يتم التحميل...

خَمرية النَصرِ

خواطر جهادية

يا طيرَ أمّ‏ِ القُرى في العالمِ الثَّاني‏ قالوا تحبّ‏ُ الطِلى من خمرِ لبنانِ‏ من بعدِ كأسِ اللَّمى فجراً بمسجدِها أغراكَ كأسُ النُّهى من رِمشِها الرَّاني‏

عدد الزوار: 31
يا طيرَ أمّ‏ِ القُرى في العالمِ الثَّاني‏ قالوا تحبّ‏ُ الطِلى من خمرِ لبنانِ‏
من بعدِ كأسِ اللَّمى فجراً بمسجدِها أغراكَ كأسُ النُّهى من رِمشِها الرَّاني‏
إبريقُ عينِ المها أورَى بمبسمها رشْفَ انكسارِ الرُّؤى من صدرِها الدَّاني‏
يا حبّ‏ُ كُرْمى الأولى من أهلِ كرمتِها حرِّرْ جنوبَ الدُنى واسكبْ ليَ الثِّاني‏
باللَّه أَطلقْ (أبَا الهادي) بلابلَها كما زرعتَ المدى أعوادَ ريحانِ‏
ما زالَ في سجنها اللّيليّ‏ِ ليْ قدح‏ فاروِ غليلي بِه وارأفْ على العاني‏
ما كنتُ يومَ انجلتْ في ظلّ‏ِ أرزتِها إلا وعينيْ على عينِّي نُدماني‏
فانسَاح من حسنِها طيف على شفتي‏ وارتدَّ من نَشرها عطر بشرياني‏
فاقصدْ جنوبَ التقى إِنْ كُنتَ ذا طربٍ‏ واشربْ رحيقَ الهُدى فالخمرُ ربَّاني‏
أكثرتَ عَطفاً بنا يا مَنْ تُناولها ويليْ لقطرِ النَّدى حانٍ على جانِ‏
بُوركتَ من مُقمرٍ في عِمَّةٍ أَرَجَتْ‏ مِسْكاً على زهرةٍ في شطِّ مُرجانِ‏
فانبثّ‏َ من ريقها أطيافُ عاصِرِها يا للأثيرِ لكمْ ساعٍ بإحسانِ‏
عصفورُ قلبي شدا من سكرِها نَغماً يبكي حُسَين الرضى عَشْراً فأبكاني‏
لا بُدَّ من دمعةٍ في ذِكر مَنْ رجعوا رُوحاً على عِمَّةٍ تاريخَ أحزانِ‏
مولايَ رُوحي فِدى إشَراقةٍ نَبَتتْ‏ في ثغرِ مَنْ عُذِّبوا ورداً بألوانِ‏
لا شكّ‏َ أنّ‏َ السَّما قد غادرتْ فلكاً حتَّى أراها انطوتْ في قلبكِ الحاني
والأرضُ قد جَمَّعتْ من كلّ‏ِ مأسدةٍ في زندِ زَين الورى أَمثالَ (ديراني)
والنصرُ يا سيّدي ما كان مُنشرحاً لولاكَ في صولةٍ لولاكَ رَحماني‏
فَالسيفُ في صمتهِ ورد على فننٍ‏ والسيفُ في فعلهِ تكبيرُ أَذَان‏
واللَّهِ لا يستوي في عقلِ من جهُلوا معنى الورود شذىً والروحُ شيطاني‏
فامشقْ رسُول العُلى في كلّ‏ِ مظلمةٍ نُوراً وضي‏ءَ الحِجى من إرثِ لُقمان‏
وارفعْ حجابَ السُّها عن نور فكرتهِ‏ وابعثْ نجومَ السَّما من أسرِ سَجّانِ‏
واشرحْ كتابَ الهوى وافتحْ لمنتظرٍ باباً على جنَّةٍ في كفّ‏ِ رَضوانِ‏
إِنيّ‏ِ أراهُ استوى في الأفقِ مُقترباً من سدرةِ المُنتهى مكيّ‏َ أوطانِ‏
لبنانُ كانَ الهوى سرّاً ففجّرَهُ‏ ما سالَ من دمِّكم طُهراً بوجداني‏
وانسلّ‏َ من خاطري طير يخبِّرهُ‏ للحَالمينَ بكمْ أهلي وجيراني‏
قدْ كانَ في حربكمْ عنوانَ أُغنيتي‏ واليومَ في نصركمْ ما زالَ عنواني‏
للَّهِ من ثورةٍ في (عاملٍ) كتبتْ‏ إرغامَ ذئبِ الغضا لوحاً بميزان‏
تُملي على (مَرْحبٍ) في عصرِ قُوَّته‏ ما كانَ في ضربةِ المخلوقِ نُوراني‏
تستفّ‏ُ صخرَ الصَّفا في الطفّ‏ِ مُرجعةً وحياً يُعيدُ الصَّدى للطَّاهِر القاني‏
نوراً أمامَ الورَى في ليلِ محنتهم‏ من ذَوبِ مَنْ عَتَّقوا صبراً بأبدانِ‏
فانهارَ من دمِّهمْ ما سطروا عُدداً وانحلّ‏َ في دمعهمْ تاريخُ إذعانِ‏
كانتْ لهمْ كرَة في هجمةٍ سَلفتْ‏ والنَّصرُ حُكماً لنا والوعد قراني‏
والنُّونِ... إِنْ أُخرِّت لا بدَّ قَادمة أعلامُ شرقِ الهُدى من فجر إيران‏
فالقدسُ في كربلا فكراً وقَافيةً والسيفُ من حيدرٍ... والفتحُ لبناني‏

حسن علي المرعي


* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 71- 77.

2011-01-07