انطباعات عن شخصيّة الإمام الرضا عليه السلام
ولادة الإمام علي الرضا(ع)
إنّ شخصيّة الإمام أبي محمّد الرضا عليه السلام قد احتلت عواطف العلماء والمؤلّفين في كلّ جيل وعصر، وتمثّل ذلك في جمل الثناء والتعظيم على شخصيّته، وإليك بعض ما ورد من الثناء عليه:
عدد الزوار: 267
إنّ شخصيّة الإمام أبي محمّد الرضا عليه السلام قد احتلت عواطف العلماء والمؤلّفين في كلّ جيل وعصر، وتمثّل ذلك في جمل الثناء والتعظيم على شخصيّته، وإليك بعض ما ورد من الثناء عليه:
الإمام الكاظم عليه السلام: لقد أشاد الإمام الكاظم عليه السلام بولده الإمام الرضا، وقدّمه على السادة الأجلاّء من أبنائه، وأوصاهم بخدمته، والرجوع إليه في أمور دينهم، فقال لهم: " هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد صلى الله عليه وآله، سلوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم، فإنّي سمعت أبي جعفر بن محمد عليه السلام يقول لي: إنّ عالم آل محمد صلى الله عليه وآله لفي صلبك، وليتني أدركته فإنّه سميُّ أمير المؤمنين...".
المأمون
وأعلن المأمون العباسي فضل الإمام الرضا عليه السلام في كثير من المناسبات:
1- قال المأمون للفضل بن سهل وأخيه: " ما أعلم أحداً افضل من هذا الرجل -يعني الإمام علي بن موسى- على وجه الأرض ".
2- أشاد المأمون بالإمام الرضا عليه السلام أيضاً في رسالته التي بعثها للعباسيين الذين نقموا عليه بولاية العهد للإمام عليه السلام قائل:
" ما بايع له المأمون -أي للإمام الرضا- إلاّ مستبصراً في أمره، عالماً بأنّه لم يبق أحد على ظهرها -أي على ظهر الأرض- أبين فضلاً، ولا أظهر عفّة، ولا أورع ورعاً، ولا أزهد زهداً في الدنيا، و لا أطلق نفساً، ولا أرضى في الخاصّة والعامّة، ولا أشدّ في ذات الله منه، وانّ البيعة له لموافقة لرضى الربّ ".
قال أبو الصلت عبد السلام الهروي، وهو من أعلام عصره: " ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا، ولا رآه عالم إلاّ شهد له بمثل شهادتي، ولقد جمع المأمون في مجلس له عدداً من علماء الأديان، وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم، حتى ما بقي منهم أحد إلاّ أقرّ له بالفضل وأقرَّ على نفسه بالقصور...".
وقال زعيم الشيعة الشيخ محمّد بن محمّد النعمان العكبري البغدادي الملَقَّب بالشيخ المفيد: " وكان الإمام القائم بعد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ابنه أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام لفضله على جماعة إخوته، وأهل بيته، وظهور علمه وحلمه وورعه، واجتماع الخاصّة والعامّة على ذلك فيه، ومعرفتهم به منه ".
وقال جمال الدين أحمد بن علي النسّابة، المعروف بابن عنبة: " الإمام الرضا يكنى أبا الحسن ولم يكن في الطالبيّين في عصره مثله، بايع له المأمون بولاية العهد، وضرب اسمه على الدراهم والدنانير، وخطب له على المنابر ".
وقال جمال الدين، أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي: " الإمام أبو الحسن الهاشمي العلوي، الحسيني، كان إماماً عالماً، وكان سيد بني هاشم في زمانه، وأجلّهم، وكان المأمون يعظّمه ويبجّله ويخضع له، ويتغالى فيه، حتى جعله وليّ عهده..".
وقال ابن ماجة: " كان -أي الإمام الرضا- سيد بني هاشم، وكان المأمون يعظّمه، ويبجّله، وعهد له بالخلافة، واخذ له العهد..".
قال ابن حجر: " كان الرضا من أهل العلم والفضل مع شرف النسب..".
قال اليافعي: " الإمام الجليل المعظَّم، سلالة السادة الأكارم: علي بن موسى الرضا، أحد الأئمة الإثني عشر، أولي المناقب الذين انتسبت الإماميّة إليهم، وقصروا بناء مذهبهم عليهم..".
والذهبي الذي عرف بالبغض والعداء لأهل البيت عليهم السلام لم يسعه إلاّ الاعتراف بفضل الإمام الرضا عليه السلام، بقوله: " الإمام أبو الحسن بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي...وكان سيد بني هاشم في زمانه، وأحلمهم، وأنبلهم، وكان المأمون يعظّمه، ويخضع له ويتغالى فيه، حتى انه جعله ولي عهده..".
قال الشبراوي: " كان رضي الله عنه كريماً جليلاً، مهاباً موقّراً وكان أبوه موسى الكاظم عليه السلام يحبّه حبّاً شديداً ".
مدحه أبو نؤاس -الشاعر المشهور- الذي ترك مدحه إعظاماً له، وقد أجاد فيما قال، حين عوتب على عدم مدحه الإمام الرضا عليه السلام بعد توليته لولاية العهد، فقال مجيب:
قيل لي أنت أوحد الناس طرّاً في فنون من المقال النبيه
لك من جوهر الكلام نظام يثمر الدر في يدي مجتنيه
فلماذا تركت مدح ابن موسى والخصال التي تجمّعن فيه
قلت: لا اهتدي لمدح إمام كان جبريل خادماً لأبيه
وخرج الإمام الرضا عليه السلام يوماً على بغلة فارهة، فدنا منه أبو نؤاس، وسلّم عليه وقال له: " يا ابن رسول الله! قلت فيك أبياتاً أحب أن تسمعها مني فقال له: قل. فانبرى أبو نؤاس قائل:
مطهّرون نقيّات ثيابهم تجري الصلاة عليهم كلّما ذكروا
من لم يكن علويّاً حين تنسبه فما له في قديم الدهر مفتخر
أولئك القوم أهل البيت عندهم علم الكتاب وما جاءت به السور
وأعجب الإمام عليه السلام بهذه الأبيات فقال لأبي نؤاس: قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد.
ثم التفت إلى غلامه فقال له: ما معك من فاضل نفقتنا ؟ فقال: ثلاث مئة دينار، قال: ادفعها له. فلما ذهب إلى بيته، قال لغلامه: لعلّه استقلّها، سق إليه البغلة.
وهام دعبل الخزاعي في الإمام الرضا عليه السلام، وكان مما قاله فيه:
لقد رحل ابن موسى بالمعالي وسار بيسره العلم الشريف
وتابعه الهدى والدين طرّاً كما يتتبع الألف الأليف
* سلسلة أعلام الهداية، الإمام علي بن موسى الرضا ع، المجمع العالمي لأهل البيت ع، ط1، ص19-23.
2013-09-17