يتم التحميل...

أعدوا لهم ما استطعتم من قوة: حرب الأعداء الحقيقية؛ ثقافية وإقتصادية

الحرب الناعمة

خطاب الإمام الخامنئي(حفظه الله) في لقائه أهالي آذربيجان الشرقيّة في حسينيّة الإمام الخميني (قدس سره) ــ الذكرى السنويّة لنهضة التاسع والعشرين من شهر بهمن من العام 1356ه.ش(19شباط1978).

عدد الزوار: 149

خطاب الإمام الخامنئي(حفظه الله) في لقائه أهالي آذربيجان الشرقيّة في حسينيّة الإمام الخميني (قدس سره) ــ الذكرى السنويّة لنهضة التاسع والعشرين من شهر بهمن من العام 1356ه.ش(19شباط1978)._15-2-2017

أعدوا لهم ما استطعتم من قوة: حرب الأعداء الحقيقية؛ ثقافية وإقتصادية

المسؤولون مطالبون بالإهتمام بمشاكل الناس وشكاواهم
حسنٌ، لقد طرحنا [هذا العام] عام "الاقتصاد المقاوم، المبادرة والعمل".8 [العام] يكاد يمضي. نحن اليوم في أواخر شهر بهمن، ينبغي للمبادرة والعمل أن يظهرا. لقد قلت في بداية العام إنّه ينبغي للمسؤولين جميعاً -أكانوا مسؤولي السلطة التنفيذيّة والحكومة، أو مسؤولي السلطة القضائيّة، أم مسؤولي المجلس؛ لا فرق بينهم- أن يُظهروا في نهاية العام ماذا فعلوا من أجل المبادرة والعمل؛ لا تقولوا ينبغي أن يُنجز هذا العمل، عليكم أن تقولوا لقد تمّ إنجاز هذا العمل. عليهم أن يبيّنوا هذه الأعمال للناس.

الخروج من المشاكل ميسور: الحاجة فقط إلى الجد والجدية
إنّنا اليوم نعاني مشاكل. لا يمكن التغاضي عن مشاكل الناس وشكاواهم. على المسؤولين أن يتعاطوا بجدّيّة. إنّ مشاكل كالبطالة، والركود، والغلاء هي مشاكل مهمّة وموجودة. بالطبع، إنّ المسؤولين يعملون ويبذلون الجهود، ونحن نرى ذلك، لكنّ الطاقات والاستعدادات أكبر من هذه الأعمال. وسأتناول الموضوع -إن شاء الله- في الوقت المناسب. لكنّنا لسنا أمام طريق مسدود، وإنّنا في المسائل الاقتصاديّة لسنا أمام طريق مسدود. المشاكل موجودة، من جانبين، ثلاثة، أربعة، لكنّ منفذَ الخروج من المشاكل معلوم. كيف يمكن الخروج من هذه المشاكل؟ على المسؤولين أن يبذلوا جهداً.

الأولويّة اليوم للاقتصاد
 لقد قلت قبل أربع أو خمس أو ستّ سنوات في خطاب بداية العام أنّ أنظار أعداء الشعب الإيراني اليوم متوجّهة إلى المشكلة الاقتصاديّة9. إنّهم يحاولون ممارسة الضغوط على اقتصاد البلد لكي يقع الشعب في المشاكل. وحين يقع الشعب في المشاكل، يقلّ اندفاعه وييأس. هذا ما يريده العدو؛ يريد للشعب أن ييأس من ثورته، من نظامه، من حكومته، من بلده؛ لذا فإنّه مارس ويمارس الضغوط في المسألة الاقتصاديّة. وعلى المسؤولين الالتفات إلى هذا الأمر.
بالطبع، ليست مشكلتنا هي المشكلة الاقتصاديّة فقط. الجميع يعلم بأنّي حسّاس جدّا للمسألة الثقافيّة، وحسّاس جدّاً لقضيّة العلم، لكنّنا حين ننظر للأولويّات في المدى القريب، نجد أن المسألة الاقتصاديّة تقع في الأولويّة؛ لأنّ العدّو مهتمّ بها؛ وهو اليوم.
 
