كيف نقي أهلنا وأولادنا يوم القيامة؟
تربية الأبناء
كيف نقي أهلنا وأولادنا يوم القيامة؟
عدد الزوار: 428
يقول القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ
وَأَهْلِيكُمْ نَارً﴾1.
وجاء في الحديث أنه عندما نزلت هذه الآية، جلس رجلٌ من المسلمين يبكي، وقال أنا
عجزت عن نفسي وكُلّفت أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "حسبك أن
تأمرهم بما تأمر به نفسك، وتنهاهم عمّا تنهى عنه نفسك" 2.
وفي رواية أخرى سأل أبو بصير الإمام الصادق عليه السلام: كيف نقي أهلنا؟ أجاب
الإمام عليه السلام: "قال تأمرهم بما أمر الله، وتنهاهم عمّا نهاهم الله؛ فإن
أطاعوك كنت قد وقيتهم، وإن عصوك كنت قد قضيت ما عليك"3.
ويمدح القرآن الكريم نبي الله إسماعيل عليه السلام: ﴿وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ
بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾4.
كما يروي الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه: "إنّا نأمر صبياننا بالصلاة إذا كانوا
بني خمس سنين فمروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سنين"5.
من البديهي أنّ أمر الأولاد بالمعروف والنهي عن المنكر له خصوصيّاته، ومن الممكن
لأدنى اشتباه وتعاطٍ غير صحيح أن يؤدّي إلى آثار مضرّة. لذا ينبغي الأخذ بعين
الاعتبار المسائل التالية:
1. ينبغي للوالدين أن يمزجا أمرهما ونهيهما بالمحبّة، والعطف، والأخلاق، والسلوك
الحسن.
2. ينبغي أن يعلم الوالدين أثناء التربية الدينيّة أنّ التعاليم الإلهيّة ليست من باب الإجبار والفرض، وإنّما هي من باب الاختيار والقبول. لذا عليهما أن يسعيا لتكون تعاليمهما الدينيّة وأوامرهما ونواهيهما مصحوبة بالترغيب والتشجيع والقول الحسن؛ لتكون مورد قبول.
3. ينبغي للأب والأم أن يُنسِّقا في إعطائهما الأوامر لأبنائهما، حتى لا يحتار الأولاد، ولا تتزلزل اعتقاداتهم. على سبيل المثال: عندما يكون الأب مهتمّاً بحجاب ابنته ويأمر بمراعاته، ينبغي للأمّ أن تُشدّد عليه وتطلب من ابنتها مراعاته. وعندما يمنع الأب ابنه من فعل شيء، فلا تعمل الأمّ عكسه.
4. ينبغي للوالدين كلّما أرادا من أبنائهما القيام بعملٍ ما، أن يكون ذلك العمل ذا
قيمة بالنسبة إليهما وأن يعملا به أيضاً؛ ليكون قولهما مؤثّراً عند الأولاد.
* المصدر: كتاب التربية الاسرية
1-التحريم، 6.
2- وسائل الشيعة، ج16، ص148.
3- م.ن.
4- مريم، 55.
5- وسائل الشيعة، ج4، ص19.