خصائص الاعتقاد بالإمام المهدي عجّل الله فرجه
شعبان
أهنئ بمناسبة هذا العيد الكبير والمبارك ـ ولادة خاتم الأوصياء ولي العصر وصاحب الزمان أرواحنا له الفداء وعجل اللّه تعالى له الفرج ـ جميع الأخوة والأخوات الحاضرين في هذا اللقاء، وخاصة القادمين من أماكن بعيدة، وعلى الخصوص عوائل الشهداء
عدد الزوار: 207
خصائص
الاعتقاد بالإمام المهدي عجّل الله فرجه
المناسبة: الخامس عشر من شهر شعبان
مقتطفات من كلام الإمام السيد علي
الخامنئي دام ظلّه بمناسبة الخامس عشر من شهر شعبان المبارك ذكرى ولادة الإمام
المهدي عجّل الله فرجه :
"أهنئ بمناسبة هذا العيد الكبير والمبارك ـ ولادة خاتم الأوصياء ولي العصر وصاحب
الزمان أرواحنا له الفداء وعجل اللّه تعالى له الفرج ـ جميع الأخوة والأخوات
الحاضرين في هذا اللقاء، وخاصة القادمين من أماكن بعيدة، وعلى الخصوص عوائل الشهداء
والمعوقين والمضحّين، ولكل الشعب الإيراني والشيعة في العالم، وكل من يعاني في أية
بقعة في العالم من جور الحكومات المستبدّة ويتطلع إلى بصيص من الأمل.
يعتبر يوم النصف من شعبان واحداً من أهمّ أيام السنة والذي تصادف فيه ذكرى ولادة ذي
الجود المسعود بقية اللّه أرواحنا فداه، اضافة إلى ليلة ويوم النصف من شعبان، وهي
من أوقات التوجّه والتوسل إلى اللّه والابتهال إليه. ولهذه الليلة أعمالها وادعيتها
الخاصة، إذا وفقتم لأدائها لعلكم تحظون بالقبول عند اللّه، وعلى من اغفلها ولم
يلتفت إليها أن يتذكّر ويغتنمها في الأعوام القادمة في كل سنة.
لقد تعرّضت جميع العقائد البنّاءة لهجمات من خصومها: اعلموا أيّها الأُخوة والأخوات
ان هذه النقطة في غاية الأهمية! لاحظوا كم يجب علينا أن نكون متيقّظين اليوم! إذ
أنهم نقّبوا حتى في تعاليم الإسلام وأحكامه وحيثما وجدوا في الشرع المقدّس معتقداً
أو حكماً له تاثير ايجابي واضح وكبير في حياة ومستقبل الفرد والمجتمع والأُمة
الإسلامية وقفوا بوجهه وقاوموه بشكل أو آخر؛ لعلهم يستطيعون القضاء عليه، فان لم
يصلوا إلى غايتهم حاولوا التلاعب بمحتواه.
إن قضية المهدوية من القضايا الأساسية في الإسلام ولا ينفرد بها الشيعة دون سواهم،
وإنما تذهب الفرق الإسلامية بأجمعها إلى إن المهدي عجّل الله فرجه من النسل الطيّب
الطاهر لرسول اللّه صلّى الله عليه وآله وانه سيملأ العالم قسطاً وعدلاً وسيظهر
لإقامة دين اللّه وبسط الحق. كما ويعتقد غير المسلمين على نحو أو آخر بمستقبل مشرق
للبشرية يتحقق خلال قضية المهدوية.
