يتم التحميل...

فيما جرى بين عيسى (ع) وبين إبليس

النبي عيسى عليه السلام

خرجت امرأة من الجن تمشي على شاطئ البحر فإذا هي بإبليس ساجدا على صخرة صماء تسيل دموعه على خديه فقامت تنظر إليه تعجبا ثم قالت له ويحك يا إبليس ما ترجو بطول السجود فقال لها يا أيتها المرأة الصالحة ابنة الرجل الصالح أرجو إذا بر ربي عز وجل...

عدد الزوار: 296

الأمالي عن ابن عباس: خرجت امرأة من الجن تمشي على شاطئ البحر فإذا هي بإبليس ساجدا على صخرة صماء تسيل دموعه على خديه فقامت تنظر إليه تعجبا ثم قالت له ويحك يا إبليس ما ترجو بطول السجود فقال لها يا أيتها المرأة الصالحة ابنة الرجل الصالح أرجو إذا بر ربي عز وجل قسمه وأدخلني نار جهنم أن يخرجني من النار برحمته ووقوع إبليس في البحر إنما كان من سماعه دعاء عيسى.

و عن أبي عبد الله عليه السلام: أن عيسى عليه السلام صعد جبلا بالشام اسمه أريحا فأتاه إبليس في صورة ملك فلسطين فقال يا روح الله أحييت الموتى وأبرأت الأكمه والأبرص فاطرح نفسك عن الجبل فقال عيسى عليه السلام إن ذلك أذن لي فيه وهذا لم يؤذن لي فيه.

و في حديث آخر عنه عليه السلام أنه: قال إبليس لعيسى عليه السلام أ ليس تزعم أنك تحيي الموتى قال عيسى بلى قال فاطرح نفسك من فوق الحائط قال عيسى ويلك إن العبد لا يجرب ربه وقال إبليس يا عيسى هل يقدر ربك أن يدخل الأرض في بيضة والبيضة كهيئتها فقال إن الله لا يوصف بالعجز والذي قلت لا يكون هو مستحيل بنفسه كجمع الضدين.

و عن أبي جعفر عليه السلام قال: لقي إبليس عيسى ابن مريم فقال هل نالني من حبائلك شي‏ء قال جدتك التي قالت ﴿رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى إلى قوله الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ.

أقول: معناه أن جدتك لما قالت حين وضعت وضعها أمك ﴿وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ لم يكن فيك نصيب.

عيون الأخبار عن علي بن الحسين بن فضال قال: قلت للرضا عليه السلام لم سمي الحواريون الحواريين قال أما عند الناس فإنهم سموا حواريين لأنهم كانوا قصارين يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل وهو اسم مشتق من الخبز الحوارى وأما عندنا فسمي الحواريون حواريين لأنهم كانوا مخلصين في أنفسهم ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير قال قلت له فلم سمي النصارى نصارى قال لأنهم من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشام نزلتها مريم وعيسى بعد رجوعهما من مصر.

و عنه عليه السلام: سباق الأمم ثلاث لم يكفروا بالله طرفة عين علي بن أبي طالب عليه السلام وصاحب يس ومؤمن آل فرعون فهم الصديقون حبيب النجار مؤمن آل يس وحزقيل مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله وسلم وهو أفضلهم.

الكافي: قال عيسى ابن مريم عليه السلام يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة اقضوها لي قالوا قضيت حاجتك يا روح الله فقام فغسل أقدامهم فقالوا كنا نحن أحق بهذا يا روح الله فقال إن أحق الناس بالخدمة العالم إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم ثم قال عيسى عليه السلام عليكم بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر وكذلك في السهل ينبت الزرع لا بالجبل.

و فيه: أنه سئل أبو عبد الله عليه السلام ما بال أصحاب عيسى عليه السلام كانوا يمشون على الماء وليس ذلك في أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال إن أصحاب عيسى كفوا عن المعاش وإن هؤلاء ابتلوا بالمعاش.

و فيه عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت إنا لنرى الرجل له عبادة واجتهاد وخشوع ولا يقول بالحق فهل ينفعه ذلك شيئا فقال يا محمد إنما مثل أهل بيتي مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل كان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلا دعا فأجيب وإن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له فأتى عيسى ابن مريم عليه السلام ليشكو إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء قال فتطهر عيسى وصلى ركعتين ثم دعا الله عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه يا عيسى إن عبدي أتاني من قبل الباب الذي أوتي منه أنه دعاني وفي قلبه شك منك فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنشر أنامله ما استجبت له قال فالتفت إليه عيسى عليه السلام فقال تدعو ربك وأنت في شك من نبيه فقال يا روح الله وكلمته قد كان والله ما قلت فادع الله أن يذهب به عني قال فدعا له عيسى فتاب الله عليه وقبل منه وصار في أحد أهل بيته.

