يتم التحميل...

إنشقاق القمر حقيقة قرأنية روائية

إضاءات إسلامية

إنشقاق القمر دليل على إمكانية إضطراب النظام الكوني، ونموذج مصغّر للحوادث العظيمة التي تسبق وقوع يوم القيامة في هذا العالم، حيث إندثار الكواكب والنجوم والأرض يعني حدوث عالم جديد، إستناداً إلى الرّوايات المشهورة التي ادّعى البعض تواترها.

عدد الزوار: 46
إنشقاق القمر دليل على إمكانية إضطراب النظام الكوني، ونموذج مصغّر للحوادث العظيمة التي تسبق وقوع يوم القيامة في هذا العالم، حيث إندثار الكواكب والنجوم والأرض يعني حدوث عالم جديد، إستناداً إلى الرّوايات المشهورة التي ادّعى البعض تواترها.

وشقّ القمر معجزة كبيرة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومع ذلك فإنّ بعض الأشخاص السطحيين يصرّون على إخراج هذا الحادث من حالة الإعجاز، حيث قالوا: إنّ الآية الكريمة ( إنشق القمر) تحدّثنا فقط عن المستقبل وعن أشراط الساعة، وهي الحوادث التي تسبق وقوع يوم القيامة...

فلقد غاب عن هؤلاء أنّ الأدلّة العديدة الموجودة في الآية تؤكّد على حدوث هذه المعجزة، ومن ضمنها ذكر الفعل (انشقّ) بصيغة الماضي، وهذا يعني أنّ (شقّ القمر) شيء قد حدث كما أنّ قرب وقوع يوم القيامة قد تحقّق ( حيث تقول الآية: اقتربت الساعة وانشق القمر )، وذلك بظهور آخر الأنبياء محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.

بالإضافة إلى ذلك، إن لم تكن الآية قد تحدّثت عن وقوع معجزة، فلا يوجد أي تناسب أو إنسجام بينها وبين ما ورد في الآية اللاحقة حول إفترائهم على الرّسول بأنّه (ساحر) وكذلك قوله: (وكذّبوا واتّبعوا أهواءهم) والتي تخبر الآية هنا عن تكذيبهم للرسالة والرّسول ومعاجزه.

إضافةً إلى ذلك فإنّ الرّوايات العديدة المذكورة في الكتب الإسلامية، والتي بلغت حدّ التواتر نقلت وقوع هذه المعجزة، وبذلك أصبحت غير قابلة للإنكار.1

يقول الفخر الرازي: "والمفسّرون بأسرهم على أنّ المراد أنّ القمر إنشقّ وحصل فيه الإنشقاق، ودلّت الأخبار على حديث الإنشقاق، وفي الصحيح خبر مشهور رواه جمع من الصحابة... والقرآن أدلّ دليل وأقوى مثبت له وإمكانه لا يشكّ فيه، وقد أخبر عنه الصادق فيجب إعتقاد وقوعه".2

1- الأمثل في تفسير الكتاب المنزل ج17ص278_279.
2- التّفسير الكبير، الفخر الرازي، ج29 ، ص28

2011-10-18