النبي صلّى الله عليه وآله وتأسيس المجتمع الجهادي
صفر
نعزي الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف وولي الأمر في غيبته مدّ ظلّه العالي والمؤمنين لا سيما المجاهدين في الذكريات الحزينة التي حصلت في أواخر شهر صفر، ففي أواخر أيّامه استُشهد الإمامان الحسن المجتبى وعليّ الرضا عليه السلام، كما فجعت الأمّة في الثامن والعشرين منه بوفاة سيّد بني البشر محمّد بن عبدالله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
عدد الزوار: 218بسم الله الرحمن الرحيم
النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وتأسيس المجتمع الجهاديّالمناسبة: شهادة الإمامان المجتبى والرضا عليهما السلام ووفاة النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم
نعزي الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف وولي الأمر في غيبته مدّ ظلّه العالي والمؤمنين لا سيما المجاهدين في الذكريات الحزينة التي حصلت في أواخر شهر صفر، ففي أواخر أيّامه استُشهد الإمامان الحسن المجتبى وعليّ الرضا عليه السلام، كما فجعت الأمّة في الثامن والعشرين منه بوفاة سيّد بني البشر محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
● بيعة الجهاد
قام نبيُّ الإسلام صلّى الله عليه وآله وسلّم بتأسيس المجتمع الجهاديّ في المدينة مبتدئاً ذلك بالأسلوب الذي اتبعه في البيعة، ففي العقبة الثانية طلب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من المسلمين أن يمنعوه بما يمنعون به نساءهم وأبناءهم. وكانت ردّة الفعل منسجمة مع ما أراده صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ مدَّ البَّراء يده إلى رسول الله قائلاً: "بايعنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحروب ..." ووقف العباس بن عبادة ليقول: "والله الذي بعثك، إن شئت لنميلن على أهل منى غداً بأسيافنا". وبهذه البيعة وضع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حجر الأساس لبناء قوّة مقاتلة مهمتها حماية الدين في قبال ثمن عظيم طلبه القوم حينما قالوا: "فما لنا يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك"، فأجاب صلّى الله عليه وآله وسلّم: "الجنّة" فبايعوه بأجمعهم على ذلك".
● التسليح والتدريب
وابتدأ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالإعداد العسكريّ للمسلمين استجابة لقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ﴾(الأنفال:60) فأرسل إلى اليمن من يشتري الأسلحة إضافة إلى تصنيع السيوف والرماح من قبل بعض المسلمين المتخصّصين في ذلك. ووجّه رسول صلّى الله عليه وآله وسلّم المسلمين للتدرُّب على السلاح وكان يشرف على التدريب بنفسه لتشجيعهم عليه فكان ينادي بين صفوف المتدربين: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾(الطارق:10) ألا إن القوّة الرمي، ألا إنّ القوة الرمي، ألا إنّ القوة الرمي".
وكان صلّى الله عليه وآله وسلّم يشجّع المسلمين على الفروسيّة قائلاً: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة". وكان صلّى الله عليه وآله وسلّم يدفع المسلمين إلى التخصّص في رمي السهام قائلاً: "من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل رقبته محرَّرة". وتشجيعاً لصناعة الأسلحة والتدرُّب عليها، كان صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: "إنّ الله عزّ وجلّ ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر إلى الجنّة: صانع يحتسبه في عمل الخير، والرامي به ومنبِّله". ولم يكتفِ الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم بتشجيع القتال البري بل أيضاً شجع على ممارسة التدرب والقتال في البحر فعنه صلّى الله عليه وآله وسلّم: "غزوة في البحر خير من عشر غزوات في البّر، والمائد فيه كالمتشحط في دمه، ومن أجاز البحر فكأنّما أجاز الأودية جميعاً".
● التعبئة المعنويّة
وإضافة إلى التسلّح والتدريب، فقد حرص صلّى الله عليه وآله وسلّم على التعبئة الجهاديّة المعنويّة للمجتمع. فدعا الناس إلى إعانة المجاهدين قائلاً: "من أعان مجاهداً في سبيل الله أظلّه الله يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه". وبيَّن ثواب من لحقه شيء من أثر الجهاد فقال: "من اغبرَّت قدماه في سبيل الله حرَّمهما الله على النار". وأوضح مقام من جرح في معركة الجهاد قائلاً: "من جرح في سبيل الله ختم الله له بخاتم الشهداء له نور يوم القيامة ويأتي جرحه له لون الزعفران، وريح المسك يعرفه بها الأوّلون والآخرون". وأشاد بمن قتل في سبيل الله مبيِّنا ًفضله بقوله: "القتل ثلاثة: رجل مؤمن قاتل بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدوّ قاتلهم حتى يقتل فذاك الشهيد المفتخر في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيّون إلاّ بدرجة النبوة…".
2009-07-03