كلمة الإمام الخامنئي في لقائه المجمع الأعلى لقادة الحرس الثوري
2019
كلمة الإمام الخامنئي في لقائه المجمع الأعلى لقادة الحرس الثوري
عدد الزوار: 132كلمة الإمام الخامنئي في لقائه المجمع الأعلى لقادة الحرس الثوري 2019/10/02
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المنتجبين، لاسيما بقية الله في الأرضين (أرواحنا فداه). السلام على الحسين وعلى عليّ بن الحسين، وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
أنا سعيد ومسرور جداً وأشكر الله تعالى أن وفقنا مرة أخرى للقاء وجوهكم النيرة في هذا اللقاء السنوي. شملكم الله جميعاً بألطافه الخاصة وهدايته الخاصة ورفعكم إن شاء الله إلى أرقى المراتب التي يصبو إليها إنسان.
الظواهر المتنوعة المنبثقة عن الثورة الإسلامية ليست قليلة، للحرس الثوري خصوصيته. الحرس الثوري من المؤسسات والظواهر المنبثقة عن الثورة الإسلامية. ثمة في الحرس الثوري خصوصيات قلما يشاهدها المرء في سائر البركات الناجمة عن الثورة. أولاً كانت ولادة الحرس في ذروة الأحداث والفوران الكبير للثورة. ومن بعد ذلك نموّ الحرس وتحركه ونضجه خلال التلاطم العظيم لأحداث الدفاع المقدس. لقد نما الحرس الثوري ونضج خلال هذه الأعوام الثمانية من الدفاع المقدس، كحدثٍ يافع يبلغ مرحلة الشباب والبلوغ والنضج والبطولة.
بعد فترة الحرب وهي فترة استقطابات عميقة وواسعة، سياسية وثقافية بين الثورة وأعداءها ـ أي الجبهة المقابلة للثورة ـ في هذه الفترة العظيمة والاستقطابات والاصطفافات التي أفرزت امتحانات عسيرة، انزلق كثيرون وعانى كثيرون من المشاكل، وفي مثل هذه الفترة استطاع الحرس أن يرتقي بنفسه إلى مرتبة البلوغ والنضج والتكامل الملحوظ. وفي هذه الفترة الثالثة التي هي فترة ما بعد الدفاع المقدس، غالباً ما يتراءى مفترق طريقين خطيرين في الحياة الفردية والسياسية والاجتماعية للأفراد والجماعات، مفترق طريقي التسامي أو الانحطاط. هكذا هو الحال عادة. بعد انقضاء مراحل الدخول في عالم الشباب والحراك غالباً ما يكون الأفراد على هذا النحو وكذلك المؤسسات والمجمعات وحتى الثورات غالباً ما تكون على هذا النحو، وهو أنها تواجه مفترق طريقين: أحد الطريقين طريق التسامي والرفعة والطريق الثاني طريق الانحطاط. إما أن يقودهم العقل والحكمة والهداية والمعنوية إلى الذروة والرفعة أو تجتذبهم الماديات وتهبط بهم نحو المطالب المادية التافهة. مفترق الطريقين هذا غالباً ما يظهر خلال فترة معينة أمام الأشخاص والأفراد وأيضاً أمام المؤسسات، وكما قلنا فإنه يظهر أيضاً أمام الثورات. بعض الثورات والتطورات السياسية العظيمة في العالم تبدأ بشكل حسن جيد وتنمو بشكل محبذ لكنها تصاب بالانحطاط في فترة حساسة وتنحدر نحو السقوط. وقد عرض لنا مفترق الطريقين هذا وظهر لمجتمعنا وبلادنا في فترة ما بعد الدفاع المقدس طبعاً. وحول أساس الثورة لدينا الكثير مما نقوله ولا أروم الخوض في هذه القضية، لكن الحرس الثوري خرج من هذه الفترة مرفوع الرأس شامخاً ولم يصب بالتفسخ والانحطاط وحافظ على العناصر الأساسية لهويته وسار نحو التعالي والسمو.
طبعاً ثمة في كل مكان حالات تساقط ونماء. والحرس الثوري ليس استثناء لذلك، بيد أن المعيار هو أن يرى المرء هل الغلبة لحالات التساقط أم لحالات النماء. وأنا أرى بكل حسم وتأكيد أن الغلبة لحالات النماء في خصوص الحرس الثوري وبشكل واضح. وهكذا فالمسيرة مسيرة نماء وتقدم وتسام. ولا يعترض أحد فيقول إننا شهدنا بالتالي حالات تساقط. نعم، شهدنا حالات تساقط، وهذا موجود في كل مكان وفي كل زمان، ولكن المعيار ليس هذا، المعيار هو أن نقارن بين حالات النماء وحالات التساقط. وهذا كلام يصدق على أصل الثورة ، والمقام الآن ليس مقام الخوض في هذا الموضوع.
