يتم التحميل...

مراثي

شهادة الإمام الرضا(ع)

رثاء دعبل بن عليّ الخزاعيّ وغيره من شعراء اهل البيت عليهم السلام

عدد الزوار: 64

رثاء دعبل بن عليّ الخزاعيّ

من تائيّة دعبل الخزاعيّ التي أنشدها بمحضر الإمام الرضا عليه السلام:
 

 فأَسْبَلْتُ دَمْعَ العينِ بالعَبراتِ

 رسُومُ دِيارٍ أَقْفَرَتْ وَعِراتِ

 ومنزِلُ وَحْيٍ مُقْفِرُ العَرَصاتِ

 وبِالبيتِ والتَّعريفِ والجمَراتِ

 وحمزةَ والسَّجَّادِ ذي الثَّفِناتِ

 ولم تَعْفُ بالأيّامِ والسَّنواتِ

 سَليلِ رسولِ اللهِ ذي الدَّعَواتِ

 وللصَّومِ والتَّطهيرِ والحسَناتِ

 منَ اللهِ بالتَّسليمِ والزَّكَواتِ

 سبيلِ رشادٍ واضحِ الطُّرُقاتِ

 علَى أحمدَ الرَّوْحاتِ والغَدَواتِ

 أفانِينَ في الأقطارِ مُخْتَلِفاتِ

 وهُمْ خَيْرُ ساداتٍ وخيرُ حمُاةِ

 لقدْ شَرُفُوا بالفضلِ والبركاتِ

 بذِكْرِهِمْ لم يَقْبَلِ الصَّلواتِ

 وتُؤْمَنُ مِنْهمْ زَلَّةُ العثَراتِ

 وزِدْ حُبَّهُمْ يا ربِّ في حَسَناتي

 ودارُ زيادٍ أصبحَتْ عَمِراتِ

 وآلُ رسولِ اللهِ في الفَلَواتِ

 عليكم سَلامٌ دائمُ النَّفَحاتِ

 وإنِّي لَأَرْجُو الأَمْنَ عِنْدَ مماتي1

ذَكَرْتُ مَحَلَّ الرَّبْعِ منْ عرَفاتِ

وفَكَّ عُرَى صَبْري وَهاجَت صَبابَتي

مَدارِسُ آياتٍ خَلتْ منْ تِلاوة

لآلِ رسُولِ اللهِ بالخِيفِ منْ مِنى

دِيارُ عليٍّ والحسينِ وجعفر

دِيارٌ عفَاها جَوْرُ كُلِّ معانِد

دِيارٌ لِعبدِ اللهِ والفضلِ صنوِهِ

مَنازِلُ كانتْ لِلصَّلاةِ وللتُّقى

مَنازِلُ جِبريلِ الأمينِ يَحُلُّها

مَنازلُ وَحْيِ اللهِ مَعْدنِ علْمِهِ

مَنازلُ وَحْيُ اللهِ يَنْزِلُ حَوْلَها

فَأينَ الأُلَى شَطَّتْ بِهم غُرْبَةُ النَّوى

هُمُ آلُ ميراثِ النبيّ إذا انْتَمَوْا

مطاعيمُ في الإعْسارِ في كُلِّ مشهد

إذا لم نُناجِ اللهَ في صَلَواتِنا

أئمّةُ عدْلٍ يُهْتدَى بِهُداهم

فيا ربِّ زِدْ قلبي هُدىً وبصيرة

دِيارُ رسولِ اللهِ أصبحْنَ بَلْقعاً

وآلُ زيادٍ في القُصورِ مَصُونةٌ

فَيا وارِثي عِلْمِ النبيّ وآلِهِ

لَقدْ أَمِنَتْ نَفْسِي بِكُمْ في حيَاتِه


وعنه أنّه قال: جاءني خبر موت الرضا عليه السلام ، وأنا بقُم، فقلت قصيدتي الرائيّة
 

 ولا أَرى لِبنَي العبَّاسِ مِنْ عُذُرِ

بَنِي مَعِيطَ وُلاةَ الحِقْدِ والوَغَرِ

حتّى إذا اسْتَمْكَنُوا جازُوا علَى الكُفُر

 إِنْ كُنْتَ تَرْبَعُ مِنْ دِينٍ عَلَى وَطَرِ

 وقَبْرُ شَرِّهِمُ هذا مِنَ العِبَرِ

 عَلَى الزَّكِيِّ بِقُرْبِ الرِّجْسِ مِنْ ضَرَرِ

له يَدَاهُ فخُذْ ما شِئْتَ أَو فَذَرِ2

أَرى أُميَّةَ معذُورِينَ إِنْ قَتَلُوا

أَوْلادَ حَرْبٍ ومَرْوانٍ وأُسْرَتَهمْ

قَوْمٌ قَتلْتُمْ علَى الإسلامِ أَوَّلَهُمْ

إرْبَعْ بِطُوسٍ علَى قَبْرِ الزَّكيِّ بهِ

قَبْرانِ في طُوسَ خَيْرُ الناسِ كُلِّهِمُ

ما يَنْفَعُ الرِّجْسَ مِنْ قُرْبِ الزَّكِيِّ ولا

هَيْهاتِ كُلُّ امْرِئٍ رَهْنٌ بما كَسَبَتْ


قال أبو الفرج: أنشدني عليّ بن سليمان الأخفش، لدعبل بن عليّ الخزاعيّ، يذكر الرضا والسمّ الذي سقيه، ويرثي ابناً له، وينعى على الخلفاء من بني العبّاس
 

