كلمة السيد نصر الله حول أساليب احياء عاشوراء لهذا العام 17-8-2020
2020
كلمة السيد نصر الله حول أساليب احياء عاشوراء لهذا العام 17-8-2020
عدد الزوار: 122كلمة السيد نصر الله حول أساليب احياء عاشوراء لهذا العام 17-8-2020
باسمه تعالى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين، السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
بعد أيام قليلة تطل علينا ذكرى خالدة وعظيمة وجليلة وعزيزة هي ذكرى كربلاء، تفصلنا أيام قليلة عن "هلال محرم".
كما هو معلوم هذا الشهر هذه الأيام الآتية ومما حملته من أحداث في شهر محرم سنة 61 هجرة، بالنسبة لنا تُرتب لنا مجموعة من الأولويّات والوظائف والتعاطي، في كل سنة يقوم محبو أهل البيت عليهم السلام وخصوصا شيعتهم في كل أنحاء العالم ومنذ تلك الحادثة منذ مئات السنين بإحياء هذه الذكرى بأشكال مختلفة وبأساليب متنوعة بما يؤكد خلودها وتبيان وتظهير ما جرى فيها وأخذ العبر والدروس منها، وتثبيت العلاقة من خلالها مع الله ومع رسول الله وأنبياء الله ودين الله وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما كنا نقوم به نحن أيضا في لبنان كلنا، يعني على إختلاف الجهات السياسيّة والقوى السياسية في الدائرة الشيعية والجمعيات والعلماء والاهالي وعلى المستوى الفردي أيضا، هذه الذكرى وعظمتها وأهميتها، هذا أمر معروف وواضح وإن شاء الله في ليالي محرم يكون فيه متسع من الوقت للحديث عن المناسبة ومعانيها ودلالاتها وعبرها ودروسها، أما الليلة له علاقة بوسائل وأشكال الإحياء التي ينبغي أن نعتمدها لهذا العام، لأنه بعد أيام قليلة لأنه يوجد مستجد على لبنان وعلى العالم والذي هو كورونا، وللتذكير بالبداية أنه طوال التاريخ بالنسبة لإحياء الشيعة هذه المناسبة كانوا يرجعون إلى أئمتهم عليهم السلام وهم كانوا يحددون ضوابط ووسائل وما هو مشروع وما هو مرغوب وما هو مباح وما هو متاح وما هو ممنوع في أشكال الإحياء المختلفة، وكما هو معروف أيضا أنه منذ مئات السنين مرجعياتنا الدينية الكبرى يعني فقهاؤنا الكبار المعروفون بالإجتهاد والفقه والعلم والعدالة والنزاهة ومعرفة الزمان والمكان والبصيرة هم كانوا يحددون على ضوء المستجدات والتطورات والعصر الضوابط والحدود والأسقف والمسموح وغير المسموح والناس كانوا يتبعون المرجعيات الدينية الكبرى، ويقلدونهم في هذا الأمر ويمشون على هداهم، في عصرنا الحالي نفس الامر. يعني الأمر ليس كل واحد منا لا أنا ولا أنت ولا أي أحد يحدد الضوابط ، مرجعياتنا الدينية الكبرى المعروفة والتي يرجع الشيعة عموماً اليهم هي مسألة التقليد في أمورهم الدينية والحلال والحرام والواجب وما شاكل، نرجع اليهم وهم الذين يضعون الأسقف ويضعون الضوابط، ونحن علينا أن نعمل تحت هذه الأسقف، وأن نطبّق هذه الضوابط، كل في بلده بما ينسجم وظروفه، اليوم كل مراجعنا الكبار ومن خلال عدة أشهر، يعني هذا الشهر والذي قبله وجهت لهم إستفتاءات حول إحياء المناسبة، كل مراجعنا كانوا يؤكدون على أهمية إحياء ذكرى أبي عبد الله الحسين عليه السلام، إحياء هذه المناسبة بأشكال مختلفة من الإحياءات وبعضهم حفظهم الله كانوا يفصّلون ويرشدون إلى أساليب وأشكال مختلفة في الإحياء سأشير إليها في أثناء الحديث، ولكن كانوا يضعون ضابطة عامة، الإلتزام بالضوابط الصحيّة والطبيّة التي يؤكد عليها أهل الإختصاص. الان بعضهم مثلا في إيران أو في أماكن أخرى لأنه يوجد جهة حكوميّة مسؤولة كانوا يقولون، ما تقوله الهيئة الفلانيّة المسؤولة على المستوى الوطني يجب علينا جميعا الالتزام بإعتبار أنها أهل الإختصاص، لكن عموما كل مراجعنا بكل إستفتاءاتهم وأنا أتكلم هنا عن مراجع التقليد، عالم دين هنا أو شيخ أو سيد او أستاذ لديه وجهة نظر معيّنة، هذا شأنه، لكن هذا شأن بالنسبة لنا جميعا هو موضوع ديني، نحن نريد من إحياء هذ المناسبة أن نتقرّب الى الله سبحانه وتعالى ويجب أن نراعي الضوابط الشرعية في كل عمل نريد أن نتقرب به الى الله سبحانه وتعالى. كل مراجعنا أكدوا على وجوب الإلتزام والإنتباه إلى الضوابط الطبيّة والصحيّة المترتبة واللازمة بسبب إنتشار كورونا في البلدان، لأن كورونا في نهاية المطاف عندما لا تراعي التدابير والضوابط الصحيّة والطبيّة يمكن أن يصاب به المرء ويؤدي الى الموت أو إلى أمراض خطيرة جدا وأضرار بالغة وأيضا هو معدي فأنت تنقله الى أشخاص آخرين، أي شيء يتنافى مع هذه الضوابط يجب أن نتجنبه، أي شيء لا ينتافى مع هذه الضوابط لا مشكلة فيه، نبقى على ما كنا عليه في الماضي، في طبيعة الحال في كل بلد أو بعض أشكال الإحياء التي سنتكلم عنها هذا له علاقة بلبنان ، في كل بلد من بلدان العالم الإسلامي والعربي، في كل مكان يوجد فيه محبون لأهل البيت عليهم السلام يريدون إحياء هذه المناسبة خلال أيام محرم، ويوجد أناس يمدوها أيضا الى سُفر، في كل بلد له ظروفه، هناك بلد