كلمة سماحة السيد حسن نصرالله في ملتقى العلماء الدولي لدعم فلسطين
2015
بعد التحية والشكر للسادة العلماء والإخوة في الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة على عقد هذا اللقاء لطيب والمبارك، وفي هذا الوقت بالذات، للتعبير عن الدعم والمساندة والتأييد للانتفاضة الشريفة المتجددة في فلسطين،
عدد الزوار: 118
كلمة السيد حسن نصرالله في ملتقى العلماء الدولي لدعم فلسطين 6-11-2015
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين وصحبه الأخيار
المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السادة العلماء، الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
بعد التحية والشكر للسادة العلماء والإخوة في الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة على
عقد هذا اللقاء لطيب والمبارك، وفي هذا الوقت بالذات، للتعبير عن الدعم والمساندة
والتأييد للانتفاضة الشريفة المتجددة في فلسطين، ومن موقع ـ أيضاً ـ تجربة المقاومة
في لبنان، الذين يتواجدون في الميدان هم يحتاجون إلى كل دعم وكل مساندة، حتى الكلمة،
حتى الموقف الإعلامي، حتى أي شكل من أشكال التعبير، هو بلا شك يشكل عامل مساندة
وتقوية لألئك الذين يتواجدون في الميادين، وخصوصاً وهم يواجهون خطر الشهادة، يريدون
أن يزدادوا إيماناً ويقيناً بصوابية خيارهم وبأنهم في الطريق هذا يصلون إلى الله
سبحانه وتعالى.
أنا ـ في الحقيقة ـ في القسم الاول سأكون سريعاً جداً بشكل توصيفي، والقسم الثاني
هو محاولة لفتح بعض أبواب النقاش.
في الجزء التوصيفي: نحن الآن في فلسطين أمام مرحلة مهمة وجديدة من تاريخ الشعب
الفلسطيني في المقاومة أو النضال، الجهاد أو الثورة أو الانتفاضة، سمّوها ما شئتم.
أولاً ما يجري اليوم يعبّر عن روح جهادية
عالية وراقية، نحن أمام عمليات استشهادية يومية أو شبه يومية، نعرف ما هو العمل
الاستشهادي، عملية الطعن أو الدهس غالباً ما تنتهي إلى استشهاد الفاعل، سواء كان
رجلاً أو امرأة، ومن يقدم على هذا العمل يعرف أنه ذاهب إلى الشهادة، عندما (نرى)
هذا العدد الكبير من العمليات خلال وقت قصير فهذا يعبّر عن هذه الروح الجهادية
الاستشهادية، عن هذه الشجاعة، عن هذا اليقين، عن هذا الإيمان الذي يمكن أن يُدهش
العالم.
ثانياً: بساطة السلاح المستخدم في هذه المعركة،
هذه معركة وليست فقط انتفاضة سلمية بالمعنى الشائع، بساطة السلاح، السكين أو
السيارة، هذا السلاح لا يحتاج إلى دعم لوجستي وتشكيلات، دعم لوجستي كما يعرف الإخوة
في فصائل المقاومة، وإلى تعقيدات وحتى إلى تمويل كبير. يمكن السيارة نعم لها ثمن،
السكين أسهل، ولا يمكن مصادرة هذا السلاح. أي سلاح آخر يمكن مصادرته ، لكن أي سلطة،
سلطة احتلال أو حكومة لا تستطيع أن تجمع هذا النوع من السلاح، السكاكين والسيارات،
من أيدي الناس، ولا يمكن لأي سلطة منع الناس من الحصول عليه لأنه جزء من الحياة
الطبيعية للناس، وهذا يدل أيضاً على أنه عندما تتوفر الإرادة يحضر الإبداع ويجد
الأدوات المناسبة لمواصلة الجهاد والانتفاضة والمقاومة والعمل.
ثالثاً: لاشك أن الانتفاضة الجديدة فاجأت
الصهاينة كما فاجأت العالم، لكنها فاجأت الصهاينة حكومةً وشعباً وجيشاً وأجهزةً
أمنية، ونجدهم اليوم يتلاومون، وهذا لم يكن في حساباتهم ولا في توقعاتهم ولا في
توقعات مخبريهم المنتشرين في فلسطين المحتلة.
رابعاً: هذه الانتفاضة وخلال أسابيعها القليلة
أدخلت الرعب والخوف إلى قلوب الصهاينة وإلى الكيان المدجّج بالسلاح، أثّرت بقوة على
حياتهم الشخصية، على ذهابهم وإيابهم وتجمعاتهم وعلى أوضاعهم الاقتصادية المهمة جداً
جداً جداً لهم، وأنتم تتابعون من خلال وسائل الإعلام انعكاس وتأثيرات هذه العمليات
الشعبية الاستشهادية على كيان العدو وعلى حكومة العدو وعلى الشعب المستعمر المحتل
والمستوطن لفلسطين المحتلة.