 عليه بِناءٌ جَنْدَلٌ وَرزِينُ

وإنِّي عَلَى رُغْمِي بِه لَضَنِينُ

لَأَسْبَلَ مِنْ عَيْنِي عليه شُؤُونُ

 لَهُمْ دُونَ نَفْسِي في الفُؤادِ كَمِينُ

 يُساهِمُ فيهِ مَيْتَةٌ ومَنُونُ

عليهمْ دِراكاً أَزْمَةٌ وسُنُونُ

 تَحكَّمَ فيهِ ظالمٌ وظَنِينُ

 وها ذاكَ مأْمُونٌ وذاكَ أَمِينُ

 ولا لِوَليٍّ بالأمَانةِ دِينُ

 لِهَذا رَزايا دُونَ ذاك مَجُونُ

 بطُوسٍ عليكَ السَّارِياتُ هَتُونُ

 فأَبْكِيكَ أَمْ رَيْبُ الرَّدَى فَيَهُونُ؟

 وإنْ قُلْتُ: مَوْتٌ أنّه لَقَمِينُ

 ويَلْقاكَ مِنْهُمْ كَلْحَةٌ وغُضُونُ

 مَعَالِمَ دِينِ اللهِ وَهْوَ مُبِينُ

 لَدَيَّ ولكِنْ ما هُناك يَقِينُ3

عَلَى الكُرْهِ ما فارَقْتُ أَحَمْدَ وانْطَوَى

وَأَسْكَنْتُهُ بَيْتاً خَسِيساً مَتَاعُه

ولَوْلا التَّأَسِّي بالنبيّ وأَهْلِهِ

هُوَ النَّفْسُ إِلَّا أَنَّ آلَ مُحَمّد

أضَرَّ بِهمْ إِرْثُ النَبيّ فأَصْبَحُوا

دَعَتْهُمْ ذئابٌ مِنْ أُمَيَّةَ وانْتَحَتْ

وعاثَتْ بنُو العبَّاسِ في الدِّين عَيْثَةً

وَسمَّوْا رَشِيداً ليسَ فِيهمْ لِرُشْدِهِ

فمَا قَبِلَتْ بالرُّشْدِ منهُمْ رِعايةً

رَشِيدُهُمُ غاوٍ وطِفْلاهُ بَعْدَهُ

أَلا أَيُّها القبرُ الغريبُ محلُّه

شَكَكْتُ فَما أَدْرِي أَمُسْقىً بشَرْبَةٍ

وأَيُّهُما ما قلتُ إِنْ قُلْتُ شَرْبَة

أيَا عَجباً مِنْهُمْ يُسَمُّونَكَ الرِّضا

أَتَعْجَبُ لِلْأَجْلافِ أَنْ يَتَخَيَّفُوا

لقَدْ سَبقَتْ فِيهِمْ بِفَضْلِكَ آيَةٌ


رثاء أشجع بن عمرو السلميّ4
 

 اسْمَعْ وأَسْمِعْ غَداً يا صاحِبَ العِيسِ

تَقْرا السَّلامَ ولا النُّعْمَى علَى طُوسِ

 رَوْعٌ وأَفْرخَ فيها رَوْعُ إِبْليسِ

 فَأيُّ مختَلِسٍ مِنَّا ومَخْلُوسِ

 لاقَى وجُوهَ رجالٍ دُونَهُ شُوسِ

 مِمَّا تُخَوِّفُهُ الأيّامُ بالبوُسِ

يا طُولَ ذلِكَ مِنْ نَأْيٍ وتَعْرِيسِ

ودُونَهُ عَسْكَرٌ جَمُّ الكَرَادِيسِ

والموتُ يَلْقَى أَبا الأَشْبالِ في الخيسِ

 إِلَى النبيّ ضِياءً غَيْرَ مَقْبُوسِ

 بِباسِقٍ في بِطاحِ المُلْكِ مَغْرُوسِ

مِنَ القواعِدِ والدُّنيا بِتَأْسِيسِ

 ولا لَطْمِ الخدُودِ ولا جَدْعِ المعَاطِيسِ

 لنا النُّعاةُ وأَفْواهُ القَراطِيسِ

 ما يَطْلُبُ الموتُ إِلَّا كُلَّ مَنْفُوسِ

رَمْساً كآخَرَ في يَوْمَيْنِ مَرْمُوسِ

 ما كانَ يَوْمُ الرَّدى عَنْهُ بِمَحْبُوسِ

 ويا فريسَةَ يَوْمٍ غَيْرِ مَفْرُوسِ

 لُبْساً جديداً وثَوْباً غَيْرَ مَلْبُوسِ

 تحتَ الهواجِرِ في تلكَ الأَمالِيسِ

لما تَقَايَسَها أَهْلُ المقايِيسِ

في مَنْزِلٍ برسُولِ اللهِ مَأْنُوسِ5

يا صاحِبَ العِيسِ يَحْدِي في أَزِمَّتِها

إِقْرا السَّلامَ علَى قبرٍ بطُوسَ ولا

