يتم التحميل...

إيران اليوم مقارنة بإيران زمن الطاغوت

النهوض والتقدم

إيران اليوم مقارنة بإيران زمن الطاغوت

عدد الزوار: 65

من خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في مراسم الذكرى 24 لارتحال الإمام الخميني في حرم الإمام (قده)_(6/4/2013)
إيران اليوم مقارنة بإيران زمن الطاغوت

" أصول " قيادة الإمام الخميني
تجلت ثلاث عقائد في إمامنا العظيم، مدّته بالقاطعية، بالشجاعة والصمود: إيمانه بالله، إيمانه بالناس وإيمانه بذاته. وقد ظهرت العقائد الثلاث تلك بمعناها الحقيقي في وجود الإمام، في قرارات الإمام، وفي جميع حركات الإمام. كان الإمام يتحدث إلى الناس من القلب إلى القلب، وكان الناس بدورهم، وبكلّ وجودهم، يقولون له: "لبيك"، فنزلوا إلى وسط الساح، وصمدوا بكل شهامة، وكانت الحركة التي لم يُنظر إليها بعين الرأفة، من أيّ بقعة من بقاع الدنيا، ولم تُمدّ لها أيّ يدٍ للمساعدة، تسير تدريجياً نحو الانتصار، ولقد انتصرت في النهاية.

إيران اليوم
1 ــ إيران التابعة تصبح دولة مستقلة
كانت النتيجة أنّ إيران التابعة، أصبحت إيران المستقلة من تبعية النظام الطاغوتي البهلوي - الذي كان أسوأ من النظام القاجاري المُتخلف السيئ السُمعة - للإنكليز، ومن ثم للأمريكيين. هناك الكثير الذي يتوجب على شبابنا معرفته. لقد وصلت تبعية أولئك إلى حدّ مُخزٍ. وقد ذكر هذا أحدُ الدبلوماسيين الأمريكيين البارزين وكتب عنه بعد الثورة. حيث قال: نحن من كنّا نقول للشاه بأنك بحاجة إلى هذا، ولست بحاجة إلى ذاك. هم من كانوا يقولون، عليكم الاستمرار بهذه العلاقات أو فسخها، عليكم إنتاج النفظ بهذا المقدار؛ البيع بهذا المقدار؛ لمن تبيعون ولمن لا تبيعون.

2 ــ الحكم يصير إلى نواب الشعب بدلا من الخائنون الفاسدون
كانت البلاد مُرتهنة للسياسة الأمريكية، للمُخطط الأميريكي، وقبل ذلك للسياسة والمُخطط الإنكليزي. لقد تحوّل هذا البلد، من تابع إلى مستقل، إلى إيران الشامخة. كان يحكم هذه البلاد، قادة فاسدون، خائنون، عابدون للمال وغارقون في الشهوات والملذات المادية والحيوانية. وقد حلّ مكانهم نواب الشعب. لقد أصبحت زمام الأمور بيد نواب الشعب.

لقد حكم خلال الثلاثين عاماً ونيف المُنصرمة، واستلم زمام الأمور في السياسة والاقتصاد، أشخاص هم نواب للشعب. مع كل نقاط الضعف والقوة في هؤلاء الأشخاص، فهم يتمتعون بخصيصة إنّهم نواب الشعب، لم يكونوا من الأشخاص الذين يهدفون لجمع المال وبالطبع هناك القوي والضعيف وهذه مسألة مهمة. أولئك السياسيون الخُبثاء، التبعيّون، الطمّاعون، الوضعيون الأذلاء أمام الأعداد، الأشداء على الشعب، حلّ مكانهم نواب للشعب.

3 ــ إيران تنتق ل من التخلف إلى التطور
وبلدنا المُتخلف علمياً، أصبح بلداً متطوراً علمياً. فلم نكن نملك قبل الثورة أي افتخارات علمية. واليوم، أصبح الآخرون يتحدثون عنّا. وتقيّمنا مراكز التقيم (القياس) العالمية، يقولون أن مستوى النمو والتطور العلمي قد وصل إلى 11 ضعف المتوسط العالمي. فهل هذا بقليل؟ وتتوقع مراكز التقيم العالمية، أن تصل إيران بفضل تطورها العلمي بعد عدّة سنوات - إلى سنة 2017 - إلى المرتبة العلمية الرابعة عالمياً. فهل هذا قليل؟ لقد تحوّل البلد الذي لم يكن يملك أيّ إفتخار علمي إلى هذه الحال.

