يتم التحميل...

عيد التحرير

خواطر جهادية

أعيا البلاغة، ما بلغت من الفدا وجلا الفصاحة من شموخك ما بدا وسما عن التشبيه، سيفك لامعاً يُبدي العزائم ثورة وتمرّدا

عدد الزوار: 33
أعيا البلاغة، ما بلغت من الفدا وجلا الفصاحة من شموخك ما بدا
وسما عن التشبيه، سيفك لامعاً يُبدي العزائم ثورة وتمرّدا
وعدا البيانَ بديعُ مجدك إذ دعا طير الإبا حتى أتاك مغرّدا
يا أيها الموهوب هبْني دُرّةً من علمك الموفور حتى أُرْشَدا
فاخرتُ روحَ الشعر أنك مُلهمي‏ لما رأيت المجد فيك تجسدا
وصعدتُ بالايحاء أملأُ ريشتي‏ من جمرة العلياء كي تتوقدا
زِدْني مِداداً وارتفِقْ فيراعتي‏ ظمأى ولم تبلغ إليك الموردا
إن كان حبّ‏ُ الثائرين سعادةً فعسى بمدحك أن أكون الأسعدا
سرّ دماؤك والهوى أُحْجِيَّة لو كان موتاً، كانت الدنيا سدى‏
أو كان لهواً، كيف يلهو عاشق‏ ورد الحتوف تشوّقاً وتوددا
الحرب تشهد كيف أججّت اللظى‏ في كَلْكَلِ الأعداء حتى أُخْمِدَا
إنْ يَنْسَكَ الطاغي فلستَ تسُرّهُ‏ أولست من أبكاه إذْ سُرَّ الردى‏
خضّبِت وجه الشمس حتى صُغْتَهُ‏ نصراً مبيناً في الزمان مخلدا
لا يومَ كالتحرير عزَّ مثيلهُ‏ فأضاف للأمجاد يوماً أمجدا
يوماً زها أيار فيه مكلّلا فكسوته حلل الكرامة فارتدى‏
فلئن تك الأعياد تصنع بهجةً فلقد تباهى العيد فيك وعيّدا
بأبي وأمي يابن حاضنة الإبا وسليل من ورثوا المعالي بالندى‏
ونجيدَ كل كريمة وقريحة تأبى بغير الحر أن تستنجدا
بأبي فديتك من أبيّ‏ٍ ضَيْغمٍ‏ وبما ملكتُ فديتُ هامَك واليدا
سلِمَتْ يمينك قد سلمتَ من الأذى‏ إذ لم تخاصمْ في يديك مهنّدا
وأبيت إلاّ أن تراه مجرّداً وأبيت إلا في العدى أَنْ يُغْمَدَا
فقذفتهم بالنار حتى زغردت‏ ورميتهم بالموت حتى غرّدا
مزقّت جَمْعَهُمُ فكان عديدُهُمْ‏ بالعهن مُنْبثّاً وكنت الأوحدا
هذي قلاعهم تنوء بصمتها هل طَابَ للفئران أن تستاسدا؟
عدوُّه جيشاً ليس يُقْهرُ مطلقاً لكنهم قُهِرُوا وباتوا خُرَّدَا
تعساً لأشباه الرجال وليتهم‏ كانوا بأحذية النساء المِسْرَدَا
عِفْتُ الفلاسفَ والمعاجم والحِجَى‏ وعدَلْتُ عنهم نحو شطّك مُنْشِدا
أمقاوم الظُلاَّم لولا ثورة في خافقيك فهل بلغنا الموعدا
فجبينك الوضاء أشعل ظلمتي‏ نوراً، غدوتَ سماءه والفرقدا
أولست من علمتّنا أن الدِمَا في تربة الأحرار تُؤتي السُؤْدَدَا
ونسجت فوق النهر جسرَ عبورهِ‏ للشامخات من المكارم تُفْتَدى‏
إنْ نام ليث والعرين مهدد قد يُعْذَرُ الذئبُ اللئيم إذا اعتدى‏
ما غضبة الأحرار إلا يقظة سكن الأمان جفونها وتوسدا
ترعى النسائم وردة بحنينها والريح تقتل في الجمال المشهدا
شِيَمُ الأكارم أن تجودَ بمهجةٍ لتعود بالأوطان أو تستشهدا
ما الموت في كنف الاباء خسارة لكنما الخسران أن نُسْتَعْبَدا
موتُ الفتى في الحرب احياء لهُ‏ وحياتُنا وسط الهوان هي الردى‏
لسوى الإله إذا انحنت هاماتنا هيهات تدركنا الأعادي سُجَّدا
من أيقظ الغدرانَ في بركانها تخبو اللظى إن لم تعانق موقدا
هذا الجنوب، وقد غدت فرسانهُ‏ رمزاً لكل الثائرين على العدى‏
لبنان فهنأ أن نصرك جامع‏ تُرْضي به عيسى المسيح وأحمدا
طوبى لمن ضحّى وجاهد مخلصاً حتى غدا لبنانُ حُراً سيدا

حسين علي قبيسي


* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 78-85.

2011-01-07