المال الحرام
شوال
أكّدت الشريعة الإسلامية الحنيفة على اهتمام الإنسان وتدقيقه بمصدر رزقه وعيشه، فلا يأخذ مالاً إلا عند التأكد من حليّته، وإلا كان عرضةً لعقاب الله تعالى، فعن النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله أنه قال: "من لم يبالِ من أين اكتسب المال لم يبالِ الله من أين أدخله النار".
عدد الزوار: 412بسم الله الرحمن الرحيم
المال الحرام
أكّدت الشريعة الإسلامية الحنيفة على اهتمام الإنسان وتدقيقه بمصدر رزقه وعيشه، فلا يأخذ مالاً إلا عند التأكد من حليّته، وإلا كان عرضةً لعقاب الله تعالى، فعن النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله أنه قال: "من لم يبالِ من أين اكتسب المال لم يبالِ الله من أين أدخله النار".
وذكر أمير المؤمنين عليه السلام أن عدم الاهتمام بمصدر المال وعدم التدقيق بحلّيته كأن يحصل من موارد فيها شبهة، هو من الأمور التي يذكرها الإنسان عند سكرة الموت، فعنه عليه السلام وهو يتحدث عن تلك اللحظات القاسية التي طالما حاد منها الإنسان: "يتذكر أموالاً جمعها أغمض في مطالبها وأخذها من مصرَّحاتها، ومتشابهاتها، قد لزمته تبعات جمعها وأشرف على فراقها تبقى لمن وراءه، ينعمون فيها، ويتمتعون بها، فيكون المهنأ لغيره، والعبء على ظهره".
المال العام
كما أكد الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله أن الإنسان يبقى في ساحة يوم القيامة لا تزول قدمه حتى يجيب على أربعة أسئلة منها: من أين اكتسب ماله؟ فعنه صلّى الله عليه وآله:"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع:...وعن ماله من أين اكتسبه ؟!".
وشددت تعاليم الإسلام على مصدر المال حينما يبتلى الإنسان بإمكانية الأخذ من المال العام كمال الدولة الإسلامية أو التنظيم الإسلامي ونحوهما فلأخذ المال منه حدود مقررة مهما كان موقع الإنسان، وهذا ما أظهره أمير المؤمنين عليه السلام حينما كتب إلى الأشعث بن قيس عامله على أذربيجان: "وان عملك ليس لك بطُعمة، ولكنّه في عنقك أمانة، وأنت مسترعى لمن فوقك.. وفي يديك مال من مال الله عز وجل، وأنت خزّانه حتى تسلِّمه إليّ".
فالإمام عليه السلام يقول له: إن الموقع الذي أنت فيه ليس امتيازاً أو مكسباً لك، وإنما هو أمانة في عنقك، كما أنك لست حراً في التصرف في أموال العمل التي بين يديك كما يحلو لك من دون أن ترجع في ذلك إلى إجازة المسؤول عنك ضمن المقررات الشرعية، فالمال مال الله و المسؤول خازن وأمين عليه.
ويظهر من فتاوى سماحة الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي التشدّد في أخذ المال العام حيث يسأله أحدهم: شخص يستعمل أمواله الشخصية كالتلفون والبنزين لأعمال الدولة، فهل يحق له أخذ عين أو قيمة ذلك من أموال الدولة؟ فيجيبه:"لا يحق له ذلك بدون إجازة المسؤولين".
هدايا العاملين
يدخل في جملة الأمور التي لا بد للعامل لا سيما صاحب الموقع الالتفات إليها ما يرد إليه من هدايا الآخرين، فقد تكون الهدية واضحة في كونها لشخصه بغض النظر عن عمله أو موقعه بحيث لو لم يكن في ذلك العمل أو الموقع لوردت إليه، ولكن هناك هدايا ترد بعنوان عمله أو موقعيته فلا بد من التدقيق في جواز أخذها لشخصه حتى لا يكون العامل كابن الليثة الذي استعمله رسول الله صلّى الله عليه وآله على جباية صدقات بني سليم، فلما جاء حاسبه، قال ابن الليثة: هذا مالكم وهذا هدية. فقال النبي صلّى الله عليه وآله: "فهلاَّ جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً؟!".
ثم خطب رسول الله صلّى الله عليه وآله : "إني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاّني الله فيأتي فيقول: هذا مالكم وهذا هدية أهديت إليّ، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقاً!؟. والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقّه إلاّ لقي الله عز وجل بحمله يوم القيامة".
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين