خطة العدو اليوم: إفقاد الشعب الإيراني ثقته بنفسه وأمله بالمستقبل
الحرب الناعمة
خطة العدو اليوم: إفقاد الشعب الإيراني ثقته بنفسه وأمله بالمستقبل
عدد الزوار: 115
کلمة سماحة
الإمام الخامنئي (حفظه الله) لدى استقباله أعضاء مجلس تنسيق الإعلام الإسلامي على
أعتاب ذكرى ملحمة التاسع من شهر "دي" 1388 هـ ش [30/12/2009 م] 27-12-2017
خطة العدو اليوم: إفقاد الشعب الإيراني ثقته بنفسه وأمله
بالمستقبل
التفتوا: المهم أن ندرك في كل فترة من الفترات طبيعة عداء الأعداء وكيف
يمارسون عداءهم وما الذي يفعلونه ضدّنا. يجب أن نفهم خطة العدو، تمامًا مثل الحرب
العسكرية. في الحرب العسكرية إذا استطعت أن تتوقع ما هي خطة العدو فسوف تستطيع
مواجهتها والوقاية منها وسوف تستعد لها؛ فتدافع بشكل جيد أو تشن هجومًا استباقيًا.
هكذا هو الحال في الحرب العسكرية، وكذا الحال في الحرب الإعلامية والتبليغية وفي
الحرب الاقتصادية وفي الحرب الثقافية وفي الحرب الأمنية وفي حرب النفوذ والتسلل.
وهذه كلها حروب. في كل هذه الحروب القضية هي أنَّه يجب أن تخمن وتفترض ما الذي يريد
العدو القيام به.
ولا حاجة اليوم إلى الحدس والتخمين فالأمر واضحٌ لكل إنسان واع. هناك آلاف المدافع
ـ مدافع اختلاق الأكاذيب ومدافع تضخيم المشكلات ـ تطلق قذائفها نحو هذا الشعب
بالطرق والأساليب الموجودة اليوم، والتي لم تكن سابقًا. وهذا ما نقوله في خصوص
الفضاء الافتراضي. نقول: احذروا من قصف مدافع العدو في هذا الفضاء. احذروا من أن
يستخدم العدو هذا الفضاء ضد هويتكم وضد وجودكم وضد نظامكم وضد ثورتكم. يطلقون
وينشرون إحصائيات لا أساس لها من الصحة ويكذبون وينسبون الأقوال كذبًا ويشوّهون
الوجوه والشخصيات التي يحترمها الناس والتي ينبغي أن يؤمن بها الشعب. يكتمون نجاحات
الثورة، ويبثون الأوهام والأكاذيب، ويُشيعون عدم النجاح ونقاط الضعف والنواقص
ويضاعفونها ألف ضعف. وإذا كانت في مكان واحد يعمِّمونها ويقولون: إنها في كل مكان.
هذه هي أفعال العدو. هذه هي أعمال العدو. لماذا؟ لأن العدو أدرك سرَّ انتصار الثورة
الإسلامية. سرُّها هو عقيدة الشعب وإيمانه، ويريدون القضاء على هذا الإيمان. وإذا
لم يستطيعوا ذلك بين كبار السن فهم يريدون القضاء على هذه العقيدة بين الشباب
والناشئة والجيل الصاعد حتى لا يصمد الناس ولا يَبْقُون سندًا داعمًا لهذه الثورة
وهذا النظام. هذا هو هدفهم. ما يقوم به العدو في الوقت الحاضر هو بثُّ اليأس بين
الناس ونشر التشاؤم وسلبهم ثقتهم بأنفسهم وتصوير المستقبل حالكًا في أنظارهم.
بعض الداخل يفعل الشيء نفسه الذي يريده العدو
وللأسف هناك في الداخل أيضًا، جماعة ممن يقومون بعمل العدو نفسه. البعض
من هؤلاء يدرك ما الذي يقوم به والبعض لا يدرك ويفعل ذلك. يقوم بما يقوم به العدو
بالضبط: بثِّ اليأس بين الناس، ونشر التهم ضد هذا وذاك، وترويج الأكاذيب المفضوحة
التي يصنعها العدو وإحلالها محل الحقائق . هذه ممارسات للأسف يقوم بها البعض في
الداخل أيضًا.
أ ــ لا تقوى له: دينهم يدور مدارالألاعيب السياسية
إن الذين يقومون بأعمال العدو في الداخل لا تقوى لهم، ودينهم سياسي،
وبدل أن تكون سياستهم دينية أصبح دينهم سياسيًا يدور مدار الألاعيب السياسية. يجب
أن تكون سياستنا دينية لا أن يكون تديننا باتجاه الألاعيب السياسية وباتجاه الأهداف
السياسية الدنيئة والحقيرة. هكذا هُم؛ لا تقوى لهم، يقومون بأعمال العدو نفسها من
أجل تقوية التيار الفلاني وضرب التيار الفلاني، ولرفع الشخص الفلاني وإسقاط الشخص
الفلاني. هذه للأسف أعمالٌ تتم في الداخل.
