يتم التحميل...

سكران غصن الهوى‏

خواطر جهادية

سكرانُ غصنُ الهوى؟ لا تسألوا الغابا لمّ‏َ السّناءَ ورشّ‏َ العطرَ أطيابا نشوانُ عانقَ من راحِ الفدا مُهَجاً صارتْ هي الشّدوَ لمّا بالثّرى ذابا

عدد الزوار: 30
سكرانُ غصنُ الهوى؟ لا تسألوا الغابا لمّ‏َ السّناءَ ورشّ‏َ العطرَ أطيابا
نشوانُ عانقَ من راحِ الفدا مُهَجاً صارتْ هي الشّدوَ لمّا بالثّرى ذابا
صارتْ هي الطّيرَ غَنّى في مراتعهِ‏ لحناً منَ العشقِ كان العشقُ غلاّبا
ثمّ ارتمى في عيونِ الوجدِ إذ همسوا يا ويحَهُ! مغرم من بعدِ أن شابا؟
رُحماكَ ربّي، وهل أوزعْتَ مَنْ عشقوا في خافقِ الصّدرِ أعذاراً وأسبابا؟
أُمْ هل منعْتَ الهوى عن قلبِ عاجزِهِ؟ أمْ هل رميْتَ على الأبصارِ جلبابِا
أحلى الخُدودِ لَتفّاح بهِ ثُلَم‏ قالتْ لطالبهِ: طعمُ الجنى طابا
أحلى الغرامِ لقلبي كانَ اخرَهُ‏ أحلى النّهارِ أصيل يوصدُ البابا
أحلى الكفاحِ لَمجْد أَمّ‏َ جنّتهُ‏ روح تناجي العُلا لمّا الرّجا غابا
ضنّ‏َ العِناقُ عليها والمُنى احتجَبَتْ‏ إلاّ ترى الدّمَ كالشّلاّلِ مُنسابا
فاستدعَتِ الرّوحُ منْ أوداجِها وَدَجاً زفّ‏َ النُّعوشَ إلى العلياءِ أسرابا
تاقَ الجهادُ إلى راياتِهِ وجِعاً رامَ النّوالَ فألفى الخفقَ محرابا
صلّى على المجدِ في أفيائهِ ودَعا يرجو اللّقاءَ فطافَ النّبْتُ إخضابا
ثمّ انثنى اسراً بالدّمعِ والِهَهُ‏ كمْ قيّدَ الحسنُ بالأحزانِ ألبابا!
لبنانُ كبّرَ إذ فاضَتْ منابعُهُ‏ لمّا الظّماءُ ابتلى في البيدِ أعرابا
رفّتْ على الأُفْق رايات يعانقُها صدرُ الزّمانِ فما العشّاقُ أغرابا
هُمْ منْ بلادِ الذُرا رقراقُ جدولها حاكَتْ مدامعُهُ للعينِ أهدابا
هُمْ منْ نسورِ المدى جنح يؤازرُهُ‏ حقّ رأى اللّيلَ يسعى فيهِ مُرتابا
فاستلّ‏َ فجرَ حسامِ العدلِ يزرعُهُ‏ في رجْسِ معبدِهِم للشّركِ حطّابا
ما سامحَ الحدُّ منْ أحلامهِمِ حلُماً أو جاوزَ الثّأرُ منْ أنيابِهِم نابا
أوْ أفلتَ القيدُ منْ عارٍ تصهيُنَهُم‏ أوْ أطلقَ الرّوعُ للطّغيانِ أذنابا
إستقسمَ الذّلّ‏ُ في صهيونَ فانقسموا: قوم رجا الموتَ قوم باسَ أْعتابا
لبنانُ ليس فراديساً معلّقةً أو ما نلاقي بهِ لهواً وألعابا
لبنانُ قهرُ العدا لبنانُ هاوية مَنْ ظنّهُ نزهة للصّيدِ قد خابا
إذ أنجبَ الخلدَ ما شاؤوهُ مقبرةً واستمطرَ السّلمَ ما سمّوهُ إرهابا
واستحضرَ الرّيحَ منْ كمّوا نواجذَهُ‏ يذرو بها النّصرَ إمّا راحَ أو ابا
خلفَ الجدارِ أنينُ الأسرِ يسألهُ: هل يُرجعُ الصّبحُ للأحداقِ غيّابا؟
لم يشْتكِ البينَ والأصفادُ ما صدئت‏ حتّى حلفْتَ، ودقّ‏َ العهدُ أبوابا:
لن نترُكَ القيدَ للأحرارِ يُترِعُهُم‏ قهرَ السّراديبِ إرهاقاً وإتعابا
قَعْرَ الغيابَتِ لمّ‏َ النّصرُ غلّتَهُ‏ عَزَّ الأَسيرُ ولمّ‏َ البغيُ أخشابا
سَلْ ذا الزّمانَ أيُمحى في دفاتِرِهِ‏ نصر منَ اللَّهِ أهدى الدّوحَ أعنابا؟
دقّتْ على النّارِ أيديهِ مخضّبةً فانصاعَ بابُ المنى توقاً وترحاباً
داستْ على النّجمِ منهُ خطوة فهوى‏ لثمُ الضّياءِ على نعليهِ وثّابا
ذاكَ ابنُ أحمدَ نَصرُ اللَّهِ سيّدُنا نجلُ الإمامةِ ما أنقاهُ أنسابا!
إذ ضمّهُ النّصرُ عنواناً لسؤدَدِهِ‏ واختارهُ العزُّ دونَ الصّحبِ أصحابا
واشتاقتِ القدسُ من وجدٍ لجبهتهِ فاستبّقتِ العزمَ في العينينِ لهّابا
يا مجدُ مالَكَ في الجفنَين تُسكِنُهُ؟ أراقكَ الطّهرُ أمْ ألفيتَ أحبابا؟
أم أنت تعرفُ أنّ الحقّ‏ً في يدهِ‏ كفّ‏ُ الّربيعِ تطوفُ الرّوضَ إعشابا؟
باركْ أيا مجدُ تاجاً من صنائعهِ‏ وافتحْ على القدسِ وعداً ليسَ كذّابا
واجلسْ على العرشِ مزهوّاً بموعدِها قد أوشكَ الفتحُ فاخترْ منهُ أثوابا

أمل طنانة


* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 58- 63.

2011-01-17