فَقدْ أصابَ قلُوبَ المسْلِمينَ بها

وَأَخْلَسَتْ واحِدَ الدُّنيا وسَيِّدَها

ولَوْ بدَا الموتُ حتّى يَسْتَدِيرَ به

بُؤْساً لِطُوسٍ فما كانتْ مَنازِلُه

مُعَرَّسٌ حَيْثُ لا تَعْرِيسَ مُلْتَبِسٌ

إنَّ المنايا أنالتْهُ مخَالِبَها

أَوْفَى عليه الرَّدَى في خِيسِ أَشْبُلِهِ

ما زالَ مُقْتَبِساً مِنْ نُورِ والِدهِ

في مَنْبِتٍ نهَضَتْ فيهِ فُرُوعُهُمُ

والفَرْعُ لا يَرْتَقِي إِلَّا عَلَى ثِقَةٍ

لا يَوْمَ أَوْلَى بِتَخْرِيقِ الجيُوبِ

مِنْ يَوْمِ طُوسَ الذي نادتْ برَوْعَتِهِ

حَقّاً بأَنَّ الرِّضا أَوْدَى الزَّمانُ به

ذا اللَّحْظَتَيْنِ وذا اليَوْمَيْنِ مُفْتَرِشٌ

بِمَطْلَعِ الشَّمْسِ وافَتْهُ مَنِيَّتُهُ

يا نازِلاً جَدَثاً في غَيْرِ مَنْزِلِه

لَبِسْتَ ثَوْبَ البِلَى أُعْزُزْ عليَّ به

صَلَّى عليكَ الَّذِي قَدْ كُنْتَ تَعبُدُه

لَوْلا مُناقَضةُ الدُّنيا مَحاسِنَها

أَحلَّكَ اللهُ داراً غَيْرَ زائِلَةٍ


رثاء محمّد بن حبيب الضبّي
 

والغَيُّ في لَحْدٍ ثراهُ ضِرامُ

 لِعَذابِهِ ولأَنْفِهِ الإِرْغامُ6

قَبْرانِ في طُوسِ الهُدَى في واحِد

قُرْبُ الغَوِيِّ مِنَ الزَّكِيِّ مُضَاعِفٌ


رثاء عليّ بن أبي عبد الله الخوّافيّ
 

 ماذا حَوَيْتِ مِنَ الخَيْراتِ يا طُوسُ؟

شَخْصٌ ثوَى بسَناآبادٍ مَرْمُوسُ

 في رَحْمَةِ اللهِ مَغْمُورٌ ومَغْمُوسُ 

حِلْمٌ وعِلْمٌ وتَطْهِيرٌ وتَقْدِيسُ

 وبِالملائِكَةِ الأبرارِ مَحْرُوسُ7

يا أرضَ طُوسٍ سَقاكِ اللهُ رَحْمتَه

طابَتْ بِقَاعُكِ في الدُّنيا وطَيَّبَه

شَخْصٌ عَزِيزٌ عَلَى الإِسْلاَمِ مَصْرَعُه

يا قبرَهُ أَنْتَ قبرٌ قَدْ تَضَمَّنَهُ

فَخْراً فإنَّكَ مَغْبُوطٌ بِجُثَّتِهِ


رثاء ابن المشيّع المدنيّ
 

ما مِثْلُهُ في النَّاسِ مِنْ سِيّدِ

 وشَمَّرَ الموتُ بهِ يَقْتَدِي

 عليكَ مِنْهُ رائِحاً مُغْتَدِي

وكانَ كالنَّجْمِ بِه نَهْتَدِي 

 قَدْ حلَّ والسُّؤْدُدُ في مُلْحَدِ

 علَى انْقِراضِ المَجْدِ والسُّؤْدُدِ8

يا بُقْعةً ماتَ بها سَيِّدِي

ماتَ الهُدَى مِنْ بَعْدِهِ والنَّدَى

لا زالَ غَيْثُ اللهِ يا قَبْرَه

كانَ لنَا غَيْثاً بِهِ نَرْتَوِي

اانَّ عليّاً بْنَ مُوسَى الرِّضا

يا عَيْنُ فابْكِي بِدَمٍ بَعْدَه


رثاء أبي فراس الحمدانيّ
 

 وأَبْصَرُوا بَعْضَهُمْ مِنْ رُشْدِهِمْ وعُمُوا

 وَمْعَشرٌ هَلَكُوا مِنْ بَعْدِما سَلِمُوا

 ولا يَمِينَ ولا قُرْبَى ولا رَحِمُ9

باؤُوا بقَتْلِ الرِّضا مِنْ بَعْدِ بَيْعَتِهِ

عِصابَةٌ شَقِيَتْ مِنْ بَعْدِما سَعِدُو

لا بَيْعَةً رَدَعَتْهُمْ عَنْ دِمائِهِم


الشيخ سلمان البحرانيّ الملقّب بالتاجر

 