لاحظوا أن أنسب ساحة يمكن لمجموعة مثل الحرس الثوري أن تتواجد فيها هي ساحة الجهاد والشهادة. طبعاً توجد ساحات أخرى أيضاً، بيد أن ساحة الاستشهاد في سبيل الله هي نقطة الذروة المتألقة وأجمل أفق يمكن للإنسان أن يراه. على صعيد الشهادة لدينا - بعد ثلاثين عاماً على نهاية الدفاع المقدس- رجلٌ محترمٌ شيخٌ ذو شيبة مثل الشهيد همداني (2)، ولدينا شابا يافعا مثل الشهيد حججي (3)، وهذا كله له معانيه بالتالي، فكل هذا علامات على بقاء تلك الطراوة والإيناع والهوية الأساسية. وكذا الحال في الساحات والمجالات الأخرى أيضاً، وسوف أشير إلى الساحات الأخرى التي خاضها الحرس الثوري.
أريد أن نصل جميعاً إلى حكم ورأي واحد، وربما كان الأمر تكرارياً بالنسبة إليكم هذا الشيء الذي أريد قوله، ولكن الإشارة إليه أمرٌ حسن ليعلمه الجميع ويدركوا وضع الحرس الثوري. من معايير تقييم وضعية أي مؤسسة وأية جماعة أن نقارن نجاحات تلك الجماعة بإخفاقاتها ونقيس الجانبين ونرى كم كانت نجاحاتها وكم كانت إخفاقاتها في المأموريات والمهام الموكلة بها. إذا جعلنا هذا معياراً للحساب فأعتقد أن الحرس الثوري من أكثر الجماعات أمجاداً ومفاخر. وفق هذا الحساب وبهذا الملاك والمعيار وهو هل كانت النجاحات أكثر أم الإخفاقات، وفقاً لهذا المعيار يعد الحرس الثوري ذا أمجاد ومفاخر كثيرة جداً.
وأشير هنا إلى عدة عناوين وفصول مهمة في هذه المجالات، ينبغي بالتأكيد أخذها بعين الاعتبار في هذه الحسابات. من هذه العناوين قضية الإبداع والتجديد والخلاقية في الحرس، سواء الإبداع في الأدوات والمعدات الحربية والعسكرية ـ وذات يوم كان هؤلاء الحرس الثوري أنفسهم يطرقون هذا الباب وذاك الباب من أجل قذيفتي 120 عسى أن يحصلوا عليها ليستخدموها في موضع ما، ولاحظوا الآن أية أدوات ومعدات يستخدمها الحرس وأية معدات وأدوات يتقدم في إنتاجها وصناعتها بحيث كان الإبداع والنجاح فيها سبباً في وجود هذه الإمكانيات للقوات المسلحة في البلاد ـ له إبداعه ونجاحاته في الأدوات والمعدات العسكرية وله أبداعه وابتكاراته أيضاً في الأساليب العسكرية وأساليب المواجهة وفنون القتال، على الصعيدين كليهما كانت إبداعات الحرس الثوري بارزة مهمة. قضية الإبداع والابتكار والتجديد والنجاح أحد العناوين والعناصر.
وعنوان آخر هو الخوض القويّ المؤثر في مختلف ميادين الخدمات الاجتماعية. لاحظوا مجموعة الأعمال الخدمية التي قام بها الحرس في هذه الأعوام ولا يزال يقوم بها وهي في ازدياد يوماً بعد يوم، بأية مؤسسة أو جهاز آخر يمكن مقارنتها؟ بأية مؤسسة للقوات المسلحة في العالم يمكن قياسها؟ أحد أجزاء هذا الجانب هو مقر خاتم الأنبياء للبناء وهو ذراع تنفيذي قوي للحكومات المختلفة على مرّ هذه الأعوام. وجزء آخر من هذا الجانب مكافحة الحرمان والفقر. مكافحة الحرمان والفقر الذي يقوم به الحرس بقواته البرية وأقسامه المختلفة ـ وأخال أن المرء لا يرى تسعين في المائة من هذه الجهود في الإعلام، أي إن الإعلام لا يغطي هذه الجهود والأعمال، وغالباً ما تبقى مجهولة، وإنما نطلع عليها نحن بفضل التقارير التي تصلنا ـ واسعة جداً في المناطق الفقيرة في كل أنحاء البلاد.
جانب آخر عمليات الإغاثة والإمداد الاستثنائية في الأحداث والكوارث الطبيعية، ومن ذلك على سبيل المثال زلزال كرمانشاه أو السيول التي حصلت في بداية هذا العام في عدة محافظات، كان تواجد الحرس في عمليات الإغاثة تواجداً بارزاً حاسماً مميزاً، وغير ذلك من الأعمال الكبيرة والصغيرة التي تشكل بحد ذاتها عنواناً وفصلاً جديداً، أي الخدمات الاجتماعية التي ينتفع منها أبناء الشعب، ولا علاقة لها بالعمل العسكري والشؤون العسكرية وما إلى ذلك، إنما هي مجرد تقديم خدمات ومساعدة في تقدم البلاد إلى الأمام، وفي قطاعات مهمة مساعدة على تحقيق سياسة الاقتصاد المقاوم.
