حديث إسلام سلمان عليه الرحمة
وفاة سلمان المحمدي(رض)
في السنة الاولى من الهجرة وبالذات في جمادى الاولى منها، ـ كما قيل ـ كان اسلام سلمان المحمّدي، المعروف بسلمان الفارسي، رحمه الله، ورضي عنه، وحشرنا معه وفي زمرته، والذي كان قد هاجر من بلاده وتحمل المشاق الكثيرة، والمصاعب الكبيرة، حتى لقد ابتلى بالرق
عدد الزوار: 190
في السنة الاولى من الهجرة وبالذات في جمادى الاولى منها، ـ كما قيل ـ كان اسلام سلمان المحمّدي، المعروف بسلمان الفارسي، رحمه الله، ورضي عنه، وحشرنا معه وفي زمرته، والذي كان قد هاجر من بلاده وتحمل المشاق الكثيرة، والمصاعب الكبيرة، حتى لقد ابتلى بالرق وذلك في سبيل طلب الدين الحق، فهداه الله إليه، وكانت له المنة في ذلك عليه.
وحكاية كيفية وصوله إلى المدينة، وما جرى عليه قبل ذلك، طويلة، وفيها شيء من الاختلاف، ولسنا هنا بصدد التحقيق في هذا الاُمر..
ولكن ما لا شك فيه هو: أنّه قد استرقوه في سبيل ذلك، وأخذ إلى منطقة الحجاز، وبالتحديد إلى المدينة، ويقال: مكة، أو وادي القرى، ثم انتهى امره إلى المدينة.
وكان قد عرف: ان نبياً سيخرج، وأنه لا يأكل الصدقة، ويأكل الهدية، وبين كتفيه خاتم النبوة، فحينما.
التقى بالنبي صلى الله عليه واله في قباء قدّم إليه رطباً على أنها صدقة؛ فلاحظ: أن النبيّ قد أمر أصحابه بأن يأكلوا، ولم يأكل هو؛ لاُنها صدقة.
فعدها سلمان واحدة.ثم التقى به صلى الله عليه واله في المدينة، فقدم له ـ رطباً على أنها هدية، فلاحظ: أن النبي قد أكل منها هذه المرة، ثم التقى به في بقيع الغرقد، وهو في تشييع جنازة بعض أصحابه، فسلم عليه، ثم استدار خلفه؛ فكشف صلّى الله عليه وآله له عن ظهره، فرأى خاتم النبوة؛ فانكب عليه يقبله ويبكي، ثم أسلم، وأخبره بقصته.
ثم كان تحريره من الرق، حسبما سيأتي.
ويلاحظ هنا: أن سلمان لم يسلم بدافع عاطفي أو مصلحي، ولم يسلم أيضاً استجابة لضغوط عليه، أو لجو معين، وإنما دخل في الاسلام عن قناعة فكرية خالصة، وبعد أن هاجر في طلب الدين الحق، ولاقى الكثير من المصاعب والمتاعب، حتى ابتلي بالرق والعبودية، مع أنه كان من أول الاُمر مظهراً للشرك مبطناً للايمان، كما في بعض الروايات.
وذلك إن دلّ على شيء، فانما يدل على أن التدين أمر فطري؛ وأنه مما يدعو له العقل السليم، فعن هذا الطريق توصل سلمان إلى الايمان بالله، وبأنبيائه، وشرائعه.
* سلمان الفارسي والتحدي / المحقق السيد جعفر مرتضى _ اسلام سلمان.
2012-12-20