و في كتاب بحار الأنوار أن عيسى عليه السلام جمع بعض الحواريين في بعض سياحته فمروا على بلد فلما قربوا منه وجدوا كنزا على الطريق فقال من معه ائذن لنا يا روح الله أن نقيم هاهن ونحوز هذا الكنز لئلا يضيع فقال لهم أقيموا هاهن وأنا أدخل البلد ولي كنزا أطلبه.

فلما دخل البلد وجال فيه رأى دارا خربة فدخلها فوجد فيها عجوزا فقال لها أنا ضيفك في هذه الليلة وهل في الدار أحد غيرك قالت نعم لي ابن صغير مات أبوه وبقي يتيما في حجري وهو يذهب إلى الصحاري ويجمع الشوك ويبيعه ونتعيش به فلما جاء ولدها قالت له بعث الله لنا في هذه الليلة ضيفا صالحا تسطع من جبينه أنوار الهدى والصلاح فاغتنم خدمته وصحبته فدخل الابن على عيسى عليه السلام وأكرمه.

فلما كان في بعض الليل سأل عيسى عليه السلام الغلام عن حاله ومعيشته وغيره وتفرس فيه آثار العقل والاستعداد للترقي على مدارج الكمال لكن وجد فيه أن قلبه مشغول بهم عظيم فقال يا غلام أرى قلبك مشغولا بهم عظيم فأخبرني لعله يكون عندي دواء دائك.

فلما بالغ عيسى عليه السلام قال نعم في قلبي هم لا يقدر على دوائه إلا الله تعالى فقال أخبرني به لعل الله يلهمني ما يزيله عنك فقال الغلام إني كنت يوما أحمل الشوك إلى البلد فمررت بقصر ابنة الملك فنظرت إلى القصر فوقع نظري عليها فدخل حبها شغاف قلبي وهو يزداد كل يوم ولا أرى لذلك دواء إلا الموت فقال عيسى عليه السلام إن كنت تريدها أنا أحتال حتى تتزوجها.

فجاء الغلام إلى أمه وأخبرها بقوله فقالت أمه يا ولدي إني لا أظن أن هذا الرجل يعد بشي‏ء لا يمكنه الوفاء به فاسمع له وأطعه في كل ما يقول.

فلما أصبحوا قال عيسى عليه السلام للغلام اذهب إلى باب الملك فإذا أتى خواص الملك ليدخلوا عليه قل لهم أبلغوا الملك عني أني جئته خاطبا كريمته ثم ائتيني وأخبرني بما جرى بينك وبين الملك.

فأتى الغلام باب الملك فلما قال ذلك لخاصته ضحكو وتعجبوا من قوله ودخلوا على الملك وأخبروه بما قال الغلام مستهزءين به فاستحضره الملك.

فلما دخل على الملك وخطب ابنته قال الملك مستهزئا به لا أعطيك ابنتي إلا أن تأتيني من اللئالئ واليواقيت والجواهر كذ وكذ ووصف له ما لا يوجد في خزانة ملك من ملوك الدنيا فقال الغلام أنا أذهب وآتيك بجواب هذا الكلام فرجع إلى عيسى عليه السلام فأخبره بما جرى فذهب به عيسى عليه السلام إلى خربة فيها أحجار ومدر كبار فدعا الله تعالى فصيرها كلها من جنس ما طلب الملك وأحسن منها فقال يا غلام خذ منها ما تريد واذهب به إلى الملك فلما أتى الملك بها تحير الملك وأهل مجلسه في أمره وقالوا لا يكفينا هذا فرجع إلى عيسى عليه السلام فأخبره فقال اذهب إلى الخربة وخذ منها ما تريد واذهب بها إليهم فلما رجع بأضعاف ما أتى به أولا زادت حيرتهم وقال الملك إن لهذا شأنا غريبا فخلا بالغلام واستخبره عن الحال فأخبره بكل ما جرى بينه وبين عيسى وما كان من عشقه لابنته فعلم الملك أن الضيف هو عيسى عليه السلام فقال قل لضيفك يأتيني ويزوجك ابنتي فحضر عيسى عليه السلام وزوجها منه وبعث الملك ثيابا فاخرة إلى الغلام فألبسها إياه وجمع بينه وبين ابنته تلك الليلة فلما أصبح طلب الغلام وكلمه فوجده عاقلا فهما فلم يكن للملك ولد غير هذه الابنة فجعله الملك ولي عهده ووارث ملكه وأمر خواصه وأعيان مملكته ببيعته وطاعته فلما كانت الليلة الثانية مات الملك فأجلسوا الغلام على سرير الملك وأطاعوه وسلموا إليه خزائنه فأتاه عيسى عليه السلام في اليوم الثالث ليودعه فقال الغلام أيها الحكيم إن لك علي حقوقا لا أقوم بشكر واحد منه ولكن عرض في قلبي البارحة أمر لو لم تجبني عنه لم أنتفع بشي‏ء مما حصلتها لي فقال وما هو قال الغلام إنك قدرت على أن تنقلني من تلك الحالة الخسيسة إلى تلك الدرجة الرفيعة في يومين فلم لا تفعل هذا لنفسك وأراك في تلك الحالة فلما أحفى في السؤال قال له عيسى إن العالم بالله وبدار ثوابه وكرامته والبصير بفناء الدني وخستها لا يرغب إلى هذا الملك الزائل وإن لنا في قربه تعالى ومعرفته ومحبته لذات روحانية لا تعد تلك اللذات الفانية عندها شيئا فلما أخبر بعيوب الدني وآفاته ونعيم الآخرة ودرجاتها قال الغلام فلي عليك حجة أخرى لم اخترت لنفسك ما هو أولى وأحرى وأوقعتني في هذه البلية الكبرى فقال عيسى عليه السلام إنما اخترت لك ذلك لأمتحنك في عقلك وذكائك وليكون لك الثواب في ترك هذه الأمور الميسرة لك أكثر وأوفى وتكون حجة على غيرك فترك الغلام الملك ولبس أثوابه البالية وتبع عيسى عليه السلام فلما رجع إلى الحواريين قال فذا كنزي الذي كنت أظنه هذا البلد فوجدته والحمد لله.