 فمِنَ الشَّوْقِ فُكَّ فيها الحَبِيسا

 ـشَ بِلَثمِ الأَعْتابِ ضُرّاً وبُؤْسا

 ففِناهُ يُجاورُ التقْدِيسا

 ضُمَّ فيه شَبِيهُ مُوسَى وعِيسَى

حِ فأَوْلَى يُتْلَى له مَرْمُوسا

 ـتَ إليها فلمْ ترَ التَّغْلِيسا

كُنْتَ أَظْهَرْتَها فكانَتْ شُموسا

 بَ حِدادٍ وأَمْسُ كانَتْ عَرُوسا

 فَسُعُوداً طَوْراً وطَوْراً نُحُوسا

 في عَزاها مِنْ كَسْفِها مَلْبُوسا

 فَأَرَتْنا بَعْدَ ابْتِسامٍ عُبُوسا

 غِيلَ فيهِ الكَلِيمُ وعيسى

 مَعْهَدُ الدَّرْسِ فيهِ عادَ دَرِيسا

 غَالَ نَفْساً أماتَ فِيها نُفُوس

 ـهِ بِطَمْسٍ مَعْقُولُها المَحْسُوسا

 ـهِ وتَنْعَى الدُّرُوسُ فيهِ الدُّرُوسا

 ـمُومِ فَتَّ الفُؤادَ مِنْهُ بِمُوسَى

 ـهُ له رَوْعَةً وافَى نُكُوسا

 أَلماً مِنْ جِراحَةٍ ليسَ تُوسَى

 ـلَ وأَرْضَى بقَتْلِه إِبْلِيسا

وَغَشَى يَثْرِبَ المُصَابُ وطُوسا

فِ عَلَى البُعْدِ ليسَ يَدْرِي العِيسا

 لاثِماً فاهُ وَهْوَ يُخْفِي رَسِيسا

 مَكْرُماتٍ تَفُوحُ عِطْراً نَفِيساً

 فيه في الدَّمْعِ كَمْ أَسَلْنَ نفُوسا

فارقَتْ فيهِ رَأْسَها والرّئِيسا

 سُ بِقَلْبِ الوُجودِ شَبَّتْ وَطِيسا

 حَيْثُ في فَقْدِهِ فَقَدْنَ طُروس10

إنْ تَكُنْ طُوسُ ذِي مَقَامَ ابْنِ مُوسَى

والْثِمِ الأَرْضَ بالشِّفاهِ ولا تَخْـ

واخْلَعِ النَّعْلَ إنْ دخَلْتَ عليه

ثمّ عَفِّرْ خَدَّيْكَ مِنْ حَوْلِ رَمْسٍ

واتْلُ ما قِيلَ فيهَ حَيّاً من المَدْ

وأَنارَتْ طُوسٌ بوجْهِكَ إِذْ جِئْـ

كَمْ بآفاقِها مَعاجِزُ غُرٍّ

فَعلامَ الخُطوبُ أَلْبَسْنَها ثَو

هَكَذا هَكَذا أَرَتْها اللَّيالِي

كُسِفَتْ شَمْسُها بها فتَردَّتْ

وخَبا نَيِّرُ النُّبُوَّةِ فِيها

غِيلَ فِيها الرِّضا عليّ ولكِن

خانَ فِيهِ المأمونُ عَهْداً وَثِيق

هَلْ دَرى أنّه بِسُمِّ ابْنِ مُوسَى

أَوَ يَدْرِي من العُلُوم دَهَى في

جَعَلَتْ تَنْدُبُ المعَالي مَعالي

ما لِذَاكَ الرُّمَّانِ والعِنَبِ المَسْـ

