يتم التحميل...

رسالة الحاج قاسم سليماني إلى القائد الخامئي

رسائل

رسالة الحاج قاسم سليماني إلى القائد الخامئي

عدد الزوار: 163

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّا فتحنا لك فتحاً مبينا

قائد الثورة الإسلامية العزيز والشجاع

سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي (مد ظلّه العالي)

سلام عليكم


منذ ستّة أعوام نشبت فتنة خطيرة شبيهة بفتن عصر أميرالمؤمنين (عليه السلام) سلبت المسلمين فرصة وحلاوة الفهم الحقيقي للإسلام المحمّدي الأصيل، وكانت هذه المرة معقّدة وممتزجة بسموم الصهيونية والاستكبار وطافت كإعصار مدمّر في أرجاء العالم الإسلامي .

أحدث أعداء الإسلام هذه الفتنة المسمومة والخطيرة بغية إشعال النيران بشكل واسع في العالم الإسلامي ودفع المسلمين للتصارع فيما بينهم. نجح تيّار خبيث يُدعى "الدولة الإسلامية في العراق والشّام" خلال الأشهر الأولى، ومن خلال استغلال عشرات الآلاف من الشباب المسلم ، في إيجاد أزمة خطيرة جداً في البلدين المؤثرين والاساسيين في العالم الإسلامي "العراق" و"سوريا" وسيطر على مئات آلاف الكيلومترات المربّعة من أراضي هذين البلدين إضافة إلى آلاف القرى، المدن ومراكز المحافظات الهامّة ودمّر آلاف المصانع والبنى التحتيّة فيهما ؛ من الطرق، الجسور، مصافي النفط، الآبار وخطوط النفط والغاز ومصانع الطاقة الكهربائية و… وقد فخّخوا مدن هامّة بما تحتويه من آثار ثمينة وهامّة على مستوى التاريخ والحضارة الوطنيّة وأبادوها أو أحرقوها.

على الرغم من تعذّر إحصاء حجم الخسائر لكنّ التحقيقات الأوليّة تحكي عن خمسمائة مليار دولار.

في هذه الأحداث تمّ ارتكاب جرائم مؤلمة جدّاً يتعذّر عرضها ونشرها؛ من ضمنها: قطع رؤوس الأطفال أو سلخ جلود الرجال الأحياء أمام عوائلهم، أسر البنات والنساء البريئات واغتصابهنّ، حرق الأشخاص وهم أحياء وذبح مئات الشباب بصورة جماعية.

تعرّض بعض مسلمي هذه البلاد المذهولين من هذا الإعصار المسموم، للذبح بالخناجر الحادّة على يد المجرمين التكفيريين وشُرّد ملايين الأشخاص الآخرين من بيوتهم وتهجّروا إلى مدن وبلاد أخرى.

في هذه الفتنة السوداء، تمّ هدم وتدمير آلاف المساجد ومراكز المسلمين المقدّسة وفي بعض المواقع قاموا بتفجير المسجد مع إمام جماعته ومصلّيه.

قام أكثرمن ستّة آلاف شاب مخدوع باسم الدفاع عن الإسلام ، بتفجير أنفسهم بصورة انتحاريّة مستخدمين السيارات المليئة بالمواد التفجيريّة في الساحات، المساجد، المدارس، حتّى المستشفيات ومراكز المسلمين العامّة وكانت نتيجة هذه الأعمال الإجراميّة استشهاد آلاف الأبرياء من رجال، نساء وأطفال.

لقد تمّ التخطيط لكل هذه الجرائم وتنفيذها - بإعتراف أعلى منصب رسمي في أمريكا والذي يتقلّد اليوم منصب رئاسة الجمهورية في هذا البلد - بواسطة قادة أمريكا والمؤسسات التابعة لها، كما أنّ هذا الأسلوب في التخطيط والتنفيذ لا يزال متّبعاً من قبل زعماء أمريكا الحاليين حتى اليوم.

ما كان كفيلاً بإلحاق الهزيمة بهذه المؤامرة السوداء والخطيرة بعد لطف الله سبحانه وتعالى والعناية الخاصّة لرسول الإسلام العظيم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الكرام هو القيادة الحكيمة والتوجيهات الرشيدة لسماحتكم والمرجع العالي المقام آية الله العظمى السيد علي السيستاني التي أدّت إلى تعبئة كل القدرات لمواجهة هذا الإعصار المسموم.

الحق واليقين انّ صمود حكومتي العراق وسوريا وثبات جيشي هذين البلدين وشبابهما، وخصوصاً الحشد الشعبي المقدّس و الشباب المسلمين من سائر البلدان، و مشاركة حزب الله القويّة والشجاعة بقيادة سيّدهم المفتخر، سماحة السيد حسن نصرالله (حفظه الله تعالى) كان لها دور مصيري في هزيمة هذه الحالة الخطيرة.

ولا شك أن الدور القيّم الذي لعبه شعب وحكومة الجمهورية الإسلامية خاصّة رئاسة الجمهورية الإسلامية المحترمة و مجلس الشورى الإسلامي، وزارة الدفاع والمؤسسات العسكرية والقوى الأمنية في بلدنا في دعم وحماية حكومات وشعوب الدول المذكورة ، جديرة بالشكر والتقدير.

إنني أنا الحقير بصفتي جنديّاً مكلّفاً من قبل سماحتكم في هذا الميدان، ومع إنجاز عمليات تحرير مدينة "أبوكمال" آخر قلاع "داعش" وإنزال علم هذه الجماعات الأمريكية – الصهيونية ورفع العلم السوري، أعلن إنهاء سيطرة هذه الشجرة الخبيثة الملعونة وأهنّئ وأبارك لجنابكم وشعب إيران الإسلامية العظيم والشعوب المظلومة في العراق وسوريا وسائر المسلمين هذا النصر العظيم والمصيري ، بالنيابة عن جميع القادة والمجاهدين المجهولين في هذه الساحة وآلاف الشهداء والجرحى الإيرانيين، العراقيين، السوريين، اللبنانيين، الأفغانيين والباكستانيين المدافعين عن المقدسات الذين هبّوا للدفاع عن أعراض وأرواح المسلمين ومقدّساتهم ونثروا الأرواح في سبيلها . ومن ثم أمرّغ جبهة الشكر على تراب الأرض في حضرة الله القادر المتعال شكراً لهذا النصر الكبير.

وما النّصر إلاّ من عند الله العزيز الحكيم

إبنكم وجنديّكم قاسم سليماني

2017-11-24