حرب الأعداء الحقيقية ثقافية وإقتصادية
إحدى مكائد العدوّ، سواء في عهد الحكومة الأميركيّة السابقة، أو في عهد الحكومة الأميركيّة الحاليّة، أنّهم دائماً يهدّدوننا بالحرب، وأنّ الخيار العسكري مطروح على الطاولة وأمثال ذلك. وقد قال ذلك المسؤول الأوروبيّ لمسؤولينا أيضاً، بأنّ الحرب على إيران كانت حتميّة لولا الاتّفاق النووي الذي حصل. وهذا كذب محض.

 إنّهم يوحون لنا بالحرب من أجل صرف أذهاننا إلى الحرب، [لكنّ] الحرب الواقعيّة شيء آخر. الحرب الواقعيّة هي الحرب الاقتصاديّة، والحظر، والاستحواذ على ميادين العمل والنشاط والتقنيّة داخل البلاد. هذه هي الحرب الواقعيّة. إنّهم يصرفون انتباهنا إلى الحرب العسكريّة، من أجل أن نغفل عن هذه الحرب. الحرب الواقعيّة هي الحرب الثقافيّة. كلّ هذه القنوات التلفزيونيّة والمواقع الالكترونيّة المختلفة تعمل من أجل حرف قلوب شبابنا وعقولهم عن الدين والمقدّسات والعفّة والحياء وأمثالها. إنّهم يعملون بجدّيّة، ينفقون الأموال على هذا الأمر. هذه هي الحرب الحقيقيّة.

على المسؤولين أن ينتبهوا. لقد طلبت من رئيس الجمهوريّة المحترم أن يذكّر المدراء [وزراء ومسؤولين] بأن تكون الإدارة مصحوبة بالشفافيّة، والإشراف. على المدير أن يراقب، ويتابع الأعمال. فالعمل لا يتحقّق بمجرّد أن نقول "فليُنجز العمل الفلاني، ويجيب الطرف المقابل بكلمة سمعاً وطاعة". ينبغي للعمل أن يكون واضحاً في الميدان وعلى الأرض ليُنجز. هذه هي الأمور التي نحن بحاجة إليها والتي ينبغي الالتفات لها.

أعدوا لهم ما استطعتم من قوة
أقول إنّ الاحتمال الأكبر لما هو المراد من الآية الشريفة " وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة"10، ليس القوّة العسكريّة فقط. بالطبع، إنّ القوّة العسكريّة مطلوبة، ولكن ليس فقط القوّة العسكريّة. أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة؛ تعني اسعوا قدر استطاعتكم في سبيل زيادة قوّتكم الذاتيّة. هذا هو معنى تقوية البنية الداخليّة للبلد الذي أتكلّم عنه دوماً. قوّوا أنفسكم في الجوانب العلميّة، والتقنيّة، ومن حيث الإنتاج الداخلي، ومن حيث النفوذ والتأثير في الأسواق الخارجيّة، من حيث الكشف عن الطاقات الكثيرة الموجودة في هذا البلد، والتي لم تتمّ الاستفادة منها إلى الآن، واستفيدوا من هذه الطاقات واستخدموها. لقد أعلنّا في السياسات [العامّة] أنّ معدّل النموّ في البلاد ينبغي أن يصل إلى 8%. البعض قال: إنّ هذا غير ممكن. جاء بعض المختصّين والخبراء وقالوا: إذا ما لاحظنا الاستعدادات والطاقات، يمكن لمعدّل النموّ في البلاد أن يزيد عن 8%. ولا يعني النموّ أن نزيد من بيع النفط -بالطبع، هذا الأمر مفيد، ولكنّه ليس الشيء الذي نقصده- [بل ما نقصده هو] زيادة الإنتاج وتثبيت وتعزيز الاقتصاد الداخلي للبلاد؛ أي ذلك الاقتصاد المقاوم الذي أكّدنا عليه وذكرناه مرارا. 

معارضو النظام وخدماتهم للعدو
قد يأتي أشخاص ويشيرون إلى النقائص، ويبالغون ويضخّمون المسائل، ويتغافلون عن ذكر الإنجازات، ولا يقدّمون الحلول. هؤلاء هم أنفسهم من وجّه العدوّ وهداه إلى فرض الحظر على إيران. وهؤلاء أنفسهم هم الذين يركّزون أكثر من الجميع -الأقليّة في الداخل، والأكثريّة في الخارج-على نقاط الضعف. 

2017-02-21