مثلا لا يوجد فيه كورونا، تبقى الناس على وضعها الطبيعي. هنا أتكلم عن غير لبنان، يوجد بلد يوجد فيه كورونا ولكن تحت السيطرة ومحدود وما شاكل، أيضا ظرفه يكون مختلف، يوجد بلد في حالة تفشي واسعة وكبيرة وخرج عن السيطرة، هذا يكون أيضا تكليف الناس فيه مختلف، إذا كل بلد علماؤه والقيّمون على إقامة المجالس المعنيون بإحياء المناسبة هم معنيون أن يتشاوروا مع بعضهم البعض ويتفاهموا ليصلوا إلى نتيجة. يمكن أن يصلوا إلى إجماع من خلال التشاور والتحاور والتفاهم والنقاش فيما بيهم، يمكن أن يصل إلى أغلبية، إلى موقف عام، يخرج عنه أو يشذ عنه شخص او شخصين، هذا يصبح تفصيلا، لكن المشهد الصحيح والسليم والأقرب إلى التقوى أنه في كل بلد أن تتحاور الناس مع بعضها وترى بما يتناسب مع ظروف بلدها كيف تحي هذه المناسبة العظيمة، بالنسبة لنا في لبنان، نحن تقريبا من شهر ونصف بإعتبار أنه معروف في البلد في لبنان عملية إحياء المجالس، يوجد عدة جهات تقوم فيها، يعني حزب الله وحركة أمل يقومون بمجالس مستقلة، أحيانا يقيمون مع بعضهم مجالس مشتركة، أحيانا يتفاهمون مع أهل البلدة وإمام البلدة ويقومون بمجلس مشترك، المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، جمعيات إسلامية معروفة في البلد، علماء مسلمون من علمائنا الذين نحترمهم ومعروفون في البلد، حوزات، أهالي، جمعيات عائلات، فالناس معروف أنها تحي، لكن العدد الأكبر عادة عندما نأخذ إمتداد الساحة اللبنانية من المجالس هو ما جرت العادة على إقامته من قبل حزب الله وحركة امل بشكل أساسي، نحن منذ شهر ونصف حصل تواصل بين جهات معنية في حركة أمل وحزب الله ورغم كل الوضع الموجود في البلد، من كورونا وأوضاع إقتصادية وسياسيّة وأمنيّة وصراعات وما شاكل، لكن هذا الموضوع بالنهاية بالنسبة لنا له عناية خاصة وحساسيّة خاصة، تفاهمنا سويا قبل شهر ونصف، تقريبا، شهر ونصف، وتساءلنا عما يمكن فعله وكان الوضع في لبنان ليس في هذا السوء، أنا أحب أن أكون شفافا لأن هذا الموضوع يعني الناس كلهم ويعني كل الشيعة في لبنان الذين سيحيون هذه المناسبة، وفضّلت أن يكون هذا خطاب خاص لأن المعنيين فيه بشكل أساسي هم شيعة لبنان، وضعنا فرضيتين في النقاشات بين بعضنا، الفرضيّة الأولى، أنه وضع الكورونا لا يزال تحت السيطرة ومحمول وأخذنا تدابير ويمكن أن تقطّع الأمور، فبناء عليه نحي بالطريقة التالية.
الفرضيّة التالية تقول أن الوضع خرج عن السيطرة وبالتالي أصبح هناك أعداداً كبيرة من الإصابات، المستشفيات لم تعد قادرة على أن تتحمل، لم يعد هناك إمكانية للضبط، وبالتالي نذهب إلى شيء أخر من الإحياء، هذا الذي أريد أن أصل له قبل قليل، يوجد قدر متيقّن لا يوجد نقاش على كل حال وهذا ما سأفصّل فيه، يعني ما لا يتناسب مع وضعية الكورونا من إحياء المناسبة، بالأساس إحياء المناسبة أحد أشكاله المهمة هو إظهار الحزن على ما أصاب آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كربلاء، إظهار الحزن بأشكاله المختلفة، لذلك نحن في أيام عاشوراء وأيام محرم نجلس ونبكي ونحزن ونتأثّر ونقرأ عزاء ونسمع عزاء، هذا أسمه إظهار الحزن، وتجنب مظاهر الفرح، بالعكس تجنب مظاهر الفرح منسجم تماما مع وضع كورونا الحالي، يعني إقامة الأعراس وإقامة الإحتفالات الفرحة ووو، هذا كله لا ينسجم مع إظهار الحزن ومناسبة عاشوراء، لماذا قلت هذا يساعد، لأننا نحن لدينا القرى، يعني حتى يوجد قرية عدد افرادها قليل ويوجد فيها 40 أو 50 مصاب يعني كارثة بالنسبة إلى قرية، أنه قبل أسبوعين أو ثلاثة، كانوا يقيمون عرس، شخص مصاب بالكورونا دخل وشارك بالعرس لا أعرف كم جلس، نصف ساعة، ساعة، خرج 50 إصابة، أو 45 إصابة واضطروا أن يقيموا عزل على البلدة كلها، وكل البلدة ستعاني نتيجة أنهم يقيمون عرس، على كل حال، متفاهمون أنه لا يوجد أعراس ولا يوجد حفلات وكله يتنافى مع المناسبة وسنذهب إلى إظهار الحزن، من أشكال إظهار الحزن هو لبس السواد، وأنا أدعو إلى تعزيز هذه الظاهرة، سنة بعد سنة في لبنان، هذه الظاهرة تكبر، أنا أتذكر قبل 30 إلى 40 سنة لم يكن هذا الموضوع موجودا إلا في دائرة محدودة، في السنوات الماضية الحمد لله كنا نرى أنه في بلداتنا وفي قرانا وأحيائنا العالم كلها بالأعم الأغلب تلبس السواد، الكبير الصغير والرجل والمرأة، هذه السنة أيضا من أهم أشكال الإلفات إلى هذه المناسبة وإحياء هذه المناسبة وإظهار الحزن على أهل البيت عليهم السلام أن نلبس جميعا السواد، لماذا أسود؟ لأنه بحسب المتعارف عليه إجتماعيا في عالمنا العربي والإسلامي يلبسون السواد ليعبّرون عن فقد الحبيب والعزيز والغالي على قلوبهم، إذا لبس السواد، إتشاح بلداتنا وقرانا وأحيائنا ومدننا بالسواد، نرفع الرايات السود، عادة هذا الأمر كان يقتصر على الاحزاب، "حزب الله" و"حركة أمل" والجمعيات، يمكن مبادرات فردية كانت قليلة، أدعو إلى تكثيف المبادرات الفردية، كل واحد أمام دكانه وأمام محله يستطيع أن يرفع راية سوداء، حتى لو لم يكتب عليها شيء، على البيت أو النافذة أو الباب أو الشرفة، هو يساهم في إحياء هذه المناسبة، لأنه أي أحد عندما يدخل إلى قرية أو مدينة أو حي من أحيائنا، ويرى الرايات السوداء أو أعلام سوداء إذا لا يعرف ما الموضوع، يسأل، فيعرف أن القصة الفلانية حصلت مع أهل بيت رسول الله مع الإمام الحسين عليه السلام في سنة كذا في أيام كذا، شكل من إشكال إحياء المناسبة، إذا، الإكثار من الرايات السوداء واليافطات السوداء، حتى قوانا السياسية يقومون بذلك لكن من الجيد أيضا أن يكون هناك مبادرات من متمولين، اللوحات الموجودة على الطرقات العامة، اللوحات الكبيرة، اللوحات التجارية لأي إعلان، يدفع عليها فلوس، يمكننا أن نستفيد من هذه اللوحات في مختلف الطرقات والمناطق للإعلان عن هذه المناسبة ويستحسن بطبيعة الحال أن تكتب جمل بكلمات واضحة وبيّنة بحيث من يمر بجانبها في سيارته يستطيع أن يقرأ جملة واضحة، وليس أن يتحزّر ما هو المكتوب عليها، أن يكتب عليها ما له علاقة بالحسين عليه السلام، أقوال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالنسبة للحسين، حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، كلمات الإمام الحسين عليه السلام الجهادية والثورية، كلمات الإمام زين العابدين وكلمات أبي الفضل العباس، علي الأكبر والقاسم وأصحاب الحسين، أصلا هي مدرسة عظيمة جدا وبكل بساطة يستطيع الواحد أن يأخذ جملة ويكتبها على اليافطة أو يكتبها على العلم أو يكتبها على لوحة إعلانية ويكون هذا شكل من أشكال الإحياء، هذا لا يجب أن يتنافى مع الضوابط الصحية.
ننتقل إلى عنوان آخر، وسائل الإعلام، الذي له علاقة بالمجالس المركزية والتجمعات سندعه للأخير، وسائل الإعلام أيضا كل سنة، من التلفزيونات والإذاعات المعنية بالوضع الشيعي مثل كل سنة، يوجد هذه السنة، وبالعكس نعطي عناية إضافية بسبب كورونا والمحاذير التي تفرضها كورونا، مثل ما كانوا يفعلون كل سنة، كانوا يكثرون من قراءة مجالس العزاء واللطميات والقصائد والمقابلات والحوارات، والأشكال المختلفة، هذا أصبح جانب تخصصي فني، لكن قنواتنا وإذاعاتنا على مدار عشرة أيام أو أكثر، هي مهتمة بالمناسبة وتعبّر عن المناسبة بالأشكال المختلفة وتبث مجالس عزاء بحيث أي وقت واحد قبل الظهر أو بعد الظهر، في الليل يرغب أن يستمع إلى عزاء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، هذا متاح له، طبعا مع الدعوة دائما للقنوات والإذاعات إلى التطوير والإبداع في تقديم هذه المناسبة والتعبير عنها وربط الناس بها عقلياً وثقافياً وفكرياً من جهة وعاطفياً وروحياً وقلبياً من جهة أخرى، هذا أيضاً شكل من أشكال الإحياء، واليوم التلفزيونات والإذاعات ووسائل الإعلام المعروفة هي الأقوى حضوراً، تستطيع أن تنقل الحدث وتوصل الفكرة.
ثالثاً: نأتي إلى مواقع التواصل الإجتماعي: كُلنا نعرف أنه في لبنان وفي غير لبنان، كل الأمور التي أتكلم عنها تَصّح أيضاً في غير لبنان لأنها لا تتنافى مع الكورونا.
مواقع التواصل الإجتماعي اليوم في أي بلد حضورها قوي جداً، حتى أنه يوجد نقاش حول أن الحضور الأقوى في مواقع التواصل الإجتماعي، هذه الشبكات والله بالتلفزيونات والإذاعات والصحف وما شاكل، ومواقع التواصل الإجتماعي في هذه المناسبة أيضاً توجد مسؤولية إحياء، على كل شخص وعلى كل فرد وعلى كل رجل وإمرأة، كل واحد يَقدر أن يُحوّل الموقع الخاص به، الذي يَكتب فيه ويتكلم فيه جملتين وثلاثة وأكثر ويضع فيه صوتيات أو مرئيات أو ما شاكل، يَقدّر أن يُحوّله إلى منبر حسيني، لأنه أنا أدعو كل شخص اليوم أن يُحول وجوده أو موقعه على شبكات التواصل الإجتماعي إلى منبر حسيني، يَقدر أن ينقل كلمات الإمام الحسين كل الإهتمام قليلاً وكلمات الرسول وأصحاب الحسين والمواقف العظيمة، التي صارت اليوم مدرسة في كل مكان، جمل تُنقل في مواقع التواصل، وتُشرح هذه الحادثة، خلفياتها ونتائجها وأسبابها، كل واحد بطريقته وأدبياته ولغته، بما يَراه مناسباً، والإستفادة من مواقع التواصل الإجتماعي لإحياء هذه المناسبة بكل ما هو مُتاح لديكم، وأنتم أعرف، لأن الشباب والصبايا صار لديهم معرفة واسعة وخبرة وإبداع في هذا المجال، طبعاً أُريد أن أُؤكد هنا طالما تكلمت عن مواقع التواصل الإجتماعي أن نذهب إلى إحياء المناسبة، ولا نُحوّل هذه المناسبة إلى مناسبة لا للخصومة مع أحد ولا للفتنة ولا للشتائم ، يعني أن لا يقوم أحد بهذا العمل، الحسين عليه السلام وما قدمه في كربلاء والسيدة زينب عليها السلام والشهداء هناك والمعركة التي قامت يوجد شيء عظيم ولا يُنسى وهذا أحد اسباب خلود هذه الحادثة، نستطيع أن نُقدمها ونُعبّر عنها بشكل ممتاز وبشكل حضاري وبشكل لائق ومتناسب مع عظمة هذه المناسبة، طبعاً هذا الإحياء لا يتنافى مع التدابير الصحية، وهذا إحياء.