البعض ليس لديه وسائل إعلام، والبعض يمتلك وسائل إعلام. أصحاب مواقع إخبارية،
وأصحاب منابر تبليغية إعلامية. ويستطيعون أن يقولوا كلامهم ويتحدثوا، ولكن من دون
أي اعتبار وتقدير للأمور. فهم لا يراعون لا الله ولا الدين ولا الإنصاف، ويفعلون
الشيء نفسه الذي يريده العدو.
ب ــ عليهم تحمل مسؤولياتهم بدل لعب دور المعارضة
والعدو بدوره بمجرد أن يرى مثل هذه الأمور والأشياء في الداخل يسارع بكل
شوق وسرور لتغطيتها. فحين يقولون شيئًا في النهار تجد إذاعات بريطانيا وأمريكا تنشر
مساءً ما يقولونه بشكل واسع.
إنهم يُفرحون العدو، بما هو ضد مصالح الشعب الإيراني وضد النظام الإسلامي، ولو على
حساب بثّ اليأس في نفوس الناس، وبثّ القنوط بين جيل الشباب. وخاصةً أولئك الذين،
إما أنهم يمتلكون كل الإمكانيات الإدارية والصلاحيات اليوم، أو الذين كانت كل
الإمكانيات بيدهم سابقًا، الأمر لا يختلف. هناك أناسٌ هكذا ـ ويشاهدهم الإنسان ـ
إما أنَّ كل الإمكانيات الإدارية للبلاد تحت تصرفهم اليوم أو كانت كل الإمكانيات
الإدارية تحت تصرفهم بالأمس؛ وإذا بهم يلعبون دور المعارضة ويمثلون
الـ"اوبوزيسيون"opposition على حد تعبير المتفرنجين. لا يحقُّ للذين تقع مقدرات
البلاد تحت تصرفهم أو كانت تحت تصرفهم سابقًا؛ لا يحق لهم إطلاق التصريحات واتخاذ
المواقف ضد البلاد. يجب أن يتخذوا مواقف مسؤولة ويجب أن يتحملوا مسؤولياتهم يجب
عليهم أن يجيبوا على الأسئلة والمشاكل. عندما تكون هناك إمكانيات وصلاحيات بيدي،
أنا لا أستطيع أن أكون شاكيًا مدعيًا، بل يجب أن أتحمل مسؤوليتي وأجيب ما الذي
فعلته بهذه الإمكانيات. هؤلاء بدل أن يتحملوا مسؤولياتهم، يلعبون دور الشاكي
والمدّعي ضد هذا وذاك ويتكلمون ضد هذا وذاك، هذا غير مقبول ولا يصح. الشعب لا يقبل
بهذا الإمر. قد يتوهم شخصٌ ما أنه يؤثر في الشعب. كلا؛ إن الشعب واع ويفهم ولا
يتقبل هذه الحال.
ج ــ ليكن النقد عقلانيا ومسؤولا بعيدا عن الأغراض
الشخصية
كل مديري الجمهورية الإسلامية منذ بداية الجمهورية الإسلامية وإلى اليوم
قدَّموا خدمات مهمة. وقد شاهدنا ذلك وكنا حاضرين عن قرب وشاهدنا ما قدَّموه من
خدمات. وبالطبع فقد تسبّبوا في أضرار وصدمات بعض الأحيان. كان هناك خدمات ومنافع
وكان هناك أضرار وخسائر. مهما كانت نوعية وحجم خدمات مسؤولي الحكومات والسلطات
القضائية والسلطات التشريعية طوال هذه المدة، يجب أن يكون الإنسان مقدّرًا لها
ويشكرها، لقد كان أغلبهم خدومين. يجب توجيه النقد للأضرار والسلبيات. لكن ليكن
النقد منصفًا مسؤولًا، وليس نقدًا مصحوبًا بالسُّباب والاتهامات. النقد وتقبل النقد
واجب. اختلاق التهم والتشويه حرام. النقد يختلف عن توجيه التهم، ويختلف عن التشويه
والافتراء، ويختلف عن تكرار كلام العدو. النقد يجب أن يكون منصفًا وعقلانيًا
ومسؤولًا.
ليس فنًّا ولا مهارة، أن يقوم أحد بتصوير الأجواء على أنها حالكة سوداء. أن نبادر
هكذا من دون أي رادع ونقوم بإدانة هذا الجهاز وذاك الجهاز وهذه السلطة وتلك السلطة
من دون أي تمييز. فيمكن لأي شخص ولأي ولدٍ أيضًا، أن يحمل بيده الحجر ويحطم الزجاج.
