يتم التحميل...

الغفلة والرياء آفتان تحولان دون تحقق الصلاة الحقيقية

تربية دينية (عبادات)

الغفلة والرياء آفتان تحولان دون تحقق الصلاة الحقيقية

عدد الزوار: 23



الصلاة عمود الدين وقربان كل تقي
الصلاة بمعناها الحقيقي عمود الدين. العمود إن لم يكن موجوداً فإن السقف سيقع وسيفقد المبنى اعتباره وشكله المعماري؛ هذه هي الصلاة. أيّ صلاة يمكنها أن تحفظ هذا الهيكل؟ إنها الصلاة التي تتمتع بخصائص ومميزات منشودة: أن تكون "قربان كل تقي"، تنهى عن الفحشاء والمنكر، أن تكون صلاة مترافقة مع الذكر "ولذكر الله أكبر". هذا الذكر الموجود في الصلاة، ينبغي علينا أن نقوم به وأن نروّجه أيضاً.
في الواقع، إن صلواتنا إما أنها في حالات كثيرة ليست نوعية أو أنها ذات نوعية متدنية أو ليست عالية. يجب الوصول إلى عمق أذكار الصلاة. حسنًا، إن صلاتنا يجب أن تحفظ وتصان من هذه الآفات الخاصة بالمكاري. أي آفة الغفلة أثناء الصلاة، وعدم التوجه إلى مفاهيم الصلاة وعدم الانتباه إلى المُخَاطَب في الصلاة. أي الذات الإلهية المقدسة. هذه واحدة من الآفات. وعلى حد تعبير المرحوم الشيخ المشكيني حيث كان يقول هنا في هذه الحسينية: بأنه إذا تم اختراع آلة يمكن للإنسان أن يوصلها بدماغه ويسجل عبرها كل ما يخطر في ذهنه طوال الصلاة من أولها إلى آخرها، ستكون النتيجة عجيبة وغريبة. منذ أن ندخل في الصلاة وحتى ننتهي، إلى أين يذهب الذهن؟ أين يتجول ويسافر؟ أيّ مسائل يحلّ؟ إلى ماذا يشير في تعلّقاته وافتتانه وانجذابه؟ هذه الآفات والتي أعبر عنها أنا العبد بآفات المكاري. إذا استطعنا أن نحفظ أنفسنا من هذه الآفة وننقذ أنفسنا من آفة أخرى هي الرياء –" وأبرأ قلبي من الرياء والسمعة والشك في دينك" الواردة في الدعاء- حينها تصبح صلاتنا صلاة عادية. وحتى هذه المرحلة فإن عمق الصلاة ليس متحققاً ولا محفوظاً.
حسنًا، عندما نقول "سبحان ربيّ العظيم وبحمده"؛ كيف نفهم هذه العظمة؟ أيّ تصور عن هذه العظمة في قلبنا؟ ما هي هذه العظمة التي نعظّمها ونسبحها ونقدّسها؟ أين هو معدن العظمة ذلك، المقصود في هذا الدعاء: " هب لي كمال الانقطاع إليك" حتى يصل " إلى معدن العظمة"؟ وما هو معدن العظمة؟ سبحان ربيّ العظيم، سبحان ربيّ الأعلى، إيّاك نعبد وإيّاك نستعين. هل لدينا أيّ انتباه إلى هذه المعاني وهذه المفاهيم العميقة. حصر العبودية لله، الاستعانة فقط بالله، تعليم القلب هذه المعارف، أداء الصلاة بهذه النوعية والجودة؟ حسنًا، يجب علينا أن نتمرّن ونتدرّب لفترة حتى نصل إلى تلك الحالات.
 


*من كلمة الإمام الخامنئي في لقائه أئمة مساجد محافظة طهران ـ 21/08/2016.

2019-09-26