فصل آخر من هذه الفصول العمل في المجال الثقافي والفكري والفني حيث أنجز الحرس والتعبئة في هذا المجال أعمالاً بارزة. أي إن المهتمين بمجالات الثقافة والفن والأدب والشعر وباقي فروع الفن يشعرون كأنما هناك كائن جديد ولد أو يكاد يولد في عالم الفن، وأن حدثاً جديداً وعملاً مميزاً آخذ بالتكوين والظهور. وهذا أيضاً لا علاقة له بالقضايا العسكرية وما شاكل. هذه أيضاً ساحة من الساحات.
وساحة أخرى على جانب كبير من الأهمية النظرة الواسعة لجغرافيا المقاومة في المنطقة. لقد أثبتت مجموعة المقاومة في هذه المنطقة قدرتها على مواجهة الاستكبار وأمريكا وجبهة الكفر والظلم المتحدة. ولكم أن تلاحظوا دور الحرس في هذه المجموعة العظيمة: من قضايا فلسطين إلى قضايا غرب آسيا الأخرى وإلى شؤون أخرى لا يعد الخوض فيها من شأننا ومما يناسب هذه الجلسة. تواجد الحرس الثوري في ساحة المقاومة هذه وفي جغرافيا المقاومة هذه بارز إلى درجة أثارت حالات العداء ضد الحرس، أثارت عداء الأطراف السيئة وجبهة السيئين، وهذا بحد ذاته فخر كبير، إذا كان من هم الأسوء في العالم أعداء لشخص فهذا بحد ذاته مفخرة لذلك الشخص.
وفصل آخر نعتقد أنه أهم من كل ذلك السعي للحفاظ على الجانب المعنوي في الحرس الثوري. قضية الروح المعنوية هذه على جانب كبير من الأهمية ـ وقد أشير لاحقاً إلى نقاط في هذا الخصوص ـ وهي بمثابة أمطار رحمة تهطل على روضة متنوعة غناء، فتحيي تلك الروضة وتزيدها طراوة وإيناعاً ورونقاً. عندما تهطل الأمطار فإنها لا تمنح الحياة لمختلف أجزاء هذه الروضة وحسب وإنما تزيدها جمالاً ورونقاً وبهاء وطراوة، وتجعلها عزيزة جميلة رائعة في الأنظار. هكذا هي أمطار المعنوية.
كانت هذه عدة عناوين وفصول ذكرتها، ويمكن شرح وتبيين أجزاء وتفاصيل هذه الفصول والتوسع فيها وإيضاحها ـ وهي على جانب كبير من الأهمية ـ ويمكن إضافة فصول أخرى إلى هذه. إذاً لقد تقدم الحرس على صعيد البرامج الصّلبة وعلى صعيد الرقائق والبرمجيات وفي ميادين التسامي والتقدم وفي طرق الرقي والتطور وخرج من الاختبار ناجحاً مرفوع الرأس. وما أعتقده هو أنه تسامى وارتقى إلى الذروة. وهذا ما جعل أمريكا والأجهزة الاستكبارية والناس السيئين في العالم يناصبون الحرس الثوري العداء. لا ريب أنكم تشاهدون في الأخبار والكتابات والأقوال والفضاء الافتراضي وغير ذلك في العالم كم هناك من كلام وعمل ضد الحرس، والأيادي التي تمثل امتدادات أولئك في داخل البلاد ـ وهي غير جديرة بالاهتمام كثيراً ولكنها موجودة ـ تعمل هي الأخرى وتحاول هنا وهناك إذا استطاعت أن تجد نقطة ضعف ضد الحرس فتضخمها وتكبرها. وأمريكا حسب ما تتوهم توجه الضربات للحرس وتفرض عليه الحظر، وإنما ما يستدعي هذا العداء ضد الحرس هو نجاحاته وتقدمه وتميزه، فهذا فخر للحرس ومما يرفع عزة الحرس في الأعين والأنظار وحتى في أنظار العدو. أي إن هذا التقدم من شأنه أن يجعل الحرس عزيزاً في أعين الأعداء ناهيك عن الأصدقاء، يجعله عزيزاً، وهو كذلك اليوم وقد تحققت هذه العزة بحمد الله. حسناً، هذا جانب من مناقب حرس الثورة الإسلامية، جزء من مناقب هذه الجماعة الحافلة بالمفاخر والأمجاد.
حسناً، أنتم أبنائي الأعزاء، وإذا سألني سائل هل أنت راض عن شبابك وأبنائك هؤلاء سأقول إنني راض عنهم مائة في المائة (4) لكنني لست قانعاً!
