يتم التحميل...

قضية المهدويّة قضية اعتقادية أساسية

الإمام المهدي (عج)

إنّ قضية المهدويّة هي في عداد المسائل الأصلية التي تدور في سلسلة المعارف الدينية العليا كقضية النبوّة مثلاً، حيث إنّ أهميتها ينبغي أن تقارن بأهمية النبوّة، لأنّ ذاك الشيء الذي تبشّر به المهدويّة هو نفس الأمر الذي جاء من أجله جميع الأنبياء عليهم السلام،

عدد الزوار: 31

إنّ قضية المهدويّة هي في عداد المسائل الأصلية التي تدور في سلسلة المعارف الدينية العليا كقضية النبوّة مثلاً، حيث إنّ أهميتها ينبغي أن تقارن بأهمية النبوّة، لأنّ ذاك الشيء الذي تبشّر به المهدويّة هو نفس الأمر الذي جاء من أجله جميع الأنبياء عليهم السلام، وانطلقت من أجله جميع البعثات، وهو عبارة عن إيجاد عالمٍ توحيديّ مبنيّ وقائم على أساس العدالة، وبالاستفادة من جميع الاستعدادات التي أودعها الله تعالى في الإنسان. ومثل هذا العصر هو عصر ظهور الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، هو عصر المجتمع التوحيديّ، عصر حاكمية التّوحيد، عصر الحاكمية الحقيقية للروحانية والدين على كل مجالات حياة البشر، وعصر استقرار العدل بمعناه الكامل والجامع، وهذا ما جاء الأنبياء عليهم السلام من أجله.

فإنّ جميع التحرّكات التي قام بها البشر في ظلّ تعاليم الأنبياء عليهم السلام - وطيلة هذه القرون المتمادية - هي تحركات نحو الجادّة العريضة المُعبَّدة التي ستكون في عصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف متوجهةً نحو الأهداف السامية حيث يسير النّاس عليها. فمثل هذه التحركات مثل جماعةٌ من النّاس يتحرّكون في الجبال والأودية والطرق الشاقة والصعبة والمنعطفات الخطرة تبعاً لإرشاد أشخاصٍ معيّنين من أجل أن يصلوا إلى تلك الجادّة الأساسية. فعندما يصلون إلى الجادّة الأساسية يُفتح الطريق أمامهم ويتبيّن الصراط المستقيم وتصبح الحركة عليه سهلة، ويمكن السير عليه بيسر.

فإذا وصلوا إلى تلك الجادّة الأساسية لن تبتلى هذه الحركة بالتوقّف، بل سيبدأون سعياً جديداً نحو الأهداف الإلهية السامية، وذلك لأنّ استعدادات البشر لا منتهى لها، وطوال هذه القرون المتمادية كان البشر يسيرون على هذه الطرق وعلى المنعطفات والطرق الصعبة والشاقة، وهم يواجهون الموانع المتعدّدة بأبدانٍ متعبة، وأقدامٍ مثخنة بالجراح من أجل أن يوصلوا أنفسهم إلى هذه الجادّة الأصلية، جادّة زمان الظهور. إنّه عالم الظهور الذي ستبدأ البشرية فيه حركتها.

فلو لم تكن المهدويّة، لكان معنى ذلك أنّ جميع مساعي الأنبياء عليهم السلام وكلّ هذه الدعوات والبعثات وهذه التضحيات والجهود المضنية ستكون بلا فائدة وتبقى بلا أثر. لهذا فإنّ قضية المهدويّة هي قضيةٌ أساسية وتُعدّ من المعارف الإلهية الأساسية.

وجميع الأديان الإلهية تقريباً ـ إلى الحدّ الذي وصلت إليه مطالعاتنا ـ لديها ما يمثّل اللبّ والمعنى الحقيقيّ للمهدوية، لكن بأشكالٍ تمّ تحريفها وأشكالٍ مبهمة دون أن يتّضح المراد منها بالدقة.


* من كتاب أمل الإنسان، سلسلة المسابقات الثقافية، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

2014-06-13