نعم، بالنسبة للفلسطينيين لا يتغير شيء كثير، لأنهم هم دائما في حالة تهديد
واعتقالات وسجون وحصارات وقتل، وبالتالي هم لا يحمّلون أنفسهم أعباء إضافية فوق
الأعباء التي يتحمّلونها منذ عشرات السنين.
وأخيراً، ما يجري هو في الحقيقة لا يعبّر عن
حالة يأس وإحباط كما يحاول الإسرائيليون أن يقولوا، وكما يحاول ـ للأسف ـ بعض مَن
في عالمنا العربي أن يسوّق لهذه الفكرة. اليائسون والمحبطون يذهبون ويعبّرون عن
إحباطهم ويأسهم بأشكال أخرى، مزيد من الخنوع، مزيد من القعود، الهروب إلى المخدرات،
الهروب إلى عوالم أخرى. أما ما يجري اليوم على أرض فلسطين، خصوصاً من هذا الجيل
الشاب، رجالاً ونساءً، إنما يعبّر عن وعي كبير وإيمان عميق بخيار المقاومة
والمواجهة لدى هؤلاء وعن فعل وعي وإيمان في انتخاب صحيح للخيارات والمسارات التي
لجأ اليها هؤلاء المجاهدون والشهداء والأبطال.
هذه الانتفاضة ـ أيها الإخوة والأخوات ـ تضع الأمة جميعاً من جديد أمام مسؤولياتها
تجاه فلسطين والأقصى. وهذا هو المقطع الثاني ـ بحسب طبيعة الملتقى ـ الذي أنا
سأحاول أن أدخل إليه.
المسألة الأساسية التي ترتبط بهذا الصراع، بماضيه ـ يعني إذا أخذنا من البدايات ـ
وحاضرهـ وايضاً ما يرتبط بالمستقبل، من المعلوم والواضح لدى السادة جميعاً
والمستمعين، أو يجب التأكيد على هذا لدى كثير من المستمعين في الخارج، أن إسرائيل
ليست نتاج مشروع صهيوني فقط، ليس فقط أن اليهود الصهاينة اجتمعوا وعقدوا مؤتمراً
وسعوا إلى اقامة دولة لهم أو كيان لهم. لا، إنما هي نتاج إرادة دولية في ذلك الحين،
زُرعت في قلب منطقتنا، وكانت وما زالت تحظى بدعم دولي، وبالخصوص بدعم أميركي وغربي
لا نظير له على كل صعيد.
إذاً، المسألة عندما نذهب إلى فلسطين إلى أرض فلسطين اليوم، في الظاهر أن هناك
طرفين في المعركة، يوجد حكومة العدو، جيش العدو، أجهزته الأمنية ومستوطنوه، سواء
أراضي الثمانية وأربعين أو 67 كلهم مستوطنون. في الجهة المقابلة يوجد الشعب
الفلسطيني وفصائله المقاومة وقواه السياسية أو الشعبية أو ما شاكل، سواء في الداخل
أو الشتات.
هذا هو ظاهر المعركة، لكن حقيقة المعركة ليست كذلك. من يشتبه عليه فهم المعركة
سيرتكب أخطاء تاريخية وأخطاء استراتيجية. نحن دائما كنا وما زلنا والآن سوف ندعو
إلى تصحيح الفهم حول حقيقة المعركة القائمة على أرض فلسطين. إسرائيل هي الخط
الأمامي لقوى الاستكبار والاحتلال والاستعمار القديم والحديث في العالم، هي ممثل
هذا المشروع الاستكباري الاستعماري الذي يستهدف المنطقة كلها والأمة كلها، بشعوبها،
بثقافتها، بحضارتها، بخيراتها، بمقدراتها، إسرائيل هي الثكنة العسكرية، القاعدة
العسكرية المتقدمة في الخط الأمامي في هذه المواجهة. وهنا يجب أن ننظر إلى الشعب
الفلسطيني بنظرة مختلفة عما هو سائد في الكثير من البلدان العربية والإسلامية.
والنظرة الصحيحة تقول إن الشعب الفلسطيني هنا يقاتل ويقاوم ويناضل ويجاهد ويدافع
ومنذ عشرات السنين كممثل لهذه الأمة وكنائب عنها وكحاضر في الخط الأمامي في الدفاع
عن مقدساتها وكرامتها وثقافتها وحضارتها وخيراتها ومستقبلها. هذه هي المقاربة
الصحيحة. المقاربة الخاطئة تقول إن هذه مشكلة فلسطينية إسرائيلية، على الفلسطينيين
أن يحلوا مشكلتهم ونحن نرى ماذا نستطيع أن نقدم. هذه الحجج والمقاربة الخاطئة هي
التي تقول إن المشكلة هي فلسطينية إسرائيلية، وبالتالي من يقاتل إسرائيل في أي ساحة
أخرى أو يحمل راية المقاومة ضد إسرائيل سيقال له لماذا تقاتل؟ هل مطلوب أن تقاتل
نيابةً عن الفلسطينيين؟ هل المطلوب أن تكون فلسطينياً أكثر من الفلسطينيين، أو
ملكياً أكثر من الملك؟
عندما تظهر في بعض الأماكن مواقف ضعيفة ـ أو مثلاً متراجعة ـ هذه مقاربة خاطئة جداً.
