يتم التحميل...

ذكرى الإنتصار

خواطر جهادية

بِذِكرىَ الإِنتصار على الأعادي‏ ذَكَرتُ اللَّهَ دَيَّانَ العِبادِ لأَحمَدُهُ وأسألُهُ صَلاةً على الهادي وعِترتهِ الهوادي*

عدد الزوار: 30
بِذِكرىَ الإِنتصار على الأعادي‏ ذَكَرتُ اللَّهَ دَيَّانَ العِبادِ
لأَحمَدُهُ وأسألُهُ صَلاةً على الهادي وعِترتهِ الهوادي*
وَكُلّ‏ِ الأنبياءِ، وكلّ‏ِ داعٍ‏ وداعيةٍ إلى سبل الرشاد
بِعِيدِ الإِنتصارِ وأيّ‏ُ عِيدٍ صَنَعنا النَّصرَ فيهِ بِالجهاد
بعيد الإنتصار وكم دماءٍ كتبناهُ بها مثِلَ المِداد1
وكم فينا مِن الأبطال باعوا نفوسَهُمُ ليندحرَ المُعادي‏
للاستشهادِ يَحدوهُمْ غرَام‏ كما يهفو لِعذب الماء صادي2
فَأَولهم قصيرُ الاسم لَكنْ‏ طويلُ الباع في ساح الجلاد3
ومنهم إبنُ غندورٍ صلاح‏ سخيُ النفس بورك من جواد4
وراغبُ حرب شيخُهُمُ أَبى أَنْ‏ يُصافِحَ من له مَدَّ الأيادي5
وقال: إذن أكونُ بفعلِ هذا رضيتُ بالاحتلالِ والاضطهاد!!
وسيدهُمْ شريف موسوي‏ قيادي وأكرِمْ من قيادي6
وغيرُهُمُ المِئاتُ سَمَوا كشمسٍ‏ بدت فتبددت سُدفُ السواد
ولن اتي على ذِكرٍ لأَحيا لُيوثُ الغابِ في ساحِ الطِّراد
محدِّثهُمْ يَلينُ لَه حديث‏ وإنْ حانَ الضِّرابُ فَصِلّ‏ُ وادي7
هِيَ الأَوطانُ مُلْكُ مُحَرِّريها فَلَيسَ تُباعُ يوماً بالمزادِ
وليس تَليقُ بالجُبَنَا وفي مَنْ‏ غفى، استلقى، وأَخلدَ للرُّقادِ
قُبَيلَ الإِنتصارِ وَكَمْ شَهيدٍ روى دَمُهُ الثرى فَسَمَى كهادي8
وكم شِعرٍ كنارٍ في هشيم‏ سرى فَأشَبَّها ورْيُ الزَّناد9
هو الموزونُ خُذهُ ودَع حديثاً له اخترعَ العدوُ لحربِ ضادي10
قبيل الإِنتصار وَكم عُذِلنا مِن الأدنِينَ قرباً والبُعاد11
قبيل الإنتصار وكم فقيهٍ‏ لنا قال: البُدوا لَبدَ الجَمادِ12
وقالوا: البُندُقِيَّةَ لا تُقاوِمْ‏ صواريخاً مُحَكَّمَةَ السِّداد
فَكفُوا عَنْ قِتالِهِمُ وعِفُّوا فَنَصْر دونَهُ خَرْطُ القَتَاد13
فَخالَفَهُمْ قِيادِيونَ حازوا مِنَ الباري الهِدايةَ لِلرَّشادِ
وكان بنا أشَدَّ الناسِ فتكاً مِنَ العُمَلاءِ جُحَّادُ المبادي14
بِنا يتربصونَ ويَرَصُدونَ الـ تَّحَرُكَ في النِّجادِ وفي الوِهاد15
عُيون وَهيَ لِلأعداءِ عَين‏ الا عميت عيونُ ذَوى الفساد
جواسيس إذا مِنهمْ نَجوَنا لنا ذَلَّتْ صِعابُ الإِنقياد
وطابور يُثَبِّطُ مِنْ قُوانا ويُوهي عَزمَنا بِالإِنتقاد16
فكان مقابلَ الطابورِ هذا عِبادُ اللَّهِ أَكرِمْ مِنْ عباد
عِباد في الإله تذوب شوقاً كَشَوقِهِمُ إلى دَحرِ الأعادي‏
فحققنا بعون اللَّهِ نصراً صنعناهُ وَهُمنا بازدياد
بإيمانٍ وعزم واعتمادٍ على الباري، وجِدٍ واجتهاد
نَصَرْنا مَنْ عليهِ كان حقاً جوابُ الشَّرْطِ نصراً للعباد17
وللعملاء قلنا: قد عَفَونا فسيحوا حيث شئتم في البلاد18
فتلك وصِيَّةُ (المختار) فينا (وعيسى) وهي أُسّ‏ُ الإِعتقادِ19
أليس لصانعي ذا النصر حقّ‏ُ ال حِفاظ عليهِ أيضاً والذِّياد؟
فليس يَسوغُ نَزعُ سِلاحِ حقٍ‏ لِفتوى حاقدٍ أو لاجتهاد
فَإِنّ‏َ اللَّه قال لنا أَعِدّوا إلى الأعدا السِّلاحَ مَعِ العَتاد20
فإن جنحوا إلى سَلْمٍ فسِلْم‏ مَلي‏ء بالمحبة والوِداد21
وإن بدأوا بحرب فاقتلوهم‏ فإن الخِزيَ في حَربٍ لِبادي22
وإن عمدوا لِرَوْغٍ فاحذروهم وأَيدِيكم على أُمّ‏ِ الزِّناد23
فإن الغدر في دمهم أَصيل‏ سَلِ التاريخَ يُغنِ عن السِّناد
وأمريكا نحذر مع أوروبا وإسرائيلَ رائدةَ العِناد
لَهُمْ ولكل جبارٍ: كفى في‏ عيون الناس من ذَرِّ الرَّماد
فإِن تَخدَعْ عَضَارِطَةً صِغاراً فَلَسْتَ بخادع كُلّ‏َ السَّواد24
إذا داعي الجهادِ غداً دعانا لبسنا الدِّرعَ من تحتِ الفؤاد25
نِساء، مَعْ رجالٍ، مَعْ شيوخٍ‏ وأطفالٍ، تضيق بها البوادي‏
نُفوسَهُمُ الأبِيَّةَ يُرخِصوها فِدى الأوطانِ إن نادى المنادي‏
وكُلُّهمُ على الأعداءِ نار إذا ما صيح: (حَيّ‏َ على الجهاد)