أيضاً في بقية وسائل الإعلام، توجد صحف ونشريات ومجلات ويوجد أي شيء مكتوب يمكن أن يكتب أحد مقالات، يَستفيد من وجودها ويَضع أعلام وشعارات حتى ولو كانت مدفوعة الثمن، لا توجد مشكلة، كله يمكن أن يعمله الواحد.
أيضاً بقراءة العزاء يُمكن الإستفادة من مواقع التواصل الإجتماعي، والله الحسينية الفلانية أو الخيمة الفلانية أو قارىء العزاء الفلاني، إذا مرّ فرد، نتكلم بعد قليل، بتجمعات بشرية ليقرأ عزاء فيها، يَقدر أن يعمل مجالس عزاء يومية وتُنقل على مواقع التواصل الإجتماعي وتنقلها بعض وسائل الإعلام.
لنصل إلى الموضوع الأساسي والذي هو نقطة النقاش، الذي هو موضوع إقامة التجمعات، يعني مثلاً نحن في كل سنة كُنا في مجمع سيد الشهداءعليه السلام في الضاحية نَعمل مجلس ليلي، وإخواننا في حركة أمل في أماكن أخرى في صور وفي صيدا وفي النبطية وفي بعلبك وفي الهرمل وفي أماكن مختلفة تُعمل مجالس كبيرة، في البلدات كانت تُعمل مجالس، أيضاً المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والجمعيات الإسلامية المتنوعة والعلماء مثل التي لدينا يعملون مجالس وتأتي الناس، عندما تأتي الناس عادةً على تفاوت، توجد مجالس يحضر فيها عشرة آلاف وخمسة عشر ألفاً وفي بعض الليالي يُمكن أن تصل إلى عشرين ألفاً، وتوجد مجالس آلاف وتوجد مجالس مئات، لا توجد لدينا صغيرة، كل المجالس هي مجالس كبيرة وضخمة، في الحد الأدنى كان يحضر إليها المئات، وفي الأعم الأغلب يحضر إليها الآلاف، أنا في كل سنة أُتابع يعني يأتي إلينا في كل ليلة، عن أربع وعشرين ساعة عدد المجالس في لبنان وعدد الحضور التقريبي، رجال ونساء وكبار وصغار.. الخ
هنا يأتي السؤال: النقاش الذي صار بيننا وبين إخواننا في أمل، وفيما بعد نقلناه إلى بقية الجهات العلمائية والإسلامية المعنية، كيف علينا أن نعمل؟ وكيف نحل هذا الموضوع؟ لأنه إذا كنا نُريد أن نعمل تجمعاً كبيراً في ظل الكورونا وتفشي الكورونا، نستطيع أن نضبط أم لا نستطيع أن نضبط، نستطيع أن نعمل ونُنفذ تباعد إجتماعي ؟ أين لدينا أماكن تتسع من أجل أن نعمل تباعد إجتماعي؟ إذا أتى أناس أكثر من عدد الكراسي التي وضعناها أوالمكان الذي يتسع لنعمل تباعد، نستطيع من الباب أن نمنعهم من الدخول أم لا نستطيع أن نمنعهم؟ ناقشنا كثيراً بين بعضنا، والحركة داخل الحركة والحزب داخل الحزب، والتشاور مع المناطق والتشاور مع البلدات، وهل توجد إمكانية من أجل أن نعمل شيء من هذا النوع؟ هنا مثلما تكلمت في بداية الكلمة وضعنا فرضيتين، مثلاً نحن بشكل جدي كنا ذاهبون إلى فرضية تقول: أن نُقلل عدد المجالس التي فيها تجمعات، مثلاً في كل ضيعة نعمل مجلس واحد كلنا معاً، ونأخذ إلى الأماكن المفتوحة يعني نختار باحة ولا نذهب إلى الحسينية، ونضع كراسي فيها تباعد ونأتي بكمامات ونشتغل على أساس أن نضبط الوضع، ونُحاول في المجلس أن لا يَطول، هذا كله جلسنا لنناقش فيه، بكل صراحة نحن كنا نميل، حتى نحن وهم، أنه إذا هذا ينجح معنا هذا أولى وهذا أفضل، لأنه في النهاية ما زلنا نلجأ إلى أسلوب الإحياء الشعبي المباشر والمعتاد تاريخياً، رأينا أن ننتظر لنرى ونصل إلى 15 ذي الحجة أو 16 ذي الحجة ، يعني قبل بدء محرم بعشرة أيام أو خمسة عشر يوماً ، لنرى كيف هو الوضع في البلد، إذا الوضع معقول ومسيطر عليه، فعلنا هذا الخيار الذي أسمه:" المجالس في الأٌماكن المفتوحة"، وبالفعل توجد بعض المناطق ذهبوا كي يُؤمنوا الأماكن وحضّروا الخيم، ليس الخيم بل أقصد مستلزمات المكان، وما هي الإجراءات التي يمكن أن تُتخذ؟ وكنا يمكن أن نذهب إلى هذا الإتجاه بالفعل، لكن قبل كم يوم عندما طلع البيان المشترك من حزب الله وحركة أمل رجعنا وعملنا إعادة تقييم، وقبلها أيضاً رجعنا وعملنا إعادة تقييم، رجعنا بعد كم يوم وعملنا إعادة تقييم، طلع معنا ما يلي: الوضع الآن، وهنا أريد أن أستفيد من هذا المقطع لأتكلم عن وضعنا في البلد، اليوم وضع الكورونا خرج عن السيطرة، اليوم تجاوز عدد الإصابات 450 إصابة، في بلد مثل لبنان هذا رقم كبير جداً، طبعاً القصة ليست قصة اليوم، فنحن منذ ايام عدة يُصاب 350 أو 340 أو 370 كله في أرقام في الثلاثماية، وقبلها 200 أو 270 أو 280، إذاً اليوم وزير الصحة علت صرخته، كان واضحاً في كلامه، كل المعنيين في المسألة الصحية والطبية اليوم تكلموا، نحن معلوماتنا تقول وتؤكد أنه كلا هذا لا توجد فيه مبالغة، بالعكس يمكن بعد قليل يحتاطون، كي لا تحدث حالة خوف شديد لدى الناس، لكن حقيقة الأمر، الكورونا في لبنان خرجت عن السيطرة. الآن أنا أتكلم في هذا الموضوع ليس فقط من أجل المجالس، خرجت عن السيطرة، المستشفيات لم تعد قادرة أن تَستوعب، أكيد هذا الموضوع توجد صعوبة جداً، ذلك لأنه إذا كانت توجد حالات جديدة تحتاج إلى أن تدخل إلى المستشفيات، نقص في الدواء ونقص في التجهيزات الطبية، طبعاً الحكومة مستقيلة، هذه أيضاً مشكلة، وبالتالي الناس لا تلتزم، كلنا رأينا في الأعراس والحفلات والشواطىء والبحر والمظاهرات التي صارت، لا يوجد حد أدنى من الإلتزام بالضوابط الطبية والصحية، وبالتالي انتشر الكورونا اليوم في كل المناطق وفي كل المحافظات، توجد ضيع يتم عزلها وتوجد أحياء يتم عزلها وتوجد أبنية يتم إخلاؤها، نحن بدأنا، دخلنا في الكارثة، كنا دائماً نقول يا ناس يجب أن ننتبه وان نحذر كي لا نذهب إلى الكارثة، الآن دخلنا وأصبحنا داخلها، عندما يبدأ المسؤولون بالقول أنه لم تعد لدينا قدرة على السيطرة، يعني الوضع أصبح صعباً، صعباً جداً، لا أحد يهبط حيطان على أحد، أبداً، الوضع أصعب كثيراً من التعبير الذي أقوله أو أحد آخر يقوله، الحل ماذا؟ الحل يكمن بالعودة إلى الإلتزام بالضوابط، التباعد الإجتماعي في كل الدنيا، الدول التي لديها أنظمة صحية أقوى من أنظمتنا ومستشفيات أضخم وأعظم من مستشفياتنا وخبراء وخبرات طبية وصحية أكبر من خبراتنا، لم تقدر أن تُعالج ( وباء الكورونا) وسقط لديها عدد كبير من الضحايا وعدد كبير من الإصابات ، وما زالت تُعاني لأنها لا تلتزم بالتباعد. التباعد والكمامة والتعقيم، هذه هي الثلاثة، التباعد والكمامة والتعقيم، عندما لا تلتزم الناس، افترضوا أنه توجد حكومة، كل الدولة وكل وزارة الصحة وكل المستشفيات وكل الأطباء في لبنان وكل الممرضين والممرضات والمركز الصحية والمؤسسات الصحية في لبنان لو أن كلها تضامنت وتضافرت والناس لم تلتزم، وبقوا يعيشون على رأسهم وعلى طبيعتهم، كأنه لا توجد مصيبة في البلد، من الطبيعي أن تستمر الكارثة وتتعاظم وتكبر يوماً بعد يوم، أنا أريد أن أرجع لأقول الكلام الذي تكلمته في الأيام الأولى من كورونا إلى الناس: إن واجبكم الإنساني والأخلاقي قبل أن أتكلم في الدين، لأنه يوجد ناس تقول لك أنا في موضوع الدين والواجب الديني ويوم القيامة هذا شأن يمكن أن لا أُؤمن به، " ماشي الحال" إن واجبك الإنساني وواجبك الأخلاقي، يا أخي لا تريد أن تَرحم نفسك هذا شأنك لكن إرحم الناس، عائلتك وزوجتك وأبوك وأمك وأولادك، والناس الذين معك في الشغل، والناس الذين معك في الجامعة، والناس الذين معك في الشارع، والناس الذي تلتقي بهم، أًريد أن أَرجع لأُعيد وأقول: هذا توجد فيه شبهة قتل في الحد الأدنى، أنت تريد أن تُصاب بالكورونا "اصطفل" اذهب واعزل نفسك، اذهب وعش في الجبل بمكانٍ بعيد عن العالم، لكن تختلط مع الناس بأعراسهم وعزائهم ومطاعمهم وبيوتهم ومحلاتهم وشوارعهم على أي أساس، بأي أخلاق، بأي إنسانية، هذا موجود للأسف واستلشاق واستمهال واستسهال، على أي أساس؟ حتى من الناحية الإنسانية والأخلاقية، أما بالموضوع الشرعي والديني واضح، هذا حرام، هذا من المعاصي، هذا من الكبائر، هذا من الكبائر أن يعرض الشخص نفسه للموت ولإلحاق أضرار بالغة وبعد ذلك يعرض الآخرين للموت ونتيجة ماذا، نتيجة أنه هو غير مقتنع أو ليس لديه مزاج أو مسترسل بحياته، من غير المسموح أن يأتي أحد ويدمر شعبنا وبيئتنا وبلدنا ومجتمعنا نتيجة المزاج ونتيجة عدم القناعة ونتيجة التساهل في تحمل المسؤولية.