الأمة هي لا تقاتل بالنيابة عن الفلسطينيين عندما تحضر إلى جانب الفلسطيني. الأمة
هي تقاتل بالنيابة عن نفسها، هي تدافع عن نفسها، عن مقدساتها. هل المسجد الأقصى
وبيت المقدس هو مقدّس فلسطيني أو هو مقدّس إسلامي؟ المقدسات المسيحية أيضاً هل هي
مقدس فلسطيني أو مقدس مسيحي؟
في كل الأحوال، الفلسطينيون هنا هم حاضرون في الخط الأمامي منذ عشرات السنين،
يدافعون عن هذه الأمة، والأمة يجب أن تفهم وأن تقارب الصراع من هذه الزاوية.
بناءً عليه، نرى اليوم في هذه المعركة أن الطرف المقابل حاضر بقوة. العدو
الإسرائيلي يحظى بكل أشكال الدعم المادي، الاقتصادي، التسليحي، التكنولوجية السياسي،
الإعلامي. إذا كان هناك من صوت ما ينطلق ويجد له مساحة واسعة يسعى إلى إسكاته كما
هو الحال الآن مع قناة الميادين، حتى الصوت ممنوع.
هذا ما يقوم به المعسكر الآخر، وإسرائيل تعتبر أن مسؤولية العالم المستكبر أن يقدّم،
واجبه أن يقدّم لها الدعم. هو لا يتصدق عليها، هو لا يمنّ عليها، هي تعتبر أن هذا
واجبه، لأنها تدافع عن مصالحه في منطقتنا، ودائماً تطالبه مرة بعشرة مليار دولار،
من يومين كان الحديث أنهم يريدون مساعدات من أمريكا بخمسة مليار دولار، يريدون ثمن
الاتفاق النووي الإيراني خمسة مليار دولار، مساعدات عسكرية، وهي تستغل كل فرصة على
هذا الصعيد.
إذاً، المعسكر الآخر لا يقصّر مع من يمثله في هذه المعركة، أمّا معسكر الأمة مع من
يمثلّه في هذه المعركة، كيف يتعاطى وكيف يتصرف؟
التقييم بشكل عام هو تقييم سلبي. لا نستطيع أن نقدّم تقييماً إيجابياً. وأنا هنا
لست في صدد جلد الذات، أن نجلس كأمة لنجلد أنفسنا، وإنما بصدد البحث عن الأسباب وأن
نبحث عن العلاج وبدون يأس، لأن هذه المعركة قائمة ومستمرة وباقية ولا تقف عند
قيادات معينة ولا عند فصائل وحركات مقاومة معينة ولا عند جيل معيّن، وبالتالي هي
معركة الأمة، وهي معركة تاريخية، ويجب أن نبحث نحن عن مسؤوليتنا في هذه المعركة.
وكلمة عمّا مضى وأقول إن الأمة هذا هو تعاطيها، أمة المليار مسلم أو المليار و400
مليون مسلم تعاطيها تعاطٍ سلبي فاشل مع هذه القضية، وهذا قبل كل الأحداث التي تجري
الآن في المنطقة. الآن يخرج أحد ليقول لا، الأمة مشغولة، هناك أحداث في سورية،
ولبنان مشغول بحاله، والعراق مشغول بحاله، وحرب باليمن وبأفغانستان وباكستان..
قبل خمس سنوات، قبل ست سنوات لم يكن هناك شيء في أكثر هذه البلدان، ولم تكن
التهديدات الجديدة ولم تكن الحروب الجديدة ولم يكن هذا الجو الطائفي والمذهبي صعباً
وحاداً إلى هذا المستوى، ولم تكن بعض حركات المقاومة متهمة بالتورط في بعض الأحداث،
لم يكن كل هذا، لم يكن. كان هناك ناس حاضرون وهذه إسرائيل بوجههم ويقاتلونها، سواء
في فلسطين أو في لبنان وهناك ناس يقفون ويدعمونهم، سواء كان في سورية أو في إيران
أو في أماكن أخرى.
