يتم التحميل...

الموضوع: جواب (ممثلي) الحكومة الفرنسية حول حرية التعبير ونمط النشاط في فرنسا.

مقابلة

الحضور: (ممثلو) الحكومة الفرنسية 1

عدد الزوار: 74

التاريخ 20 آذر 1357 هـ. ش./ 10 محرم 1399 هـ.ق.
المكان: بأريس، نوفل لوشاتو
الحضور: (ممثلو) الحكومة الفرنسية 1

سؤال كلود شايه: لقد أرسلتني حكومتي للقائكم. وهي تقدم لكم خالص الاحترام. ويسعدني كثيراً أن فرصة لقائكم كانت من نصيبي.
لوزير ووزارة الخارجية اهتمام كبير بوجودكم في فرنسا. ودولة فرنسا ملجأ لجميع من يواجهون مشكلات.
وأنا ليس لدي أسئلة سياسية، وعملي في وزارة الخارجية مرتبط بأمور جميع الفرنسيين الذين هم في الخارج، وجميع الأجانب المقيمين في فرنسا أو الذين يعبرون الأراضي الفرنسية أوالذين يطلبون اللجوء.
وسبب حضوري هو أنني من القلة الذين يفهمون أوضاع الأجانب في فرنسا، ومعايير وأجراءات إقامتهم فيها في ظل هذا النحو الذي من المرجح أنكم تعرفونه عن النظام الفرنسي، وأنه ديمقراطي والشعب الفرنسي يستطيع أن يعبر عن أفكاره بحرية، وكذلك المواطنون الأجانب يستطيعون الاستفادة من هذه القوانين عندما يأتون إلى فرنسا.
تواجه الحكومة الفرنسية متاعب بسبب نشاطاتكم فوق الأراضي الفرنسية، وأدنى تلك المشكلات هي توضيح المسائل التي أعلنت من طرفكم. لقد درست حكومتنا تصريحاتكم البارحة بدقة متناهيه، ولهذا السبب أتيت إلى هنا اليوم. ففي تصريحاتكم البارحة أشرتم إلى ثلاثة أمور، هي: الدعوة إلى الإضرابات، والدعوة إلى هرب الجنود من الجيش، والدعوة إلى التمرد وايجاد البلبلة.
وتصريحاتكم في هذا الشأن تجاوزت حد حرية التعبير، فالقانون بالنسبة لكل الأجانب واحد، أياً كانوا، ومن أي مكان جاؤا، ولكل أجنبي مقيم في فرنسا أن ينتقد النظام السياسي لبلاده ونحن نعي ذلك ... ولكننا بإزاء مشكلة كبيرة، وهي الدعوة إلى التمرد وخلق الاضطراب والبلبلة في البلد .. فمن أبعد من بلاده وجاء إلينا يُمكن أن يصبح صديقنا أو بالعكس، لا فرق بين هؤلاء لدينا، وهم متساوون إزاء قوانيننا في كل المناسبات والأحوال.

وغايتي من لقائكم إبلاغكم انزعاج وعدم رضا الحكومة الفرنسية عن التصريحات التي أصدرتموها البارحة.
الإمام:
أنا أقدر الحكومة الفرنسية على أعطائنا الحرية بعد الصعوبات الأولية. ولأنّ الحكومة الفرنسية تقدس الحرية الدينية وحرية الإنسان أيضاً ننتظر منها الشئ نفسه لحرية التعبير طبعاً، ونحن نرى أنفسنا أحراراً.