حسناً، جئنا قبل عدة أيام تبين معنا يا إخوان نحن لن نستطيع أن نضبط، بتلك البساطة، حتى أكون واضحاً جداً، لا أحد يخطئ، يعني لا أحد يخرج ويقول أو يعمل سجال أن المرجعيات الدينية منعت إقامة التجمعات لإحياء ذكرى الحسين عليه السلام، المرجعيات الدينية لا منعت ولا سمحت، المرجعيات الدينية قالت أحيوا هذه الذكرى وخذوا هذه الضوابط الصحية بعين الاعتبار جدياً. يجب أن تراعوا هذه الضوابط، البلد الذي لا يوجد فيه مشكلة كورونا يعمل تجمع 100 ألف ليس هناك مشكلة، لم يمنع المراجع من هذا الموضوع، لكن البلد الذي فيه تفشي كورونا من يريد أن يقيم مجلساً يدعوا إليه المئات والآلاف فيجب أن يتحمل المسؤولية الشرعية. الآن سنتحدث بالدين، يجب أن يتحمل المسؤولية الشرعية، نحن يا أخي ويا أختي حزب الله وحركة أمل وبالنقاش مع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وكما قلت بالنقاش مع عدد من علمائنا المحترمين والمؤثرين الموجودين في البلد وجمعيات محترمة تبين معنا أننا لا نستيطع أن نحمل هذه المسؤولية، نحن نقيم مجالس، مئات المجالس، حركة أمل تقيم مئات المجالس، تبين معنا أنه إذا نحن نريد أن نقول للناس تفضلوا نحن سنقيم مجلساً نحن لا نستطيع أن نضمن الالتزام بالتدابير، لا نستطيع أن نضمن الالتزام بالتباعد ولا نستطيع الالتزام بالكمامة، والعالم ستجلس وتبكي وتعلمون الحالة التي تحصل، ستتأثر وستتفاعل، ولا نستطيع أن نقف على البوابة ونقول للعالم المجلس امتلأ اعمل معروف لا تدخل على مجلسنا. نحن تبين معنا إجرائياً عملياً واقعياً نحن عاجزون لا نقدر أن نضمن هذا الأمر، لأنه أنا الذي أقيم المجلس سأقف يوم القيامة وأجاوب الله سبحانه وتعالى عندما يقول لي أنت كان تكليفك الشرعي أن تقيم مجلساً ضمن هذه الضوابط وأنت كنت عاجزاً عن الالتزام بالضوبط فكيف أقمت هذا المجلس!؟ أنا ليس عندي جواب، ماذا أقول له؟ الآن كلام الشعر والشعارات والحماسات وفداء الحسين، كلنا فداء الحسين عليه السلام، العبرة هو المرجعيات الدينية والضوابط التي تحددها، هذا الموضوع له علاقة بحياة الناس وسلوك الناس وصحة الناس، ليس له علاقة بشيء آخر، أنا لا أريد أن أفتعل نقاشاً حول هذا الموضوع.
نحن يا أخي، نحن أناس مقلدون في القضايا الشرعية، في الأحكام الشرعية، عندنا مرجعياتنا المعروفة، جزء كبير منا مثلاً يقلدون سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله الشريف، جزء كبير منا في البلد يقلدون سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله الشريف، آخرون يقلدون مراجع موجودين في قم أو في النجف الأشرف أو في أماكن أخرى، لكن أغلب التقليد هذا معروف. نحن مقلدون، نرى مراجعنا ماذا يقولون ونعمل وفق ما يقول مراجعنا، أنا لا أصلي كما أريد ولا أصوم كما أريد ولا أحج كما أريد، بكل الأمور التي تتعلق بالحكم الشرعي يجب أن أسأل وأرى ما هو الحكم الشرعي، فيجب أن آخذ من مرجعياتنا الدينية.
حسناً، عندما مرجعياتنا الدينية تقول يجب أن تراعي الضوابط الطبية والصحية، فهذه الضوابط يا مراجعنا من يحددها، أنتم؟ كلا، أهل الاختصاص، أهل الطب، حسناً، أهل الاختصاص في الكرة الأرضية كلها، كل أهل الاختصاص في الكرة الأرضية يقولون تباعد، كمامة، تعقيم بالحد الأدنى. حسناً، إذا نحن لا نستطيع أن نضبط أو ننظم مجلساً على هذا الأساس فكيف أنظم مجلساً!؟ في الوقت الذي يوجد وسائل أخرى للإحياء، يعني لو كان هذا هو الوسيلة الوحيدة لإحياء كربلاء وذكرى أبي عبد الله الحسين عليه السلام ولا يوجد وسيلة أخرى للإحياء، هنا من الممكن أن نناقش ولكن يجب أن يناقش المراجع وليس أنا أو حركة أمل أو يناقش فلان وفلان من العلماء، يجب أن يناقش المراجع، هم عندما يقولون أنه تنحصر إحياء المناسبة بهذا الشكل الذي هو التجمعات البشرية فأقيموا التجمعات البشرية ولو أدى إلى موتكم جميعاً، نقول لهم على رأسنا وعيننا وكلنا جاهزين، هذا موضوع لا يستطيع كل شخص أن يأخذ الناس كما يريد.
حسناً، أعتقد أن الشرح أصبح كافياً وواضحاً، لا يحتاج لأكثر من ذلك، لذلك بالنسبة لنا نحن هذه السنة، نحن اتفقنا على ما يلي: بقية أشكال الإحياء التي لا تستلزم تجمعات بشرية كلها مفتوحة، ليس هناك مشكلة، لذلك لا يصح أن يأتي أحد ويقول أو يغالط والله في لبنان حزب الله وحركة أمل أصدروا بياناً ألغوا إحياء عاشوراء، ما هذا الكلام، هذا ظلم، هذا تجني. كل أشكال الإحياء الأخرى التي تحدثنا عنها وهذا جزء منها نعمل عليها، لا تتنافى مع الضوابط الشرعية. بالنسبة لإقامة المجالس التي فيها تجمعات بشرية، المجالس التي كان يقيمها حزب الله وحركة أمل وبقية الأخوة، نحن أخذنا قرار السنة لا نقيم هذه المجالس وإنما نقوم بنفس التوقيت، حزب الله بتوقيته، حركة أمل بتوقيتها، هناك مجلس معين مركزي، الذي يريد أن يخطب يخطب والذي يريد أن يقرأ مجلس عزاء يقرأ مجلس عزاء، ويتم وضع لطمية والناس تجلس وتستمع.