العالم العربي والإسلامي ماذا رأينا منه بالاجتياح الإسرائيلي عام 1982؟ ماذا رأينا
منه أيام العدوان الإسرائيلي الواسع في عناقيد الغضب على لبنان بنيسان 96 ومجازر
قانا المعروفة؟ ماذا رأينا بال2006 بحرب تموز؟ نتحدث عن تعاطف كبير جداً في العالم
العربي والإسلامي لكن تعالوا لنشخّصه، نحدّده، ونتحدث بالأرقام. نتحدث عن تعاطف؟
جيد، إتوا لي بمظاهرة في العالم العربي والإسلامي كله (شارك فيها) مئة ألف أو
50000. هذا المليار و400 مليون مسلم، العدوان على غزة عام 2008 الرهيب والكبير
والقاسي والذي عاد وتكرر وصولاً إلى الحرب الأخيرة، وقتها لم يكن هناك مشكلة مع أحد،
أين العالم العربي وأين العالم الإسلامي، طبعاً باستثناء من كان له موقف شريف، سواء
قدّم دعماً مالياً أو موقفاً سياسياً أو دعماً عسكرياً أو أو أو.. محدودون هؤلاء،
إذا وضعنا أمة المليار و400 مليون مسلم.
هذا قبل الأحداث، حتى لا يحتج أحد ويقول إن الفتنة شملت عالمنا من المحيط إلى
الخليج ومن أندونيسيا إلى لا أعرف أين، لا لا، هذا قبل الأحداث وقبل الفتن، هكذا
كان التعاطي والمقاربة للموضوع الفلسطيني.
للأسف الشديد هذا يتطلب وقفة. طبعاً، لا شك بأن الأحداث الجديدة زادت الخسائر في
هذه المعركة، زادت الخسائر بلا شك، لأن كثيرين ممّن كان يمكن أن يبلوا جهداً سياسياً
أو إعلامياً أو عسكرياً أو يقدّموا دعماً مالياً أو لوجستياً لمصلحة فلسطين الآن
شغلتهم معارك في ساحات أخرى تحت عناوين الوجود وحفظ الوجود.
هذا ماذا يتطلب؟ هذا يتطلب وقفة سريعة، وأودّ الوقوف عند بعض النقاط السريعة على
سبيل المثال:
إنما هو السبب، وإن كنا نجد أحيانا للأسف الشديد أمام أي حادث تفصيلي يحصل في
المنطقة هناك من يقف ويهدد بالمليار و400 مليون مسلم وبالمليار و400 مليون مسلم، مر
عشرات السنين، فلسطين محتلة يا أخي، "شي يوم هددوا" بالمليار لنعالج هذا العار
التاريخي الذي لحق بنا كأمة. عندما نأتي للأسباب نأخذ على سبيل المثال، والمناسبة
غير مناسِبة لأن يقدم الشخص بحث كامل بهذا الموضوع:
1ـ يوجد اليوم اقتناع لدى الكثير من الحكومات في العالمين العربي والإسلامي ـ
وللأسف الشديد هذا انتشر ووصل إلى الشعوب وحتى إلى حركات إسلامية وإلى متديّنين
وإلى إسلاميين في العالم العربي والإسلامي ـ يقول نحن ليس لدينا مسؤولية تجاه
فلسطين وتجاه المسجد الأقصى، هذه مسؤولية الشعب الفلسطيني.
هذا الموضوع إن قمنا ببعض المراجعة نجد بأنه خلال السنوات الماضية، خصوصاً العقد
الأخير ولكن خلال عقود انشغل عليه فكرياً، علمياً، ثقافياً ومراكز دراسات، وحتى وصل
الأمر إلى التنظيرالفقهي، اليوم هناك حديث فقهي يصدر في مكان أو آخر، طبعاً هو لا
يستند إلى أي دليل شرعي حقيقي، يحاول أن ينظّر لهذه الفكرة، لا، نحن ليس لدينا أي
مسؤولية، نحن كعالم إسلامي، كعالم عربي، كحكومات، شعوب، علماء، أحزاب، ليس لدينا أي
مسؤولية، هذه مسؤولية الشعب الفلسطيني، "هو يدبّر حاله".
هذا السبب يتطلب أن نضع خطة، أن لا نقول هذا أمر واضح لدى الشعوب في العالم العربي
والإسلامي لا، أيها الأخوة أيها السادة. حقيقةً هناك كثير من الناس والشعوب أصبح
عندها شبهة، أصبح عندها قناعة، يعني هي ليست مقتنعة أنها عندها تكليف شرعي اتجاه
فلسطين، أو عندها واجب ديني اتجاه فلسطين، هذا الأمر الذي عندي وعندكم من البديهيات
الواضحات، هذا أجمع عليه علماء الأمة، هذا إجماع تاريخي، يعني منذ بدء الإسلام إلى
قيام الساعة هذا يبقى موضع إجماع، لكن هذا الواضح البديهي اليوم عند الكثير من
الناس ـ نتيجة التضليل الذي عُمل عليه خلال عقود من الزمن وخصوصاً في العقد الأخير
ـ لا هذا لم يعد واضحاً. وهذا يحتاج لجهد علمائي وحوزوي وثقافي للناس.