الأمالي بإسناده إلى الصادق عليه السلام قال: إن عيسى ابن مريم عليه السلام توجه في بعض حوائجه ومعه ثلاثة نفر من أصحابه فمر بلبنات ثلاث من ذهب على ظهر الطريق فقال لأصحابه إن هذا يقتل الناس ثم مضى فقال أحدهم إن لي حاجة قال فانصرف ثم قال الآخر إن لي حاجة فانصرف ثم قال الآخر إن لي حاجة فانصرف فوافوا عند الذهب ثلاثتهم فقال اثنان لواحد اشتر لنا طعاما فذهب يشتري لهما طعاما فجعل فيه سما ليقتلهما كي لا يشاركاه في الذهب وقال الاثنان إذا جاء قتلناه كي لا يشاركنا فلما جاء قاما إليه فقتلاه ثم تغديا فماتا فرجع إليهم عيسى عليه السلام وهم موتى حوله فأحياهم بإذن الله تعالى ذكره ثم قال أ لم أقل لكم إن هذا يقتل الناس.

التوحيد بإسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال: لما ولد عيسى ابن مريم كان ابن شهرين فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده وجاءت به إلى الكتاب وأقعدته بين يدي المؤدب فقال له المؤدب قل بسم الله الرحمن الرحيم فقال عيسى عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم فقال المؤدب قل أبجد فرفع عيسى رأسه فقال وهل تدري ما أبجد فعلاه بالدرة ليضربه فقال يا مؤدب لا تضربني إن كنت تدري وإلا فاسألني حتى أفسر لك قال فسر لي فقال عيسى عليه السلام أما الألف فآلاء الله والباء بهجة الله والجيم جمال الله والدال دين الله هوز الهاء هول جهنم والواو ويل أهل النار والزاي زفير جهنم حطي حطت الخطايا عن المستغفرين كلمن كلام الله لا مبدل لكلماته سعفص صاع بصاع والجزاء بالجزاء قرشت قرشهم فحشرهم فقال المؤدب أيتها المرأة خذي بيدي ابنك فقد علم ولا حاجة له في المؤدب.

الأمالي مسندا إلى الصادق عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ومر عيسى ابن مريم عليه السلام بقبر يعذب صاحبه ثم مر به من القابل فإذا هو ليس يعذب فقال يا رب مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذب ثم مررت به العام فإذا هو ليس يعذب فأوحى الله عز وجل إليه يا روح الله أنه أدرك ولد صالح فأصلح طريق وآوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه قال فقال عيسى ابن مريم عليه السلام ليحيى بن زكريا عليه السلام إذا قيل فيك ما فيك فاعلم أنه ذنب ذكرته فاستغفر الله منه وإن فيك ما ليس فيك فاعلم أنها حسنة كتبت لك لم تتعب فيه وفي مواعظ المسيح عليه السلام يا علماء السوء ليس أمر الله على ما تتمنون وتتخيرون بل للموت تبنون الدار وللخراب تبنون وتعمرون وللوارث تمهدون وبحق أقول لكم إن موسى عليه السلام كان يأمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين وأنا أقول لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين ولكن قولو وأنعم الله يا بني إسرائيل عليكم بالبقل البري وخبز الشعير وإياكم وخبز البر فإني أخاف أن لا تقوموا بشكره.

