يتم التحميل...

في الأئمة وعددهم

بحوث عامة

أنّ الإمامة كالنبوّة، لا تكون إلاّ بالنص من الله تعالى على لسان رسوله، أو لسان الإمام المنصوب بالنص إذا أراد أن ينص على الإمام من بعده. وحكمها في ذلك حكم النبوّة بلا فرق، فليس للناس أن يتحكَّموا فيمن يعيّنه الله هادياً ومرشداً لعامّة البشر، كما ليس لهم حق تعيينه أو ترشيحه أو انتخابه.

عدد الزوار: 207

عقيدتنا في أنّ الإمامة بالنص
نعتقد: أنّ الإمامة كالنبوّة، لا تكون إلاّ بالنص من الله تعالى على لسان رسوله، أو لسان الإمام المنصوب بالنص إذا أراد أن ينص على الإمام من بعده.

وحكمها في ذلك حكم النبوّة بلا فرق، فليس للناس أن يتحكَّموا فيمن يعيّنه الله هادياً ومرشداً لعامّة البشر، كما ليس لهم حق تعيينه أو ترشيحه أو انتخابه، لانّ الشخص الذي له من نفسه القدسية استعداد لتحمّل أعباء الإمامة العامّة وهداية البشر قاطبة يجب ألا يعرف إلاّ بتعريف الله ولا يعيَّن إلاّ بتعيينه.

ونعتقد: أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم نصّ على خليفته والإمام في البرية من بعده، فعيّن ابن عمه علي بن أبي طالب أميراً للمؤمنين، وأميناً للوحي، وإماماً للخلق في عدّة مواطن، ونصّبه، وأخذ البيعة له بإمرة المؤمنين يوم الغدير فقال: "ألا مَن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، وأدر الحق معه كيفما دار"1.

ومن أوّل مواطن النص على إمامته قوله حينما دعا أقرباءه الأدنين وعشيرته الأقربين فقال: "هذا أخي، ووصيي، وخليفتي من بعدي، فاسمعوا له وأطيعو"2، وهو يومئذ صبي لم يبلغ الحلم.

وكرَّر قوله له في عدّة مرّات: "أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبي بعدي"3.

إلى غير ذلك من روايات وآيات كريمة دلّت على ثبوت الولاية العامّة له، كآية: ﴿إنَّما وَليُّكُم اللهُ ورَسولُهُ والَّذين آمنوا الّذِينَ يُقيِمُونَ الصَّلاةَ وَ يؤُتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعوُنَ4، وقد نزلت فيه عندما تصدَّق بالخاتم وهو راكع5.

ولا يساعد وضع هذه الرسالة على استقصاء كلّ ما ورد في إمامته من الآيات والروايات، ولا بيان وجه دلالتها.

ثمّ إنّه عليه السلام نص على إمامة الحسن والحسين، والحسين نص على إمامة ولده علي زين العابدين، وهكذا إماماً بعد إمام، ينصّ المتقدّم منهم على المتأخِّر إلى آخرهم وهو أخيرهم على ما سيأتي.


عقيدتنا في عدد الأئمّة
ونعتقد: أنّ الأئمّة الذين لهم صفة الإمامة الحقّة، هم مرجعنا في الأحكام الشرعية، المنصوص عليهم بالإمامة اثنا عشر إماماً، نصّ عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم جميعاً بأسمائهم6، ثمّ نصّ المتقدّم منهم على من بعده، على النحو الآتي:

سنة الوفاة ... سنة الولادة ... اللقب ... الاسم ... الكنية ... ت
40 هـ ... 23 ق. هـ ... المرتضى ... علي بن أبي طالب ... أبو الحسن ... 1
50 هـ ... 2 هـ ... الزكي ... الحسن بن علي ... أبو محمد ... 2
61 هـ ... 3 هـ ... سيد الشهداء ... الحسين بن علي ... أبو عبد الله ... 3
95 هـ ... 38 هـ ... زين العابدين ... علي بن الحسين ... أبو محمد ... 4
114 هـ ... 57 هـ ... الباقر ... محمد بن علي ... أبو جعفر ... 5
148 هـ ... 83 هـ ... الصادق ... جعفر بن محمد ... أبو عبد الله ... 6
183 هـ ... 128 هـ ... الكاظم ... موسى بن جعفر ... أبو ابراهيم ... 7
203 هـ ... 148 هـ ... الرضا ... علي بن موسى ... أبو الحسن ... 8
220 هـ ... 195 هـ ... الجواد ... محمد بن علي ... أبو جعفر ... 9
254هـ ... 212 هـ ... الهادي ... علي بن محمد ... أبو الحسن ... 10
260 هـ ... 232 هـ ... العسكري ... الحسن بن علي ... أبو محمد ... 11
.... ... 256 هـ ... المهدي ... محمد بن الحسن ... أبو القاسم ... 12

وهو الحجة في عصرنا، الغائب المنتظر، عجل الله فرجه، وسهل مخرجه؛ ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.

*عقائد الأمامية، الشيخ محمد رضا المظفر، ص: 87-89.


1- المصنف 12/67، سنن ابن ماجة 1/43، سنن الترمذي 5/633، مسند أحمد 1/118، مستدرك الحاكم 3/109، وللمزيد راجع كتاب الغدير: المجلد الاول.
2- مسند أحمد 1/111، خصائص النسائي: 83، تفسير الطبري 19/74.
3- المصنف 12/60، التاريخ الكبير 1/115، صحيح مسلم 4/1870، سنن الترمذي 5/640، مسند أحمد 1/179.
4- المائدة: 55.
5- تفسير الطبري 6/186، أسباب النزول: 113، تفسير الرازي 12/26.
6- كمال الدين: 250 ـ 256، عيون أخبار الرضا 1/41 ـ 51، فرائد السمطين 2/132.

2010-02-28