ثانياً: الاقتناع أو الإحساس بأن إسرائيل لم تعد تمثل خطراً على هذه الحكومات وعلى
هذه الشعوب. إسرائيل تهديد للفلسطيني، "يدبّر حاله"، لكن إسرائيل لم تعد تهديداً
وخطراً على لبنان ولا سوريا، والأردن آمنة ومصر آمنة وبقية الدول العربية هي في
منأى عن أي عدوان إسرائيلي أو طمع إسرائيلي أو تهديد إسرائيلي. اليوم، للأسف الشديد
هذه القناعة أيضاً موجودة، ليس فقط عند الكثير من الحكومات، بل عند الكثير من
العامة، من الشعوب، حتى عند الكثير من النخب.
هناك جانب موضوعي اسمه، أنه نتيجة جهاد وتضحيات وانتصارات وانجازات حركات المقاومة
في المنطقة، نعم الخطر الإسرائيلي تراجع، مشروع إسرائيل الكبرى سقط، إسرائيل التي
لا تستطيع أن تبقى في جنوب لبنان ولا تستطيع أن تبقى في غزة هي لا تستطيع أن تبني
إسرائيل كبرى من النيل إلى الفرات، هذا سقط، إسرائيل العظمى التي يهزمها لبنان
وتهزمها غزة سقطت. لكن إسرائيل القوية، الجاثمة، المحتلة لفلسطين باستثناء غزة
وتحاصر غزة، هذه ما زالت قوية وتهدّد شعوب المنطقة وحكومات المنطقة وتستفيد من كل
الفرص القائمة والآتية.
حسناً، يجب أن نعود ونبذل جهداً لنقول للشعوب العربية والإسلامية والحكومات وللدول:
لا "يا عمي" هذه إسرائيل خطر، أطماعها، تهديداتها، خطرها، أهدافها، هذا أيضاً يحتاج
إلى جهد سياسي وثقافي وإعلامي على عاتق العلماء والقوى السياسية ووسائل الإعلام
والنخب. لأنه ما الذي يجعل الإنسان يتحرك؟ إما الوازع والدافع، الإحساس بالتكليف،
بالواجب سواء كان دينياً أو وطنياً أو قومياً أو أخلاقياً، أو الإحساس بالخطر. نحن
وصلنا اليوم أن من يحيط بفلسطين ليس عنده قناعة بالمسؤولية، بالواجب والتكليف،
وأيضاً لم يعد لديه إحساس بالخطر. نحن في لبنان يجب أن نتكلم كل يوم، ولكن هناك جزء
من اللبنانيين مقتنع أن إسرائيل لم تعد تشكل خطراً على لبنان ولا تهديداً على لبنان،
وأن المقاومة في لبنان تأخذ هذا الموضوع ذريعة فقط للاحتفاظ بسلاحها، هذه واحدة من
المصائب، هذا نموذج ممّا هو موجود في منطقتنا.
ثالثاً: مثلاً الاشتباه في معرفة العدو والصديق، والانسياق خلف الإرادات الدولية
فيما تختاره لنا من أعداء وأصدقاء، وهنا يأتي موضوع إيران وإسرائيل مثل واضح.
رابعاً: الاشتباه في فهم الأولويات وفي تشخيص الأولويات وتحديدها، ممّا جعل
الكثيرين يتيهون ويغرقون في ملفات وصراعات خطيرة جداً وبعيدة عن المعركة الأساسية
والمركزية، وهذا ما نراه اليوم والأمس، وللأسف الشديد يحضر أمامنا بقوة.
