يتم التحميل...

وقت الصلاة وآدابها

الصلاة

و اذا دخل الوقت، استحضر انه ميقات جعله الله لك، لتقوم فيه بخدمته، و تتامل للمثول في حضرته، و الفوز بطاعته، و ليظهر على قلبك السرور، و على وجهك البهجة عند دخوله، لكونه سببا لقربك و وسيلة الى فوزك. فاستعد له بالطهارة و النظافة،

عدد الزوار: 41

الوقت

و اذا دخل الوقت، استحضر انه ميقات جعله الله لك، لتقوم فيه بخدمته، و تتامل للمثول في حضرته، و الفوز بطاعته، و ليظهر على قلبك السرور، و على وجهك البهجة عند دخوله، لكونه سببا لقربك و وسيلة الى فوزك. فاستعد له بالطهارة و النظافة، و لبس الثياب الصالحة للمناجاة كما تتاهب عند القدوم على ملك من ملوك الدنيا، و تلقاه بالسكينة و الوقار، و الخوف و الرجاء، و استحضر عظمة الله و جلاله، و عدم تناهي قدرته و كماله، و نقصان قدرك و مرتبتك، و عدم قابليتك للقيام بخدمته، و قصورك عن اداء وظائف طاعته.

آداب الصلاة

اذا اتيت ‏بالطهارة في مكانك، و هو ظرفك الا بعد، ثم في ثيابك، و هو غلافك الاقرب، ثم في بشرتك، و هي قشرك الادنى، فلا تغفل عن لبك و ذاتك، و هو قلبك، فطهره بالتوبة و الندم على ما فرط، و تصميم العزم على الترك في المستقبل، فطهر بها باطنك، فانه موضع نظر ربك.

ثم اذا سترت مقابح بدنك عن ابصار الخلق باللباس، فاخطر ببالك فضائح سرك التي لا يطلع عليها الا ربك، و طالب نفسك بسترها، و تحقق انه لا يستر عن عين الله ساتر، و انما يكفرها الخوف و الندم و الحياء، فتستفيد باظهارها في قلبك انبعاث جنود الخوف و الندم و الحياء من مكامنها، فتذل به نفسك، و يستكين تحت الخجلة قلبك، و تقوم بين يدي الله-تعالى- قيام العبد المجرم المسيى‏ء الآبق، الذي ندم فرجع الى مولاه، ناكسا راسه من الخوف و الحياء. قال الصادق عليه السلام: "ازين اللباس للمؤمن لباس التقوى، و انعمه الايمان، قال الله-تعالى-:"و لباس التقوى ذلك خير".

و اما اللباس الظاهر، فنعمة من الله-تعالى-تستر بها عورات بنى آدم، و هي كرامة اكرم الله بها ذرية آدم ما لم يكرم بها غيرهم، و هي للمؤمنين آلة لاداء ما افترض الله عليهم. و خير لباسك ما لا يشغلك عن الله-عز و جل-، بل يقربك من ذكره و شكره و طاعته، و لا يحملك على العجب و الرياء و التزين و التفاخر و الخيلاء، فانها من آفات الدين، و مورثة للقسوة في القلب. فاذا لبست ثوبك، فاذكر ستر الله عليك ذنوبك برحمته، و البس باطنك بالصدق كما البست ظاهرك بثوبك، و ليكن باطنك من الصدق في ستر الهيبة، و ظاهرك في ستر الطاعة. و اعتبر بفضل الله-عز و جل-، حيث‏ خلق اسباب اللباس ليستر بها العورات الظاهرة، و فتح ابواب التوبة و الانابة و الاغاثة ليستر بها عورات الباطن من الذنوب و اخلاق السوء. و لا تفضح احدا حيث ‏ستر الله عليك ما اعظم منه. و اشتغل بعيب نفسك و اصفح عما لا يعنيك حاله و امره.

و احذر ان يفنى عمرك بعمل غيرك، و يتجر براس مالك غيرك، و تهلك نفسك، فان نسيان الذنوب من اعظم عقوبة الله في العاجل، و اوفر اسباب العقوبة في الآجل. و ما دام العبد مشتغلا بطاعة الله-تعالى-، و معرفة عيوب نفسه، و ترك ما يشين في دين الله-عز و جل-، فهو بمعزل عن الآفات، خائض في بحر رحمة الله-عز و جل-، يفوز بجواهر الفوائد من الحكمة و البيان. و ما دام ناسيا لذنوبه، جاهلا بعيوبه، راجعا الى حوله و قوته، لا يفلح اذا ابدا"
1


1- جامع السعادات /النراقي ج2باب الصلاة

2011-10-06