الزواج التجاري
المشاكل الزوجية
لا تعجبوا إذا قلنا بأنّ للزواج أنواعاً وأقساماً مختلفة:
عدد الزوار: 398
لا تعجبوا إذا قلنا بأنّ للزواج أنواعاً وأقساماً مختلفة:
زواج تجاري
زواج هوى وهوس
زواج ورقي
و... و...
إنّ لكل واحد من أنواع الزواج هذه مميزاته الخاصّة التي يمكن أن تفرق بينه وبين
غيره بصورة واضحة.
إنّ من مميزات الزواج التجاري هو المهر الغالي والكثير، والجهاز الضخم، الثروة
والعقار والبيت والآثاث و...!
تقع المبادلة في الزواج التجاري على نوعين من الثروة المالية:
1 - الثروة المرئية
2 - الثروة غير المرئية
المقصود من الثروة المرئية هو مقارنة ثروة الرجل مع ثروة المرأة بصورة دقيقة، فضلا
عن ثروة الأشخاص القريبين منهما مثل الأب والأُم والأخ، أو بالأحرى حساب ثروة كل
الأشخاص الذين تصل ثرواتهم أو قسم منها إليهما بعد موتهم!
تحسب كلّ هذه الثروات بدقّة وتخضع لمقارنة تامّة فاذا تمّت هذه «الصفقة» نجد أنّ
الرجل والمرأة يكمن كل منهما على حد سواء لاقتناص أموال أقرباء قرينه بعد موتهم،
ويبقى يعدّ الأيام والليالي لوصول اليوم المحتوم لهم.
أمّا الثروة غير المرئية فهي المستوى والمقام الإجتماعي لأقرباء الطرفين، حتى
يستطيع كل منهما ارتقاء سلّم التقدم بواسطة أقرباء الآخر.
إنّ الثروة غير المرئية ربّما فضلت على الثروة المرئية كثيراً حيث تكون أحياناً
بصورة تفويض وإعطاء بعض المناصب والوظائف للأقرباء والأصدقاء، ولهذا نجد أن الرجل
والمرأة بعد إتمام الزواج يشرعون بالإبتهال الى الله ليل نهار بأن يحفظ أقرباءهم من
مكاره الدهر كي يستطيعوا بواسطتهم أن يصلوا إلى كلّ أمانيهم ويصعدوا سلم الإرتقاء
حتى آخره.
من الطبيعي أن الصفات الإنسانية في مثل هذا الزواج لا تؤخذ بنظر الإعتبار، بل
الأساس فيه والمحور الذي يدور عليه هو ثروة الطرفين وخاصة (ثروة الزوجة).
إنّ شخصية المرأة في الزواج التجاري تعتبر بضاعة أو سلعة - ليس غير - تجرى عليها
المعاملات. ومن المؤسف أن نرى مثل هذا الزواج أصبح متداولا كثيراً في مجتمعنا
المعاصر وأن كثيراً من الآباء والاُمّهات والشباب لا يرغبون
بالزواج إلاّ إذا كان من هذا النوع.
عيوب هذا الزواج كثيرة جداً بل إنّه بذاته عيب إذ أنّ عامل دوامه وبقائه هو عامل
حدوثه ليس إلاّ، فاذا ما وجد أحد الطرفين نفسه بأنّه لا يحتاج إلى الآخر من الناحية
المادية فالفراق واقع بينهما لا محالة.
من المسلّم أنّ مثل النساء بالنسبة للرجال - في هذا النوع من الزواج - مثل الفاكهة
يمتصون عصارتها ويرمون قشورها.
لا يوجد بين الطرفين أي مفهوم لعلاقة الزواج المقدّسة التي تضمن بقاءه واستمراره،
بل ينظر كلّ منهما لصاحبه كما ينظر إلى سيارة ثمينة أو عمارة جميلة.
أمّا النساء اللاتي يتزوجن بهذه الطريقة فهن يحملن أحلاماً صعبة المنال للغاية;
الأمر الذي يشكّل أكبر خطر من شأنه أن يفصم عُرى الزواج.
إنّ شيوع هذا النوع من الزواج جعل الشباب يتظاهرون أمام الفتيات أو أهلهن بأنّهم
أصحاب أموال طائلة وأصحاب أملاك وعقار، ولكن بعد إتمام الزواج، تنكشف الحقيقة للبنت
وأهلها، وحينئذ تبدأ المشاجرات بين الزوجين التي قد تؤدي إلى الإنتحار أو إلى أُمور
اُخرى غير مرضية.
إنّ القوانين الإسلامية قد أعطت هذه المسألة أهمية خاصة عندما منعت المسلمين عن هذه
الأنواع من الزواج غير الصحيح، وقد ذم أئمتنا بشدّة الأشخاص الذين يتزوجون من أجل
أموال الطرف المقابل.
كما ذمّوا(عليهم السلام) المهور الغالية، معتبرين ذلك من شؤم الزواج، كما كانت
سيرتهم العملية تتصف بتزويج بناتهم بمهور قليلة من الأفراد المعروفين بغناهم
المعنوي وفقرهم المادّي لتحتذي الأُمّة بأفعالهم وطريقتهم.
وقد ورد في الحديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «من تزوج إمرأة
لجمالها لم يدرك ما طلب، ومن تزوجها لمالها وكله اللّه إلى نفسه، فاضطر بذات الدين
تربت يداك»