يتم التحميل...

السلطان‏

خواطر جهادية

بوركت يد... كسرت ألوية الزمن عند بوابة فاطمة وأماطت لثان الزيف عن الوجوه المطلية بالخيوط العنكبوتية

عدد الزوار: 27
بوركت يد... كسرت ألوية الزمن عند بوابة فاطمة
وأماطت لثان الزيف عن الوجوه المطلية بالخيوط العنكبوتية
مقاومون... اقتدروا للصباحاتِ
شموساً بسطت اكفها على محاريبهم وهم رهبان الليل
لا ينطفئ لهم سراج مسافرون.. من كتفِ الظلام
سر في علائِك لن يطالَك فرقد إِلا السماء تصافحت فيها اليدُ
كف به الذكرى تَشُدُّ رحاله‏ وصباحَهُ عند الأَذان مقيَّدُ
كَسَرَ الخيوطَ لدى مسامع ناعسٍ‏ حتى استفاقَ على الصباحاتِ الغدُ
يتهامسُ الدَّمعُ المُسِنّ‏ُ وفِتْيَة صاغوا تجاعيدَ الفراقِ وَجَدَدُوا
خمسون عاماً باللقاء تقلَّصت‏ وامتدَّ دمعُ الابتهالِ الأَرغدُ
مالَتْ مصابيحُ الزَّمان تَيَمُّنا يَنْشَقّ‏ُ صبح والصلاةُ المقصدُ
واللَّيل يرقدُ عند كهفٍ ساكن والإنسُ تُسْكِرُهُ الجباهُ السُّجَّدُ
بَسَمَتْ عُيُونُهُمُ عن الصُّبحِ الذي‏ أَرخت مواسمَ من عطاياها اليدُ
كفَّان مطويَّان لَفَّهما الندى‏ والنصرَ مما يكتبان مؤكَّد
دَقَتْ على وترِ الزَّمان أَصابِع‏ نَجْوى يخامرُها السُّمورُ ومَعْبَدُ
طيفان يمتدان نُوراً كُلَّما أَشعلتَ كفاً زاد فيها المَوْرِد
يتعانقُ الزَّنْدُ الكَمِيّ‏ُ وادمع‏ بيضاءَ تعشقها عيون ترمد
ما النَّصرُ إلى طفلة قد ملَّها سَفَرُ اللقاءِ وظلُّها يَتَجَدَّدُ
مملؤتان عيونُها يَشْتَرُّها نَدْبُ الوصولِ، صَباحُها متمِّرد
وَقَفَتْ تَمَاثِلُ رايةً مع رايةٍ والنُّور فيما يرَ فلان مغرد
يا شوقُ قُمْ ما زِلْتُ أؤمِنُ أنني‏ حيّ وأَنّ‏َ عيونَنَا لا ترقد
عَهِدي الماذِنُ للنداءِ، وأنَّه‏ في كل يومٍ يَسْتَفِيقُ المَسْجِدُ
والموتُ تِكْسِرُهُ يَد قُدْسيَّة لا تُستَطَالُ، وعَزْمُهَا لا يبرد
وَطَنِي أُحبك لا تزال تَشُدُّني‏ للحبّ‏ِ راقةُ الوصالِ وتَنْشُدُ
وَيَلُفُّنِي وَعْدُ الدِّماء وَدَينُهُ‏ أَبَدَاً يحاصِرُني ونِعْمَ المَوْعِدُ
أَبَرَقَتُ من دميَ النَّزيفِ رسالتي‏ لِعيون أمّ‏ٍ يستَبِدُّ بها الغَدُ
ترنو إلى عين المَغِيبِ لعَلَّها تَحظى بأفقٍ بالرُّؤى يَتَوَلَّدُ
نَبقَى وللقدس الولادةُ، طَيفُها وعد له في كلِ يومٍ مَوْلِدُ
لعيونِها ملئُ الدُّعاءُ وَقُبْلة للعاشقين ويا لها تَتَوقَّدُ
العُودُ والشَّجَرُ الكَثيفُ وأحرف‏ ومرابط والمَبْتَلَى والسَّيِّدُ
الظِّلّ‏ُ ظِلُّكِ ما يحيطُ به، النُّهى‏ والفيئُ دونك كَفُّهُ مسْتَبْعَدُ

باسم سرور


* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 39- 44.

2011-01-07