4 ــ الإعمار والبناء أصبح بأيدي الشباب الإيرني
لقد كُنّا بلداً إذا أراد أن يشق طريقاً أو شارعاً رئيسياً، أو بناء سدّ ومصنع، نمدّ أيدينا للأجانب، كي يأتي مهندسوهم ويبنون لنا السدّ والطريق والمصنع. بينما اليوم يقوم شباب هذا الشعب، ودون الإستعانة بالأجنبي، ببناء آلاف المصانع، ومئات السُّدود والجسور والطرقات والشوارع العريضة في البلاد. لقد وصل النمو العلمي والفني والقُدرات البنائية في البلاد، إلى هذه المكانة، فهل تستحق أن نتجاهلها؟!

5 ــ إنجازات صحية وعلاجية تستغني عن الأجنبي
وفي المجال الصحي، كان على المريض ومن أجل عملية جراحية بسيطة الذهاب والضياع في المستشفيات الأوروبية، أو عليه الموت إن لم يكن يملك المال. بينما اليوم، تجري في بلادنا أكثر العمليات الجراحية تعقيداً، من زرع الكبد إلى الرئة. هناك إنجازات مهمة في مجال الجراحة والطبابة، ليس فقط في طهران، بل وفي سائر المدن النائية. هذه القدرات موجودة اليوم. ولا يحتاج الشعب الإيراني للأجانب في هذا المجال لقد وصلنا إلى الاستقلال والاكتفاء الذاتي في هذا المجال المهم والحيوي.

6 ــ الخدمات العامة تصل إلى المناطق النائية في البلاد
كانت مناطق كثيرة قد نُسيت من بلادنا لقد كنت قبل الثورة. أجول على الكثير الكثير من المناطق؛ لم تكن المناطق النائية في البلاد تلقى أيّ اهتمام. أمّا اليوم فقد توسعت شبكة الخدمات لتشمل أنحاء البلاد. في المدن النائية وفي القرى المختلفة. فلا مجال للقول بأن المنطقة الفُلانية محرومة من الطاقة الكهربائية أو الطرقات وأمثال ذلك. لكن في تلك الأيام إن تمتعت منطقة نائية بهذه الخدمات، لكان أمراً عجيباً. اليوم عكس ذلك يُثير التعجب.

7 ــ إزدياد حركة التعلم والتعليم أضعاف ما كانت عليه
في تلك الأيام، (أي قبل الثورة) كان عدد الطلاب 150 ألف طالبٍ من بين 35 مليون نسمة. اليوم زاد عدد السكان إلى الضِعفين، بينما زاد عدد الطلاب حالياً إلى 20 ضِعفاً. بل وإلى 30 ضِعفاً. وهذا يعني الاهتمام بالعلم. إنّ كثرة الطلاب، كثرة الأساتذة وكثرة الجامعة لأمر مُلفت. يوجد في كل مدينة نائية، جامعة أو جامعتان، أو خمسة، وأحياناً عشر جامعات. في تلك الأيام، ربما لم يصل عدد المدارس الثانوية في بعض المحافظات إلى عدد أصابع اليدين. أمّا اليوم فيوجد في تلك المحافظات، وفي كل مدينة من مُدنها، بِضعُ جامعاتٍ، وأحياناً عدد كبير من الجامعات. لقد حدثت هذه الحركة العظيمة للشعب الإيراني ببركة الثورة الإسلامية، وبهمة الشباب والمسؤولين طوال 30 سنة ونيف. هذه حوادث مهمة. فقد بُنيت ببركة الثورة وأُنشئت بُنى تحتيّة عديدة في البلاد، والمنتوجات التي كان علينا شراؤها بالفُتات وبكل مِنةٍ من الأجانب، أصبحت اليوم، تُنتجُ وبوفرة في البلاد. يجب ملاحظة ذلك. وهي من بركات عقائد الإمام الثلاث التي ضخها في الأمة فتألقت فيها: الإيمان بالله الإيمان بالشعب والإيمان بالذات.

الطريق أمامنا طويله لكنها ميسرة
نحن لا نقول هذا الكلام لخلق غرور كاذب؛ لنفرح ونقول أنّه والحمد لله قد انتصرنا وانتهى الأمر. لا، فما زالت الطريق أمامنا طويلة. أقول لكم، أننا إذا قارنّا بين إيران اليوم وإيران زمن الطاغوت، سنرى هذه الإنجازات. لكن إذا قارنّا إيران اليوم مع إيران الإسلامية التي يجب أن تكون، البلد الذي يريده الإسلام لنا، المجتمع الذي يريده الإسلام لنا، المجتمع الذي تتوفر فيه، العزة والرفاه الدنيويين، الإيمان والأخلاق والمعنويات أيضاًـ فإن الطريق ما زالت طويلة أمامنا أقول هذا كي يعرف شبابنا العزيز وشعبنا الشجاع أنّه يمكن متابعة هذا المسير بمعية هذه العقائد الثلاث. اعلموا أن الطريق طويلة، لكنكم تستطيعون، لديكم القدرة، لديكم الإمكانية، ويمكنكم متابعة هذه الطريق للوصول إلى القمم بكلّ الطاقة، والسرعة اللازمة. أقول هذا لتعلموا أنّه إذا أراد الأعداء زرع اليأس فينا، فلأنّهم يناصبوننا العداء، وأنّ كل شيء يوحي لنا بالتفاؤل.