حول انزعاجكم مما يتعلق بفرار الجند يجب أن نقول: قضية التجنيد كلما كانت شرعية والدولة قانونية ونابعة من إرادة الشعب لها أن تعلن الدعوة الى الخدمة، فيلبي المدعوون. وإيران مع الأسف ليست بذات مجلس قانوني ولا ملك قانوني ولا دولة قانونية. ومع ذلك يأتون بالجنود بالحراب.
ونحن نعتقد بأن الملك والحكومة مغتصبون وأن مصيرنا يجب أن يكون بأيدينا. وهؤلاء يحكمون بأسنّة الرماح. وجذر اختلافنا معكم هو في إعلاننا هذه القضية. فالجندي في الحكومة الغاصبة ليس جندياً، في الحكومة التي ملكها غاصب ومستول على جميع مصالح الشعب هو ملك عاص، لا الحكومة غاصبة. والنهضة المسلحة ليست شغباً، وإنما قمع للشغب.
وإذا كانت الحكومة الفرنسية غير راغبة في أن نبين حقنا، وأن لا نقول كلامنا والجميع أحرار في تبيان حقوقهم، فإننا ننتقل عنها مكرهين إلى مكان آخر.
سؤال- شايه: نحن لسنا في صدد الحكم بأن الشاه تصرف صحيحاً أم آية الله، نحن لا نريد أن ندخل في هذا المضمار.
الإمام:
أنتم لم تراجعوا سفارتكم في إيران نهائياً، لتعرفوا سبب هذه المجازر التي تحدث.
إنهم يقتلون ويأسرون ويسجنون وينفون الناس، وهنا تطلب منا الحكومة الفرنسية أن لا نتكلم، ولا نفضح فظائعهم، أهذه هي الحرية؟ اسمها حرية!
سؤال- نحن لا نريد أن يستنتج من كلامنا أننا لا نشعر بالأمور التي تحدث في إيران، يعني أننا نتحيز، ولكن اعملوا بما اشرنا إليه. فنحن وفي كل ظرف وأزمة نفرق بين الإنتقاد وبين تعبئة الشعب ودعوته إلى العصيان والتمرد.
الإمام:
أعتقد أن الحكومة الفرنسية مخطئة في هذا الأمر: قضية الدعوة إلى التمرد، قرار التمرد، الدعوة إلى الثورة المسلحة على التمرد هي لإخماد التمرد. الحكومة الفرنسية متحيزة للشاه، وهذا خطأ. يجب أن تقف إلى جانب الشعب، الشاه زائل، ولن يبقى، والشعب يبقى، والأساس هو الشعب. الشاه مجرم، ويسي‏ء لمكانة فرنسا أن تقف إلى جانب مجرم. فرنسا من الأحرار، وتطلب من المظلومين وأنصار الحرية أن لا يهتفوا، ليمارس الجناة أعمالهم الإجرامية، وهذا يخالف المصالح الفرنسية. على فرنسا أن تنظر إلى مصالحها المستقبلية.
سؤال- شايه: إنه لمن التهور اذا كنت أتعمد استمالتهم في القضايا التي يطرحونها، نحن في هذا الهدف الذي نتوخاه، لا نتكلم فقط على مصالح الدولة، بل نراعي القوانين، لنضمن أعلى مستوى من حرية التعبير. ونحن في ضوء جميع هذه الأمور نفهم ونأخذ بعين الاعتبار محبوبيتكم وقيادتكم. وفي النهاية سأحيط دولتي علماً بصدق مطالبكم.
الإمام:
أنتم ترون كيف أن الشعب الإيراني والجميع حتى العسكر يحترمون الفرنسيين الذين يذهبون إلى إيران، وهم يعرفون السبب، لأنني هنا وسأشرح مظالمهم.
أنا لا أرغب في أن يتغير هذا الوضع، فالأعمال التي تفتعلونها سيصل خبرها إلى إيران، ومن المرجح أن يغيروا رأيهم وأن لا أرغب في ذلك.
أنا ضيفكم، ومن الأفضل للحكومة الفرنسية أن تعيد نظرها، وأنا ارغب في أن تحيوا صداقتكم مع الشعب الإيراني.

شايه: الحقيقة هي أنني ما جئت للبحث في القضايا السياسية. معضلتنا هي معضلة الحكومة الفرنسية، أشكركم على الفرصة التي أتحتموها واستقبلتموني فيها.
نحن نكن لكم فائق الإحترام، لكن في جميع الأحوال ومن أجل ألّا تبقى بيننا نقطة مبهمة يجب أن أوضح لكم أننا لا نتراجع عن قوانيننا.
فهذه القوانين أعلى من الأفراد، ومع انتهاء الأمانة سأبلغ السلطات العليا مطالبكم، وسأتصل بكم مرة ثانية.

* صحيفة الإمام، ج‏5، ص: 142


1- اللقاء والحوار الثاني لمبعوثي الحكومة الفرنسية الرسميين مع الامام الخميني.
 

2011-03-25