أما الخاصية التي تتفرد بها العقيدة الشيعية في هذا المجال فهي عدم وجود أي غموض
فيها لأنَّ الشيعة يحيطون بكل تفاصيل هذا الموضوع وعلى معرفة تامة بشخصية المهدي
عجل الله فرجه الشريف؛ فنحن نعرف وليّنا وسيّدنا وإمامنا، وسيد العالمين؛ ونعرف
أباه وأمّه وتاريخ ولادته وكل ما يتعلق بولادته المباركة، وهنالك من نقلوا هذه
القضايا بأخبار صادقة موثّقة. وهذه الأمور كلّها واضحة لدينا ولا لبس فيها. ومعنى
هذا إننا على بيّنة بمن نحب وبمن نؤمن ونعتقد. كان إمامنا المعصوم، بقية عترة
الرسول وأهل البيت، قائماً طوال الأزمنة الأخيرة بين المجتمعات البشرية، وهو موجود
اليوم بين ظهرانينا؛ إلا ان الحكمة الإلهية اقتضت أن نعيش هذا الانتظار الكبير، وان
يعيش الإمام ذاته مثل هذا الانتظار أيضاً؛ انتظار ذلك اليوم الذي يظهر فيه بنهضة
كنهضة الأنبياء تنتهي بنصر ساحق على جبهة الكفر والنفاق، وينقذ العالم من الظلم
والجور والتمايز والتسلط والاستغلال؛ وسيأتي ذلك اليوم ويتحقق هذا الوعد.
-إن- أعدى أعداء هذه العقيدة، وأشدهم عداءً لشخصه منذ يوم غيبته، بل ومنذ يوم
ولادته، هم الظلمة الذين اقترنت حياتهم بالجور والتسلط، وهم مصرّون على مقته وعلى
مقت هذه الظاهرة الالهية وهذا السيف الرباني. كما ان المستكبرين والظلمة يعارضون
اليوم ويناوئون هذه الفكرة وهذه العقيدة، لمعرفتهم بأنَّ هذه العقيدة وهذا الحب
المغروس في قلوب المسلمين، والشيعة خاصة، يضيّق على مآربهم الجائرة.
أشرت في وقت ما الى ان المستعمرين حينما احتلوا شمال أفريقيا، قدّم لهم عملاؤهم
تقارير ــ وهي مدونة وموجودة ــ تفيد بأنَّ محاربة مثل هذه الشعوب في غاية الصعوبة،
وذلك بسبب اعتقادهم بالمهدوية.
الاعتقاد بالمهدي عجل الله فرجه مصدر فيض ونور وأمل: إن هذه العقيدة ستكون بالنسبة
للشيعة ــ فيما اذا فهموها على حقيقتها وتعاملوا معها كما ينبغي مصدر فيض ونور، كما
أنها توجب أيضاً على كل مسلم وعلى كل مؤمن بها وعلى كل شيعي أن يسعَ فكراً وعملاً
للحفاظ على علاقته المعنوية والفكرية بإمام زمانه، وتربية وتهذيب ذاته بالشكل الذي
يبعث الرضا في نفس هذا الإمام المعصوم الذي يحيط ــ بإذن اللّه وإرادته ــ بكل حركة
من حركاتنا؛ أضف إلى ذلك أن لهذه العقيدة آثاراً وخصائص ذات أهمية بالغة بالنسبة
لجميع الشعوب ومنها شعبنا، ومن أهم هذه الخصائص والآثار هو الأمل بالمستقبل. يعلم
كل شيعي أن بساط الظلم والجور والتسلط الموجود اليوم في العالم سيطوى ذات يوم ــ
وقد يكون قريباً جداً، أو قد يكون بعيداً، إلا انه على كل الأحوال سيأتي قطعاً ــ
ويوقن أن هذا الوضع الذي أوجده المستكبرون في العالم ــ من قبيل الضغط على كل من
ينطق بكلمة حق أو ينتهج سبيل الحق، وفرض ارادتهم الفاسدة على الشعوب ــ سينتهي يوماً
ما، وسيجد الطغاة والمستبدّون والقوى المتجبرة أنفسهم مضطرين للاستسلام أمام الحق
يوماً ما، أو ان يُزالوا عن طريق حركة الحق. وهذه حقيقة يؤمن بها كل مسلم، وكل شيعي
على وجه الخصوص".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
2014-06-06