الشّيعة وعقيدة المهدويّة
الإمام المهدي (عج)
إنّ أصل المهدويّة هو محلّ اتّفاق جميع المسلمين. وفي عقائد الأديان الأخرى، يوجد أيضًا انتظار المنجي في نهاية الزّمان. فقد فهموا هذا المطلب أيضًا بنحوٍ صحيح في بُعدٍ من أبعاد القضيّة،
عدد الزوار: 461
إنّ أصل المهدويّة هو محلّ اتّفاق جميع المسلمين. وفي عقائد الأديان الأخرى، يوجد
أيضًا انتظار المنجي في نهاية الزّمان. فقد فهموا هذا المطلب أيضًا بنحوٍ صحيح في
بُعدٍ من أبعاد القضيّة، ولكن في البُعد الأساسيّ المتعلّق بتحديد ومعرفة الشّخص
المنجي، ابتُلوا بنقص المعرفة. والشّيعة يعرفون المنجي بالاسم والعلامة والخصائص
وتاريخ الولادة، من خلال الأخبار المسلّمة والقطعيّة عندهم (20/09/2005)
إنّ خصوصية اعتقادنا نحن الشّيعة هي أنّنا قد بدّلنا هذه الحقيقة في مذهب التّشيّع
من حالة الأُمنية والأمر الذهنيّ المحض، إلى حالة واقعيّة موجودة. الحقيقة هي أنّ
الشّيعة عندما ينتظرون المهديّ الموعود فإنّهم ينتظرون اليد المنجية تلك، ولا
يغرقون في عالم العقليّات بل يبحثون عن الواقعيّة وهي موجودة. وحجّة الله حيٌّ بين
النّاس وموجودٌ ويعيش فيما بينهم ويرى النّاس وهو معهم، ويشعر بآلامهم وأسقامهم.
وأصحاب السّعادة والاستعداد يزورونه في بعض الأحيان بصورة خفيّة. إنّه موجودٌ، هو
إنسانٌ واقعيّ مشخّص باسمٍ معيّن، له أبٌ وأمّ محدّدان وهو بين النّاس ويعيش
معهم.هذه هي خصوصيّة عقيدتنا نحن الشّيعة.
أولئك الّذين لا يقبلون هذه العقيدة من المذاهب الأخرى، لم يتمكّنوا في أيّ وقتٍ من
إقامة أيّ دليلٍ يقبل به العقل لردّ هذه الفكرة وهذه الواقعيّة.
فجميع الأدلّة الواضحة والراسخة، الّتي يُصدقّها الكثير من أهل السنّة أيضًا، تحكي
بصورة قاطعة ويقينيّة عن وجود هذا الإنسان العظيم، فهو حجّة الله، وهو الحقيقة
الواضحة والسّاطعة ــ بتلك الخصائص الّتي نعرفها، أنا وأنتم ــ وأنتم تُشاهدون هذه
الأمور في العديد من المصادر غير الشيعيّة.
فتاريخ ولادة الابن المبارك والمطهّر للإمام الحسن العسكريّ عليه السلام معروفٌ،
وكذلك والداه وأصحابه ومعجزاته، وقد منحه الله عمرًا طويلًا، وما زال. وهو تجسيدٌ
لتلك الأمنية الكبرى، لجميع أمم العالَم، وقبائله وأديانه وأعراقه عبر جميع العصور.
هذه هي خصوصيّة مذهب الشّيعة بشأن هذه القضيّة المهمّة.
* الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله، إنسان بعمر 250 سنة، مركز نون، بيروت، ط 2015م.
2016-07-15