أنا راض جداً ولكنني لست قانعاً. وتوقعي ليس بكثير، لأنني اعتقد أن الله تعالى قد منحكم موهبة تستطيعون بها أن تتقدموا أكثر مما تقدمتم بعشرة أضعاف ـ وأنا أحتاط إذ أقول عشرة أضعاف إنما هي مائة ضعف ـ تستطيعون التقدم هكذا، فما الدليل على ذلك؟ لأنكم الآن في وضع أفضل من وضعكم الأول بمائة مرة. الشباب من الحرس الثوري الذين كانوا في اليوم الأول جالسين هنا بالتالي، فماذا كان عندكم؟ كم كان لديكم من الإمكانيات؟ كم كان وجودكم ودوركم محسوساً؟ ولكم أن تنظروا الآن وتروا أين وصل الحرس اليوم وأين كان يومذاك. هذا دليل على أن الله تعالى قد منح مواهب وقدرات وإمكانيات، وحين يمنح إمكانيات فإنه يقرر تكاليف وواجبات أيضاً: «لا يكـلِّفُ اللهُ نَفسًا اِلّا وُسعَها» (5). كلما ازدادت طاقتكم وقدراتكم ووسعكم ازدادت واجباتكم. وخلاصة ما نقوله هو: لأن وسعكم وقدراتكم وطاقاتكم كبيرة ستكون تكاليفكم وواجباتكم أيضاً كبيرة.
ولأن الواجبات ثقيلة فستكون توصياتنا على هذا الأساس:
التوصية الأولى أن لا تسمحوا أبداً بشيخوخة الحرس وميله إلى النزعة المحافظة. الحرس الثوري يجب أن لا يشيخ. وليس القصد من الشيخوخة هنا الأفراد كبار السن. ذلك طبعاً ليس عديم التأثير ـ وسوف أتحدث عن النزعة الشبابية ـ لكن المراد هو الروح الشابة فيجب الحفاظ على الروح الشابة للحرس. يمكن افتراض مؤسسة لا تشيخ أبداً وتبقى شابة دوماً بمعونة الله وهدايته وبأساليب متنوعة. يمكن افتراض ذلك. كيف؟
أولاً بالنزعة الشبابية والنزعة الشبابية موجودة والحمد لله. أي إن الحرس الثوري بدأ منذ فترات طويلة بهذا التوجه والاهتمام بالجيل الشاب وبتربية الأجيال الثانية والثالثة دينياً وثورياً. لا تسمحوا بحصول حالة انقطاع بين الأجيال. الروح ذاتها التي أبداها الشهداء الكبار والمشاهير من الحرس الثوري في ساحات الوغى خلال فترة الدفاع المقدس وقبل فترة الدفاع المقدس وفي حالات معينة بعد فترة الدفاع المقدس، يجب أن تسري وتجري في الأجيال المتعاقبة التي تلتحق بالحرس: التربية الدينية والثورية، والحيلولة دون انقطاع الأجيال واستمرار نهج الإبداع والتجديد. حين قلت إن الحرس يعتمد التجديد والإبداع في الأدوات والأساليب فهذا ما يجب أن لا تسمحوا بتوقفه. ينبغي استمرار هذا التجديد والتحديث المتواصل في الأساليب وفي قواعد العمل وفي وسائل العمل وفي الأدوات والمعدات القتالية وفي أدوات التحرك الجمعي للحرس وفي مختلف المجالات التي ألمحت إلى بعضها. وبالطبع فإن هذه الروح متوافرة الآن في الحرس وأنا أراها في مختلف القطاعات والأقسام الجوية والبرية وشتى أقسام الحرس وعلى مختلف الأصعدة، يمكن للمرء أن يشاهد ذلك. ينبغي لهذه الحالة أن تستمر وتتعزز يوماً بعد يوم. وعليه فأول توصياتي هي أن لا تسمحوا للشيخوخة بأن تدب في الحرس الثوري، ولا تدعوا هذه المؤسسة تميل إلى النزعة المحافظة وتقتنع بالوضع الحالي، لا، يجب أن تتقدموا إلى الأمام يوماً بعد يوم، وتصبحوا أفضل وأحسن باتجاه النزعة الثورية والدينية وباتجاه مزيد من الكفاءة.
ثانياً حافظوا على جاهزيتكم للعمل في مواجهة الأحداث الكبرى. لقد كانت هذه واحدة من سمات الحرس الثوري. منذ أن ولد الحرس الثوري كان حاضراً جاهزاً بكل استعداد وتوثب في الخط الأمامي من الأحداث الكبرى دائماً. في الفترة الأولى حيث كان الحرس حديث التأسيس والوجود ووقعت تلك الأحداث المتنوعة في أطراف البلاد وقضايا القوميات والتحريضات التي أطلقت في شرق البلاد وغربها وشمالها، تصدّى الحرس بكل جاهزية وتقدم وأثبت جاهزيته للعمل. وطوال الحياة المباركة للإمام الخميني وقعت أحداث الحرب المفروضة فتقدم الحرس بكل همّة وتضحية وأثبت جاهزيته للعمل. منذ اليوم الأول ومن الساعات الأولى لاندلاع الحرب وهجوم صدام كان الحرس الثوري في الساحة. وقد كان في الساحة قبل ذلك أيضاً. قبل ذلك أيضاً عندما كان العدو يمارس أعماله الإيذائية على الحدود باستمرار كان للحرس أيضاً تواجده هناك. وبعد رحيل الإمام الخميني، وفي غمرة الأحداث السياسية والاجتماعية والتحريضات المتنوعة، أينما كانت هنالك أحداث ومهام، أثبت الحرس الثوري جاهزيته للعمل. ولا نريد القول إنه تم العمل بشكل ممتاز رائع في كل مكان، لكن التواجد كان ممتازاً في كل مكان. وينبغي الحفاظ على هذه الجاهزية، ولا نقصد الشؤون الأمنية والعسكرية وما إلى ذلك فقط، لا، في كل المجالات. وقد أشار الأصدقاء الآن مثلاً إلى مجال الاقتصاد المقاوم، وازدهار الإنتاج، ومساعدة المحرومين، وإغاثة المستضعفين ـ هذه قضايا البلاد المهمة بالتالي وهي قضايا يومية مستمرّة ـ ينبغي على الحرس أن يحافظ على جاهزيته فيها. سواء على مستوى تقديم الخدمات ومكافحة الفقر والحرمان، أو على مستوى مواجهة الأعداء، أو في مجال المتانة المؤسساتية والجاهزيات العلمية والعملية والوعي السياسي، في كل هذه المجالات يجب أن تستطيعوا الحفاظ على جاهزيتكم هذه واستعدادكم المستمرّ للمبادرة والعمل.
