يتم التحميل...

شخصية الإمام علي عليه السلام

رجب

نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك لولي الله الأعظم الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ولولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي (دام ظله) وللمجاهدين في المقاومة الإسلامية وللأمة الإسلامية جمعاء، بمناسبة ولادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) .

عدد الزوار: 300

شخصية الإمام علي عليه السلام
المناسبة: ولادة الإمام علي عليه السلام


نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك لولي الله الأعظم الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ولولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي (دام ظله) وللمجاهدين في المقاومة الإسلامية وللأمة الإسلامية جمعاء، بمناسبة ولادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) .

إن سر شخصية الإمام (صلوات الله وسلامه عليه) هو أنه عاش لله وفي سبيل الله بكل وجوده وفي جميع مراحل حياته، فقد كانت بداية حياته في بيت الله، ونهاية حياته في بيت الله، وحياته كلها جهاداً في سبيل ومع الله.

لقد فتح عينيه على الحياة مع الله، ورباه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلَّمه ورعاه، وفتح قلبه على الله والحق وتحمل المسؤولية، ويحدثنا أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) عن تلك الفترة من طفولته فيقول (صلوات الله وسلامه عليه): "وقد عَلمتُم مَوضِعِي من رسولِ الله ِبالقرابةِ القريبةِ والمنزلةِ الخَصيصةِ، وَضعَني في حِجْرِهِ وأنا ولدٌ يَضُمُّني إلى صدرِهِ، ويَكْنُفُني في فراشِهِ .. وكان يَمضَغُ الشَّيءَ ثم يُلْقِمُنيِهِ، وما وجدَ لي كِذبةً في قولٍ، ولا خَطْلةً ـ خطأ ـ في فِعل، ولقد قَرَن اللهُ بِهِ ـ أي بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ من لَدُنْ أنْ كان فطيماً أعظَمَ مَلَكٍ من ملائكتِهِ يَسلُكُ به طريقَ المكارمِ، ومَحاسنَ أخلاقِ العَالَم، ليله ونهاره؛ كنت أتَّبِعُهُ اتِّباعَ الفصيلِ أثَرَ أمِّهِ ـ أي كما يتبع فصيل الناقة الناقة، يتحرك إذا تحركت ويسكن إذا سكنت ـ، يَرفَعُ لي في كلِّ يومٍ من أخلاقِه عَلَماً ـ أي فضلاً ظاهراً ـ، ويَأمُرُنِي بالاقْتِداء بِهِ، ولقد كان يُجاورُ في كلِّ سنةٍ بِحِراءَ فأراهُ، ولا يَراهُ غَيري، ولم يجمعْ بيتٌ واحدٌ يومئذٍ في الإسلامِ غيرَ رسولِ الله و خديجةَ وأنا ثالثُهُما، أرى نورَ الوحيِ والرسالةِ وأشمُّ ريحَ النُبُوَّةِ".

وفي وصف الامام علي (ع) عن ضرار بن ضمرة: " دخلت على معاويةَ، قال : يا ضرارُ : صفْ لي علياً. فقلتُ : اعفِنِي، قال : بالله عليك إلا وصفتَهُ , فقال ضرار: أما إذْ لا بد، فإنه والله كان بعيدَ المدى ـ بعيد النظر ـ، شديدَ القوى، يقولُ فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلمُ من جوانبه، وتنطقُ الحكمةُ من نواحِيه، يستوحشُ من الدنيا وزهرتِها، ويأنسُ بالليلِ ووِحشتِه، وكان غزيرَ الدمعةِ، طويلَ الفكرة، يُعْجِبُهُ من اللباس ما خَشِن، ومن الطعام ما جَشُبْ, وكان فينا كأحدِنا، يُجيبنا إذا سألناهُ، ويأتِينا إذا دعوناهُ، ونحن والله مع تقريبِه إيانا وقربِهِ منا، لا نكادُ نكلمُهُ هيبةً له، يُعَظِّمُ أهلَ الدينِ، ويُقَرِّبُ المساكين. لا يَطْمَعُ القويُ في باطِلِه، ولا يَيْأسُ الضعيفُ من عدلِه, أشهد لقد رأيتُهُ في بعض مواقِفِه، وقد أرخى الليلُ سُدولَه، وغَارَتْ نجومَه، قابضاً على لحيتِه يتململُ تململَ السليم، ويبكي بكاءَ الحزين، وهو يقول : يا دنيا يا دنيا، إليك عني، أبي تعرّضْتِ أمْ إليَّ تشوّقْتِ، لا حانَ حِينُكِ ـ لا جاء وقت وصولك لقلبي ـ، هيهاتَ ! غرِّي غيري، لا حاجةَ لي فيكِ، قد طلقتُكِ ثلاثاً لا رجعةَ فيها، فعَيْشُك قصيرٌ وخطرُك يسيرٌ، وأملُك حقير، آهٍ من قلةِ الزاد، وطولِ الطريق، وبُعدِ السفر، وعظيمِ المَوْرد!".

يقول الإمام القائد (دام ظله الوارف): "يجب أن نروض أنفسنا لتكون شخصيتنا كشخصية علي (صلوات الله وسلامه عليه) ، من حيث السلوك الفردي، والعلاقة مع الله، والتعامل مع الناس في المجتمع، والتصرف فيما لدينا من أموال وإمكانات ووسائل من بيت المال، وفي الإخلاص في العمل لأجل المحرومين مادياً وفكرياً وعلمياً وعقائدياً، ومن حيث تعاملنا مع دين الله، يجب أن ندافع عنه، وكيف يجب أن نكون دقيقين تجاهه . . ليكن أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) أسوتنا في جميع هذه، ولنسعَ لنكون مثل ذلك الإمام، إذ كيف يمكن لأحد أن يدعي أنه من شيعة علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) ويكون أمير المؤمنين إمامه، بينما تكون علاقته القلبية مع الله ضعيفة، أو ليست مورد اهتمامه".

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2014-05-08