم أن تدفعوا عنکم العدوّ بالأموال والأنفس، «وصَابِرُوا«.
‏٤ـ علی المسلمين أن يتحمّلوا مشاکل بعضهم البعض، ويصابر بعضهم بعضاً، «وصَابِرُوا«.
‏٥ ـ الإسلام دين التواصل، التواصل مع الناس ومع الله ومع الأنبياء، «ورَابِطُوا«.
‏٦ـ ينبغي أن يکون للصبر والمصابرة والمرابطة وجهة وهدف، وفي طريق تقوی الله ومرضاته، وإلاّ فالکفّار أيضاً يحملون هذه المفاهيم، «وصَابِرُوا ورَابِطُوا واتَّقُوا اللهَ‌«.
‏٧ـ الإسلام دين شامل وجامع، فهو يطرح الصبر والتقوی إلی جانب حفظ الثغور، «اصْبِرُوا... ورَابِطُوا«.
‏٨ ـ التقوی أعلی درجة من الإيمان، «آمَنُوا... واتَّقُوا«.
‏٩ـ الصبر باب يوصل إلی السعادة والنصر، «لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ«.

تفسير النور، سماحة الشيخ محسن قراءتي


([1]) آل عمران: 200
([2]) تفسير مجمع ‌البيان.
([3]) الكافي، ج٢، ص ٨١.
([4]) تفسير الدرّ المنثور، ج٢، ص٤١٨.

2021-03-24