ثالثاً لا تفقدوا هذه النظرة الواسعة لجغرافيا المقاومة، لا تفقدوا هذه النظرة لما وراء الحدود. لا نقنع بمنطقتنا: «ما غُزِي قَومٌ قَطُّ في عُقرِ دارِهِم اِلّا ذَلّوا» (6) هذا حديث عن المعصوم (عليه السلام) يؤكد أن الذين جلسوا في بيوتهم إلى أن تُشنّ عليهم الهجمات أصيبوا بالذل. لا يكون الأمر بحيث نختار لأنفسنا جدراناً وإطاراً ولا يكون لنا شأن واهتمام بما يحدث وراء ذلك الجدار، وما هي التهديدات التي تتفاعل هناك. هذه النظرة الواسعة لما وراء الحدود وهذا الامتداد في العمق الاستراتيجي يعتبر في بعض الأحيان أوجب حتى من أوجب الواجبات للبلاد، وينبغي الاهتمام بها، والكثيرون غير مدركين لهذا المعنى، غير متنبهين لهذا الشأن. والبعض مدركون لكنهم يتكلمون لصالح العدو فيقولون مثلاً «لا غزة ولا لبنان»، لكن الكثيرين أيضاً غير مدركين، هذا هو الواقع. النظرة لهذه المنطقة الجغرافية الواسعة وهي من واجبات الحرس ومسؤولياته؛ لا تسمحوا لها بأن تتحلحل وتضعف داخل الحرس.
التوصية الرابعة هي أن تجعلوا تقييماتكم للعدو واقعية وبنظرة دقيقة. ولا تخلطوا بين اليقظة والوعي وبين الخوف. لا تخافوا من العدو أبداً، لا تهابوه مهما كان قوياً وكبيراً. لأن القوة الإيمانية التي تمتلكونها لا يمتلكها العدو، مهما كان حجم العدو، ولكن اعرفوا حجم العدو. «لا يمكن افتراض العدو تافهاً حقيراً» (7). لا تعتبروا أي عدو ـ مهما كان صغيراً أو كبيراً ـ تافهاً عاجزاً غير جدير بالاهتمام، لا، حتى لو كان العدو صغيراً فاحسبوا له حسابه ولتكن لكم تقييماتكم الصحيحة حياله، فكونوا واعين يقظين في مواجهته. وقلت لا تخلطوا هذه اليقظة بالخوف. لا تخافوا على الإطلاق ولكن اعرفوا من هو الطرف الذي تواجهونه.
التوصية الخامسة تعاضدوا وتآزروا مع كل الأجزاء العظيمة المكونة للنظام الإسلامي وتعاونوا معها. فهذا التعاون والتآزر ضروري مع الحكومة ومع السلطة القضائية ومع مجلس الشورى الإسلامي ـ السلطة التشريعية ـ ومع القطاعات المتنوعة. هذا واجب وهو ليس واجباً خاصاً بكم، بل هو واجب نوصي به الجميع، ونوصيكم به أيضاً. طبعاً ليس معنى هذا التآزر والمواكبة الانفصال عن عناصر هوية الحرس، دققوا في هذه النقطة! ينبغي المحافظة على عناصر هوية الحرس مائة في المائة في كل حالات التعامل والسلوك والتعاون والتآزر والتعاضد.