حسين عبد الكريم مغنية

* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 86- 95.


* الهادي: النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

1- المداد: الحبر.

2- صادي: عطشان.

3- الاستشهادي أحمد قصير فجر نفسه بسيارته بتاريخ 11-11-1982 في بناية يحتلها الحاكم العسكري في صور - البص قرب مستشفى جبل عامل مؤلفة من إحدى عشرة طبقة فانهارت بمن فيها.

4- الشهيد صلاح غندور استشهد في 25-4-1995 حيث فجر نفسه بسيارة مليئة بالمتفجرات في مركز ال17 في بنت جبيل.

5- فضيلة الشيخ راغب حرب استشهد في بلدته جبشيت غدراً بتاريخ 16-2-1984 وهو صاحب القول الذي ذهب مثلاً (الموقف سلاح والمصافحة اعتراف).

6- سماحة السيد عباس الموسوي الأمين العام لحزب اللَّه استشهد بتاريخ 16-2-1992 بذكرى الشيخ راغب حرب بعد أن لاحقته مروحية صهيونية بقذائفها واستشهد معه زوجته أم ياسر وولدهما حسين واخرون. وشريف من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

7- الفصل نوع من الأفاعي لسعته تقتل لساعتها.

8- سمى كهادي: تُعطي معنيين: الأول أنه علا كبدر يهدي نورُه الاخرين. والثاني: يعني الشهيد هادي نصر اللَّه ابن الأمين العام لحزب اللَّه سماحة السيد حسن نصر اللَّه. استشهد في ساحة المعركة وهو يقاتل الصهاينة في جبل الرفيع بتاريخ 12-9-1997.

9- فأشبهاوري الزناد: أضرمها قدح الزناد وهو ما يتطاير منه من شرر.

10- الشعر العمودي المقفى. وقد استحدثوا نوعاً سموه الحديث دون وزن أو قافية ويفتقد للجرس الموسيقي. وأحياناً يكون فاقداً حتى لمعناه. وضع لمحاربة لغة الضاد وهي اللغة العربية.

11- العذل: اللوم.

12- كناية عن عدم التحرك للحرب والدفاع عن الأوطان.

13- يقال للشي‏ء المستحيل أو شبه المستحيل: دونه خرط القتاد. وهو شجر صلب له شوك كالإبر.

14- الجواسيس.

15- النجاد: الجبال، والوهاد: الأرض المنخفضة.

16- يقال الطابور الخامس: جماعة من المواطنين تساعد العدو.

17- إشارة للايات الكريمات الأولى: (يا أيها الذين امنوا إن تنصروا اللَّه ينصركم ويثبت أقدامكم). الاية 7 من سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم والثانية: (ولينصرن اللَّهُ من ينصرهُ إن اللَّه لقوي عزيز) الاية
40 من سورة الحج. والثالثة: (وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين) الاية 47 من سورة الروم.

18- لم تتعرض المقاومة الإسلامية للعملاء وقد كان العالم كله يتوقع ذلك رغم فتكهم وقتلهم للمئات.

19- المختار: النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من خطبته بعد فتح مكة قال: ماذا تظنون أني فاعل فيكم؟ قالوا: خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت. قال: لا تثريب عليكم اليوم، إذهبوا فأنتم الطلقاء. (عن السرية الحلبية، ج‏3، ص‏49). وكذلك شريعة النبي عيسى عليه السلام.

20- الاية 60 من سورة الأنفال تقول: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو اللَّه وعدوكم).

21- إشارة للاية 61 من سورة الأنفال وقد جاءت هكذا: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على اللَّه.

22- جاء في الاية 191 من سورة البقرة: (فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين). وجاء في نهج البلاغة للإمام علي عليه السلام ص‏676، م الأعلمي: لا تدعون لمبارزة، وإن دعيت إليها فأجب، فإن الداعي باغٍ والباغي مصروع.

23- الروغ: من المراوغة المخاتلة. والزِّناد مكان الضغط على البندقية لإطلاق النار.

24- عضارطة: جمع عضروط وهو العامل على إملاء بطنه. والسواد: الكم الأكبر من الناس.

25- كناية عن تلبية نداء الجهاد، والشجاعة وعدم الخوف.

2011-01-07