الاعتماد على القوى الشيطانية مآله الخيبة والخسران
الحرب الناعمة
حسنًا؛ الأمل بالله والتوكّل عليه ــ الذي يستتبع الرزق الذي لا يُحتسب ــ متى يؤتي أُكُلَه؟ عندما يُعمِل الإنسان العقل إلى جانب التوكّل على الله تعالى والرجاء له.
عدد الزوار: 129
حسنًا؛ الأمل بالله والتوكّل عليه ــ
الذي يستتبع الرزق الذي لا يُحتسب ــ متى يؤتي أُكُلَه؟ عندما يُعمِل الإنسان العقل
إلى جانب التوكّل على الله تعالى والرجاء له. وإذا ما صار العكس؛ فلا. إذا ما أردنا
إعمال العقل في ظلّ الاعتماد على الشياطين، فحينها سيحصل أمر آخر. يقول الله تعالى
في سورة النور: "أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً"؛ كالسراب، حيث يرى العطشان
الأرض من بعيد كأنّها ماء، وحين يقترب "لم يجده شيئًا
ووجد الله عنده"9. هكذا هو تعليق
الأمل على الشياطين؛ تعليق الأمل على القوى المادّيّة والشيطانيّة.
إنّ العقلانيّة والتدبير والعمل العقلاني في المسائل المختلفة - في الدبلوماسيّة،
وفي قضايا البلاد، وفي الإدارة الداخليّة، وفي التجهيزات، في العلم، في الصناعة،
وغيرها - أمر لازم وضروريّأمّا الاعتماد على الشياطين، وعلى من هو مخالف لأصل
وجودكم، لهو خطأ كبير.
لا يصحّ الاعتماد والثقة بتلك القوّة التي لا يمكنها احتمال أصل وجود الجمهوريّة
الإسلامية، وأصل صيرورة الإسلام قويًّا، ولا تتقبّل ذلك. لا يمكن تعليق الآمال
عليه: "كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً".هذا هو ذلك السراب نفسه . إذا ما توكّلتم
على الله فهناك الرزق الذي لا يُحتسب. وإن اعتمدنا على الشيطان، فاعتمادنا سيكون
"كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً". ينبغي لهذا الكلام أن يبقى دومًا في ذهني وذهنكم
فردًا فردًا، وفي ذهن كلّ واحد من أبناء الشعب الإيراني. اسعوا، وجدّوا، وابتكروا،
ورِدُوا الميدان بطاقاتكم الحقيقيّة التي وهبكم الله إيّاها ــ بالتوكّل على الله،
والأمل بمعونته ــ وحينذاك سيمدّكم الله تعالى بالعون. أمّا إن جلستم منتظرين
الشيطان -والشيطان الأكبر- ليأتي ويمدّكم بالعون، حينها سيكون ذلك الأمر نفسه
"كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً"، ولن يصلنا منه خير.
* من كلمة الإمام الخامنئي(دام ظله) في لقائه قادة القوة الجوية_7-2-2017
2017-02-14