والتوصية السادسة أن تكونوا شعبيين جماهيريين تحبون الناس وتتقبلونهم وتتصرفون وتتعاملون بطريقة شعبية. الحرس مؤسسة شعبية بالتالي، منذ البداية حين تأسس الحرس تشكل بصورة شعبية حيث جاء هؤلاء الشباب من الجامعات ومن السوق ومن المعامل والورشات ومن كل مكان وتطوروا ووصلوا إلى مراتب ننظر لها أنا وأمثالي فنتحسر ونغتبط. كونوا مع الناس ومن الناس وليكن تعاملكم شعبياً. التفاخر بخلاف هذا النوع من السلوك والتعامل، والتعطش للدنيا بخلاف هذا السلوك، والنزعة الارستقراطية بخلاف هذا السلوك. هذه أيضاً توصية مؤكدة. طبعاً ثمة الكثير من الكلام والتفاصيل في هذه التوصية السادسة. وأنا أوصي كل مسؤولي البلاد بهذه التوصية دائماً وأشدد عليها لكن الوقت الآن لا يسمح كثيراً ولا بد أن نتجاوز هذه النقطة.
التوصية السابعة هي أن تجعلوا العمل والجهاد والروح الجهادية نصب أعينكم في كل الميادين المتنوعة لنشاطكم. العمل الجهادي على الضد من الكسل، وعلى الضد من اللاأبالية، وعلى الضد من إيكال عمل اليوم إلى الغد. إننا نتواصل مع بعض القطاعات المختلفة التي من المقرر أن تنجز عملاً ما فنجدهم يؤيدون ذلك العمل ويرحبون به ويؤكدون عليه، لكنهم عندما ينبغي أن يقوموا اليوم بجزء من هذا العمل يؤجلونه إلى الغد، والغد أيضاً له غد آخر. وأقول لهم أحياناً وأذكرهم بأن القضية الفلانية التي تحدثنا عنها قبل ستة أشهر ورفعتم أمراً مكتوباً بها لمأموركم الفلاني، وأوصى هو بدوره شخصاً آخر، لكن الأشهر الستة انقضت ولم يحصل أي شيء. السبب هو أنهم لا يتابعون الأعمال بطريقة جهادية. لا بد من العمل الجهادي. قوموا بالأعمال في كل المجالات والميادين بطريقة جهادية.
والتوصية الأخيرة هي أن لا تتركوا التوكل على الله والتوسل به والدعاء والروح المعنوية. لا تتركوا الأنس بالقرآن، ولا تتركوا الأنس بأهل البيت والعترة، ولا تنسوا اجتناب المعاصي والذنوب. لقد كان اجتناب المعاصي من أكثر ما يوصينا به الذين نقيم احتراماً وقيمة عظيمة لكل كلمة من كلامهم بل ربما على رأس ما يوصوننا به، فهذا هو أساس الأمر. كرسوا هذا السلوك في أنفسكم وفي عوائلكم ولدى أبنائكم وكل من له صلة بكم. هذا عن الأمور التي تخص الحرس، وقلنا إنه لو توافر المجال والصحة ولو سمحت لنا شيخوختنا فإن لنا الكثير مما نقوله لكم، ولكن يكفي هذا المقدار من الحديث حول شؤون الحرس وفق ما تقتضيه سعة الوقت والزمان والمكان، وهناك أمور أخرى أريد أن أشير لها.
في الشأن الدولي هناك نقطة مهمة لو دققنا وتنبهنا جيداً لشاهدناها بوضوح، وهي أن أعداءنا كلما يعملون وينفقون أكثر كلما يخسرون أكثر. لاحظوا هذه المنطقة، في أفغانستان على سبيل المثال كم أنفقوا؟ ولا يزالون متورطين ويقدمون الخسائر. وفي منطقة غرب آسيا ـ في سورية والعراق وأماكن أخرى ـ أنفقوا كل هذه الإنفاقات، كم أنفقوا حتى أوجدوا داعش، وإذا بهم يقولون الآن إننا نحن الذين قضينا على داعش، تباً لكم إذ قضيتم عليها. أنتم قضيتم عليها؟ شباب سورية وشباب العراق وشباب إيران هم الذين قضوا على داعش، وليس أنتم. أولاً أنتم من أسس داعش، وثانياً أنفقتم الكثير فأمددتموهم بالسلاح والمعدات والأموال، أنفقتم كثيراً ومنحتموهم قدرات وإمكانيات إعلامية. أصحاب الاختصاص يقولون إن القدرات الإعلامية لداعش كانت من أكثر الإمكانيات التلفزيونية والإعلامية تطوراً، فمن أين جاؤوا بذلك؟ الاستكبار هو الذي منحهم وأمدهم، نفس هؤلاء السادة الذين يتظاهرون الآن بالانسحاب، والواقع أنهم لا يزالون يدعمونهم، في مواطن كثيرة كانوا قد حوصروا ووقعوا في الفخ فإذا بهؤلاء يأتون بمروحياتهم وينقذونهم ويأخذونهم لكي لا ينتهوا في الحصار. كانوا يبيعون نفط العراق لفترات طويلة، وقد قال لي أحد رؤساء إحدى الدول هنا إننا نرى من الأعلى وعبر الأقمار الصناعية طوابير السيارات التي تنقل لهم النفط لبيعه، والطائرات الأمريكية تحلق فوقهم وتحميهم. لا يهاجمونهم بل ويحمونهم في بعض الأحيان، ولكن كما قلت فإن همم الشباب المتدين في تلك البلدان وفي بلادنا قضت على داعش وأنهتها. ويقولون الآن إنهم لم يُقضَ عليهم نهائياً، لا بأس ليأتوا ثانية ولتعاد الكرة ثانية «اِن عَادَتِ العَقرَبُ عُدنَا لَها» ضرب العقرب بالحذاء وسحقها وقال إذا جاءت مرة أخرى فإن هذا الحذاء لا يزال بيدي وسأضربها مرة أخرى (8). إذاً، لقد خسروا وتضرروا مهما أنفقوا. رئيس الولايات المتحدة الأمريكيّة الحالي قال إنهم أنفقوا في هذه المنطقة سبعة ترليونات من الدولارات فما الذي حصلوا عليه من هذه المنطقة الآن؟ ما الذي حصدوه؟ وماذا يملكون؟ كلما ينفقون ويخصصون الأموال أكثر كلما يخسرون أكثر. وسيكون الأمر كذلك بعد الآن أيضاً بتوفيق من الله.