الإنسان يتألم ـ أيها السادة العلماء، أيها الإخوة والأخوات ـ عندما ينظر من حوله
الآن ويرى كيف أنه في الماضي استطاعت هذه الأمة أن تنهض وأن ترسل عشرات آلاف
المجاهدين ـ بلا نقاش، أنا لا أناقش في هذا ـ إلى أفغانستان، لتحرير أفغانستان من
الاحتلال السوفياتي، وتقدم إمكانات هائلة لهم، وتنفق أموالاً طائلة، أموالاً حكومية
وأموالاً شخصية من جيوبهم ومن ممتلكاتهم، وتوفر وسائل تعبئة على امتداد العالم
الإسلامي، ولم يحصل هذا لفلسطين، حتى المعركة في أفغانستان اجتذبت إليها فلسطينيين،
ولكن هذا لم يحصل لفلسطين، أليس هذا سؤالاً كبيراً ويحتاج إلى تأمل، إلى وقفة، إلى
إجابة؟ هل أفغانستان مقدسة أكثر من فلسطين، لا شك أنها قضية حق، ولكن هنا قضية حق
وهنا قضية مقدسات، وهنا تهديد لكل الأمة، لماذا لا يحصل هذا ولم يحصل هذا؟
اليوم أيضاً، من أجل أن لا نبقى نتحدث بأفغانستان، حسناً، في سوريا، في العراق، في
اليمن، بالحد الأدنى هذه المناطق الآن فيها حروب واسعة، حتى في ليبيا، القتال
الدائر والقائم. حسناً، أسلحة، إمكانات، أموال، مليارات الدولارات تنفق، أموال
حكومية وأيضاً أموال شخصية، وفتاوى تصدر وعملية استنهاض هائلة جداً. لماذا لا يحصل
هذا لفلسطين؟ فقط لو أحصينا العمليات الانتحارية ـ ولا أقول استشهادية ـ التي نفذت
منذ عام 2003 ضد الشعب العراقي ـ ضد الأميركان مباركة ـ ضد الشعب العراق، سنة وشيعة
وكرد وغيرهم، ومساجد وحسينيات وكنائس وأسواق ومدارس وأضرحة وإلى آخره. وفي
أفغانستان وفي باكستان وفي سوريا والعام الماضي في لبنان، وفي نيجيريا يوماً بعد
يوم، وفي اليمن وفي أماكن أخرى من العالم، لو أحصيناها وأتينا بهؤلاء الشباب، الذين
يجب أن نبكي عليهم بدل الدموع دماً لأنهم خسروا الدنيا والآخرة، لو جئنا بهؤلاء
وبهذا العدد من العمليات، بكل وضوح كانت كافية لإزالة إسرائيل من الوجود، ولكنها
استُخدمت لتدمير شعوبنا ومجتمعاتنا وجيوشنا وإرادتنا ووعينا وحتى لتدمير عواطفنا
اتجاه بعضنا البعض، بل حتى لتدمير مواقفنا اتجاه القضية المركزية وهي قضية فلسطين،
وأنا أعني ما أقول.
ألا يستحق هذا واقعاً أنه واحد يقف ويدرس يتأمل ويسعى ويفتش عن العلاج.
خامساً: الأسوأ من كل ما ذكرت، هذا بالحقيقة العامل الخامس هو من أسوأ العوامل أيضاً،
هو العمل خلال العقود الماضية ـ لكن بالسنوات الأخيرة هذا ازداد أكثر من أي وقت مضى
ـ على إيجاد حالة عداء واسعة لدى الشعوب، لدى عدد من الشعوب العربية والإسلامية،
اتجاه الشعب الفلسطيني، يعني بدل أن يتركز بعض الجهد الرسمي العربي وبعض وسائل
الإعلام العربية لإيجاد حالة تعبوية تنتج عداءً لإسرائيل والمشروع الصهيوني، الذي
كان يحصل نتيجة الإعلام ونتيجة الفعل السياسي ونتيجة ـ أحياناً ـ الميدان، هو تحويل
الشعب الفلسطيني إلى عدو، أو إلى خصم، أو إلى شعب لا يُتوجه إليه بحب أو ود، فلنعمل
حد أدنى، ليس عدواً وإن كان وصل إلى حد العدو، الآن سأتكلم بهذا الموضوع قليلاً،
تحمّلوني على صراحتي اليوم، لكن في الحد الأدنى أنه لا يعنينا شيء، يموت، يعيش،
يُذبح، يُسفك دمه على الجدران، فنحن يُسفك دمنا على الجدران. يعني هذا الذي يُعمل
عليه اليوم، بكل صراحة أن تصل الشعوب العربية والإسلامية إلى النقطة التي تشعر
بأنها غير مبالية بمصير شعب بكامله، هنا لا نتكلم عن دولة فلسطينية مستقلة وكيان،
لا لا، أتكلم حتى عن هذا الشعب في ظل الاحتلال، عُمل خلال السنوات الماضية على أن
هذا الشعب الذي هو في ظل الاحتلال، يُهدم داره وبيوته، مثل ما حصل في حرب غزة
الأخيرة، ونجد شتّامين في العالم العربي والإسلامي ونجد شمّاتين في العالم العربي
والإسلامي. هذا في الجانب العاطفي والنفسي عن أي شيء يعبر؟ عُمل على هذا الموضوع،
وتم استغلال أحداث. أنا لا أريد أن أحمّل مسؤوليات، أحكي نتائج، لا أحد يقول إن
السيد الآن أتى يريد أن يحاكم ويحمّل مسؤوليات وأن فلاناً أخطأ وفلاناً لم يخطئ،
أحكي نتائج.
في نهاية المطاف، ببداية السبعينات، قدّم الشعب الفلسطيني عدواً للأردن وللشعب
الأردني، ليس هناك شك، هناك مؤامرات وهناك أجهزة مخابرات وهناك أخطاء، يعني "كلّه
يساعد على كلّه".
