مكيّة وهي ثلاث آيات
( بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ )
1- ( والْعَصْرِ ) اختلفوا في المعنى المراد من العصر، على أقوال: أقربها
أنه الوقت والزمان الذي تقع فيه الأفعال والحوادث، والسياق يعزز ذلك، فإن قوله
تعالى بلا فاصل: ( إِنَّ الإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) يشعر بأن الإنسان الخاسر هو
الذي لا يغتنم فرصة الوقت، ويبادر إلى عمل ينتفع به قبل فوات الأوان، ومن الحكم
الخالدة: الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما.
2- 3- ( إِنَّ الإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ ) المراد بالخسر هنا الخسر في الآخرة كما نطقت الآية 15 من الزمر:
« قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وأَهْلِيهِمْ يَوْمَ
الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ » وعليه يكون المعنى أن كل
ما يملكه الإنسان من غرائز ومواهب ومناصب، وكل جهد يقوم به أو ربح يكسبه في الحياة
الدنيا- فلا يغني عنه شيئا يوم القيامة إلا ما كان لوجه اللَّه والخير ويؤكد هذا
المعنى قوله تعالى: « فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ- 152 البقرة » ( وتَواصَوْا
بِالْحَقِّ ) أي أوصى بعضهم بعضا بفعل الواجبات وترك المحرمات ( وتَواصَوْا
بِالصَّبْرِ ) بالثبات على طاعة اللَّه، وتحمل المشاق والمكروه في سبيلها
وسبيله. ونقل عن الشافعي أنه قال: لو لم ينزل من القرآن سوى هذه السورة لكفت الناس.
التفسير المبين/ العلامة محمد جواد مغنية.
2015-09-01