يتم التحميل...

الموضوع: العمل معاً لتطبيق الإسلام، التحرر من الغرب تحقيقاً للاستقلال الكامل‏

خطاب

الحاضرون: جمع من النسوة المثقفات ومعلمات القرآن في مدينة كاشمر

عدد الزوار: 30

التاريخ 22 شهريور 1358 هـ. ش/ 21 شوال 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
المناسبة: ذكرى وفاة السيد طالقاني‏
الحاضرون: جمع من النسوة المثقفات ومعلمات القرآن في مدينة كاشمر

بسم الله الرحمن الرحيم‏

لقد غادرنا المرحوم السيد طالقاني مبيض الوجه. ويجب أن نعترف بأنه قد خدم وجاهد عمراً كاملًا قبل أن يغادرنا، ونحن أيضا علينا أن نفكر ماذا يجب أن نفعل قبل أن نرحل مثلما رحل المرحوم طالقاني.

دور النسوة في انتصار الثورة
لقد شاركنا جميعاً في هذه النهضة، وأنتنّ أيتها الأخوات العزيزات، كان لكن دور كبير في ذلك. وهذا يعني أن نزولكن إلى الشوارع وساحات القتال زاد من عزيمة الرجال وقوتهم، لقد كانت لكنّ مساهمة كبيرة في هذه النهضة، ولكننا لا نزال في أول الطريق، ولا زال أمامنا الكثير يجب تحقيقه. فهدفنا الأسمى لم يكن إسقاط محمد رضا أو قطع دابر الأجانب عنا، فإن ذلك كان عبارة عن مقدمة، أو اجتثاث شوكة من أشواك كثيرة تعترض طريقنا، وكان لابد لنا من اقتلاعها لكي نصل إلى هدفنا الأصلي، ألا وهو اقامة حكم الإسلام.

الجميع يسعى من أجل تحقق الإسلام‏
لقد صوتنا جميعاً للجمهورية الإسلامية، وأنتم قمتم بذلك أيضاً، ولكن مجرد التصويت غير كاف، صحيح أن التصويت قد جعل من بلادنا جمهورية ذات نظام إسلامي، ولكن عندما ننظر إلى واقع هذا الشعب المسلم نشعر بضرورة اضطلاع كل واحد منا بواجبه تجاه هذا الشعب. فبعد ذهاب المخربين باتت البلاد تعيش حالة من الفوضى وذهاب اللصوص لا يعني نهاية المشكلة. لقد جعلوا كل شي‏ء في البلاد متخلفاً. دمروا كل شي‏ء ومسخوا هوية الشعب وصادروا مصداقيته. كل شي‏ء في هذه البلاد مضطرب ومشوش وهذا لا يمكن إصلاحه بكلمة من رئيس الجمهورية الإسلامية، وإنما الإصلاح يتطلب العمل. اليوم نحن مكلفون أن نصلح هذه الخسائر التي أصابت بلدنا، سواء كانت خسائر معنوية أضرّت بشبابنا وشاباتنا، نتيجة الإعلام الفاسد الذي كانوا يقومون به، أو تلك الخسائر المادية التي‏ جرّت البلاد إلى الفقر تحت عنوان (الإصلاح الزراعي) وقادت المزارعين والبلد إلى الهلاك والضياع، وحتى أنهم قاموا بالحط من مستوى مدارسنا وثقافتنا ولم يسمحوا لهذه الثقافة أن تكون ثقافة سوية راقية. لذا فإن كل هذه الاضطرابات لا يمكن أن تزول إلا بجهود سواعدنا وسواعدكم وسواعد الحكومة، لأنه لا يمكن لأحد أن يقوم بهذه الوظيفة بمفرده، فإذا ما اتكلت النسوة على الرجال دون أن يقمن بعمل شي‏ء، أو إذا اعتقد الرجال أن يتنحوا جانبا ويتركوا ساحة العمل للنساء، أو إذا اعتقدت هاتين الفئتين أن على الحكومة إصلاح كل شي‏ء، وحتى إذا اعتمد هؤلاء الثلاثة على علماء الدين في حل المشاكل فلن يتحقق شي‏ء، وسيكون كل هذا وهم لا أكثر، فالأوضاع مضطربة جدا، والمصائب كثيرة، وعلى كل فرد أن يؤدي وظيفته على أحسن وجه من موقعه. فإذا كنتن في مكان تمارسن تعليم وتربية البنات الصغار، فمن الواجب عليكن القيام بالتربية على أكمل وجه، وإن كنتن في مكان للتبليغ فإن عليكن التبليغ بشكل صحيح، وكل فئة من الفئات في أي مكان كانت يجب عليها أن تقوم بواجبها على أكمل وجه.