حسناً، في لبنان، عُملت حرب أهلية في لبنان تحت عنوان الفلسطيني، وتحوّل الشعب
الفلسطيني والمخيمات الفلسطينية والفصائل الفلسطينية إلى عدو، بمعزل عن الأسباب، صح
خطأ، بحث آخر، وأنه لا، الإسرائيلي ليس عدواً، الفلسطيني هو العدو.
أيضاً في مرحلة من المراحل، وأيضاً نتيجة أخطاء في الحرب العراقية الإيرانية، هناك
من عمل على تحويل موقف إيران والشعب الإيراني إلى موقف عدائي اتجاه الشعب
الفلسطيني، مستغلين مثلاً بعض الأخطاء، أن فلاناً أو فلاناً أيّد صدام حسين ودعم
صدام حسين بحرب الثماني سنوات على إيران.
مثلاً، في موضوع الكويت، ألم يدفع الشعب الفلسطيني، دُفّع الشعب الفلسطيني ثمن
عاصفة الصحراء وغزو الكويت واحتلال الكويت، صح خطأ، مَن هو مسؤول، بحث آخر. لكن أي
شيء سواء كان خطأً أو لم يكن خطأً كان يستغل لتحويل الشعب الفلسطيني إلى عدو لهذه
الشعوب، لإخراجه من وجدان هذه الشعوب، من عقولها، من قلوبها، من عاطفتها، من
اهتمامها، من دائرة المسوؤلية فيها.
وهذا الآن اليوم يُعمل عليه، يعني قبل الأحداث الأخيرة، معروف أن أكثر الشعوب أو
الدول بالحد الأدنى، التي كانت ما زال لها موقف إلى جانب فلسطين وشعب فلسطين وحركات
المقاومة، سوريا، العراق، إيران، اليمن، الشعب اليمني أيضاً، الشعب البحريني إلى
آخره، لكن الآن ما الذي يعمل بهذه السنين، يعمل أنه أيضاً، لا أريد أن أدخل
بالتفصيل، الموضوع يحتاج لدقة، أنا حريص أن لا أثير حساسية أحد، لكن أن أثير
انتباه، نعم هناك من يريد أن يقول لمن بقي مع فلسطين، من اللبنانيين والسوريين
والعراقيين والإيرانيين واليمنيين والبحارنة وغيرهم، أن هذا الموضوع ليس موضوعكم،
أنتم مشتبهون وليست هذه معركتكم، معركتكم حيث تتعرض وجوداتكم للخطر، منتبهين؟ هذا
الذي يعمل عليه الآن، هذا أخطر شيء يمكن أن يحصل.
كنا في الحروب السابقة التي تُشن على غزة أو على فلسطين نجد ولو تعاطف، نجد دموعاً،
نجد دعاء، لكن في الحرب الأخيرة وجدنا في الكثير من وسائل الإعلام العربية، كما قلت
"الشماتة"، بل تجرأ البعض ووصل إلى حد أن يخاطب نتنياهو ويقول له اسحقهم واذبحهم
واقتلهم. هذا مستوى كبير وهائل من الحقد تم الوصول إليه . هذا أيضاً عامل خطير ويجب
التوقف عنده.
هذا فيه مسؤولية على الفلسطينيين وغير الفلسطينيين، على غير الفلسطينيين مثلنا نحن،
بقية الشعوب العربية والإسلامية أن لا نجامل في هذا الأمر، أن لا نقبل هذا الأمر،
أن نقدم حقيقة الشعب الفلسطيني، الشعب المظلوم، الشعب المضطهد، الشعب الذي تحمّل
لعقود طويلة آلام ومعاناة وتحديات ترتبط بالأمة وليس به وحده. هذا الشعب المقاوم
الذي قدّم عشرات آلاف الشهداء، الذي يقضي خيرة شبابه الآلاف من شبابه وفتياته في
السجون، الذي يعيش في العراء، الذي يعيش في الشتات، هذا البعد الانساني، الأخلاقي،
الجهادي، التاريخي، التضحوي، الذي يمثّله الشعب الفلسطيني هو الصورة التي يجب أن
نقدمها أياً تكن الظروف وأياً تكن الأخطاء. وفي المقابل، الإخوة الفلسطينيون معنيون
بالانتباه وبالدقة وبالحذر وبالمراجعة وبالإدارة الدقيقة وبالإحاطة بكل المعطيات
وبالعمل على الحد من الخسائر، لأنهم في نهاية المطاف هم طليعة المعركة وهم الخط
الأمامي. إذا لم يكونوا هم في المعركة، هذه المعركة لا يمكن أن تصل إلى نتيجة، مهما
كان المساعد والمساند والعضد والداعم.