ما لِمَأْمُونِهَا فلا آمَنَ اللّـ

غادرَ الدِّينَ يَشْتَكِي في حَشاهُ

أَغْضَبَ اللهَ والملائِكَ والرُّسْـ

عَبسَ الكَوْنُ حِينَ زَلْزَلَ فِيهِ

فَأتَاهُ ابنُهُ كَرَدِّكَ للِطَّرْ

ثمّ حيَّاهُ وهْو يُبْدِي بُكاء

وقَضى نَحْبَهُ ومِلْءُ رِداهُ

فَتواصَتْ علَى البُكا أَرْمَلاتٌ

ونَعتْهُ رياسَةُ العَهْدِ لمَّ

وبِتَزْفارِها علَى مَوْتِهِ طُو

وعليه الأقلامُ عَضَّتْ ضُرُوس


رثاء الحجّة الشيخ محمّد حسين الأصفهانيّ
 

 فالعِزُّ كُلُّ العِزِّ في أَعْتابِهِ

 كَأنّه المِحْوَرُ والأَفْلاكُ

 وبُعْدِهِ عَنْ دارِهِ وغُرْبَتِهْ

 وَيْلٌ لِذاكَ الغادِرِ الخَؤُونِ

 وتاهَ في الغَيِّ وفي سَبِيلِهِ

 فَهلْ تَرى أَعْظَمَ مِنْ خِيانَتِهْ؟

 إِليهِ بالخِداعِ والتَّسْوِيلِ

 إلَّا بأَهْلهِ كَما في الذِّكْرِ

 في نَقْضِ عَهْدِهِ ونَكْثِ عَهْدِهِ

 كانَتْ لها نَتِيجةٌ مَسْمُومَهْ

 بأنّه أَحقُّ بالمَقامِ

خَوارِقٌ ليسَ لها نهايهْ

 أَمْضَى عَلَى الخَصْمِ مِنَ البَوارِقِ

 فإنّه نارٌ تُذِيبُ الجَسَدا

وَيْلٌ لِذاكَ الظّالمِ الغَشُومِ

 لَاسْوَدَّ وَجْهُ الدَّهْرِ بالبَوارِ

 وساخَتِ الأرضُ بِمَنْ عليها

وهْوَ غريبٌ بَلْ غرِيبُ الغُرَبا

فِداهُ نَفْسِي وأَبي وأُمِّي

 ناحَتْ عليه نفَحاتُ الأُنْسِ

 مِمَّا جَنَتْ بهِ يَدُ المَأْمُونِ

 حُزْناً فكيفَ لا يَنُوحُ الرُّوحُ؟

 بَلِ العُقولُ والنُّفُوسُ والمُثُلْ

 تَأَسِّياً بخِيرَةِ النِّسْوانِ

 والبَرُّ والبَحْرُ وأَطْباقُ الثَّرى

وكيفَ لا ومِنْهُ عَزَّ جارُهُ

 والحَجَرُ الأَسْوَدُ والمَقَامَ

 بِعِزَّةٍ عَنْ كُلِّ ما دَهَاها

 والمَلأُ الأَعْلَى عَلَى سَواءِ11

تَرى المُلوكَ سُجَّداً ببابِهِ

تَطُوفُ حَوْلَ قَبْرِهِ الأَمْلاكُ

تَبْكِي عَلَى مِحْنَتِهِ وَكُرْبَتِهْ

وَيْلٌ بَلِ الوَيْلاتُ لِلْمَأْمون

لَمْ يَحْفَظِ النبيَّ في سبيلِهِ