يجب على الجميع القيام بعمله بشكل صحيح. فالأوضاع السابقة أفسدت كل شي‏ء، وجعلت وضع إداراتنا مخجل الى حد كبير، حتى الشباب تربوا تربية جعلتهم غير مبالين بالمشاكل التي حلت بهم.
تغيير الأوضاع من صيغتها الغربية إلى الصيغة الإسلامية لابد من اصلاح هذه الأمور اينما كانت وأياً كانت الفئة المسؤولة عنها. وعلى الجميع كل في مكانه وموقعه، أداء وظائفهم بشكل يتطابق مع مصالح الجمهورية الإسلامية، والمقصود أن تتحول الصيغة الغربية إلى الصيغة الإسلامية، فكل الأمور وحتى وقت قريب كانت تحمل طابعا غربيا. أما الآن وبعد أن أطحنا بالغرب وعملائهم في هذه البلاد، فلا يجب علينا أن نعود ونتبعهم مرة أخرى، أي لا يجب أن ننسى أنفسنا ونجري وراء المعسكر الشرقي أو الغربي. علينا أن نعي ذاتنا وهويتنا، وأن ندرك الاحتياجات الحقيقية لهذا الشعب. فعندما نلغي تبعيتنا وارتباطنا بالغرب، تلك التبعية التي أظهرت جامعاتنا وشبابنا وكل ما نملك بمظهر غربي، ونتلمس شخصيتنا وننجز أعمالنا بأنفسنا، سيتسنى لنا تحقيق استقلالنا وحريتنا. وأما إذا غفلنا عن هذه الحقائق، وبقينا على تخيلاتنا السابقة والطابع الغربي، فإن كل آمالنا بالاستقلال والحرية وتجسيد هويتنا الحقيقية، ستتلاشى.

المحاولات الغربية للحد من النمو الفكري والثقافي للايرانيين‏
علينا جميعاً أن نخلع الثوب الغربي وأن نغير أفكارنا وأفعالنا وثقافتنا وأوضاع محاكمنا التي هي من مخلفات الغرب، فالمحاكم التي راجت في عهد الطاغوت هي إحدى مخلفات الغرب ويجب أن نقوم بتغييرها، وأن نجد لها وضعاً جديداً. وكذلك الحال بالنسبة لثقافتنا. كل هذه الأمور التي كانت وسيلة للقضاء على شبابنا ما هي إلا من مخلفات الغرب، أي أن هذه الأمور كلها كانت أساليب للقضاء عليالرجال والنساء معاً وعوائق أمام النمو الإنساني لشعبنا. لقد قاموا بتهيئة الظروف كلها من أجل تحقيق أهدافهم هذه. ففي كل مكان وصلوا إليه كانوا ينشرون هذه الأمور، ففي السينما عملوا على تهيئة الأجواء لشبابنا كي ينفلتوا وراء أهواههم. علينا أن نغير ما في أنفسنا حتى نتمكن من الوقوف على أقدامنا ونعي أننا مجتمع شرقي وأننا نعيش في كنف الإسلام، وأن الإسلام هو منهجنا. حفظكن الله تعالى ووفقكن جميعاً لخدمة هذا البلد، فالبلد الآن بلدكن وتقع على عاتقكن صيانته والذود عنه. والسلام عليكم.


*صحيفة الإمام، ج‏9، ص: 385

2011-05-09