يتم التحميل...

الأسر

إضاءات عاشورائية

ومعناه القبض على بعض أفراد الجيش المعادي أثناء الحروب وأخذهم أسرى واسترقاقهم. وحدث مثل هذا في صدر الإسلام أيضا، إذا أخذ بعض الكفار أسرى، أو أن بعض المسلمين وقعوا في أسر المشركين.

عدد الزوار: 74

ومعناه القبض على بعض أفراد الجيش المعادي أثناء الحروب وأخذهم أسرى واسترقاقهم. وحدث مثل هذا في صدر الإسلام أيضا، إذا أخذ بعض الكفار أسرى، أو أن بعض المسلمين وقعوا في أسر المشركين.

وفي واقعة كربلاء، سبي عيال الإمام الحسين من بعد مقتله يوم العاشر من محرم وطافوا بهم البلدان (بحار الأنوار58:45) وعرضوهم في الكوفة والشام، وكان هذا العمل نقضا صريحا لأحكام الإسلام التي لا تجيز سبي المسلم وخاصة النساء. مثلما فعل علي عليه السلام في حرب الجمل ولم يأذن بأسر المسلمين، وأعاد عائشة إلى المدينة برفقة عدد من النساء.

حينما هجم بسر بن أرطأة على اليمن بأمر من معاوية أسر النساء المسلمات، وكان أسر عترة النبي في عهد الحكم الأموي انتهاكا لمقدّسات الدين إلى درجة أن أحد أهل الشام طلب من يزيد أن يهبه فاطمة بنت الحسين ليتخذها جارية إلا أنه واجه تحذيرا من زينب (تاريخ الطبري 353:4).

على الرغم من أن يزيد سبى عيال الإمام الحسين عليه السلام وسيّرهم من ولاية إلى أخرى بذلّة واستخفاف من أجل إشاعة الخوف لدى سائر الناس إلا أنّ سلالة العزة والشرف اتّخذت من حالة " الأسر" سلاح لمقارعة الباطل، والكشف عن الصورة الحقيقية للعدو وألقت الخطب والكلمات لفضحه وإفشال خطته وكانت خطبة زينب الكبرى والإمام السجاد في الكوفة والشام مثالا " للمواجهة في الأسر" وقد عابت زينب على يزيد سوء عمله الظالم ذاك على ما فيه من خروج على الدين وقالت: "أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نُساق كما تساق الأُسارى، أنّ بنا على الله هوانا... أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول سبايا قد هتكت ستورهنّ وأبديت وجوههنّ تحدو بهنّ الأعداء من بلدٍ إلى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل..."(مقتل الحسين للمقرم:264).

يمكن القول أن الإمام الحسين عليه السلام كانت له حسابات وتدابير دقيقة من اصطحاب النساء والأطفال معه إلى كربلاء ليكونوا من بعده رواة لمشاهد وآلام العشر من محرم وليكونوا واسطة رسالة دماء الشهداء ولكي لا يتسنىّ لحكومة يزيد إسدال الستار على تلك الجريمة الكبرى أو إبراز تلك القضية بشكل آخر، ولهذا السبب حينما سأل ابن عباس الإمام الحسين عن سبب اصطحابه النساء والأطفال إلى العراق قال: "قد شاء الله أن يراهن سبايا"(حياة الإٌمام الحسين عليه السلام 297:2-298).

وهذه -لا شك إشارة إلى تلك التدابير والحسابات. وكما ذكر المرحوم كاشف الغطاء: "لو قتل الحسين هو وولده، ولم يتعقبه قيام تلك الحرائر في تلك المقامات بتلك التحديات لما تحقق غرضه وبلغ غايته في قلب الدولة على يزيد" (حياة الإٌمام الحسين عليه السلام 297:2-298).

أثار سبي أهل البيت بتلك الصورة المأساوية، مشاعر الناس لصالح جبهة الحق وانتهت بضرر حكومة يزيد. وحولت خطب زينب والسجاد عليه السلام طوال فترة السبي لذة النصر العسكري إلى طعم مر كالعلقم لدى يزيد وابن زياد، وحالت دون تحريف التاريخ، وعلّمت عوائل الشهداء درسا في ضرورة أن تكون نصرة الحق من الشهداء بالدماء ومن ذويهم بإيصال رسالة ذلك الدم. فالشهداء يفعلون فعل الحسين، وذووهم يقفون مواقف زينب.


* موسوعة عاشوراء /المؤلف حجة الإسلام و المسلمين الشيخ جواد محدثي 2013-11-12