يتم التحميل...

روح الصلاة .. التوجه القلبي نحو المعبود

تربية دينية (عبادات)

روح الصلاة .. التوجه القلبي نحو المعبود

عدد الزوار: 22



للصلاة جسم وروح. ينبغي التفطن لهذه النقطة. أي إن كل واحد منا ــ أنا نفسي والآخرون ــ يجب أن نتفطن لهذه النقطة. للصلاة قالب و مضمون. لها جسم و روح. لنحذر من أن يكون جسم الصلاة خالياً من روح الصلاة. لا نقول إن جسم الصلاة الخالي من الروح لا تأثير له إطلاقاً. بلى، له تأثير بسيط على كل حال. بيد أن الصلاة التي شدد عليها الإسلام، و القرآن، و الشرع، و الرسول، و الأئمة ( عليهم السلام ) كل ذلك التشديد هي الصلاة التي اكتمل جسمها وروحها على السواء. لهذا الجسم قراءته، و ركوعه، و سجوده، و هبوطه إلى الأرض، و قنوته، و ارتفاع صوته وانخفاضه بما يتناسب و تلك الروح. هذا التنوع من أجل تغطية جميع الحاجات التي ينبغي أن تُشبع بواسطة الصلاة، و لكل منها سرّه الخاص، و مجموعها يشكل قالب الصلاة وظاهرها. هذا الشكل مهم جداً، لكن روح الصلاة هي التوجه؛ لنعلم ما الذي نفعله. الصلاة من دون توجه قليلة التأثير كما قلنا. بوسعكم الانتفاع بطريقتين اثنتين من قطعة ألماس ثمينة تزن عدة قيراطات. طريقة منهما هي أن تستخدموها كألماسة أي كحجر كريم ثمين. و الطريقة الأخری أن تستخدموها كحجر في كفّة الميزان. لكن الانتفاع من الألماس ليس في أن يستعمله الإنسان كحجر ميزان. ينبغي عدم التعامل مع الصلاة كألماسة نستخدمها حجراً للميزان.. للصلاة قيمة كبيرة جداً.
تارة يصلي الإنسان كما يمارس سائر عاداته اليومية من قبيل تفريش الأسنان أو الرياضة.. و كذلك نصلي. و تارةً يصلي و هو يشعر أنه يريد الحضور بين يدي الله.. هذه حالة مختلفة. نحن في محضر الله دوماً، سواء كنا نياماً أو صاحين، أو غافلين، أو ذاكرين. لكن تارة تبادرون للتوضّؤ و لتطهر و الاستعداد بطهارة جسم و طهارة ملبس و طهارة معنوية ناتجة عن الوضوء و الغسل لتذهبوا عند إله العالم. علينا في الصلاة أن نشعر بمثل هذا الشعور. يجب الدخول إلى الصلاة بمشاعر الحضور أمام الله و التحدث معه. يجب أن نشعر أنفسنا أمام الله و نخاطبه. و إلا مجرد أن نبث في الجو أمواجاً بكلماتنا و حروفنا فهذا ليس الشيء الذي طولبنا به. يمكن القول: " الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين"، و بث أمواج هذه الكلمات. ويمكن قراءتها قراءة حسنة و لكن من دون توجه و سيكون الأمر هنا أيضاً بثاً للأمواج الصوتية في الهواء. هذا ليس الشيء الذي أُريد منا. طُلب منا أن نحمل قلوبنا في الصلاة إلى الباري، و نتحدث حديث القلوب، نتحدث بقلوبنا.


*كلمة الإمام الخامنئي في المشاركين بملتقى الصلاة السابع عشر  19/11/2008.

2019-09-26