حسناً، أكثر من ذلك، أنا أريد أن أقدم تصوير مختلف، أنا أدعو الناس اليوم وأقول لهم بكل لبنان، الذين يحضرون عند حزب الله أو حركة أمل أو عند أي جهة من الجهات، كلنا لدينا تلفاز وسننقل مجالس العزاء من التلفاز، بالمواعيد المحددة، أنا أطلب من الأب والأم والأولاد، الأب مسؤوليته يجمع العيلة بالوقت المحدد، مثلاً الوقت المحدد 8:30 مثلاً 9:00، 7:00، بالوقت المحدد يتفقوا أننا سنحضر يومياً هذا المجلس، نُقيم مجلساً في المنزل، لماذا في المنزل؟ لأنهم هم يخالطون بعضهم، يعني بداخل العائلة على كل حال هم مختلطون ببعضهم وإن كان أحد مصاب كانوا عزلوا وحجروا وما شاكل. في داخل البيت يأتي الأب على الوقت والأم يحضر الأولاد والأب والأم ويجلسون على التلفاز ويستمعون كما أنهم جالسون في المجمع أو في الحسينية أو في الخيمة أو في القاعة أو في المسجد، من أول الجلسة إلى آخرها، يجلسون ويسمعون مجلس العزاء، لا يريدوا أن يتسمعوا للخطابات هذا شأنهم، لكن العزاء، السيرة الحسينية، قراءة العزاء، نجلس ونستمع ونتفاعل ونبكي على الحسين عليه السلام وعلى الشهداء مع الحسين عليه السلام. إذا قمنا بذلك نكون في النهاية نستبدل 400 مجلس أو 500 مجلس من الذي يقام في لبنان بالأحياء وبالمدن وبالقرى، نستبدلهم بكم؟ بـ 200 ألف مجلس، بـ 300 ألف مجلس، صحيح أو لا؟ إننا نقيم مجلساً، لكن الاختلاف أنه مرة أقيم مجلس يضم 7 8 6 10 الذين هم أهل البيت، العائلة، الذين يجلسون مع بعضهم ومختلطين مع بعضهم، ومرة ثانية، لا، أقيم مجلس فيه 10 آلاف، لكن هذا مجلس، هذا شكل من أشكال الإحياء. طوال التاريخ أكان متاحاً للشيعة أن يعملوا مثل ما يعملون الآن، كانوا يقيمون في بيوتهم وبالخفاء.
بكل الأحوال، هذا شكل من أشكال الإحياء، نحن نقول للعالم لا، وقت مجلس العزاء الذي سيبث من التلفزيونات تجتمع العائلة وتجلس وتستمع سوياً وبشكل جماعي وتتفاعل وتبكي على سيد الشهداء عليه السلام ولها أجر المشاركة في الإحياء وفي المصيبة وفي العزاء وفي البكاء، وبدل من أن نقيم 300 ، 400 مجلس، نقيم 300 ألف مجلس بهذا البلد الصغير، أين المشكلة بهذا الموضوع؟ ونكون قد قمنا بتكليفنا ونكون قد حمينا الناس، وهنا الموضوع ليس أنه نريد حماية الشيعة، لا، الشيعة هم جزء من تركيبة البلد، فإذا نحن ذهبنا على مدى عشرة أيام وعشرة ليالي وتجمعات بالآلاف وعشرات الآلاف وانتشر بيننا الكورونا بشكل هائل وخطير، هكذا ندمر الشيعة وندمر بقية اللبنانيين معنا، وهذه أيضاً مسؤولية إنسانية وأخلاقية وشرعية.
لذلك نحن أخذنا هذا القرار، هناك بعض الناس قالوا هذا قرار شجاع أو جريء، كلا لا تحتاج القصة لا شجاعة ولا جرأة، واضح تكليفك الشرعي، تشخّص ما الذي أنت قادر عليه وتذهب وتعمل به، هذا ما سنجاوب به الله يوم القيامة. الآن يمكن أن تخرج بعض الأصوات عندها رأي مختلف، ليس هناك مشكلة أن تعبر عن رأيها المختلف بهذا الموضوع – أتحدث عن لبنان – عندهم رأي مختلف ليس هناك مشكلة، يمكن أن يقول أنا غير مقتنع بهذا الخيار وأريد أن أفعل ما في رأسي، هنا يحتاج الموضوع لبعض النقاش أنه هذه القصة كيف ستعالج وكيف ستحل، لكن بكل الأحوال أنا الذي أريد أن أدعو إليه، أنه يا أخوان هذا الموضوع أتمنى أن لا يحوله أحد إلى نقطة سجال، كل سنة الشيعة للأسف الشديد، جزء كبير من الشيعة بدل من أن يعملوا بالمجالس والخطابات بين بعضهم وبمواقع التواصل الاجتماعي ويتكلموا عن كربلاء وأهداف كربلاء ونتائج كربلاء وأحداث كربلاء، يأخذوا نقطة خلافية داخلية ويبدأوا حرباً شعواء على مدى عشرة أيام وليالي، وأنا رأيي أن المخابرات هي التي أدخلت الشيعة بهذا الموضوع، المخابرات البريطانية بالتحديد، الأميركييون لا يفهموا كثيراً بهذه القصة، الإنجليز لديهم خبرة بهذا الموضوع وعندهم تجربة مئات السنين. هذه السنة اعملوا معروفاً لا أحد يعمل سجال لا بالتلفزيونات ولا بالحوارات ولا على مواقع التواصل الاجتماعي، نعمل تجمع أو لا نعمل تجمع، هؤلاء تركوا الحسين، هؤلاء خانوا الحسين، هؤلاء خذلوا الحسين، هؤلاء لا يفهموا على الحسين، لا حاجة لهذا السجال كله، كل شخص يذهب ويرى ما هو تكليفه ويعمل تكليفه ونحن بالنسبة لنا هذه أمورنا واضحة وشرحناها لكم ونتكل على الله ونحن متفاهمون بين بعضنا ، أغلبيتنا الساحقة متفاهمة بين بعضها البعض، الآن يخرج من هنا أحد عنده رأي مختلف أو من هنا عنده رأي مختلف لنرى هذا الموضوع كيف سيعالج، لكن طبعاً هذا الموضوع لا أحد يحوله لموضوع سجال، ويبدأ هذا يأتي باستدلالات تاريخية وهذا باستدلالات معاصرة وهذا يخطب خطب حماسية، الذي عنده نقاش يذهب ويناقش مراجعنا حفظهم الله، هم موجودون وعلى قيد الحياة، الذي عنده نقاش فقهي، نحن مراجعنا وضعوا ضابطة نحن يجب أن نلتزم بهذه الضابطة، بالبلد الذي لا يوجد فيه كورونا يأخذوا راحتهم، البلد الذي فيه الكورونا تحت السيطرة فليعملوا بما ينسجم بما تحت السيطرة، عندنا في لبنان نحن نعتبر، عقلاؤنا أغلب عقلاؤنا حتى لا نقول ان الآخرين ليسوا عقلاء، اغلب علماؤنا، أغلب المسؤولين، أغلب العارفين يعلمون أنّ الموضوع خرجَ عن السيطرة ويعلمون انه لا يوجد إمكانية لضبط حقيقي في هذا المجال.