هذا ليس فنًّا ولا براعة فيه. الفنّ والإبداع، هو أن يتحدّث الإنسان بمنطق وبإنصاف
ولا يتحدّث بدافع أهوائه النفسية ولأغراضه الشخصية وللاستيلاء على السلطة والقوة.
بل يجب أن يضع الله نصب عينيه «إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ
أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا» (8). اعلموا أنَّ هذا الكلام نفسه الذي
تقولونه سيكون يوم القيامة عملًا يتجسد أمامكم، وسوف يؤاخذكم الله تعالى عليه
ويسألكم عنه. لا يمكن أن يطلق الإنسان أيَّ كلام بدافع أهوائه القلبية.
التظاهر بالثورية غير الروح الثورية. التظاهر بالثورية معناه أن يعمل الإنسان وكأنه
ثوري. الروح الثورية عملية صعبة، وتحتاج إلى التزامٍ وتدين. لا يمكن أن يكون
الإنسان لعقد من الزمن "الكل في الكل" في البلد ثم يتحول في العقد التالي إلى معارضٍ
للبلد. هذا لا يصح وليس مقبولًا (9).
د ــ التاسع من "دي" كان رد الشعب على الألاعيب السياسية
إن يوم التاسع من شهر "دي" (30كانون الأول) بكل ما يحمله من عظمة، كان
ردّ الشعب على هذه الألاعيب. كان التاسع من "دي" دفاعًا عن قيم الثورة وقيم الدين.
حينما صمدنا هناك، كان صمودًا في الدفاع عن الانتخابات. لقد قلتُ بصراحة إنهم
يضغطون من أجل أن نلغي نتائج الانتخابات، وأنا لن أخضع لإلغاء الانتخابات. هذا ما
أعلنته. القضية قضية قيم الثورة وقيم النظام الإسلامي. وقد كان هذا هو الواقع
يومذاك وهو موجودٌ اليوم أيضًا.
من مسؤوليات الإعلام: الردّ على الشبهات
من الأعمال التي ينبغي القيام بها في باب الإعلام والتبليغ، الردّ على
الشبهات التي تُقذف بين الناس. طبعًا على أجهزتنا الإعلامية كلها أن تدقق وتعمل،
وزارة الإرشاد، ومنظمة الإعلام، ومكتب الإعلام، والأجهزة المسؤولة عن شؤون
الاتصالات والإعلام، هيئة الإذاعة والتلفزيون وغيرهم. الكل يجب أن يدققوا. فالعدو
يخلق الشبهات باستمرار، شبهات متراكمة متواصلة، موجة تلو الأخرى. يجب فكُّ هذه
العقد، ورفع هذه الشبهات، ويجب إراحة الأذهان وتنويرها. يجب أن لا يشعر شبابنا
بالدوار والتردد والشك. شبهة من هذا الجانب وأخرى من ذاك الجانب، الشبهات
والإشكالات تُصنع باستمرار. يجب مساعدة الشباب؛.يجب نصرة الأذهان.
أعداؤنا يخلقون الشبهات ويضخمون الأمور
حسنًا، العدو يخلق الشبهات ويُضخِّم الأمور. أعداؤنا يتحدثون في أجهزة
التواصل والإعلام التي يمتلكونها بطريقة وكأن لديهم ألف ضعف عدد المتلقين
والمستمعين الذين عندهم على أرض الواقع. يُصوِّرون الألف شخص وكأنهم مليون شخص.
هكذا يوهمون ويظهرون. يجب عدم الانخداع بخداعهم. ينبغي عدم الانخداع بتضخيمات العدو
هذه. ولو كانت هذه التحليلات التي يطرحونها عن الجمهورية الإسلامية؛ حيث يقولون: إن
المكان الفلاني من الجمهورية الإسلامية مدّمر، والمكان الفلاني منها منهار، والمكان
الفلاني ميت، والمكان الفلاني قضي عليه، وهي في ويل وثبور. لو كانت هذه التحليلات
واقعية، وكما قلتُ لكانت أكفاننا قد اهترأت مئة مرة لحد الآن. كانوا يقولون منذ
اليوم الأول إن الجمهورية الإسلامية سوف تزول بعد ستة أشهر. ثم وجدوا أن هذا لم
يحصل عند انتهاء الأشهر الستة، فقالوا سوف تسقط بعد سنتين. وقد انقضت لحد الآن
أربعون سنة. ليعلم الجميع، إننا وبتوفيق الله، في هذه المرحلة وفي المراحل الأخرى،
سوف نفرض على أعدائنا، سوف نرغم أنف أمريكا المجرمة ومن يساعدها. سنفرض عليهم
الإحباط والفشل والشلل بفضل الله.
8 ـ سورة الإسراء، قسم من الآية 36.
9 ـ ضحك الحضور.