يتم التحميل...

الموضوع: الإسلام دين البناء

خطاب

الحاضرون: طلّاب جامعة إصفهان الصناعية

عدد الزوار: 97

التاريخ: 5 تير 1358 هـ. ش/ 1 شعبان 1399 هـ. ق‏
المكان: قم
الحاضرون: طلّاب جامعة إصفهان الصناعية

بسم الله الرحمن الرحيم

تزكية النفس الجهاد الأكبر

جاء الإسلام أساساً لبناء الحياة، ونظره لبناء الإنسان. الجهاد من أجل الحياة حياة الإنسان نفسه، وهو مقدّم على كل جهاد. لذا سمّاه الرسول الأكرم الجهاد الأكبر1. فالجهاد عظيم إذن ومشكل، وكل الفضائل تأتي بعده. الجهاد الأكبر هو جهاد الإنسان لنفسه الطاغوتية. وعليكم أيها الشبّان أن تشرعوا من الآن بهذا الجهاد، لا تدعوا قوى شبابكم تتبدّد، فكلما ذهبت قوى الشباب من الإنسان زادت جذور الأخلاق الفاسدة في الإنسان وتعقّدت، وصعب الجهاد. والشاب يستطيع أن ينتصر في هذا الجهاد سريعاً، ولا يستطيع الشيخ بلوغ هذا النصر بسرعة. لا تدعوا إصلاح أحوالكم يتدحرج من الشباب إلى الشيخوخة، فمن مكايد النفس التي تكيدها لصاحبها هذا الأمر وهو ما يقترحه الشيطان على الإنسان أن دَع إصلاح نفسك إلى آخر العمر، وتمتع بشبابك الآن، وتُبْ في آخر العمر. هذا طرح شيطاني تقدّمه النفس بتعليم الشيطان الأكبر.
فالإنسان يستطيع إصلاح نفسه ما دامت قوى شبابه وروحه اللطيف في منأىً عن جذور الفساد. أمّا إذا ضربت جذور الفساد في نفسه واشتدّتْ، فلا إمكان للإصلاح في ذلك الوقت. أنتم الآن مهيّأون أيّها الشباب لمجاهدة النفس وبنائها، وهذا الجهاد هو الجهاد الأكبر، لأنّه مبذول في بناء أنفسكم وهو مفيد لبلادكم، فكونوا خَدَمها، ويجب أن تبدأوا من هذه السنين بصناعة رجال ينقذون البلاد بكمالهم. إذا صنعتم أنفسكم هكذا، وجذَّرتم الفضائل الإنسانية فيها، فإنّكم منتصرون في ذلك الوقت في كل المراحل، وتستطيعون أن تنقذوا بلادكم، وأولئك الذين قادوا بلادنا إلى البَوار ارتكبوا ذلك لأنّ بناء أنفسهم كان مُتداعياً، فقد كانوا ذوي أخلاق فاسدة وعقائد فاسدة وأعمال فاسدة. ولو كانوا قد طهّروا أنفسهم، لَما خانوا الشعب ولا الإسلام.

الشبّان صانعو البلاد وخادمو الإسلام‏

اسعَوا أنتم إلى أن تخدموا الشعب والإسلام وأن يبلغ الجهاد الأكبر غايته إن شاء الله. وتكونوا ناساً كاملين إسلامياً وملتزمين أن تفيدوا أنفسكم وبلادكم وشعبكم.

أيّدكم الله إن شاء الله، وأبلغكم المراتب العليا، واليوم يومكم أيّها الشبّان لتكونوا القدوة في هذا السبيل، وخدمة الشعب هي خدمة الله طبعا، خدمة الناس خدمة الله، فخدمة عباده خدمته، وأنتم إن شاء الله موفّقون في هذه الخدمة. وأنا دائماً بانتظار لُقيا السادة، ولا مانع منها مِن جانِبنا، يجي‏ء ممثلُهم، أو هم أنفسهم. ونحن نخدم كلّ البشر وكلّ الشعوب ما استطعنا، وأملنا أن تكونوا أنتم أيضاً خَدَمَ الإنسانية والإسلام. أيّدكم الله جميعا.

* صحيفة الإمام، ج‏8، ص:
237,236


1- الكافي، ج 5، ص 12. راجع شرح أربعين حديثاً للإمام الخميني، الحديث الأول.

2011-05-08