على كلِ هذا ما أحببنا أن نتكلم به حول الليلة، يبقى هناك أمر ببعض التفاصيل الذي هو موضوع الطعام، في السنوات الماضية سرت ايضاً عادة وتقليد جميل جداً وجيّد جداً ومبارك، وفيه الكثير من الأجر والثواب هو الإطعام عن الحسين عليه السلام أو عن الشهداء، تحصل فيه موائد كبيرة أو طبخ بأوانٍ كبيرة في بعض الأماكن والطرقات يقومون بتوزيعها على الناس، أولاً بالنسبة للموائد، عندما نقول انه لا نريد تجمّع للمجالس فبطريق أولى للموائد لا نريد تجمّع، بمعنى ليس أننا إذا لم نقيم مجلس فنتّجه لإقامة مائدة تضم خمسين او ستين أو مئة نفر، هذا خلاف للضوابط! كذلك اريد ان اُلفت لموضوع الطبخ في الطرقات، يجب أن يتم التنسيق مع البلديات ليعاينوا موضوع الضوابط الصحية ايضاً، لكن ايضاً ان يأتي مئة أو مئتي نفر ويتجمّعوا على موائد الطبخ لأخذ الطعام ايضاً هذا غير صحيح، السليم هو أن تطبخ الناس وتُقفل بإحكام الناتج الغذائي وتوصله الى البيوت، أي انه يمكن لبعض المتمولين او الجمعيات والاخوان والاخوات حتى لو كانوا لا يمتلكون المال، أن يقوموا بجمع المال ويبذلوا جُهداً في ذلك وهو جهد مبارك، وبامكانهم التنسيق في قراهم وبلداتهم مع شباب الحزب أو شباب الحركة أو شباب اخرين باتّباع آلية معيّنة لتوزيع الطعام على المنازل بطريقة آمنة وهذا أفضل بكثير، أما أن نقوم بإلغاء التجمع ضمن مجلس عزاء فنقوم بالتجمع على المائدة أو مكان الطبخ، هذا ايضاً خلاف الضوابط الشرعية والصحية التي أُمرنا بمراعاتها ومداراتها.
بطبيعة الحال بناءً عليه، هذه العشرة أيام والليالي نحيي المجالس من خلال التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي واشكال الإحياء الأخرى ولا حضور أو تجمعات في المجالس العامة، مسيرة يوم العاشر غير واردة، مسيرات في المناطق كذلك، مسيرات بعض العاشر أيضاً نفس الأمر، هذا كله اتفقنا على ان نتجاوزه هذه السنة بسبب الكورونا.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يدفع البلاء عن كل الناس وعن كل البشرية وعن كل شباب العالم، على أمل أن يجدوا حلاً لهذا المرض التعيس والمنحوس، وشفا الله الناس جميعاً لتعود الى حياتها الطبيعية، حتى السنة القادمة من يبقى منا على قيد الحياة على ضوء الظروف الصحية والاجتماعية والطبية والموقف الشرعي وما تقوله مرجعياتنا الدينية نعمل، فيما يتعلق بهذه العشرة أيام والليالي القادمة نحن هذه رؤيتنا التي تفاهمنا عليها وسنبادر لتنفيذها، أنا اتمنى من كل أخواننا وأخواتنا ومحبّي أهل البيت عليهم السلام في لبنان، أما ما ذكرته بخصوص البلدان الأخرى، التقدير عندهم حول أجواء الوضع لديهم، علماؤهم، المسؤولون، المعنيون، القيمون على المجالس هم معنيون أن يجلسوا مع بعضهم ويقرّروا، نحن فيما يتعلّق بلبنان، هذا الذي تقرّر لدينا، إن شاءالله أن لا نكون مخطئين، وأن يكون الله هدانا لتطبيق صحيح وفهم صحيح لتكليفنا الشرعي ومعطيات الوقائع، وطبعاً إحياء هذه المناسبة بكل الشعائر الأخرى هو إحياء متاح، وبالنسبة لنا إحياء ذكرى كربلاء وذكرى عاشوراء ومعاني عاشوراء ومعاني كربلاء وكل هذه الثقافة والمفاهيم والمشاعر والأحاسيس نحن وأنتم نعيشها على مدار السنة، على مدار الأيام والليالي والأسابيع والشهور في مختلف الأحداث، اليوم نحن بالموقع الذي نشغله، في موضوع المقاومة وفي موضوع مواجهة المحتلين والغزاة والطامعين والمغتصبين للمقدّسات والمتآمرين على الأمّة والناهبين لخيراتها، هذا كله بالشكل اليومي بالمعنى الجهادي أو المعنى السياسي أو المعنى الثقافي أو المعنى الإعلامي هو إحياء لكربلاء، هذه مدرسة كربلاء، مدرسة الحسين عليه السلام، تقبل الله منكم جميعاً إن شاءالله، موفّقون ومباركون والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وإن شاءالله إذا قدّرالله سبحانه تعالى أن أبقى على قيد الحياة أنا كالعادة سأكون في خدمتكم بأول ليلة نتكلّم عن المناسبة وطبيعتها.
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.