يتم التحميل...

مشكلات البلاد على أنواعها لا تعالج إلا على أيدي أبناء البلاد أنفسهم

النهوض والتقدم

مشكلات البلاد على أنواعها لا تعالج إلا على أيدي أبناء البلاد أنفسهم

عدد الزوار: 196

كلمة الإمام الخامنئي لدى لقائه رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة ٢١/٠٩/٢٠١٧

مشكلات البلاد على أنواعها لا تعالج إلا على أيدي أبناء البلاد أنفسهم

والنقطة الثانية التي أشرت إليها، تتعلق بمشكلات البلاد؛ هي كلام مكرر قيل مرات عديدة ونريد أن نطرحه مرة أخرى. خلاصته أننا نريد القول: ليعلم مسؤولو البلاد وكل أبناء الشعب أن حل مشكلات البلاد غير ممكن ولا يتحقق إلّا على أيدي أبناء البلاد أنفسهم؛ سواء المشكلات الاقتصادية أو المشكلات الثقافية. كل أنواع المشكلات يمكن لهذا الشعب نفسه أن يعالجها.

أ ــ ضرورة تحويل قضية " العلاج الداخلي " إلى مطلب شعبي
ولأذكر شيئاً حول ذلك. الموضوع السابق، يصدق أيضاً على هذه القضية. وهو أنكم عندما تصلون إلى نتيجة ما بخصوص عنوان من العناوين المهمة الأساسية للثورة، فيجب أن تحوّلوه إلى "خطاب" ومنطق رائج، كأنْ تنشروه مثلاً في الصحف والمجلات. أنتم مجموعة كبيرة، عدد كبير من السادة من أئمة الجمعة أو الشخصيات البارزة في المحافظات أو في العاصمة، ولهم منابرهم ويستطيعون التحدث مع الناس ومخاطبتهم، كرّروا وتكلموا إلى أن تصبح الفكرة خطاباً. "الخطاب" هو تلك الفكرة الشائعة بين الناس والتي تمثل مطالبة عامة من قبل الشعب. عندما يتحول أمر ما إلى مطالبة عامة وخطاب عام، سيقترب بشكل طبيعي من التطبيق العملي. وكذا الحال بالنسبة إلى هذه القضية أيضاً. قضية التأكيد على أن الأيدي الداخلية هي التي تحل مشكلات البلاد، يجب أن تتحول إلى واحدة من الواضحات والبينات الفكرية للشعب. يجب أن تقال هذه الفكرة وتكرر ويستدل عليها منطقياً ويتم تبيينها حتى تصبح" خطاباً" مسلّماً.

لدينا شباب متحفز وأفراد متخصصون ومنتجون جيدون وصناع فرص عمل جيدون، ولدينا عمال جيدون ومزارعون صالحون ومعلمون جيدون وأساتذة جيدون. يجب إصلاح الأمور على أيي أمثال هؤلاء. هم الذين يجب أن يعالجوا مشكلات البلاد. هؤلاء هم من ينبغي أن يعالجوا المشكلة الاقتصادية أيضاً والمشكلات العملية المتنوعة الأخرى. الأجانب لا يعوّل عليهم لفعل شيء.

ب ــ للتعامل مع العالم لكن من منطلق الاعتماد على الذات
أنا لا أقول اقطعوا العلاقات بالعالم، هذا ليس رأيي أبداً. منذ بداية الثورة، كنت من الأشخاص الذين أصروا على إقامة العلاقات - الارتباط بأطراف العالم - والآن أيضاً لديّ هذا الاعتقاد نفسه. لكن ما أقوله هو أن لا نبدل أرجلنا القوية الطبيعية بعصا الأجانب. من الخطأ أن نتوكأ على عصا الأجنبي بدل الوقوف على أرجلنا والاعتماد عليها.

طبعاً لا إشكال في المفاوضات في العلاقات العالمية. الإشكال الذي كان لديّ حول المفاوضات النووية ولا يزال وطرحته على المسؤولين أنفسهم مراراً في جلسات خاصة وعامة هو: أقول لم يكن ثمة مشكلة في أن نتفاوض، لا إشكال في التفاوض، ولكن كان ينبغي التدقيق والحذر اللازم في هذه المفاوضات حتى لا يتمكن الطرف المقابل من ارتكاب أي حماقة يريدها من دون أن يُعتبر ذلك انتهاكاً للاتفاق النووي "برجام"، بينما بمجرد أن نقوم بحركة بسيطة يُعدّ ذلك انتهاكاً لهذا الاتفاق. هذا خطأ، وما كان يجب أن يحصل. هذا ما يحدث بسبب عدم الاعتماد والاهتمام بالقوة الداخلية، هذا يحصل بسبب الاعتماد على الطرف المقابل والعنصر الخارجي.

وهنا أقول يجب عدم تعليق الآمال على الأجانب، يجب أن نتعامل مع العالم، لا مشكلة لدينا في ذلك، والتعامل مع العالم له مستلزماته حتماً، ونحن نتقبل تلك الالتزامات ونتحملها على عاتقنا، لكننا لا نعتمد على الخارج ؛ لأن أعداءنا كثر في خارج بيئة مجتمعنا وبلادنا، هناك جبهة من الأعداء في مقابلنا. الحمد لله على أننا وجهنا ضرباتنا لهذه الجبهة إلى اليوم، لقد هزمناها وأجبرناها على التراجع، وهذا ما سيحصل ويستمر في المستقبل أيضاً، لكن لنعلم أن ما هو مقابلنا ليس مركز عداء واحد بل جبهة واسعة من الأعداء.

2017-10-04