علل الشرائع عن أمير المؤمنين عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: مر أخي عيسى ابن مريم عليه السلام بمدينة وفيها رجل وامرأة صالحين فقال وما شأنكما قال يا نبي الله إن هذه امرأتي وليس بها بأس فهي صالحة ولكني أحب فراقها قال فما شأنها قال هي خلقة الوجه من غير كبر قال لها إذا أكلت فإياك أن تشبعي لأن الطعام إذا تكاثر على الصدر فزاد في القدر ذهب بماء الوجه ففعلت ذلك فعاد وجهها طري وقال عليه السلام مر أخي عيسى عليه السلام بمدينة وإذا في ثمارها الدودة فشكوا إليه ما بهم فقال دواء هذا معكم وليس تعلمون أنتم قوم إذا غرستم الأشجار صببتم التراب ثم صببتم الماء وليس هكذا يجب بل ينبغي أن تصبوا الماء في أصول الشجرة ثم تصبوا التراب لكيلا يقع فيه الدود فاستأنفوا كما وصف فذهب ذلك عنهم وقال عليه السلام مر أخي عيسى عليه السلام بمدينة فإذا وجوههم صفر وعيونهم زرق فصاحوا إليه وشكوا ما بهم من العلل فقال دواؤه معكم أنتم إذا أكلتم اللحم طبختموه غير مغسول وليس يخرج شي‏ء من الدنيا إلا بجنابة فغسلوا بعد ذلك لحومهم فذهبت أمراضهم وقال عليه السلام مر أخي عيسى عليه السلام بمدينة وإذا أهلها أسنانهم منتثرة ووجوههم منتفخة فشكوا إليه فقال أنتم إذا نمتم تطبقون أفواهكم فتغلي الريح في الصدور حتى تبلغ إلى الفم فلا يكون لها مخرج إلى أصول الأسنان فيفسد الوجه فإذا نمتم فافتحوا شفاهكم وصيروه لكم خلقا ففعلوا فذهب عنهم ذلك.

قصص الراوندي بإسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إن عيسى ابن مريم عليه السلام قال إذا داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله تعالى وأبرأت الأكمه والأبرص بإذن الله وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله وعالجت الأحمق فلم أقدر على إصلاحه فقيل يا روح الله وما الأحمق قال المعجب برأيه ونفسه الذي يرى الفضل كله له لا عليه ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها فذلك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته.

و روي: أن عيسى عليه السلام مر مع الحواريين على جيفة فقال الحواريون ما أنتن ريح الكلب فقال عليه السلام ما أشد بياض أسنانه وقيل له لو اتخذت بيتا فقال يكفينا خلقان من كان قبلنا.

و روي: أن عيسى عليه السلام اشتد عليه المطر والرعد يوما فجعل يطلب شيئا يلجأ إليه فرفعت له خيمة من بعيد فأتاها فإذا فيها امرأة فحاد عنها فإذا هو بكهف في جبل فأتاه فإذا فيه أسد فوضع يده عليه وقال إلهي لكل شي‏ء مأوى ولم تجعل لي مأوى فأوحى الله تعالى إليه مأواك في مستقر رحمتي وعزتي لأزوجنك يوم القيامة مائة حورية خلقتها بيدي ولأطعم في عرسك أربعة آلاف عام يوم منها كعمر الدني ولآمرن مناديا ينادي أين الزهاد في الدنيا احضروا عرس الزاهد عيسى ابن مريم.

و روي: أن عيسى عليه السلام كوشف بالدنيا فرآها في صورة عجوز عتماء يعني منكسرة الثنايا عليها من كل زينة فقال لها كم تزوجت فقالت لا أحصيهم قال وكلهم مات عنك وكلهم طلقك فقالت بل كلهم قتلت فقال عيسى عليه السلام بؤسا لأزواجك الباقين كيف تهلكينهم واحدا واحد ولم يكونوا منك على حذر.

و قيل: بينما عيسى ابن مريم جالس وشيخ يعمل بمسحاة ويثير الأرض فقال عيسى عليه السلام اللهم انزع منه الأمل فوضع الشيخ المسحاة واضطجع فلبث ساعة فقال عيسى عليه السلام اللهم اردد إليه الأمل فقام يعمل بمسحاته فسأله عيسى عن ذلك فقال بينما أنا أعمل إذ قالت لي نفسي إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير فألقيت المسحاة واضطجعت ثم قالت لي نفسي والله لا بد لك من عيش ما بقيت فقمت إلى مسحاتي1.


1 _النور المبين / المحدّث العلامة الجليل نعمة الله الجزائري.

2012-11-29