خانَ أمينَ اللهِ في أمانَتِه

أَخْرَجَهُ مِنْ مَهْبِطِ التَّنْزِيل

ولا يَحِيقُ المَكْرُ أيَّ مَكْر

ولَّاهُ عَهْدَهُ وجُلُّ جُهْدِهِ

فَيا لَها وِلايةً مَشْؤُومهْ

وبانَ مِنْ مآثِرِ الإمامِ

فَقدْ بدَتْ في مُدَّةِ الوِلايهْ

وكانَ ما يَبْدُو مِنَ الخَوارِق

فازْدادَ ذلِكَ الحقُودُ حَسَدَ

فاغْتالَهُ بالعِنَبِ المَسْمُومِ

لَوْلا رِضاهُ بالقَضاءِ الجارِي

ومادَتِ الأرضُ بِلَابِثِيه

قضَى شَهِيداً صابراً محتَسِب

تَقَطَّعَتْ أمعاؤُهُ بالسُّمِ

بَكَتْ عليه هاطِلاتُ القُدْسِ

ناحَ الأمينُ وهْوَ ذُو شُجُون

عليه سَيِّدُ الوَرى يَنُوحُ

ناحَتْ عليه الأنبياءُ والرُّسُل

ناحَتْ عليه الحوُرُ في الجِنان

بكَى عليه ما يُرَى ولا يُرَى

لقَدْ بكَى البَيْتُ ومُسْتَجارُه

وقَدْ بكاهُ المَشْعَرُ الحَرامُ

لِفَقْدِ عِزِّها ومَنْ حمَاه

بَلْ هُوَ عِزُّ الأرضِ والسَّماءِ


*غريب حرسان,سلسلة مجالس العترة,نشر جمعية المعارف الاسلامية,ط:2001م-1431ه-ص:83-98


1- الأربليّ: كشف الغمّة ج 3 ص 57
2- الصدوق: الأمالي ص 758, وعيون أخبار الرض عليه السلام ج 2 ص 281, وانظر: ياقوت الحمويّ: معجم البلدان ج 5 ص 50.
3- الأصفهانيّ أبو الفرج: مقاتل الطالبيّين ص 456.
4- قال أبو الفرج الأصفهانيّ: هكذا أنشدنيها عليّ بن الحسين بن عليّ بن حمزة, عن عمّه, وذكر أنّها لما شاعت غيّر أشجع ألفاظها فجعلها في الرشيد.
5- الأصفهانيّ أبو الفرج: مقاتل الطالبيّين ص 458, وقال في آخرها: "قال أبو الفرج: هذه القصيدة ذكر محمّد بن عليّ بن حمزة أنّها في عليّ بن موسى الرضا".
6- ابن شهرآشوب: مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 388.
7-الصدوق: عيون أخبار الرض عليه السلام ج2 ص 280
8-المصدر السابق.
9-ابن شهرآشوب: مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 405.
10- رياض المدح والرثاء ص 429
11-الأصفهاني الشيخ محمد حسين الأنوار القدسية ص 99

2012-01-10