وقد فشلوا وأخفقوا لحد الآن في سياسة الضغوط القصوى التي اعتمدتها أمريكا. تصوروا أنه إذا مورست ضغوط قصوى على إيران في المجالات الاقتصادية ـ الاقتصادية غالباً ـ وبعض القضايا الجانبية الأخرى فإن إيران سوف تنهار وتركع وستضطر الجمهورية الإسلامية إلى إبداء اللين بشكل من الأشكال. وقد أدركوا إلى هذه الساعة بتوفيق وفضل من الله وبحوله وقوته بأن هذه الضغوط القصوى سببت لهم المتاعب والمشاق والمشاكل. وفي هذه الفترة الأخيرة من أجل أن يتظاهروا بحالة رمزية لاستسلام إيران ويفرضوا على رئيس جمهورية بلادنا اللقاء، راحوا يتوسلون واستعانوا بأصدقائهم الأوربيين كوسطاء، وقد جاء كل هؤلاء وذهبوا فلم يفلحوا إلى نهاية المطاف. إذاً، إلى هذه الساعة أخفقت سياسة الضغوط القصوى وانكسرت، وأقولها لكم على نحو القطع واليقين بأن هذه الضغوط القصوى سوف تفشل حتى النهاية.
وبالنتيجة هذا هو وضعنا على صعيد المواجهة الدولية. لقد واصلنا دربنا بقوة واقتدار والحمد لله. ما يصرّون عليه هو أن تتخلّى الجمهورية الإسلامية عن منهجها الثوري وهو ما نوصيكم بالحفاظ عليه ومواصلته. يقولون تعالوا وكونوا بلداً عادياً، بلداً عادياً أي بلداً متطابقاً مع آليات عالم الهيمنة ونظام الهيمنة، وقد شرحت مراراً ماهية نظام الهيمنة. نظام الهيمنة معناه أن ينقسم العالم كله إلى مهيمن وخاضع للهيمنة. الوضع الآن هكذا بالتالي، فبعض الدول مهيمنة وبعضها الآخر خاضعة للهيمنة. وليس بالضرورة أن يكون كل الخاضعين للهيمنة خدماً لكنهم خاضعون للهيمنة ومستسلمون لها، فإذا قيل لهم في حين من الأحيان افعلوا هذا الشيء يجب أن يفعلوه وسيفعلوه. هذا هو نظام الهيمنة الحالي. يقولون إن الجمهورية الإسلامية يجب أن تدخل في هذا النظام فتكون هي أيضاً خاضعة لهيمنتهم. وقد عملت الجمهورية الإسلامية منذ الساعة الأولى لولادتها وتأسيسها ضد نظام الهيمنة هذا، فكيف يمكنها أن تتخلى عن هذا الشيء. إننا نعارض نظام الهيمنة، ونعارض تقسيم العالم إلى مهيمن وخاضع للهيمنة. هذا شيء نتصدى له ونواجهه ولا نرضخ إطلاقاً لما يفرضونه، وقد استطعنا لحد الآن تحقيق الكثير من التقدم في هذا المسار، وأن نكسب الكثير من الناس في العالم والكثير من الرأي العام والكثير من المثقفين ومن الجماعات الشعبية في العالم إلى هذا المسار الذي نسير فيه، وسوف نواصل هذا الدرب بالتأكيد، درب النزعة الثورية وطريق المواجهة والتصدي لنظام الهيمنة.
وهناك موضوع آخر لا بأس أن تقال عنه كلمة هو القضية النووية.
إننا سوف نواصل تقليص التزاماتنا في الاتفاق النووي، ويجب أن نواصل هذا التقليص، وينبغي مواصلة هذا التقليص بكل جد واهتمام. ومسؤولية ذلك تقع على عاتق منظمة الطاقة الذرية، فعليها أن تنفذ تقليل وتقليص الالتزامات الذي أعلنت عنه حكومة الجمهورية الإسلامية بشكل دقيق وكامل وشامل، ولا بد من استمرار هذا المنحى إلى أن نصل إلى النتيجة المطلوبة وسنصل يقيناً إلى النتيجة المطلوبة إن شاء الله وبفضل من الله.