المسألة الأخيرة هي العمل الدؤوب الآن على الفتنة الطائفية والفتنة المذهبية، هذه
من الأخطار الكبرى اليوم، نعم هاتين السنتين والثلاث، يوجد مزاج عام كان عند مسيحيي
العالم العربي، مسيحيي الشرق عموماً، المزاج العام هو مزاج مؤيد للقضية الفلسطينية،
مؤيد للشعب الفلسطيني، يقف إلى جانب فلسطين ويعتبر إسرائيل عدواً وتهديداً. ما جرى
في هذه السنين وفي الأحداث الأخيرة حوّل هذا المزاج العام، وأعطى بعداً طائفياً
للمعركة، وأصبح أن الذي يمثل تهديداً للمسيحيين هم المسلمون، وهذا أكبر خطأ. لم
يجاهر أحد بعد في هذا الموضوع، ولكن في لحظة من اللحظات قد يجد حليفاً أو داعماً أو
مدافعاً أو حامياً أمام هذا الخطر التكفيري الذي لا يفرّق بين إنسان وآخر، والذي لا
يعطي لأحد نفساً أن يفكر أو يراجع أو أن يستعد وأن يقف.
أيضاً في البعد المذهبي ومحاولة تحويل ما يجري في المنطقة إلى صراع شيعي - سني يأكل
الجميع ويستنزف الجميع ويهّدم الجميع، هذا يحتاج إلى جهد.
في نهاية المطاف، أنا ما أقترحه: تشكيل إطار ما، ويمكن للإتحاد العالمي لعلماء
المقاومة أن يبادر هو ويشكل إطاراً نشارك فيه، حركات مقاومة وقوى أخرى ومراكز
دراسات ونخب، نتحدث عن الأسباب ونضع وسائل للعلاج، نعم نستطيع أن نعالج، نستطيع أن
نبذل جهداً .
قد لا نستطيع أن نستقطب الأمة كلها إلى هذه المعركة، لو استقطبنا نصفها، ربعها،
ثلثها، خمسها، "نحن نقبل بالخمس"، لو استقطبنا أي جزء من أجزائها هو أفضل من الواقع
المر والأليم والقاسي الموجود حالياً. يمكننا أن نعمل؟ نعم. وأنا لا أعتقد أن هذا
يحتاج إلى جهد طويل، كلنا في قلب المعركة، مؤتمرات كثيرة في الماضي، مراكز دراسات
كثيرة ناقشت هذه الأمور، يمكن أن نصل إلى محصلة قريبة ونضع خططاً ونوزع المسؤوليات.
أنا لا أقول إن الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة وحده يستطيع أن يعالج هذه الأساب،
نستطيع أن نوزع المسؤوليات، حكومات وحركات وشعوب وعلماء وأطر علمائية ونخب ووسائل
إعلام، نستطيع أن نبذل جهوداً في الحد الأدنى الأدنى إن لم نربح أحداً فلنحدّ من
الخسائر. أنا أدّعي أنه إذا استمرت الأمور كما هي الآن، نحن، يعني المعركة الأساسية
المركزية تواجه خسائر، يجب أن نعمل في الحد الأدنى للحد من هذه الخسائر.
في الختام، أيها الإخوة والأخوات، وأمام هذه التضحيات العظيمة لشباب وشابات فلسطين
وشعب فلسطين، نحن ندعو إلى مساندة حقيقية لهذه الانتفاضة الجديدة بعيداً عن كل
الاجتهادات والحساسيات والآراء والتعبئة السلبية والصراعات المستجدة، والخلافات
والنزاعات.
هذه الانتفاضة يجب أن ننظر إليها بحق أنها مؤهلة جداً في الحد الأدنى الأدنى للدفاع
عن المسجد الأقصى والمقدسات في بيت المقدس. قد لا تستطيع الآن أن تحرر فلسطين، لكن
نعم، يمكن لهذه الانتفاضة إذا استمرت وإذا دُعمت أن تفرض على حكومة العدو وعلى
رعاته وعلى سادته أن يبتعدوا عن المسجد الأقصى وأن يتجنبوا المسجد الأقصى وأن لا
يستمروا في تهديد هذا المقدس الديني والإسلامي. ومسؤولية حفظ المقدسات هي مسؤوليات
الأمة كلها. فإذا كان هؤلاء ينوبون عنا في الدفاع عن هذا المقدس وفي الحفاظ عليه،
فيجب علينا جميعاً أن لا نقصّر في بذل أي جهد لتقف وتستمر وتتواصل هذه الانتفاضة
ولتحقق ولو هذا الحد الأدنى من الأهداف، فضلاً عن الأهداف الدائمة والمفتوحة في
المعركة المفتوحة.
نحن نثق بالله عز وجّل، وبوعده القاطع والأكيد بالنصر للمجاهدين والصابرين
والمحتسبين والمرابطين ، ونؤمن بالخير المودع في أمتنا إلى يوم القيامة، وأن هذا
الصراع مآله ونهايته هو الانتصار الحتمي. المهم، أن نعمل لنكون ممّن يوفقهم الله
تعالى ليكونوا من صناع هذا النصر الآتي بحول الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
2015-11-07