يتم التحميل...

الموضوع: ادعياء حقوق الإنسان - الإمبريالية الإعلامية

خطاب

الحاضرون: ممثلات جمعية النساء الأجنبيات المقيمات في إيران (منظمة مؤيدة للجمهورية الإسلامية)، وصاحب امتياز وهيئة تحرير مجلة (لاله)

عدد الزوار: 67

التاريخ: 4 أرديبهشت 1358 هـ... ش/ 26 جمادى الأولى 1399 هـ... ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: ممثلات جمعية النساء الأجنبيات المقيمات في إيران (منظمة مؤيدة للجمهورية الإسلامية)، وصاحب امتياز وهيئة تحرير مجلة (لاله)

بسم الله الرحمن الرحيم‏

عدم إمكان الاطلاع على عمق جرائم الشاه‏
إنني أشكر السيدات المحترمات اللاتي يشاركننا في آلامنا، ويظهرن تأثرهن لهذه المصائب التي حلّت بإيران. ولكنني يجب أن أنبّه السيدات المحترمات إلى أنه لاأنتنّ ولا نحن مطلعون على كل جرائم الشاه، ولا حتى أولئك الذين كانوا قريبين منه. إن جرائم هؤلاء على مراتب ودرجات، فبعضها واضح، وقد شاهد الجميع هذه الجرائم والقتل والسحن وألوان التعذيب، التي انتقلت اخبارها إلى خارج السجون. وهناك مرتبة من الجرائم والخيانات اطّلع عليها وزراء الشاه والمقرّبون منه ونحن وأنتم لا علم لنا بها، وبعض الجرائم لا يعلم بها غير الشاه نفسه لأنه ارتكبها بنفسه.
إننا لا نستطيع الاطلاع على عمق جرائم وخيانات هذا الأب وابنه. غاية الأمر أنكم ... إن احداكن تعيش في ايران منذ 22 عاماً 1. ونحن أيضاً قد أمضينا كل عمرنا هنا، وقد أمضينا شطراً كبيراً من عمرنا في متابعة الأحداث، ومع ذلك فإننا لا نستطيع الاطلاع على عمق هذه الجرائم. والتاريخ أيضاً لا يستطيع أن يكتب عن عمق هذه الجرائم والخيانات. التاريخ إنما يسجل بمقدار ما معلوم. ولكن كثيراً من جرائم الشاه كانت وراء الستار بحيث أنه لم يطلع عليها غيره هو وأمثال كارتر.

أكاذيب وكالات الأنباء الاستعمارية
إنني أشكركن حيث قمتن بتأسيس جمعية لمشاركتنا في آلامنا والعمل على ايصال صوتنا. إننا مظلومون في العالم، لأن العالم كان مؤيداً للشاه الظالم وجميع الدول الأجنبية- إلاقليلًا منها- كانت مؤيدة له وتدعم ظلمه وجوره. إن شعبنا مازال مظلوماً حتى الآن وذلك لأن الكُتّاب الأجانب قد كذّبوا ورّوجوا الإشاعات وقدّموا صورة هذه الثورة في خارج إيران بشكل بدأ فيها شعبنا خلافاً لواقعه، وخلافاً لما تشاهدونه هنا.

إن من جملة ما كتبته الصحف الأجنبية هو أن الناس يُخرِجون الذين يُقتَلون ويُعدَمون من تحت التراب ويقومون بتقطيعهم إرباً إرباً! ... فتّشوا أنتم كل إيران فإذا عثرتم على شخص واحد قد فُعل ذلك، فلكم الحق بنسبة هذا إلى الجميع. ولكنني أعلم أن الكتّاب الأجانب أكثرهم، أو الكثير منهم، مأجورون لتلك الأجهزة. لقد شاهدوا أن الشعب الايراني وبفضل قوة الإيمان التي يملكها قد قام بنهضة أدت إلى قطع دابر الأسياد، وقطع الأيادي التي كانت تقدم لهم الدولارات، فقام هؤلاء بترويج هذه الدعايات بغرض الانتقام أو لإعادة الأوضاع السابقة طلباً للمنفعة.

إن جميع هذه الدعايات خلاف الواقع. انظروا إلى أحكام الإعدام التي تصدر هنا، وصنيعة الاشخاص المحكومين؟ من الجيد لو أنكم ترون هؤلاء الأشخاص وتطالعون ملفاتهم لتشاهدوا أن الذين صدر بحقهم حكم الإعدام وقد أُعدموا، هل أن جريمتهم اقتصرت على قتل انسان واحد؟ هل قتلوا عشرة أشخاص؟. هل ظلموا شعباً بأكمله؟ لقد ظلموا الشعب الايراني بأسره، وقد جعلوه يعاني من الكبت والحرمان طيلة مدة خمسين عاماً. لقد ارتكبوا جرائم كثيرة بحق هذا الشعب، ولولا وجود المحاكم لهجم الشعب بنفسه وقتلهم!
لقد ضبطت المحاكم عواطف الشعب. إن الشعب الذي شاهد شبابه يقتلون في الشوارع بأمر أمثال هؤلاء، بأمر الشاه، وأمر هويدا 2، وأمر نصيري 3، وأمثالهم، فإنه لا يتحمل أن يرى أمثال هؤلاء احياء.