في خصوص حالات العداء التي تمارس ضد البلاد على الصعيد الاقتصادي بحثنا عن العلاج في التطلّع للقدرات الداخلية وعثرنا عليه، هذا هو العلاج. قدراتنا الداخلية جيدة جداً. ويمكنكم أن تلاحظوا الأمور الآن، وسبق أن خمّن البعض بأن عام 98 سيكون كذا وكذا، لكن مسؤولي البلاد أنفسهم يشيرون الآن بخصوص عام 98 بأن النمو الاقتصادي مثلاً قد ازداد الآن بشكل نسبي. طبعاً أوضاع الشعب صعبة والمعيشة صعبة، ولكن إذا ساروا في حركة قوية ومنطقية ودؤوبة وجهادية فإن ذلك سيترك تأثيراته يقيناً في حياة الناس ومعيشتهم تدريجياً وبمرور الزمن.
ثمة هنا نقطة مهمة هي أن هذا الحظر ـ وهو في الغالب حظر بيع النفط وهذه الضغوط القصوى بدورها تختص غالباً بالنفط ـ يمثل بلا شك مشكلة للبلاد لكنه مشكلة قصيرة الأمد، وهناك منفعة طويلة الأمد تستحصل من هذه المشكلة القصيرة الأمد ألا وهي الانقطاع عن النفط. قبل أيام أعلن المسؤولون الحكوميون فقالوا إننا من التاريخ الفلاني ـ يبدو أنهم ذكروا تاريخاً ـ سوف نفصل الميزانية عن النفط. هذا خبر حسن جداً ومكسب كبير جداً. إذا كنا نبيع نفطنا هكذا ونأتي بالدولارات في مقابله فلن نفكر أبداً في فصل ميزانية البلاد وإنفاقات البلاد وتكاليف البلاد الجارية عن النفط، لن نفكر في هذا الشيء أبداً. عندما يُحل دون بيع النفط وعندما تمنع هذه العائدات المجانية عن الحكومة عندئذ سنفكر في حل أساسي وجذري. الكثير من البلدان في الوقت الحاضر نموهم الاقتصادي أفضل منا ووضعهم الاقتصادي أفضل منا وليس لديهم حتى قطرة نفط واحدة يمتلكونها أو يبيعونها. إذاً، الأمر ممكن. وإمكانيات بلادنا وطاقاتها أفضل من بعض هذه البلدان التي أشرت إليها، بل هي أفضل بكثير من بعضها. وإذاً فنحن قادرون على ذلك. وعليه فهذه الضغوط التي تمارس ضدنا من ناحية تكتيكية ستكون لصالحنا وستساعدنا من ناحية استراتيجية.
وأقول في خاتمة كلامي إنني مهما نظرت هنا وهناك وكيفما حسبت وفي كل الاتجاهات أرى أن النصر النهائي لشعب إيران في هذه المواجهة التي يخوضها في ظل الجمهورية الإسلامية ضد عالم الظلم والاستكبار والكفر. سيكون لنا نصرنا الاستراتيجي إن شاء الله. فالآيات القرآنية والوعود الإلهية تبشرنا بهذا وكذلك تجارب هذه الأعوام الأربعين الماضية تشهد لنا بذلك عياناً. «ولكن ليطمئن قلبي» (9) حين قال النبي إبراهيم لربه في قضية إحياء الأموات إنني آمنت ولكن ليطمئن قلبي، فإن شعب إيران اليوم حين ينظر لهذه المكتسبات التي تحققت على مدى أربعين عاماً، ولهذه الغرسة الدقيقة التي شنت عليها الهجمات من كل حدب وصوب ليقضوا عليها ولم يستطيعوا، وتحولت الآن إلى هذا الصرح الشامخ وهذه الشجرة ذات الأوراق والثمار الكثيرة، سوف يحصل لديه ذلك الاطمئنان القلبي.
اللهم بمحمد وآل محمد ضاعف يوماً بعد يوم من لطفك ورحمتك وفضلك على إمام الشهداء وعلى شهدائنا الأبرار وعلى المجاهدين الذين شرّعوا هذا الدرب، واجعل القلب المقدس لإمامنا المهدي المنتظر راضياً مسروراً عنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1 ـ في بداية هذا اللقاء تحدث حجة الإسلام عبد الله حاجي صادقي (ممثل الولي الفقيه في حرس الثورة الإسلامية) والقائد اللواء حسين سلامي (القائد العام لحرس الثورة الإسلامية.(
2 ـ الشهيد حسين همداني.
3 ـ الشهيد محسن حججي.
4 ـ صلوات الحضور على محمد وآل محمد.
5 ـ سورة البقرة، شطر من الآية 286 .
6 ـ نهج البلاغة، الخطبة رقم 27 .
7 ـ سعدي الشيرازي، گلستان، الباب الأول: "أتدري ما الذي قاله زال لرستم، لا يصح اعتبار العدو تافهاً حقيراً."
8 ـ ضحك الحضور.
9 ـ سورة البقرة، شطر من الآية 260 .