خارطة طريقنا هي أصول إمامنا العظيم
خارطة الطريق أمامنا. لدينا خارطةُ طريق. ما هي خارطة الطريق؟ خارطة طريقنا هي أصول إمامنا العظيم. تلك الأصول التي تمكن الإمام بالاستناد إليها، من تحويل الأمة المُتخلفة والذليلة إلى أمة متطورة وشامخة. هذه الأصول، التي ستُعينُنا على متابعة المسير، وتشكل لنا خارطة الطريق. أصول الإمام، أصول واضحة. ولحسن الحظ فإن خطابات الإمام وكتابات الإمام، المؤلفة من 20 مجلد تقريباً ، هي في متناول الناس، ونجد خلاصتها في وصيّته الخالدة، ويمكن للجميع الرجوع إليها. فليس من الجيد أن نتمسك باسم الإمام وننسى أصوله، هذا خطأ. ولا يكفي التمسك باسم الإمام وذِكْرِ الإمام فقط، فالإمام خالد بأصوله، بأفكاره وبخارطة طريقه للأمة. خارطة الطريق هي بيد الإمام وقد عرضها علينا. كما أنّ أصول الإمام واضحة.

أ ــ أصول الإمام في السياسة الداخلية
أصول الإمام في السياسة الداخلية عبارة عن الاعتماد على آراء الناس، تأمين الوحدة واتحاد الشعب، أن يكون الحكّام والممسكين بزمام الأمور، شعبيين لا أرستقراطيّن. اهتمام المسؤولين بمصالح الأمة، العمل والجهد الجَماعي من أجل تطوير البلاد. وفي السياسة الخارجية، فإن أصول الإمام عبارة عن: الصمود في وجه التدخلات الأجنبية والسلطوية. التآخي مع الشعوب الإسلامية، التواصل مع جميع الدول، ما عدا الدول التي وضعت الموسَ على عنق الشعب الإيراني، وتكنُّ له العداوة. مناهضة الصهيونية، النضال من أجل تحرير فلسطين، تقديم العون لمظلومي العالم، والصمود في وجه الظالمين. وصية الإمام موجودة أمام أعيننا، فكتابات الإمام، أقوال الإمام. موجودة في الكتب التي نشرت النصوص الكاملة لذلك العظيم.

ب ــ... وفي الثقافة
وفي مجال الثقافة، فإنّ أصول الإمام عبارة عن الابتعاد عن ثقافة الإباحية الغربية، الابتعاد عن التحجر والجمود. الابتعاد عن الرياء في التمسك بالدين، الدفاع القاطع عن الأخلاق وأحكام الإسلام، مكافحة الترويج للفحشاء والفساد في المجتمع.

ج ــ ... وفي الإقتصاد
تعتمد أصول الإمام في الاقتصاد: على الإقتصاد الوطني، على الاكتفاء الذاتي، العدالة الإقتصادية في الإنتاج والتوزيع، الدفاع عن الطبقات المحرومة، مواجهة ثقافة الرأسمالية واحترام الملكية- هذه الأمور إلى جانب بعضها - رفض الإمام سياسة الرأسمالية الظالمة، لكنه أكد على احترام الملكية، الثروة، واحترام العمل. وأكد أيضاً على عدم الاضمحلال في الإقتصاد العالمي، و على إستقلالية الاقتصاد الوطني. هذه هي أصول الإمام في الاقتصاد، وهي أمور واضحة في خطاباته وكلماته. ويتوقع الإمام من المسؤولين، أن ينفذوا تلك الأصول على الدوام، بالاقتدار والإدارة العاقلة وبالتدبر.

هذه هي خارطة طريق الإمام العظيم. وسيتمكن الشعب الإيراني بهمته، بشبابه، بخارطة الطريق هذه، بإيمانه الراسخ، بتذكره لإمامه، من ملئ الهوة للوصول إلى الوضع المطلوب. يمكن للشعب الإيراني أن يتقدم، ويمكنه بقدراته، واستعداداته، وبالأشخاص البارزين، المنتشرين بحمد الله في أنحاء البلاد، من متابعة هذا الطريق بقدرة أكبر وهمّة أقطع، الطريق الذي هو حصيلة ثلاثين عاماً ونيف من التجربة. وإن شاء الله سيصبح مِثالاً حقيقياً وواقعياً للأمم الإسلامية الأخرى.

 

2017-02-24