ادعياء حقوق الإنسان في خدمة القوى العظمى‏
هؤلاء الذين ينادون بحقوق الإنسان، ويلطمون صدورهم الآن ويظهرون تأثرهم وتأسفهم على أمثال (هويدا)، هل هم أنصار حقوق الإنسان أم الدول العظمى؟
إذا كان هؤلاء أنصار حقوق الإنسان، فلماذا لم يعل صوتهم خلال فترة الخمسين عاماً الماضية وقد كان الناس هنا تحت التعذيب ويواجهون الإعدام وكانوا يضعونهم في مقلات الزيت فوق النار وينشرون أرجلهم بالمناشير؟ فيما علا صوتهم الآن وراحوا يبثون الدعايات؟! أليس الذين قُتلوا بشراً؟ أليس لهم حقوق؟ ألا تعني حقوق الإنسان أن أحداً إذا قتل آخر فلابد من الاقتصاص منه؟ فمن حقوق الإنسان أن يحق لذوي الضحايا الاقتصاص من هؤلاء. لكن الأمر المهم هو أن منظمات حقوق الإنسان هذه في خدمة القوى العظمى، وهذه المنظمات التي تنادي بحقوق الإنسان تريد أن تسحق حقوق الإنسان باسم حقوق الإنسان. إن هذه المنشورات وهؤلاء الصحفيين الذين ينشرون كل هذه الأكاذيب باسم حب الإنسانية، إنما يهدفون من ورائهما خدمة القوى العظمى، وسحق حقوق الإنسان.

فضيحة الأجهزة التي تنشر الأكاذيب‏
إنني بعد شكري لكم، المجموعة المجتمعة في إيران من أجل دراسة أوضاع شعبنا وبلدنا، أطلب منكم أن تدرسوا أوضاع إيران وتعكسوها كما هي عليه. ابحثوا هل إن الناس هنا يرتكبون المجازر بحق الأشخاص؟ هل يقوم هؤلاء الناس بإخراج الأجساد من المقابر وتقطيعها إرباً إرباً؟! هل يقوم الناس هنا بإحراقهم؟! حقّقوا في هذا الأمر وانظروا هل إن القضية قضية انتقام غير إنساني؟ أم إن المحاكم هي التي حكمت عليهم بالاعدام بعد أن ثبتت جرائمهم جميعاً. جميعهم ارتكبوا جرائم كثيرة، ولولا هذه المحاكم ولولا ضبط الناس بواسطة المحاكم لكان الناس قاموا بذلك بأنفسهم، لأن هؤلاء ارتكبوا المجازر بحق الشعب، وكانوا وراء احراق مجموعة كبيرة تقارب أربعمائة شخص في مدينة آبادان 4 الذين يحكم عليهم بالإعدام ليس أشخاص عاديين. انظروا إلى الأشخاص العاديين فقد تمّ إطلاق سراح ما يقارب ستمائة أو سبعمائه شخص لحد الآن، وذلك لأن جرمهم كان صغيراً. فالأشخاص الذين ارتكبوا جرائم هامشية يطلق سراحهم. أما الذين يحكم عليهم بالسجن أو يحكم عليهم بالاعدام فهم مجرمون وقد ارتكبوا جرائم كثيرة. غير ان طرح الموضوع في صحفكم الأجنبية كان بنحو أدى إلى أن يسي‏ء الشعب الايراني الظن بالأجانب وذلك بسبب هؤلاء الصحفيين وبسبب هؤلاء أدعياء حقوق الانسان.
اعملوا على فضح حقيقة هؤلاء وأعلنوا للشعب الايراني أيضاً بأن هؤلاء ليسوا من أنصار حقوق الانسان، بل هم أنصار حقوق القوى العظمى. إنهم ليسوا من أبناء أوروبا الشرفاء، إنهم مجموعة مأجورة.
على أي حال فإنني أشكركم على مساعيكم في مساعدة شعبنا في هذه القضايا الصعبة. إن الدعم الاعلامي هو من أكبر المساعدات التي يمكنكم تقديمها الآن. أشكركم ثانية. حفظكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

* صحيفة الإمام، ج‏7، ص: 85


1- إشارة إلى إحدى النساء الأجنبيات الحاضرات في الجلسة.
2- أمير عباس هويدا، رئيس وزراء في عهد محمد رضا بهلوي.
3- نعمة الله نصيري، رئيس المخابرات الايرانية.
4- إشارة إلى فاجعة إحراق سينما( ركس) في آبادان.

2011-05-01